شرح القواعد الأربع ـ الدرس الثاني

شرح القواعد الأربع ـ الدرس الثاني

مشاهدات: 526

شرح القواعد الأربع

شرح :

 ((أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ))

التوسل وأنواعه

الربوبية وأقسامها

الولاية وأقسامها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الشيخ رحمه الله  :

 (  أن يتولاك في الدنيا والآخرة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دعوة طيبة منه رحمه الله

ومراده من الولاية هنا ، مراده [ الولاية الخاصة ]  ليست الولاية العامة

 

عندنا الولاية : ثلاثة أقسام

ولاية من الله للعبد

ولاية من العبد لله عز وجل

ولاية من العبد للعبد .

نأتي إلى القسم الأول:

 ولاية الله جل وعلا للعبد وهي نوعان :

ولاية عامة

ولاية خاصة

الولاية العامة :

هي عامة لجميع الخلق حتى الكافر فهو يتولى جل وعلا شؤون خلقه يدبر أحوالهم

ودليلها :

 قوله عز وجل  {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } الأنعام62والآيات كثيرة .

الولاية الخاصة :

هي ولاية الله جل وعلا لخواص عباده من الرسل – المؤمنين – الأنبياء  ، يتولاهم

 

ما معنى هذه الولاية ؟

ما مقتضاها  ؟

النصرة . التأييد أي يؤيدهم ، ينصرهم يعينهم ، قال جل وعلا  :

{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا } ثم ماذا قال ؟

 { وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} هنا نفي الولاية عن الكفار  . أي ولاية  ؟   الولاية الخاصة  .

 

ثانيا :

الولاية من العبد لله عز وجل هي:

 

هي القيام بشرعه جل وعلا ومجاهدة أعدائه ، وإظهار دينه .

لأن الله عز وجل ليس محتاج إلى أن يتولاه أحد  :

{ مَالِكَ الْمُلْكِ }

{ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}    

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }

{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }

 

وإنما المراد هنا أن يقوم العبد بشرعه ، وأن يعلي كلمته وأن يظهر دينه

مثل النصرة  :

ما تفسيركم لقول الله عز وجل  : { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}

 هل الله عز وجل الخالق المدبر المالك مالك الأملاك  العظيم  المجيد ، بحاجة إلى أن ننصره أم نحن المحتاجون إلى نصرته وتأييده   ؟

بل نحن المحتاجون إذاً ما معنى { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} أي إن تنصروا دينه وتقولوا بشرعه

 ودليل هذه الولاية من العبد لله عز وجل :

قوله تعالى : {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة56

 أنظر { وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } ذيلت الآية وختمت بمعنى يفسر ولاية العبد لله جل وعلا : {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }

 

ثالثا :

ولاية العبد للعبد :

فهي أنواع من بينها:

 النصرة :

 قال جل وعلا :{ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ }

فصالح المؤمنين يوالون من ؟

النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الولاية ولاية النصرة

 

وتكون ولاية بمعنى العتق  :

كما يقال مولى فلان

في بعض الأحاديث مثلا :

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ما معناها  ؟  معناها أن ثوبان كان رقيقا فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم فأصبح مولى له .

 ولذا :

قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين  🙁 الولاء لمن أعتق ) وهذه الولاية يستفاد منها في أحكام تتعلق بالإرث وتحدث عنها الفقهاء وتحدث عنها الفرضيون في علم الفرائض

 

ومنها  القرابة  :

قال جل وعلا { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} أي كانوا يتوارثون في أول الإسلام عن طريق الحلف لكن جاء الإسلام فنسخ هذا الحكم وجعل الإرث من نصيب الأقرباء

والمعاني في هذه كثيرة ولكن ذكرت هذه على سبيل المثال وإلا من يتتبع يجد أن ولاية العبد للعبد لها معاني متعددة .

