شرح الألفية الدرس ( 13 ) المعرب والمبني (المثنى )[ البيت 32 ـ 34 بالألف ارفع ]

شرح الألفية الدرس ( 13 ) المعرب والمبني (المثنى )[ البيت 32 ـ 34 بالألف ارفع ]

مشاهدات: 612

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس الثالث عشر   

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

أما بعد :

فقد قال الناظم رحمه الله :

32 ـ بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا ***  إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

33 ـ كِلْتَا كَذاَكَ اثْنَانِ وَاْثنتَـــانِ ***   كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْــرِيَانِ

34 ـ وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الَألِفْ  ***  جَرّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتِحٍ قَدْ أُلِفْ

الشرح :

لما ذكر رحمه الله ما ينوب عن الحركات في الإعراب فيما مضى من الأسماء الستة ، ذكر نوعا آخر من الأنواع التي تنوب عن حركات الإعراب ، فذكر هنا ما يتعلق بالمثنى ، فقال رحمه الله :

بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى ………..

دل هنا على أن المثنى يرفع بالألف ، تقول :

” جاء الرجلان “

جاء : فعل ماضي مبني على الفتح .

الرجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون : عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

إذاً بم يرفع المثنى ؟ يرفع بالألف .

بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا ***  إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

كِلْتَا كَذاَكَ …………………

معنى ذلك : أن [ كلا وكلتا ] تعربان إعراب المثنى شريطة أن تضاف إلى ضمير ، تقول :

” جاء الرجلان كلاهما “

” جاءت المرأتان كلتاهما “

جاء : فعل ماضي .

الرجلان : فاعل .

كلاهما : كلا : توكيد مرفوع بالألف نيابة عن الضمة ، لم ؟ لأنه ملحق بالمثنى ، وكلا مضاف والضمير [ هما ] مضاف إليه .

ولذلك قال :

………………..وَكِلا ***  إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

أي أن [ كلا ] ترفع بالألف شريطة :

………………              إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

مضمر : يعني ضمير ، مثل [ كلاهما أو كلتاهما ]

كِلْتَا كَذاَكَ اثْنَانِ وَاْثنتَـــانِ *** كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْــرِيَانِ

أيضا [ اثنان واثنتان ] تعربان إعراب المثنى ، تقول :

” جاء اثنان “

” جاءت اثنتان “

جاء : فعل ماضي مبني على الفتح .

اثنان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى .

” جاءت اثنتان ” نفس الإعراب السابق .

      ………………….         كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْــرِيَانِ

هنا مثَّل بمثال :

الكاف : حرف جر .

ابنين  : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى .

وابنتين : الواو : حرف عطف ، واثنين : معطوف على ابنين ، وهو مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى .

لماذا قلنا ملحق ؟ لأنه قال رحمه الله :

اثنَانِ وَاْثنتَـــانِ ***   كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ

يعني أن [ اثنان واثنتان ] يأخذان حكم المثنى ، ما مثال المثنى ؟

[ ابنين وابنتين ]

ثم قال رحمه الله :

وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الَألِفْ  ***  جَرّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتِحٍ قَدْ أُلِفْ

يعني أن المثنى تكون له علامة أخرى ، وهي علامة الياء ، وتخلف الألف ، لأن الألف في حالة الرفع ، إذاً الياء تخلف الألف في حالتي الجر والنصب :

وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الَألِفْ

متى ؟

جَرّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتِحٍ قَدْ أُلِفْ

تقول :

” رأيت الرجلين “

رأيت : فعل وفاعل .

الرجلين : مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

” مررت بالرجلين “

الباء : حرف جر  .

الرجلين : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .

               …………. بَعْدَ فَتِحٍ قَدْ أُلِفْ

يعني أن الياء يسبقها فتح ، تقول :

” رأيت الرجلين ” اللام في حالة النصب عليها فتحة .

” مررت بالرجلين” الياء سبقتها الفتحة في حالة الجر .

بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا ***  إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

دلت هذه الكلمة على أن المثنى يرفع بالألف، ويلحق بذلك [ كلا وكلتا ] متى؟ إذا أضيفتا إلى ضمير :

بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا ***  إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا

كِلْتَا كَذاَكَ ……………….

يعني [ كلتا ] مثل [ كلا ] في هذا الحكم .

[ اثنان واثنتان ] يعربان إعراب المثنى كـ [ ابنين وابنتين ]

وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الَألِفْ  ***  جَرّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتِحٍ قَدْ أُلِفْ

يعني أن [ الياء ] علامة إعراب للمثنى في حالتي الجر والنصب ، ومن علامة ياء المثنى في حالتي الجر والنصب أن تسبقها فتحة .

