شرح بلوغ المرام الدرس 135 حديث 151 ـ 153(وقت الظهر إذا زالت الشمس )الجزء الرابع

شرح بلوغ المرام الدرس 135 حديث 151 ـ 153(وقت الظهر إذا زالت الشمس )الجزء الرابع

مشاهدات: 434

بلوغ المرام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كِتَابُ اَلصَّلَاةِ ــــ بَابُ اَلْمَوَاقِيتِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

151- عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَمْرِوٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; أَنَّ نَبِيَّ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: (( وَقْتُ اَلظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ اَلشَّمْسُ, وَكَانَ ظِلُّ اَلرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ يَحْضُرْ اَلْعَصْرُ, وَوَقْتُ اَلْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ اَلشَّمْسُ, وَوَقْتُ صَلَاةِ اَلْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبْ اَلشَّفَقُ, وَوَقْتُ صَلَاةِ اَلْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اَللَّيْلِ اَلْأَوْسَطِ, وَوَقْتُ صَلَاةِ اَلصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ اَلْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ اَلشَّمْسُ )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ  .

152- وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ فِي اَلْعَصْرِ: (( وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ ))

153- وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى: (( وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  (4)

الشرح :

ــــــــــــــ

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

ذكر هذه المواقيت كما ذكرنا يدل على أن الصلاة لا يجوز أن تخرج عن وقتها المحدد شرعا كما أنه لا يجوز أن يخرج بعضها خارج الوقت فلو صلى بعض الركعات في الوقت ، والركعات المتبقية وقعت خارج الوقت فإنه يقع في الإثم والحرج

 

وهناك قاعدة شرعية تقول :

الأمر لا يتم الامتثال به إلا بفعله كله والنهي لا يتم الامتثال به إلا بتركه كله

 

وبالتالي :

فإن الشرع أمرنا أن نؤدي هذه الصلوات في أوقاتها فيجب أن نمتثل هذا الأمر كله أما إذا امتثلنا هذا الأمر دون البعض فإنه لا يصدق علينا ما جاءت به الأحاديث

اللهم إلا في حالة الضرورة وذلك بأن تدرك الحائض وقتا يسع لفعل ركعة مثلا طهرت قبل غروب الشمس بدقيقة فاغتسلت هنا :

لا يمكن أن تؤدي أربع ركعات في دقيقة أو في نصف دقيقة لكن هي أدركت زمنا من آخر الوقت ذلك الزمن يسع فيه إيقاع ركعة

هنا تصلي تلك الركعة والركعات المتبقية وهي الثلاث من العصر ستكون بعد غروب الشمس هنا أدركت العصر ضرورة

 

ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي معنا بيانه قال : (( من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدرك الفجر  ))

وإلا في حال السعة فلا يجوز

 

” من أدرك “  قال شيخ الإسلام والإدراك لا يكون إلا في نهاية الشيء  أدركت الشيء يعني وهو في منتهاه في أواخره فليس هناك سعة وإنما هناك حال ضيق في النهاية

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذه الأوقات يجب أن يمتثل بها بقدر الوسع والطاقة وهذه الأوقات إما أن تمر على الإنسان في حال الوضوح والظهور للليل والنهار وإما أن تمر على الإنسان في عدم وضوح الليل من النهار

 

فإن كانت هذه الأوقات تأتي على بلدان يتضح بها الليل والنهار كحالنا وكحال كثير بل جُل بلدان العالم هنا يجب أن يتقيد بهذه الأوقات

بقطع النظر عن طول النهار من قصره أو الليل

 

بمعنى : أنه بما وقد ذكر لي أن بعض الدول يكون النهار بها عشرين ساعة بينما الليل أربع ساعات هنا نمشي على غرار ما جاءت به الأحاديث من أوقات لهذه الصلاة صلاة الظهر والعصر والفجر والمغرب والعشاء

 

 

وهناك بعض الدول :

يكون النهار فيها قصير جدا قيل لي إن هناك بعض الدول يكون النهار بها أربع ساعات والليل عشرون ساعة إذاً يتقيد بما أن هناك ليلا ونهارا يجب أن يتقيد بما جاءت به هذه الأحاديث

 

أما إذا مرت هذه الأوقات في عدم وضوح الليل والنهارهناك بعض الدول في العالم يمر عليهم ستة أشهر كلها نهار والستة الأخرى كلها ليل وقد تزيد وقد تنقص لكن يمر الليل باستمرار شهورا ويمر النهار باستمرار شهورا

هنا ما الحل عندنا أشهر كلها ليل عندنا أشهر كلها نهار  :

متى نوقع صلاة المغرب صلاة العشاء إذا كان الزمن في هذه الشهور كلها نهار وإذا كانت هذه الشهوركلها ليلا كيف نوقع صلاة الظهر والعصر

