شرح الألفية الدرس ( 45 ) النكرة والمعرفة ( العلم ) [ البيت 77 وجملة وما بمزج ]

شرح الألفية الدرس ( 45 ) النكرة والمعرفة ( العلم ) [ البيت 77 وجملة وما بمزج ]

مشاهدات: 515

قول الناظم :

77- وَجُمْلَةٌ وَمَا بِمَزجٍ رُكِّبَا      ذَا إنْ بِغَيْرِ وَيْهِ تَمَّ أُعْرِبَا

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قول الناظم :

وجملة وما بمزجٍ رُكّبا    ذا إن بغير ويهِ تمّ أُعربا

ــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البيت الذي قبله بين فيه أقسام العلم :

وأن العلم نوعان :

إما مرتجل وإما منقول

ومنه منقول كفضل وأسد    وذو ارتجال  كسعاد وأدد

ثم قال :

وجملة وما بمزجٍ رُكّبا    ذا إن بغير ويهِ تمّ أُعربا

فالمرتجل :

هو من لم يسبق له استعمال في غير العلمية

يعني : حينما وجد وجد أنه في العملية ولم يسمع أنه استعمل في غير العلمية

بينما المنقول :

استعمل قبل أن يستعمل في العلمية استعمل في أمر آخر

وهذا المنقول :

إما أن يكون منقولا من مصدر :

مثل : فضل

وإما أن يكون منقولا من اسم جنس

مثل :

أسد

وإما أن يكون منقولا من جملة : كما ذكر هنا

وإما أن يكون منقولا من التركيب المزجي

وإما أن يكون منقولا من صفة كحارث

ولم يشر إليها الناظم

لكن ذكر النحاة أنه قد ينقل من صفة كحارث

إذاً :

قوله وجملة وما بعده يتحدث عن العلم المنقول :

فقوله :

جملة :

الشرح :

ــــــــــــــ

مثل :

زيدٌ قائم :

فأصل زيد قائم : مبتدأ وخبر

قد يسمى شخص بـ ” زيد قائم “

فهذا إذا نقل كيف تتعامل معه في الإعراب ؟

تتعامل معه على الحكاية :

تقول :

جاء زيدٌ قائم

رأيت زيدٌ قائم

مررت بزيدٌ قائم

فنقول :

جاء :

 في فعل مبني على الفتح

زيد قائم :

فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الحكاية

رأيت زيد قائم :

رأيت  : فعل وفاعل

زيد قائم :

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية

مررت بزيد قائم :

مررت : فعل وفاعل

الباء : حر جر

زيد قائم : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية

هنا فائدة مهمة جدا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحن قلنا جملة زيد قائم :

لو سمي بها شخص هذه جملة فعلية أم اسمية ؟

اسمية

قد تكون الجملة فعلية وهذا هو المنقول عن العرب :

أنهم ينقلون من الجملة الفعلية مثل :

تأبط شرا :

تأبط  : فعل ماضي

الفاعل : هو مستتر

شرا : مفعول  به

هذا اسم تأبط شرا

عندك مثلا :

شاب قرناها

الأصل :

شاب : فعل ماضي

قرناها : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى

وقرنا : مضاف والضمير مضاف إليه

لكن النحاة قاسوا الجملة الاسمية في النقل على الجملة الفعلية

 ولم ينقل عن العرب أنهم نقلوا الجملة الاسمية

إنما الجملة الاسمية مقيسة على الجملة الفعلية

 

النوع الآخر :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وهو النوع الرابع مما  ذكره رحمه الله :

المركب التركيب المزجي :

النوع الربع من أنواع العلم المنقول :

المركب تركيبا مزجيا

التركيب المزجي :

وذلك بأن تمزج كلمة بأخرى فيسمى تركيبا مزجيا

مثل :

بعلبك

هذا نوع من أنواع التركيب المزجي  أو مثال على التركيب المزجي

بعلبك

فيعرب :

لكن إعراب الاسم الممنوع من الصرف تقول :

جاء بعلبكُّ

لم نقل : بلعبكٌّ لأنه ممنوع من الصرف

تقول :

رأيت بعلبكّ

مررت  ببعلبكَ

ولم نقل : ببعلبكِ :

