شرح الألفية
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد قال الناظم :
84- وَبِأُولَى أشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا وَالمَدُّ أوْلَى وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف حَرْفاً أوْ مَعَهْ واللامُ إِنْ قَدَّمْتَ هَا مُمتَنِعهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما ذكر رحمه الله اسم الإشارة الذي يشار به للمفرد المذكر والمؤنث وثنى بذكر اسم الإشارة الذي يشار به إلى المثنى ناسب أن يذكر اسم الإشارة الذي يشار به للجمع
فقال رحمه الله :
وَبِأُولَى أشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا
يعني :
أن أولى : يشار بها للجمع المطلق سواء كان هذا الجمع مذكر ا أو كان مؤنثا ، سواء كان هذا الجمع عاقلا أو غير عاقل
ولذا عمم قال :
وَبِأُولَى أشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا
تقول في حق الجمع المذكر :
أولئك الرجال
وتقول في حق جمع الإناث :
أولئك النساءُ
وتقول في جمع العاقل ما ذكر هنا : أولئك الرجال أولئك النساء
وتقول في غير العاقل : أولئك الجدران ، جمع جدار
الجدار غير عاقل
لكن الأكثر أن يشار بأولئك للعقلاء ويندر إشارتها أو يقل لغير العقلاء
ومما ورد :
قوله تعالى :
(( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ))
والسمع والبصر والفؤاد جماد يعني غير عقلاء
أو نقول هم غير عقلاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :
وَبِأُولَى أشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا
وَالمَدُّ أوْلَى
لأنه هو الوارد في القرآن وهولغة أهل الحجاز:
(( أولئك على هدى من ربهم ))
(( أولئك هم المفلحون ))
هذا هو المد
القصر : فإنه لغة بني تميم وإنما الوارد في القرآن أن أولى تمد ولا تقصر هكذا جاء في كلام الله .
تقول في المد : أولئكَ
بالنسبة للقصر : أولئك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :
وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو فرغ من ذكر اسم الإشارة المتعلق بالجمع
الآن بدأ يتحدث عن اسم الإشارة بوجه عام
قال :
….. ولدى البعد أنطقا
بِالْكَاف حَرْفاً أوْ مَعَهْ ………………….
لما ذكر قال :
بذا لمفرد مذكر أشر بذي وذه تي تا على الأنثى اقتصرْ
ما مضى هو للقريب
فالمشار إليه عند الناظم المشار إليه نوعان :
قريب وبعيد
قريب كما مر معنا :
هذا
هذه هذهْ
الآن هو يريد أن يذكر النوع الثاني وهو للبعيد
كيف يتأتى هذا ؟
قال :
وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف….
تقول :
ذاك
أضفنا الكاف
قال :
… وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف حَرْفاً أوْ مَعَهْ
أو مع اللام
كأن تقول للبعيد : ذلك
… وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف حَرْفاً أوْ مَعَهْ
يعني :
إن شئت أن تشير إلى البعيد بذكر الكاف أو بذكر الكاف مع اللام
إن شئت أن تقتصر على الكاف تقول : ذاك
وإن شئت أن تزيد اللام تقول : ذلك
قال :
وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف حَرْفاً
يعني :
كأن الكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب
ولذلك :
وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بِالْكَاف حَرْفاً
يعني : هذا حرف لا محل من الإعراب
بينما جمهور النحاة يرون أن المشار إليه لا ينقسم إلى قسمين فقط وإنما ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
قريب
ووسط
وبعيد
بينما الناظم يرى أن المشار إليه : إما قريب وإما بعيد
لكن النحاة في الأغلبية منهم يرون أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
إن كان المشار إليه قريبا تقول : ذا
ذا زيد
إن كان متوسطا تأتي بالكاف فقط تقول : ذاك
ذاك زيد
فأنت تشير إلى أن زيدا ليس بعيدا ولا قريبا
إن كان بعيدا فتأتي باللام والكاف : ذلك
ولا شك أن قول الجمهور هو الأولى والمتعين
ثم قال :
واللامُ إِنْ قَدَّمْتَ هَا مُمتَنِعهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
يعني :
الهاء المراد منها هاء التنبيه هاء التنبيه تأتي للقريب تقول : هذا
وما مضى من أمثلة في البعيد على كلامه هذا بدون هاء : ذاك
ذالك
لكن إذا أتت الهاء فيقول رحمه الله :
إن كانت الهاء موجودة فلا يؤتى إلا بالكاف
تقول :هذاك
ولا يصح : هذالك
إذاً :
إذا أتت الهاء فإننا نأتي بالكاف دون اللام فلا تقول هذالك وإنما تقول هذاك
ولذا قال :
واللامُ إِنْ قَدَّمْتَ هَا مُمتَنِعهْ
دل على أنها غير وارد أصلا
رد عليه أبو حيان فقال قد وردت في الشعر وأورد بيتا من الشعر
قال : إنه نادر جدا أن تأتي اللام مع الهاء
إذاً:
قوله
واللامُ إِنْ قَدَّمْتَ هَا مُمتَنِعهْ
فيه نظر كما قال أبو حيان اللهم إلا إذا كان ابن مالك يرى أن إتيانها في ذلك البيت إنما هو لضرورة شعرية يمكن أن يصح قوله ممتنعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