شرح الألفية
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــ
يقول الناظم :
68 ـ وقبلَ يا النفسُ مع الفعلِ التزمْ نونَ وقايةٍ وليسي قَدْ نُظِمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراد الناظم رحمه الله بهذا البيت :
أن يبين أن الفعل إذا اتصلت به ياء المتكلم فيجب أن يؤتى بنون
وهذه النون تسمى :
بنون الوقاية :
لأنها تقي الفعل من الكسر
فقولك :
أَكْرَمَ
هذا فعل ماضي مبني على الفتح
إذا اتصلت به ياء المتكلم يجب أن يؤتى بالنون لتقي الفعل من الكسر
لأن الكسر من خصوصيات الاسم كما مر معنا :
والاسمُ قدْ خُصِّصَ بالجرِ كَما
قَدْ خُصِّصَ الفِعلُ بأَنْ يَنْجَزِمَا
فتقول :
أكرمني
فنجد أن الحرف الأخير من الفعل وهو الميم ظل على ما هو عليه من تشكيلته وهي الفتحة
وتقول في الفعل المضارع :
يكرمني
وتقول في فعل الأمر :
أكرمْني
وأما ليس :
فإنها ولا شك فعل ولكن خلت من نون الوقاية وخلوها من نون الوقاية إنما جاء في الشعر
أما في غير الشعر فلم يرد ولا يصح وروده
فلا تقل :
ليسي
وإنما تقول :
ليسني
واختلف الكوفيون والبصريون في:
أفعل التعجب
فقولك :
ما أفقرني إلى الله
هذه صيغة تعجب
فهل هذه الجملة صحيحة أم أن الصحيح منها :
ما أفقري إلى الله ؟
هذا الاختلاف بين الكوفيين والبصريون مبناه على :
أفعل التعجب :
هل هو اسم أم فعل ؟
فمن رآه اسما هم الكوفيون :
قالوا :
لا تلحقه نون الوقاية لأنه اسم
فيقولون :
تقول :
ما أفقري إلى الله!
بينما البصريون عدوه فعلا :
فوجب عندهم :
أن يؤتى بنون الوقاية :
ما أفقرني إلى الله !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فخلاصة القول :
لو نظرنا إلى ما قاله الناظم رحمه الله :
قال :
وقبل يا النفس :
يعني :
ياء المتكلم
مع الفعل :
خرج بذلك الاسم
ولذلك حصل نزاع بين الكوفيين والبصريين في أفعل التعجب
اُلتُزم :
ــــــــــــــ
يعني :
هو لا زم وواجب
ما الذي يجب ؟
نون وقاية
سميت بهذا الاسم :
لأنها تقي الفعل من الكسر
ولكن لو احتج شخص بليسي :
كما جاء في بعض الأشعار
فالناظم رحمه الله :
أشار إلى أن النون خلت من الفعل ( ليس ) في النظم
يعني : جاء في الشعر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