الجواب :

أنه يجب أن يقدروا ويخمنوا لهذه الأوقات بمرور أربع وعشرين ساعة حسب أقرب دولة لديهم بها ليل ونهار

يعني : عندنا اليوم كله ليل أو كله نهار يجب أن تقدر

 

يعني : هذا الوقت يقارب في تلك الدولة التي هي قريب منا يكون هذا الوقت هو للظهر نوقع صلاة الظهر في هذا الوقت وكذلك العصر

والدليل :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم لما ذكر الدجال قالوا : يارسول الله كم لبثه في الأرض ؟ قال : (( أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة يعني كأسبوع وسائر أيامه كأيامكم ))

قالوا : يارسول الله أتكفينا صلاة يوم في السنة ؟

انظروا إلى حال الصحابة لم يسألوا مثل أسئلتنا يعني لو كان هذا السؤال يرد علينا أول ما ينقدح في الذهن : كيف يتصور أن يأتي  يوم يمر علينا كسنة أو كشهر ؟

 

يمكن أن يأتي بعض الناس ويشكك وربما بعض الناس يقول : كيف ؟ لكن الصحابة رضي الله عنهم لم يسألوا عن هذا كله لأن هذا أمر لا يهمهم أتى به الشرع من أن حال الدجال سيكون كذلك في هذا اليوم كسنة انتهى الأمر سمعنا وأطعنا تسليم كامل

لكن هم سألوا عما يهمهم عما يزيد الإيمان في قلوبهم سألوا عن عبادتهم قالوا : يارسول الله أتكفينا صلاة يوم ؟

هذا هو السؤال لم يسألوا عن الأسئلة الأخرى ، ولذلك يأتي بعض الناس وأتى بعدهم لكن لما تشبث بعض الناس بالمعلومة دون العمل يسأل هذه الأسئلة بعض الناس في هذا العصر يسأل هذه الأسئلة يقول : كيف يمكث الدجال يوم كسنة ؟ مع أن هذا السؤال لم يسأله الصحابة بل سألوا عما يحتاجون إليه فيما يقربهم إلى ربهم

فقال عليه الصلاة والسلام : ” اقدروا له قدره “

 

سبحان الله يوم كسنة قال : ” اقدروا له قدره  “ يعني هذا اليوم الذي هو كسنة عليكم أن تقدروا ثلاثمائة وستين يوما في كل يوم خمس صلوات

ولعل هذا الحديث ” اقدروا له قدره “ لعله يكون دليلا الفقهاء لم يذكروه لعله يكون دليلا على أنه كما قالوا رحمهم الله من أن المسلم له أن يصلي إذا غلب على ظنه أن الوقت قد دخل لأن إيقاع الصلوات في اليوم الذي هو كسنة يقينا عسير فهم سيبنون على غلبة ظنهم

فهذا لعله يكون دليلا لهؤلاء االفقهاء

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذه الأوقات التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام قد يتعسر تحقيقها في هذا الزمن في المدن سواء بالليل أو بالنهار وبالليل يكون العسر أكثر لوجود الكهرباء

فما هو الحل ؟

وما هو البديل ؟

البديل هذه التقاويم الموجودة ولذلك نبني عليها

والبناء عليها يقينا أو غلبة ظن يمكن أن يكون يقينا ويمكن أن يكون بغلبة الظن

 

بدليل : أن الساعة تختلف ساعتي كمؤذن تختلف عن ساعتك كمؤذن يمكن أن يكون هناك فرق في الثواني  ، وبالتالي نحن نعمل بهذه التقاويم في بعض الأحيان بغلبة الظن

لكن هذه التقاويم ولاسيما في صلاة الفجر دار حولها خلاف من القدم وأنا أذكر ذلك من عام 1408 للهجرة

والمسألة تدار كل سنة وإثارتها في رمضان لأن الأئمة يتقدمون في الصلاة في الفجر بالناس بناء على أن الناس حاضرون متهيئون

فمنهم من يقول : صلاتك غير صحيحة

ومنهم من يقول : صلاتي صحيحة

ومنهم من يصلي

ومنهم من ينتظر حتى يأتي الوقت بعد ما هو مدون في التقويم بنصف ساعة أو أكثر

وإذا به مع جماعته في صراع ونزاع ،  الناس يصلون وهم مازالوا فتجد أن هناك خلافا ونزاعا بينهم بناء على هذه المسألة

 

قد أوردت هذه المسألة في زمن الشيخ ابن باز  ، وأولا من أثارها الشيخ عبد الله بن جبرين في أول الأمر مع بعض طلاب العلم

يقولون خرجنا إلى البر ووجدنا أن الوقت متقدم يعني الوقت في التقويم متقدم على الوضع الحقيقي بمعنى أن التقويم متقدم بنصف ساعة

