شرح الألفية
شرح قول الناظم :
وسم معتلا من الأسماء ما
كالمصطفى والمرتقي مكارما
فالأول الإعراب فيه قدرا
جميعه وهو الذي قد قصرا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسماء المعتلة
المقصور والمنقوص
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الناظم :
46- وسم معتلا من الأسماء ما … كالمصطفى والمرتقي مكارما
47- فالأول الإعراب فيه قدرا … جميعه وهو الذي قد قصرا
48- والثان منقوص، ونصبه ظهر … ورفعه ينوى كذا أيضا يجر
لما أنهى رحمه الحديث عن علامات الإعرابي وما ينوب عن شيء أراد رحمه الله أن يبين أن هذه الحركات قد تكون مقدرة غير ظاهرة
وليعلم :
أن ما مر معنا من حيث إعرابه بالحركات هو نفس إعراب المعتل
فإذا كان آخر الاسم حرفا معتلا فيكون الحكم في الحركة مقدرة
قال رحمه الله :
وسم معتلا من الأسماء ما :
وسم معتلا من الأسماء :
أخرج الأفعال
فإن هناك أفعالا تقدر فيها الحركة وهي معتلة
مثل :
يدعو : معتل بالواو
مثل :
يسعى : معتل بالألف
يرمي : فعل معتل بالياء
هذه لا علاقة لنا بها فلا ذكر لها هنا عند الناظم
ولذلك قال :
وسم معتلا من الأسماء :
والمقصود من الأسماء : الأسماء المعربة لأنها هي محل الحديث
أما المبينة فلا تدخل هنا مثل : إذا
ثم مثل رحمه الله فقال :
كالمصطفى والمرتقي مكارما
المصطفى :
مثال على اسم معتل بالألف
المرتقي :
مثال على اسم معتل بالياء
ولم تذكر الواو في الأسماء فدل على أن الواو لا تدخل في الأسماء كحرف علة
إلا كما قال الكوفيون لو سمي شخص بـ:
” يدعو “
فيقولون : يدعو صار اسما معتلا بالواو لو سمي به شخص
أما البصريون فلا يرون ذلك .
كالمصطفى والمرتقي
هذان مثلان وإلا فالأمثلة كثيرة
على نحو مصطفى :
موسى عيسى
على نحو المرتقي :
القاضي الرامي الثاني
ثم قال رحمه الله :
فالأول : المقصود المصطفى
فالأول الإعراب فيه قدرا جميعه :
أي في جميع حالات الإعراب : رفع نصب جر
وهو الذي قد قصرا
فأفهمنا :
أن المصطفى وهو المعتل بالألف يسمى مقصورا
وأفهمنا :
أن المعتل بالألف هو المقصور تكون حركته مقدرة في جمع الحالات
ولابد أن يسبق الألف فتحة :
هذا شيء لازم في المقصور
نقول :
جاء مصطفى :
جاء :
فعل ماض
مصطفى :
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر لأنه يتعذر أن ننطق بالضمة حتى ولو حاولنا وكررنا المحاولة
رأيت مصطفى :
رأيت :
فعل وفاعل
مصطفى :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر
مررت بمصطفى :
الباء :
حرف جر
مصطفى :
اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهور ها التعذر
ثم قال :
والثاني منقوص ونصبه ظهر :
أفهمنا أن المرتقي وهو ما كان معتلا بالياء يسمى منقوصا :
ولكن يختلف عن المقصور في أمرين
قال :
ونصبه ظهر ورفعه ينوى كذا أيضا يجر
فأفهمنا:
أن حالتي الرفع والجر تكون الحركة مقدرة وأما في حالة النصب فتكون ظاهرة
والأمر الثاني وهو لم يذكره رحمه الله :
أن الحركة المقدرة في المنقوص منع من ظهورها الثقل
مثل :
جاء المرتقي مكارما :
المرتقي :فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
لأننا لو حالنا أن نظهر الحركة لاستطعنا ولكن بثقل
هذه حالة الرفع :
حالة الجر :
مررت بالمرتقي مكارما :
المرتقي : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها الثقل
رأيت المرتقي مكارما :
المرتقيَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
ففي حالة النصب تظهر الحركة .
ولذا قال :
والثاني منقوص ونصبه ظهر
ورفعه ينوى كذا أيضا يجر
قد قلنا في المقصور:
يشترط أن يسبق الألف فتحة كذلك هنا
المنقوص يشترط أن يسبق الياء كسرة كما هو موضح عندنا في الأمثلة
فإذا لم تسبقه كسرة فلا يدخل معنا مثل :
ظبْي
هنا ياء ولكن قبلها ساكن فلا دخل هنا :
تقول :
جاء ظبْيٌ
مرفوع بالضمة الظاهرة
رأيت ظبيا
مررت بظبيٍ
لو قال قائل :
أحيانا نجد أن المنقوص في حالة النصب لا تظهر فيه الحركة
بعض المتحدثين بالعربية لا يظهرونه أهو خطأ أم صواب ؟
الجواب :
المشهور إظهار الفتحة وقد جاءت أبيات شعرية
لم تظهر فيها الفتحة
فقال بعض النحاة : هذه ضرورية شعرية اضطر الشاعر أن لا يظهر الحركة حتى لا يختل التفعيل للبيت
وقال آخرون : يجوز في اتساع الكلام
لكن الأصل:
أن الحركة وهي الفتحة تظهر
وقالوا :
جاءت قراءة لم تظهر فيها الفتحة وهي :
(( من أوسط ما تطعمون أهاليكم ))
القراءة المشهورة :
(( من أوسط ما تطعمون أهليكم ))
وذلك لأن حالة النصب حملت على حالتي الرفع والجر حملا للأقل على الأكثر
وقد وردت أبيات بإظهار حالة الرفع والجر
ولكن اتفق النحاة على أنها ضرورة شعرية وكيف يحمل الأكثر على الأقل ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