شرح الألفية الدرس ( 16 ) المعرب والمبني (جمع المذكر السالم )[ البيت 38 وبابه ومثل ]

شرح الألفية الدرس ( 16 ) المعرب والمبني (جمع المذكر السالم )[ البيت 38 وبابه ومثل ]

مشاهدات: 439

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس السادس عشر  

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

قال الناظم رحمه الله :

     38 ـ وبابُه وَمِثلَ حِينٍ  قَدْ يَرِدْ    ذَا البابُ وَهْوً عِندَ قَومٍ يَطَّرِدْ

الشرح :

مقصود الناظم رحمه الله في قوله ( وبابه ) أي باب ( سنة ) لأن الكلمة الأخيرة من شطر البيت السابق ( والسنونا ) يعني ما أتى على باب ( سنة ) مما يشابهه يلحق به في الحكم مثل ( مائة )

تقول في حالة الرفع : مئون ،

وتقول في حالة النصب والجر : مئين .

ثم قال رحمه الله :

( وَمِثلَ حِينٍ  قَدْ يَرِدْ ……ذا الباب )

حين : تعرب بالحركات ، ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة ، مثل قوله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ }الإنسان1 .

فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة .

( وَمِثلَ حِينٍ  قَدْ يَرِدْ ……ذا الباب )

يعني أن سنين قد تعامل معاملة حين في كونها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة .

مثال من السنة / النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على قريش قال ( اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِيّ يوسف )

سنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

كسني : الكاف حرف جر ، سني : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والنون حذفت للإضافة .

وردت رواية ( اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنينِ يوسف ) ظهرت النون ، لأنها عوملت معاملة حين .

سنينا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

كسنين : الكاف حرف جر ، سنين : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .

لو قال قائل : هل هذا اللفظ صدر من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أم مرة واحدة ؟

قال بعض العلماء : صدر مرة واحدة بلفظ واحد ، ولكن الرواة رووه باللغة الأخرى ، لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة بشروطها ، وهذا يدخل ضمن هذا الباب ، إذاً ما صدر هذا اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ، لكن لماذا تغير ؟ من الرواة .

وقال بعض العلماء وهو أصح فيما يظهر لي والعلم عند الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها مرتين ، مرة بهذه  الصيغة ومرة بتلك ، لأن الدعاء مطلوب أن يكثر الإنسان منه ، فلما أكثر منه نوع عليه الصلاة والسلام ، مرة قال (اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِيّ يوسف ) ومرة قال ( اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف )

قال ( وهو عند قوم يطرد )

بعض العلماء حكم على سنين بأنها تأخذ مثل حين في الحكم مطلقا ، ولكن الصواب ما ذكره الناظم رحمه الله .