المثنى هو : “ما دل على اثنين بزيادة أغنت عن متعاطفين متماثلين صالحين للتجريد “

إذاً لو أتينا إلى مثال : ” جاء الرجلان “

” الرجلان ” هذا اللفظ دل على اثنين ، بزيادة وهي [ الألف والنون ] لأن أصل ” الرجلان ” ” الرجل ” .

أغنت عن متعاطفين متماثلين ، بدل ما أقول ” جاء رجل ورجل ” أقول ” جاء الرجلان “

صالحين للتجريد ” الرجلان ” يصح أن تجرد منها [ الألف والنون ] فنقول ” الرجل “

نأتي إلى ما ذكره رحمه الله هنا من أمثلة :

[ اثنان واثنتان ] يدلان على المثنى ، لكن أيصلحان للتجريد ؟ أيصح أن تقول [ اثن واثنت ]  ؟ لا يصلحان .

[ ابنين وابنتين ] هل يصلحان للتجريد ؟ نعم ،[ ابن وابنة ]

إذاً ما لا ينطبق عليه هذا التعريف وأعرب إعراب المثنى ، نسميه ملحقاً .

إذاً [ كلاهما وكلتاهما ] مثنى أم ملحق ؟ ملحق .

[ اثنان واثنتان ] ملحق .

” رأيت القمرين ” ليس هناك إلا القمر ، لكن يطلق على الشمس قمر من باب التغليب ، إذاً عن متعاطفين ، هل هما متماثلان ؟ لا ، غير متماثلين.

إذاً نقول : ملحق .

” جاء العمران “

يمكن مثنى ويمكن ملحق .

إن كان المقصود رجلان اسماهما ” عمر وعمر ” إذاً هو مثنى .

وإن كان المقصود أبا بكر وعمر فهو ملحق .

إذاً لماذا القمران ملحق ؟ لأنهما غير متماثلين .

لماذا اثنان واثنتان ملحق ؟ لأنهما غير صالحين للتجريد .

إذاً ” جاء الرجلان كلاهما “

جاء : فعل ماضي .

الرجلان : فاعل .

كلا : توكيد ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه .

إذاً [ كلاهما ] أعرب إعراب المثنى ، هل هما يعربان إعراب المثنى مطلقا دون قيد ؟ كلا ، لابد أن يكون هناك قيد ، وهو أن يضافا إلى ضمير ، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر فلا يدخلان هنا .

نقول :

” جاء كلا الرجلين “

” رأيت كلا الرجلين “

” مررت بكلا الرجلين “

إذاً يلزمان صورة واحدة ، وهي الألف، هذا إذا أضيفا إلى اسم ظاهر .

جاء : فعل ماضي .

كلا : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وكلا مضاف والرجلين مضاف إليه .

” جاءت كلتا المرأتين “

” رأيت كلتا المرأتين “

” مررت بكلتا المرأتين “

لو قلت :

” جاءت المرأتان كلتاهما ”  حالة رفع بالألف .

” رأيت المرأتين كلتيهما ”  توكيد منصوب بالياء .

” مررت بالمرأتين كلتيهما “

إذاً [ كلا وكلتا ] يشترط لهما أن يضافا إلى ضمير حتى يعربا إعراب المثنى ، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر فتلزمان صورة واحدة وهي الألف .

” جاء كلا الرجلين “

” رأيت كلا الرجلين “

” مررت بكلا الرجلين “

الحركة مقدرة ”  رأيت كلا الرجلين “

كلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

” مررت بكلا الرجلين “

الباء : حرف جر .

كلا  : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

وكذلك الشأن في قولك :

” جاءت كلتا المرأتين “

” رأيت كلتا المرأتين “

” مررت بكلتا المرأتين “

إذاً [ كلا وكلتا ] إذا أضيفا إلى اسم ظاهر تلزم صورة واحدة وهي صورة الاسم المقصور ،

هناك طائفة من العرب تجعل المثنى والمحلق بجميع أحواله على صورة الاسم المقصور ، في حالة الرفع والنصب والجر ، ولكن نحن كمتحدثين ، نتحدث بما اشتهر عن الجمهور ، ما يأتي إنسان ويقول ” مررت بالرجلان ” نقول أخطأت ، يقول ” لا ” هذه لغة ، نقول ليس بصحيح ، هي لغة لا شك في ذلك ، ولكن هذه اللغة نستفيد منها في بعض الجوانب العلمية ، مثل تخريج العلماء لقوله تعالى في إحدى القراءات {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }طه63 في قراءة أخرى { إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }

إنَّ : تنصب الاسم ” إنَّ هذين ” فلماذا ؟ { إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } ؟ قالوا على تلك اللغة .

وما ذكرت هذه الفائدة إلا لأنها متعلقة بنصوص شرعية .

وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وتران في ليلة )

لا : تنصب ، كان الأصل أن يقول ( لا وترين ) لأن ( لا ) تنصب ، كما تقول ” لا رجلَ في الدار “

إذاً ( لا وتران في ليلة ) مخرج على تلك اللغة .