شرح الألفية الدرس ( 11 ) المعرب والمبني [ البيتان 29 30 ]

شرح الألفية الدرس ( 11 ) المعرب والمبني [ البيتان 29 30 ]

مشاهدات: 563

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس الحادي عشر   

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

أما بعد :

فقد الناظم رحمه الله :

29 ـ أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ  *** وَالنّقصُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ

30 ـ وَفِي أَبٍ وَتَالِيَيْه يَنْدُرُ ***  وَقَصْرُها مِنْ نَقْصِهِنّ أَشْــهَرُ

الشرح :

لما ذكر رحمه الله اسمين من الأسماء الستة في البيت السابق :

 مِنْ ذَاكَ ذُو إِنْ صُحْبَةً أَبَانَا  *** وَالْفَمُ حَيثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا

ذكر اسمين ، وهنا ذكر أربعة لتتم القسمة ، قال :

أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ  …………………..

يعني ما أُعرب به الاسمان السابقان من الرفع بالواو ، والنصب بالألف ، والجر بالياء ، يكون الحكم كذلك في الأب والأخ والحم ، ثم لما كان الاسم السادس ( هنُ ) فيه خلاف بين البصريين والكوفيين ، لأن الكوفيين لا يرون أن ( هن ) من الأسماء الستة ، بل يقولون هي خمسة أسماء ، بينما البصريون وينوبهم في ذلك ابن مالك يروى أن ( هن ) من الأسماء الستة ، تعامل كمعاملة ما سبق من أسماء .

ثم لما كان الأفضل في ( هن ) النقص وهو الإعراب بالحركات ، قال:

………………        وَالنّقصُ فِي هذَا الَأخِيرِ أَحْسَنُ

ما هو الأخير ؟ ( هن )

فخلصنا من هذا إلى أن ( هن ) له حالتان، إحداهما أفضل من الأخرى ، فالأفضل في ( هن ) أن يعرب بالحركات .

مثال :

” هذا هنُك “

” استر هنَك “

” لا تنظر إلى هنِك “

والهنُ : عبارة عن قُبل الإنسان .

هذا : مبتدأ .

هنُ : خبر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .

” استر هنَك “

استر : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .

هنَ  : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهر على آخره .

” لا تنظر إلى هنِك “

لا : ناهية .

تنظر : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية .

إلى : حرف جر .

هنِ : اسم مجرور بإلى وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف والكاف مضاف إليه .

إذاً / هذا هو الأفضل وهي الحالة الأولى وهي حالة النقص وهي أن يعرب بالحركات .

الحالة الثانية : وهي ضعيفة ، بل لا يراها الكوفيون كما مر معنا في شرح متن ( الآجرومية )

أن يُعرب بالتمام ، وهو الإعراب بالحروف .

مثال :

” هذا هنوك “

” استر هَناك “

” لا تنظر إلى هنيك “

فنجد ” هنوك ” مرفوع وعلامة رفعه الواو .

” هناك ” منصوب وعلامة نصبه الألف .

” هنيك ” مجرور وعلامة جره الياء .

ثم قال رحمه الله :

وَفِي أَبٍ وَتَالِيَيْه يَنْدُرُ ***  ……………………..

في صدر البيت السابق ( أب ) وما يليه وهما ( أخ وحمٌ ) يندر النقص مثال :

” هذا أبُك “

” رأيت أبَك “

” مررت بأبِك “

هذا إعراب الحركات .

مثال :

” هذا أخُك “

” رأيت أخَك “

” مررت بأخِك “

ولذلك قال الشاعر :

بأبِه اقتدى عديٌ في الكرم

ومن يشابه أبَه فما ظلم

ثم قال رحمه الله :

…………………        وَقَصْرُها مِنْ نَقْصِهِنّ أَشْــهَرُ

( هنُ ) مر معنا أن لها حالتين ، النقص وهو الأقرب ، وهي الإعراب بالحركات ، يتلو ذلك التمام وهي الإعراب بالحروف .

إذاً بقي معنا ( أبٌ – أخٌ – حمٌ ) لها ثلاث حالات ، وهي مرتبة على حسب الأفضلية :

الحالة الأولى : التمام ، وهي أن تعرب بالحروف ، ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء .

الحالة الثانية :  القصر ، وهي أن تلزم الألف في جميع الأحوال ، في حالة الرفع وفي حالة النصب وفي حالة الجر .

مثال :

” هذا أباك “

أباك : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

” رأيت أباك “

أباك : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

” مررت بأباك “

الباء : حرف جر .

أباك : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، فهي تلزم صفة واحدة .

الحالة الثالثة : النقص ، وهو الإعراب بالحركات كما سلف .

خلاصة القول / أن الأسماء الستة منها ما يلزم حالة واحدة وهي التمام  (ذو ) و ( فو ) .

النوع الثاني : ما له حالتان ، وهو ( هن ) الأفضل فيه النقص ثم يلي ذلك التمام .

النوع الثالث : ما له ثلاث حالات ( أبٌ – أخٌ – حمٌ ) الأفضل فيها التمام ، يلي ذلك القصر وهي أن تلزم الألف في جميع الأحوال ، يلي ذلك حالة النقص وهي الإعراب بالحركات .

لو سألت سؤالا : قال الناظم رحمه الله :

أبٌ أخٌ حمٌ كَذَاكَ وَهنّ  …………………..

على أي حالة من الحالات الثلاث ؟

الجواب / ليست من الأسماء الستة ، لأن الشروط غير متوفرة فيها ، إذاً : ليست معنا ، لا في قضية تمام ولا نقص ولا قصر ، فهي لا يمكن أن يكون لها إلا حالة واحدة وهي أن تعرب بالحركات ، لأنها ليست من الأسماء الستة ، فالأسماء الستة لها شروط سابقة .