الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
أما بعد :
فقد قال الناظم رحمه الله :
32 ـ بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا *** إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا
33 ـ كِلْتَا كَذاَكَ اثْنَانِ وَاْثنتَـــانِ *** كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْــرِيَانِ
الشرح :
لما ذكر رحمه الله ما ينوب عن الحركات في الإعراب فيما مضى من الأسماء الستة ، ذكر نوعا آخر من الأنواع التي تنوب عن حركات الإعراب ، فذكر هنا ما يتعلق بالمثنى ، فقال رحمه الله :
بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى ………..
دل هنا على أن المثنى يرفع بالألف ، تقول :
” جاء الرجلان “
جاء : فعل ماضي مبني على الفتح .
الرجلان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون : عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
إذاً بم يرفع المثنى ؟ يرفع بالألف .
بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا *** إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا
كِلْتَا كَذاَكَ …………………
معنى ذلك : أن [ كلا وكلتا ] تعربان إعراب المثنى شريطة أن تضاف إلى ضمير ، تقول :
” جاء الرجلان كلاهما “
” جاءت المرأتان كلتاهما “
جاء : فعل ماضي .
الرجلان : فاعل .
كلاهما : كلا : توكيد مرفوع بالألف نيابة عن الضمة ، لم ؟ لأنه ملحق بالمثنى ، وكلا مضاف والضمير [ هما ] مضاف إليه .
ولذلك قال :
أي أن [ كلا ] ترفع بالألف شريطة :
مضمر : يعني ضمير ، مثل [ كلاهما أو كلتاهما ]
كِلْتَا كَذاَكَ اثْنَانِ وَاْثنتَـــانِ *** كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْــرِيَانِ
أيضا [ اثنان واثنتان ] تعربان إعراب المثنى ، تقول :
” جاء اثنان “
” جاءت اثنتان “
جاء : فعل ماضي مبني على الفتح .
اثنان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى .
” جاءت اثنتان ” نفس الإعراب السابق .
هنا مثَّل بمثال :
الكاف : حرف جر .
ابنين : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى .
وابنتين : الواو : حرف عطف ، واثنين : معطوف على ابنين ، وهو مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى .
لماذا قلنا ملحق ؟ لأنه قال رحمه الله :
اثنَانِ وَاْثنتَـــانِ *** كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ
يعني أن [ اثنان واثنتان ] يأخذان حكم المثنى ، ما مثال المثنى ؟
[ ابنين وابنتين ]
ثم قال رحمه الله :
يعني أن المثنى تكون له علامة أخرى ، وهي علامة الياء ، وتخلف الألف ، لأن الألف في حالة الرفع ، إذاً الياء تخلف الألف في حالتي الجر والنصب :
تقول :
” رأيت الرجلين “
رأيت : فعل وفاعل .
الرجلين : مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
” مررت بالرجلين “
الباء : حرف جر .
الرجلين : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
يعني أن الياء يسبقها فتح ، تقول :
” رأيت الرجلين ” اللام في حالة النصب عليها فتحة .
” مررت بالرجلين” الياء سبقتها الفتحة في حالة الجر .
بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا *** إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا
دلت هذه الكلمة على أن المثنى يرفع بالألف، ويلحق بذلك [ كلا وكلتا ] متى؟ إذا أضيفتا إلى ضمير :
بِالَألِف ارْفَعِ المُـــثَنّى وَكِلا *** إِذا بِمُضْمَرٍ مُضَافَاً وُصِـلَا
كِلْتَا كَذاَكَ ……………….
يعني [ كلتا ] مثل [ كلا ] في هذا الحكم .
[ اثنان واثنتان ] يعربان إعراب المثنى كـ [ ابنين وابنتين ]
يعني أن [ الياء ] علامة إعراب للمثنى في حالتي الجر والنصب ، ومن علامة ياء المثنى في حالتي الجر والنصب أن تسبقها فتحة .
المثنى هو : “ما دل على اثنين بزيادة أغنت عن متعاطفين متماثلين صالحين للتجريد “
” الرجلان ” هذا اللفظ دل على اثنين ، بزيادة وهي [ الألف والنون ] لأن أصل ” الرجلان ” ” الرجل ” .
