شرح الألفية الدرس ( 4 ) المعرب والمبني[ الأبيات 15 ــ 18 والاسم منه معرب ومبني …]

شرح الألفية الدرس ( 4 ) المعرب والمبني[ الأبيات 15 ــ 18 والاسم منه معرب ومبني …]

مشاهدات: 539

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس الرابع

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

قال الماتن رحمه الله :

المعرب والمبني

   والاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَــبْنِي

 

 لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِـي

 

  كَالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا

 

 وَالمَعْنَوِيّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا

 

  وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الفِعْــــلِ بـلَا

 

تَأَثُّرٍ وَكَافْتِـــقَارٍ أُصـِّلَا

 

  وَمُعْرَبُ الَأسْمَاءِ مَا قَدْ سَلِـمَا

 

مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسُمَا

 

 

الشرح :

قوله رحمه الله :

   والاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَــبْنِي

 

 لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِـي

 

 

أفاد هنا أن الاسم إما أن يكون معربا وهو الأصل ، وإما أن يكون مبنيا ، فالأصل في الأسماء هو الإعراب ، وقد مر معنا بيت يشير إلى أن الاسم معرب :

بِالْجَرِّ وَالتَّنْوينِ وَالنِّدَا وَأَلْ ***  وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ

هذه علامات إعراب ( الجر ) علامة إعراب .

وأما القسم الثاني وهو الفرع من الأسماء هو ” المبني من الأسماء ” ما سبب بنائه ؟ لكونه قريبا وشبيها للحرف ، لأن الحروف كلها مبنية ، فإذاً لو قيل : ما سبب بناء الأسماء ؟

لشبهها بالحرف ، لماذا الحرف ؟ لأن الحروف كلها مبنية .

ثم مثَّل رحمه الله بأن الاسم يشابه الحرف في أنواع متعددة ، قال :

كَالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا

 

وَالمَعْنَوِيّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا

 

(جِئْتَنَا ) التاء هنا ” تاء الفاعل ” و ( نا ) نا الفاعلين ، فالحرف تكوينه إما من حرف وإما من حرفين – هذا هو الأصل – فالاسم شابه الحرف في كون هذا الاسم مثل ” تاء الفاعل ” يشبه حرفا مكون من حرف مثل (ل) الجر ، و ” نا ” اسم مبني لكونه يشبه الحرف المكون من حرفين ، مثل ( مِن ،  في )

السبب الثاني في كون الاسم المبني شابه الحرف أن يشبهه لا من حيث الوضع ، وإنما من حيث المعنى

قال رحمه الله :

وَالمَعْنَوِيّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا

مثال :

متى تقوم ؟

” متى ” اسم شابهت حرفا معنويا يدل على الاستفهام ، ما هو الحرف ؟            ( هل ) هل تقوم ؟

”  متى تقمْ أقمْ “

” متى ” هنا اسم مبني ، لم ؟ لأنها شابهت حرفا معنويا الذي هو ( إِنْ )             ” إنْ تقم أقم “

وكذلك ( هنا ) اسم إشارة ، شابه حرفا كان ينبغي أن يوضع لاسم الإشارة – لكن ما هناك حرف في أسماء الإشارة – لكن يقولون يفترض أن يكون هناك شيء من الحروف يشابه اسم الإشارة لأنك تشير إلى اسم معين .

فإذاً ” متى ” شابهت الحرف معنويا .

” هنا ” شابهته معنويا بالافتراض .

 

  وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الفِعْــــلِ بـلَا

 

تَأَثُّرٍ وَكَافْتِـــقَارٍ أُصـِّلَا

 

 

الحرف يؤثر ولا يتأثر

مثال :

” زيدٌ في الدارِ “

في : حرف جر أثَّر في الدار ، لكن زيد لم يؤثر في ” في ” فلا يتأثر الحرف وإنما يؤثر

فكذلك الاسم الذي يؤثر ولا يتأثر ، وهي أسماء الأفعال التي نابت عن فعل وتؤثر ولا تتأثر

مثال :

” دِراكِ زيداً “

دِراك : اسم فعل ناب عن أَدْرِكْ ، يعني ” أدرك زيداً “

هناك شيء قد ينوب عن الفعل ولكنه يتأثر وهو ” المصدر ” فلا يدخل معنا

مثال :

” ضرباً زيداً ” أصلها اضرب زيداً ، هنا مصدر مبني أم معرب ؟ معرب ، لم مع أنه ناب عن الفعل ؟ لأنه يتأثر ” ضرب ، يضرب ، ضرباً ” .

 

 

قال : ( وَكَافْتِـــقَارٍ أُصـِّلَا )

الحرف يفتقر إلى شيء

مثال :

” زيد في ” هل تم المعنى ؟ لم يتم المعنى ، إذاً هو يفتقر إلى شيء ، فلو قلنا ” زيدٌ في الدار ” وضَّح المعنى .

هناك الأسماء الموصولة التي تفتقر إلى الصِّلة .