 

فأراد الشيخ رحمة الله عليه هنا الولاية الخاصة

( أن يتولاك في الدنيا والآخرة )

وإذا تولى الله جل وعلا العبد في دنياه وفي أخراه فقد أفلح كل الفلاح ولذا:

 ترون أن العبد كل ما تقرب إلى الله جل وعلا فأصبح وليا من أوليائه تولاه برحمته وبلطفه من حيث لا يشعر

إذا أراد العبد أن يكون وليا من أولياء الله جل وعلا ويتنعم في هذه الولاية في ديناه في أخراه فهذه الولاية لها ركنان وهذان الركنان إن اكتملا اكتملت في العبد الولاية وإن انتقص منها شيئا انتقصت ولاية الله جل وعلا له بقدر إنقاصه وإخلاله بهذين الركنين

 

قال جل وعلا  :

 

(( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ  )) ماذا ؟

انظر أول ما بدأ بالثمرة سعادة لذة راحة الإنسان متى يشعر بالسعادة  ؟ إذا لم يتنغص بماضيه وبمستقبله

قال تعالى: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } أي فيما يستقبلونه { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فيما تركوه في الماضي أو فاتهم مما كان بالماضي

من هم  ؟ من حقق صفتين :

1- الإيمان .

2-  التقوى .

 

 {  الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63}

 نقص الإيمان نقصت التقوى على أثرها تنقص ولاية الله جل وعلا للعبد إن اكتملت ، اكتملت الولاية فإذا تولى الله جل وعلا عبده ما خسر ولا خاب لا في ديناه ولا في أخراه صدر الله عز وجل الآية بقوله  { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ}

انظر :

ألا : أداة تنبيه ، إن : أداة توكيد ، إذاً انتبه فالأمر جد عظيم هذا الخبر يستحق أن يقف عنده المسلم وقفة تأمل

قال :{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ } ذكر الثمرة { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} ذكر صفاتهم { الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} } ذكر في ثنايا الثمرات وصفهم

ثم قال :{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } ثم قال :{لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ }

لا يمكن أن يؤذى وإن أوذي فلحكمة يريدها جل وعلا .

إما لرفع درجاته أو امتحانه لا يؤذى ، يسدد ، يوفق ، يفرج همه ، ينفس كربه لو اجتعت البشرية كلها ومعهم الجن والخلائق على أن يؤذوه أو يضروه ما استطاعوا

ولذا قال: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ}

 الله عز وجل إذا قال قوله الحق إذا حكم حكمه العدل لا يمكن أن ينقض

ثم انظروا إلى ختام الآية :{ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64}} هذا هو الفوز الحقيقي

 

فإذا كان مؤمنا تقيا انظر إلى كتاب الله جل وعلا وتأمل ما فيه من ثمرات التقى :

قال عز وجل عن القرآن :{ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } هذه فائدة كبرى ، خاصة بالمتقين

قال تعالى :{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} 

  { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً{4}}

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً{5} }

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}

والنصوص في هذا المعنى كثيرا جدا

فمن أراد أن يكون في رحمة الله في ولاية الله عز وجل وأن يكون سعيدا في دنياه وفي أخراه فعليه بهذين الأمرين :

1- الإيمان  ،  2-  التقوى

 

واعلم علم اليقين أن العبد لا يمكن أن يكون إلا تقيا لا تتصور أن تخرج من التقوى ، إن لم تتق الله إن لم تكن في دائرة تقوى الله جل وعلا وإلا فاعلم أن مصيرك أن تتقي غير الله وإن اتقيت غير الله أفلحت أو خبت  ؟

الجواب / خبت وخسرت

ولذا يقول بعض السلف : [ ما احتاج تقي ]

يقول التقي ما يحتاج إن احتاج ففي تقواه خلل

كيف   ؟ الآية  { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً  ))

ولذا قال  : ( ما احتاج تقي ) لا يمكن أن يحتاج .

 فنسأل الله وعلا أن يتولانا برحمته وان يجعلنا من أولياءه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

 

قال الشيخ رحمه الله  :

(( أن يتولاك في الدنيا والآخرة ))

لم يذكر البرزخ لم يذكر القبر

 لم  ؟

على حسب السياق الجاري في كتاب الله وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام

قال عز وجل :{ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ{219} فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } غالبا ما يكون الذكر في الدنيا والآخرة لماذا لا يذكر القبر  ؟ علام لا يذكر أمر البرزخ ؟

لأن القبر من الآخرة ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( القبر أول منازل الآخرة )

إذاً :

القبر داخل في الآخرة  قال تعالى :{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ } في ماذا  ؟ { فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }

ما معنى   { وَفِي الآخِرَةِ } ؟

 في القبر حينما يأتيه الملكان ويسألانه الأسئلة الثلاثة .