أغنت عن متعاطفين متماثلين ، بدل ما أقول ” جاء رجل ورجل ” أقول ” جاء الرجلان “
صالحين للتجريد ” الرجلان ” يصح أن تجرد منها [ الألف والنون ] فنقول ” الرجل “
نأتي إلى ما ذكره رحمه الله هنا من أمثلة :
[ اثنان واثنتان ] يدلان على المثنى ، لكن أيصلحان للتجريد ؟ أيصح أن تقول [ اثن واثنت ] ؟ لا يصلحان .
[ ابنين وابنتين ] هل يصلحان للتجريد ؟ نعم ،[ ابن وابنة ]
إذاً ما لا ينطبق عليه هذا التعريف وأعرب إعراب المثنى ، نسميه ملحقاً .
إذاً [ كلاهما وكلتاهما ] مثنى أم ملحق ؟ ملحق .
[ اثنان واثنتان ] ملحق .
” رأيت القمرين ” ليس هناك إلا القمر ، لكن يطلق على الشمس قمر من باب التغليب ، إذاً عن متعاطفين ، هل هما متماثلان ؟ لا ، غير متماثلين.
إذاً نقول : ملحق .
” جاء العمران “
يمكن مثنى ويمكن ملحق .
إن كان المقصود رجلان اسماهما ” عمر وعمر ” إذاً هو مثنى .
وإن كان المقصود أبا بكر وعمر فهو ملحق .
إذاً لماذا القمران ملحق ؟ لأنهما غير متماثلين .
لماذا اثنان واثنتان ملحق ؟ لأنهما غير صالحين للتجريد .
إذاً ” جاء الرجلان كلاهما “
جاء : فعل ماضي .
الرجلان : فاعل .
كلا : توكيد ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه .
إذاً [ كلاهما ] أعرب إعراب المثنى ، هل هما يعربان إعراب المثنى مطلقا دون قيد ؟ كلا ، لابد أن يكون هناك قيد ، وهو أن يضافا إلى ضمير ، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر فلا يدخلان هنا .
نقول :
” جاء كلا الرجلين “
” رأيت كلا الرجلين “
” مررت بكلا الرجلين “
إذاً يلزمان صورة واحدة ، وهي الألف، هذا إذا أضيفا إلى اسم ظاهر .
جاء : فعل ماضي .
كلا : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وكلا مضاف والرجلين مضاف إليه .
” جاءت كلتا المرأتين “
” رأيت كلتا المرأتين “
” مررت بكلتا المرأتين “
لو قلت :
” جاءت المرأتان كلتاهما ” حالة رفع بالألف .
” رأيت المرأتين كلتيهما ” توكيد منصوب بالياء .
” مررت بالمرأتين كلتيهما “
إذاً [ كلا وكلتا ] يشترط لهما أن يضافا إلى ضمير حتى يعربا إعراب المثنى ، فإن أضيفا إلى اسم ظاهر فتلزمان صورة واحدة وهي الألف .
” جاء كلا الرجلين “
” رأيت كلا الرجلين “
” مررت بكلا الرجلين “
الحركة مقدرة ” رأيت كلا الرجلين “
كلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
” مررت بكلا الرجلين “
الباء : حرف جر .
كلا : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر .
وكذلك الشأن في قولك :
” جاءت كلتا المرأتين “
” رأيت كلتا المرأتين “
” مررت بكلتا المرأتين “
إذاً [ كلا وكلتا ] إذا أضيفا إلى اسم ظاهر تلزم صورة واحدة وهي صورة الاسم المقصور ،
هناك طائفة من العرب تجعل المثنى والمحلق بجميع أحواله على صورة الاسم المقصور ، في حالة الرفع والنصب والجر ، ولكن نحن كمتحدثين ، نتحدث بما اشتهر عن الجمهور ، ما يأتي إنسان ويقول ” مررت بالرجلان ” نقول أخطأت ، يقول ” لا ” هذه لغة ، نقول ليس بصحيح ، هي لغة لا شك في ذلك ، ولكن هذه اللغة نستفيد منها في بعض الجوانب العلمية ، مثل تخريج العلماء لقوله تعالى في إحدى القراءات {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }طه63 في قراءة أخرى { إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ }
إنَّ : تنصب الاسم ” إنَّ هذين ” فلماذا ؟ { إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } ؟ قالوا على تلك اللغة .
وما ذكرت هذه الفائدة إلا لأنها متعلقة بنصوص شرعية .
وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا وتران في ليلة )
لا : تنصب ، كان الأصل أن يقول ( لا وترين ) لأن ( لا ) تنصب ، كما تقول ” لا رجلَ في الدار “
إذاً ( لا وتران في ليلة ) مخرج على تلك اللغة .