مثال :

” جاء الذي ” هل حصل معنى ؟ لا ، إذاً لما كان الاسم الموصول يحتاج إلى ما يتمِّم معنا وهو ( الصلة ) أشبه الحرف لكونه مفتقرا إلى شيء يتمم معناه

” جاء الذي ضربتُه “

ثم قال رحمه الله :

  وَمُعْرَبُ الَأسْمَاءِ مَا قَدْ سَلِـمَا

 

مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسُمَا

 

يعني ما سَلِم من شبه الحرف فهو المعرب ، الاسم الذي سَلِم من شبه الحرف فهو المعرب ، كيف يتم شبه الاسم بالحرف ؟ إما شبها وضعيا ، أو معنويا ، أو نيابة عن الفعل من غير أن يتأثر ، أو افتقار أصِّلا .

ثم مثَّل على المعرب ، قال : (  كَأَرْضٍ وَسُمَا )

” أرضٌ ” ثم قال ” سُما “

” أرض ” ليبين لك أن المعرب نوعان صحيح  ” وسما ” معتل .

فحروف الهجاء ثمانية وعشرون حرفا كلها صحيحة ما عدا ثلاثة أحرف ” الواو ، والألف ، والياء ” مثَّل على الصحيح فقال ” أرض ” زيدٌ ، محمدٌ ، خالدٌ “

” سُمَا ” معتل ” موسى ، عيسى ، مصطفى ، يحيى “

” سُمَا ” لغة في الاسم ، فيمكن أن تقول لشخص ” ما سُماك ” حتى قالوا إن لغات الاسم تصل إلى ثماني عشرة لغة .

إذاً ” أرضٌ ” معرب صحيح

” سُما ” معرب معتل .

” أرضٌ ” منون ، هذا يسمى بتنوين التمكين ، وهذا هو النوع الثاني من أنواع التنوين ” تنوين التمكين ” لأنه تمكن في الاسم ” أرضٌ ، زيدٌ ، محمدٌ ” مر معنا نوع آخر وهو ” تنوين التنكير ” في أسماء الأفعال

   وَالَأمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ          فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ

 

إذا قلنا ” صهٍ ” هذا هو تنوين التنكير .

 

مثال :

” أحمد ” اسم معرب لكنه لا ينون لأنه ممنوع من الصرف ، ومن ثم فإن قوله ” أرضٌ ، زيدٌ ، محمدٌ ، خالدٌ ” هذا معرب متمكن أمكن ” أحمد ” معرب ومتمكن لكنه غير أمكن .

إذا قلت ” هذا زيدٌ ” متمكن أمكن ، يعني أقوى في الإعراب

” أحمدُ ” متمكن في الإعراب لكنه غير أمكن .

 

إذاً خلاصة ما مر :

أنه رحمه الله قال :

   والاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَــبْنِي

لم ؟ لشبهه من الحرف .

والأصل في الأسماء الإعراب ، والبناء فرع ليس أصلا ، هو طارئ ، ولماذا بني الاسم ؟ لكونه يشبه الحرف ، في ماذا ؟ في الشبه الوضعي

كَالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا

( جِئْتَنَا )

ضمَّن رحمه الله ضميرين هنا ، إذاً أول الأسماء المبنية ” الضمائر ” فالضمائر كلها مبنية ، يدل على ذلك قوله  :

كَالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا

ثانيا :

                        وَالمَعْنَوِيّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا

 

 

أي  أسماء الاستفهام .

ثالثا : أسماء الشرط  .

رابعا : أسماء الإشارة .

إذاً / أسماء الاستفهام وأسماء الشرط وأسماء الإشارة من أين أخذت ؟

                        وَالمَعْنَوِيّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا

 

” متى ” تدل على اثنين ، أسماء الاستفهام وأسماء الشرط .

و ” هنا ” تدل على أسماء الإشارة .

خامسا : أسماء الأفعال .

  وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الفِعْــــلِ بـلَا

 

تَأَثُّرٍ ……………………….

 

 

سادسا : الأسماء الموصولة (  وَكَافْتِـــقَارٍ أُصـِّلَا )

ثم  بين رحمه الله أن ما سَلِم من الحرف فهو المعرب ، والمعرب ينقسم إلى قسمين ” صحيح ” ومثَّل له بـ ( أرض ) ومعتل ومثَّل له بـ ( سُمَا ) و ” سما ” تعد لغة في الاسم ، والمعتل ما كان آخره حرف علة مثل ( الواو ، والياء ، والألف )

و ” أرض ” التنوين فيها ” تنوين تمكين “

لو قال قائل : لماذا لا ننون ” أحمد ”  مع أنه معرب ؟ لأنه متمكن غير أمكن ، بينما ” أرض ، زيد ” متمكن أمكن .

إذاً خلصنا مما ذُكر من أن الأصل في الأسماء الأعراب ، وأن الأسماء المبنية ستة فقط وما عداها من الأسماء فهي معربة ، ما هي الأسماء المبنية (الضمائر ، أسماء الاستفهام ، أسماء الشرط ، أسماء الإشارة ، أسماء الأفعال ، الأسماء الموصلة )

ثم لتعلم :

أن الضمائر كلها مبنية .

أسماء الاستفهام كلها مبنية .

أسماء الشرط كلها مبنية .

أسماء الأفعال كلها مبنية .

أسماء الإشارة مبنية ما عدا ما كان في صورة المثنى ( هذان ، هاتان )

الأسماء الموصلة كلها مبنية ما عدا ما كان في صورة المثنى ( اللذان ، اللتان) .