الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
قال الناظم رحمه الله :
الشرح :
مقصود الناظم رحمه الله في قوله ( وبابه ) أي باب ( سنة ) لأن الكلمة الأخيرة من شطر البيت السابق ( والسنونا ) يعني ما أتى على باب ( سنة ) مما يشابهه يلحق به في الحكم مثل ( مائة )
تقول في حالة الرفع : مئون ،
وتقول في حالة النصب والجر : مئين .
ثم قال رحمه الله :
( وَمِثلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ ……ذا الباب )
حين : تعرب بالحركات ، ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة ، مثل قوله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ }الإنسان1 .
فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة .
( وَمِثلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ ……ذا الباب )
يعني أن سنين قد تعامل معاملة حين في كونها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة .
مثال من السنة / النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على قريش قال ( اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِيّ يوسف )
سنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
كسني : الكاف حرف جر ، سني : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والنون حذفت للإضافة .
وردت رواية ( اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنينِ يوسف ) ظهرت النون ، لأنها عوملت معاملة حين .
سنينا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
كسنين : الكاف حرف جر ، سنين : اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
لو قال قائل : هل هذا اللفظ صدر من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أم مرة واحدة ؟
قال بعض العلماء : صدر مرة واحدة بلفظ واحد ، ولكن الرواة رووه باللغة الأخرى ، لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة بشروطها ، وهذا يدخل ضمن هذا الباب ، إذاً ما صدر هذا اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ، لكن لماذا تغير ؟ من الرواة .
وقال بعض العلماء وهو أصح فيما يظهر لي والعلم عند الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها مرتين ، مرة بهذه الصيغة ومرة بتلك ، لأن الدعاء مطلوب أن يكثر الإنسان منه ، فلما أكثر منه نوع عليه الصلاة والسلام ، مرة قال (اللهم اجعلها عليهم سنين كسنِيّ يوسف ) ومرة قال ( اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف )
قال ( وهو عند قوم يطرد )
بعض العلماء حكم على سنين بأنها تأخذ مثل حين في الحكم مطلقا ، ولكن الصواب ما ذكره الناظم رحمه الله .