فلما كثر الكلام على ذلك سألت عام 1410 قلت : ياشيخ بالنسبة إلى هذه التقاويم أيبني الناس عليها في صلواتهم وفي سحورهم ؟

قال نعم يبنون عليها

فكأن الشيخ وجد مرجحا عنده خلاف ما ذهب إليه

 

مضت السنوات ولا زالت المسألة تثار ولا زالت تثار حتى الآن

ففي عام 1418 للهجرة أثيرت بقوة في درس الشيخ ابن  باز في جامع سارة في البديعة

الشيخ قال  : سوف نبعث لجنة لتمر

 

وبالفعل بعد حين أتى من أرسلهم الشيخ وقالوا بعد التتبع وجدنا أن تقويم أم القرى أنه متوافق للواقع تماما ولا تقدم فيه

 

قرأت للشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين قال : إن كان الوقت متقدما في صلاة الفجر فإنه متقدم بخمسة دقائق تقريبا إن كان هناك هذا رأيه

 

ولذلك لما أثيرت هذه المسألة العام الماضي في رمضان أصدر سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ فتوى من أن تقويم أم القرى صحيح وأنه لا تقدم فيه

وذكر أن سماحة الشيخ ابن باز في عام 1418  قد أرسل لجنة وتحققوا من مطابقة تقويم أم القرى لواقع الصلوات

 

وبالتالي :

فإن على المسلم أن يأخذ بما ذكره هؤلاء العلماء الكبار لأنه يلزم أي مفتي يفتي يلزمه إذا قال إنه يجب على الناس أن يتأخروا نصف ساعة  في أذان الفجر وأنهم  لا يصلون بعد أذان الفجرإلا بنصف ساعة حتى يتحققوا لأن ما ذكر من وقت في التقويم متقدم على الوقت الحقيقي يلزمه أن يبيح لهم في رمضان لأن يأكلوا وأن يشربوا وهم لا يقولون بهذا

يعني حرمت الصلاة وحرمت الأكل ليس بصحيح

وبالتالي :

فإن هذا التقويم كما قال هؤلاء وناهيك بهم  ،  هؤلاء أثبوا من أن تقويم أم القرى ثابت

فلا شك في هذا الأمر لأن الأمر جد خطير

 

يعني :  يمكن أن يتأخر الرجال لو قيل بهذا فرضا يمكن أن يتأخر الرجال  لكن ما هو شأن النساء في البيوت بعض النساء تصلي بعد الأذان بخمس دقائق أو بعشر دقائق بل في مثل هذا الزمن وردت منهن أسئلة لي وهن يخرجن لأن مكان الدراسة لهن بعيد فيحتجن إلى أن يبكرن بالصلاة بعد الأذان لأنهن لو خرجن ولم يصلين لا يمكن أن يقفن في الطريق ولو بقين إلى الوصول إلى مكان العمل أو الدراسة طلعت الشمس

 

وبالتالي فإن الأمر كما أسلفت لكم

 

 

وقت الظهر إذا زالت الشمس الأمر مبني على جريان الشمس والحساب مبني على جريان الشمس وبالتالي فكما قال إن الخسوف للشمس واللقمر يمكن أن يحدد لأعوام قادمة  ، لم  ؟ لأنه مبني على الحساب

فكذلك الشأن هنا فلا إشكال في هذا الأمر

 

كذلك الشأن :

يعني لما سألت الصحابة إنما سألت عن الأمر المعتاد الذي يمر بهم في اليوم واليلة سألوا عن الصلاة

لكن ما هو شأن الصيام كذلك نفس الحال يقدرون له قدره

 

 

نهارهم عشرون ساعة فكيف يصومون ؟

يصومون أعانهم الله

ولا يختلف لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال :  (( إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم  ))  يعني عليهم أن ينتظروا ولو كان زمن النهار ثلاثا وعشرين ساعة ونصف ساعة عليهم أن يبقوا في صيامهم إلى غروب الشمس هذا قدرهم

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

أن النبي عليه الصلاة والسلام  ذكر عن العصر أن الشمس ( الشمس بيضاء نقية   ) يعني : هي حية بيضاء لم يأت بها لون الصفرة

ونقية بها حية والحياة ضدها الموت فمتى تموت الشمس  ؟ إذا لم تكن بيضاء ولا نقية إذا دخلها لون آخر فإذا دخل لون آخر ضعفت ومن ثم ماتت لأن الشمس حياتها بقوة حرارتها

 

من فاتته صلاة الفجر فحاله مع سنة الفجر كحاله فيما لو لم تفته صلاة الفجر

بمعنى أنه يصلي السنة أولا ثم يصلي الفريضة

إذا خشت خروج الوقت فإنك تصلي الفريضة