لأنه ممنوع من الصرف وقد مر معنا

ويصح أن تجعله غير معرب وإنما تجعله مبنيا على الفتح

تقول :

جاء بعلبكَ

رأيت بعلبكَ

مررت ببعلبكَ

مبني على الفتح

ويصح :

أن تجعل إعرابه إعراب المتضايفين :

يعني : مضاف ومضاف إليه

تقول :

جاء حضرُ  موتٍ

رأيت حضرَ  موتٍ

مررتُ بحضرِ موتٍ

كأنك تعرب مضافا ومضافا إليه

مثل :

جاء عبدُ الله

رأيت عبدَ الله

مررت بعبدِ الله

وكل هذا إذا لم يكن مختوما بويهِ

فإن ختم المركب تركيبا مزجيا بـ ( ويه )  فالأمر يختلف

فإن كان مختوما بويه :

مثل : سيبويهِ

فإنه يكون مبنيا على الكسر:

جاءني سيبويهِ

مبني على الكسر

رأيت سيبويهِ

مررت بسيبويهِ

والمبني مثل الميت لا يتحرك

ولذا قال :

وما بمزجٍ رُكّبا    ذا

ذا : يعني هذا ، هذا المشار إليه تركيب مزجي

إن بغير ويهِ تمّ أُعربا

يعني :

وما بمزجٍ رُكّبا    ذا

تركيب مزجي تم إعرابه إلا إذا كان مختوما بويه

فله حكم آخر وهو البناء على الكسر

ويصح :

ــــــــــــ

أن ينتقل من البناء إلى الإعراب :

لكن يعرب إعراب الممنوع من الصرف :

تقول  :

جاءني سيبويهُ

يصح :جاءني سيبويهٌ

لا يصح لأنه ممنوع من الصرف

رأيت سيبويهَ

مررت بسيبويهَ

فالباء  : حرف  جر

سيبويه : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف

لكن المشهور :

أنه مبني على الكسر

ومر هذا المثال معنا في أنواع التنوين :

تنوين التنكير

كيف ؟

ما الفائدة ؟

يعني مثل هذا :

جاءني سيبويه ِ

على أنه مبني على الكسر في الرفع وفي النصب وفي الجر

جاءني سيبويهِ :

إذا قلت :

جاءني سيبويهِ :

يعني : سيبويه المعروف لديك

لكن لو قلت :

 جاءني سيبويهٍ :

فشخص اسمه سيبويه لكنه ليس معروفا

يعني منكرا

أي شخص اسمه سيبويه

فالسامع حينما يقول : جاءني سيبويه يعلم أن هذا الآتي  معلوم بنفسه

ولذلك بين العلم :

اسم يبين المسمى مطلقا                    علمه جعفر وخرنقا

يعني : يبين

يعني  : لو قلت جاءني سيبويهِ

يعني : من أنواع العلم : العلم المنقول ومن هذا العلم المنقول  المركب تركيبا مزجيا مختوما بويه فيكون مبنيا على الكسرة

فجاءني سيبويه : شخص معلوم

لكن إن نكرته خرج من هذا الأمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا نكرت الكلمة لها معنى وإذا لم تنون لها معنى

وهذا يدل على عظمة اللغة العربية

وأن ما يقال ويشاع على ألسنة الشباب من أنهم يكرهون اللغة العربية .

هم يكرهونها لأنها صعبة أو لأنهم لا يرغبون فيها

بل يجب أن تغير هذه الفكرة لأنها لغة القرآن بل إن بعضهم قد يسب ويشتم

وهذا قد يوقعه في مزلق خطير في العقيدة

وهذا يدل على عظمة اللغة وهي لذيذة جدا لمن فهمها وفهمها ليس بتلك الصعوبة

فهي  ميسرة

لم ؟

لأن الله قال : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ))

والقرآن نزل بلغة العرب

ولكن من المصاب :

أن الأمة قد أبتليت ببعض المعلمين الذين قد يعقدونها أو لا يعرفون كيف يوصلون المعلومة إلى هؤلاء الشباب أو كيف يحببون قلوب هؤلاء الشباب إلى اللغة العربية

وإلا فهي يسيرة وسهلة