شرح الألفية الدرس ( 2 ) [ البيت 10 بالجر والتنوين والندا وال …. ]

شرح الألفية الدرس ( 2 ) [ البيت 10 بالجر والتنوين والندا وال …. ]

مشاهدات: 1982

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس الثاني

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

قال الماتن رحمه الله :

بِالْجَرِّ وَالتَّنْوينِ وَالنِّدَا وَأَلْ ***  وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ

( الشرح  ) :

لما ذكر رحمه الله في البيتين السابقين أقسام الكلام ، وهي ثلاثة ” الاسم والفعل والحرف ” ناسب أن يذكر في هذا البيت ما يُميّز الكلمة الأولى من أنواع الكلام وهي ” الاسم ” .

التزمت كما قلت بأن لا أتوسع ، وإلا فهناك كلام طويل ، لكن كلَّما كانت المعلومة مختصرة كلَّما كانت أبقى في الذهن ، وإلا فهناك أنواع التنوين ، والنداء ، و(أل) وأنواعها ، فلا داعي إلى أن ندخل في هذه التوسعات والمعلومات ، وإنما نختصر على أسهل ما يكون من المعلومات .

قول رحمه الله ( بالجر ) هذه هي العلامة الأولى من العلامات التي تُميز الاسم ، لم يقل ” بحرف الجر ” وإنما قال ( الجر ) فكل كلمة مجرورة بأي سبب من الأسباب فهي اسم .

مثال : ” سملتُ على غلامِ زيدٍ الكريمِ “

غلام : اسم ، لأنه جُرَّ بحرف ” على ” .

زيد : اسم للإضافة .

الكريم : اسم لأنه صفة لزيد ، والصفة تتبع الموصوف في نفس الحكم ، إذا كانت الموصوف مرفوعا تكون الصفة مرفوعة ، إذا كان الموصوف منصوبا تكون الصفة منصوبة ، وإذا كان الموصوف مجرورا تكون الصفة مجرورة .

إذاً هذا مثال يشمل أنواع وأسباب الجر .

قال : ( والتنوين )

التنوين : نون ساكنة تلحق آخر الاسم ، لها رنة .

مثال : ” محمدٌ ” مُنون ، أي كلمة منونة فهي اسم .

إذاً العلامة الثانية ( التنوين ) بجميع أنواعه  ” تنوين العوض ، تنوين التمكين ، تنوين التنكير ، تنوين الغالي ، تنوين الترنم ” .

قال : ( والنداء )

أي كلمة ينادى بها فهي اسم .

مثال : ” يا زيدُ “

وما جاء على خلاف ذلك فالنحاة فيها قولان ، أذكر قولا واحدا حتى يعلق في الذهن .

قوله تعالى { يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً }النبأ40

{ ليت } ليست اسما بل هي حرف ، دخلت عليها [ يا ] أسهل القولين أن [ يا ] تكون للتنبيه ، ليست للنداء ، وهذا كثير في كلام الله .

قال : ( وأل )

أي كلمة فيها ( أل ) تكون اسما .

مثال : ” الرجلُ ” ، ” الغلامُ ” .

يمكن أن تجتمع علامتان ما عدا [ أل والتنوين ] لا يمكن أن يجتمعا ، لا يصح أن تقول ( الرجلٌ ) فلا يجتمع التنوين وأل .

قال : ( ومسند للاسم )

يعني إذا كانت هذه الكلمة يصح أن نُخبر عنها فهي اسم .

مثال : ” زيدٌ قامَ “

زيد : اسم ، لأنه صح أن نُخبر عنه ، الإسناد هو : الإخبار .

قال : ( ومسند للاسم تمييز حصل )

إذاً نُميّز الاسم عن الفعل وعن الحرف بهذه العلامات (  بالجر ) وهي العلامة الأولى ( والتنوين ) وهي العلامة الثانية ( والندا ) العلامة الثالثة    ( وأل ) العلامة الرابعة ( الإسناد ) وهو الإخبار وهي العلامة الخامسة .

وهناك علامة سادسة لم يذكرها رحمه الله وهي ( التصغير ) فالتصغير لا يدخل إلا على الاسم .

مثال : ” جبل ” جُبيل ، فأي كلمة يمكن أن نصغرها إذاً هي اسم .

إذاً : جبل اسم ، لأنه يمكن أن نصغره .

قال الماتن رحمه الله :

بِالْجَرِّ وَالتَّنْوينِ وَالنِّدَا وَأَلْ ***  وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ

إذاً يتميز الاسم بهذه العلامات .

وما ورد من خلاف ذلك فله حكم مثال ( النداء ) قد تأتي كلمة النداء قبل الحرف يراد منها التنبيه .

وكذلك قد يأتي حرف الجر – وإذا توسعت قولوا توسعت حتى ما أستمر.

فقد يأتي حرف الجر قبل حرف ، لكنه مؤول باسم

مثال : ” عجبتُ مِنْ أن تقوم “

دخلت ( مِن ) على اسم لكنه مؤول ، أصلها ” عجبتُ من قيامك ” .

وبالنسبة لمن أراد أن يتوسع في الشرح ، فقد يأتي عن طريق أسئلة بعد الدرس ، لأن الزيادة يمكن أن تتحملها الأذهان حاليا ، لكن مستقبلا قد لا تستطيع إذا تكاثرت المعلومات .