شرح بلوغ المرام الدرس 163حديث 187 ـ 188 ( أن النبي أتى المزدلفة فصلى بها المغرب … )

شرح بلوغ المرام الدرس 163حديث 187 ـ 188 ( أن النبي أتى المزدلفة فصلى بها المغرب … )

مشاهدات: 426

بلوغ المرام ــ  باب الأذان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

187- وَلَهُ عَنْ جَابِرٍ:

 (( أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَتَى اَلْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا اَلْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ, بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ ))

188-وَلَهُ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ:

(( جَمَعَ بَيْنَ اَلْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ ))

زَادَ أَبُو دَاوُدَ: (( لِكُلِّ صَلَاةٍ )) .

وَفِي رِوَايَةِ لَهُ : (( وَلَمْ يُنَادِ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا )) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــ

 

فائدة ليست مختصة بالحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لو كانت هناك جماعة ، ولو كانت مسافرة أو كانت مقيمة ، وكانت في البلد ففاتها صلاة الجماعة حتى خرج الوقت فإن أذان البلد يكفي فليقيموا وليصلوا ، ولكن ليغيروا المكان مع أن بعض العلماء يقول : إن تغييرالمكان هو خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم أن الشيطان قد حضر فيه بينما غيره لا يعلم

لكن يقال : ” بينت الرواية التي عند أبي  داود قال : ((  ارتحلوا عن هذا المكان الذي أصابتنا فيه الغفلة ))  فيكون فعله عليه الصلاة والسلام مع قوله بهذا التعليل يكون سنة لغيره يؤخذ بها

 

من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن قول ابن حجر [  له ] الضمير يعود إلى مسلم وهذه أتي بها العلماء  اختصارا كما يقولون وعنه باعتبار الراوي المتقدم

 

وأحيانا يسرد بعضهم ، ومر معنا هذا أيضا في البلوغ يسرد بعضهم ثلاثة أحاديث أو أربع أحاديث عن راو واحد فيذكر اسمه ، ثم في الثاني يقول [ عنه ] ، في الثالث يصرح باسمه لأن الفاصل قد طال

فهي عبارة يراد منها الاختصار

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــ

ما فعله عليه الصلاة والسلام في مزدلفة لما جمع بين المغرب والعشاء أنه في حديث جابر أذن أذانا واحدا ، وأقام لكل صلاة أقام لصلاة المغرب وأقام لصلاة العشاء نأتي إلى حديث ابن عمر في صحيح مسلم أنه لم يؤذن ولم يقم إلا إقامة واحدة للصلاتين كلتيهما

 

فيه حديث ابن عمر عند أبي داود : أقام لكل صلاة يعني من غير أذان والإقامة مرتين إقامة لصلاة المغرب وإقامة العشاء

وله من : أبو داود (( وَلَمْ يُنَادِ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا )) يعني لم يقع نداء أو أذان بتاتا

 القول الأول:

 

(( أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَتَى اَلْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا اَلْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ, بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ ))

إذا جمع في مزدلفة يؤذن أذانا واحدا ويقيم لكل صلاة

 

القول الثاني :

 

أنه لا أذان وإنما يقيم مرة واحدة تكفي لصلاة المغرب ولصلاة العشاء    هذا قول – وَلَهُ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ: ( جَمَعَ بَيْنَ اَلْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ )

 

القول الثالث :

 

أنه لا أذان في المغرب ولا في العشاء  في مزدلفة  ، وإنما يقيم للمغرب ثم يصلي ويقيم للعشاء ثم يصلي

 

القول الرابع :

 

أنه يؤذن مرتين ويقيم مرتين لحديث ابن مسعود فيؤذن لصلاة المغرب ويقيم لها ثم يؤذن لصلاة العشاء ويقيم لها

 

فما هو الراجح ؟

لابد من الترجيح لأن القصة واحدة لأنه عليه الصلاة والسلام  لم يحج إلا مرة واحدة ولم يجمع في مزدلفة إلا مرة واحدة فلابد من الترجيح

فهل نأخذ بحديث ابن مسعود فنؤذن لكل صلاة ونقيم لكل صلاة باعتبار أنها زيادة فيرجح هذا على حديث ابن عمر وحديث جابر ، أم أننا نأخذ وقد أخذ بهذا الصنعاني أم أننا نأخذ بحديث جابر لأنه ذكر حجته عليه الصلاة والسلام لحديثه الطويل ففصل ووضح فيكون أضبط من غيره فنؤذن فقط أذانا واحدا ونقيم لكل صلاة

وهذا ما جنح إليه ابن القيم وهو الصواب

 

لكن ماذا عسانا أن نقول في حديث ابن عمر ؟

نقول  في حديث ابن عمر نفي وهنا إثبات والمثبت مقدم على النافي

لكن الصنعاني دخل علينا فقال نرجح حديث ابن مسعود على حديث جابر لأنه أثبت والمثبت مقدم على النافي ولم أر جوابا حول هذا لكن أميل إلى قول ابن القيم لأمر مع أن قول الصنعاني قول قوي

 

لماذا؟

لأنه في حديث ابن مسعود لما صلى المغرب أحضر له العشاء فتعشى ثم قال رحمه الله : ” إن المغرب قد تحولت عن وقتها فيمكن هو رضي الله عنه لم يجمع “

 

فيكون بذلك أوقع كل صلاة في وقتها وقوله : ” إن صلاة المغرب تحولت عن وقتها يعني المعتاد “

وقتها المعتاد ما هو ؟

أن النبي عليه الصلاة والسلام يصليها إذا وجبت من حين ما تغرب الشمس بينما هنا أخرها فيكون بذلك قد دخل وقت صلاة العشاء فصلى العشاء وأذن لها والعلم عند الله

 

فيكون بهذا :

نجمع بين القولين ، لكن على الترجيح لا شك أن ترجيح حديث جابر أقوى من حديث ابن مسعود لأن جابر وضح وفصل في حديثه الطويل في وصف حجته عليه الصلاة والسلام

 

ثم إن المقصود من الأذان إعلام الغائبين ، والغائبون حضروا بالأذان الأول فلا حاجة إذاً إلى الأذان الثاني ، بينما الإقامة نحتاج إليها مرتين باعتبار أنه عليه الصلاة والسلام لما صلى المغرب حط الصحابة رحالهم ثم صلى العشاء فدل هذا على أن الإقامة لصلاة العشاء مطلوبة لتنبيه وإعلام الحاضرين بأن صلاة العشاء قد حضرت

فيكون هذا هو القول الصحيح

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أنه بناء على ما رجحنا أن من أراد أن يجمع بين الصلاتين ، وكانوا جماعة فليقتصر على أذان واحد ويؤتى بإقامتين

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن جمعه عليه الصلاة والسلام هنا في مزدلفة فيه رد على الحنفية الذين يقولون إن جمعه عليه الصلاة والسلام ليس مطردا يعني لا جمع إلا في مزدلفة وفي عرفة ويستدلون على ذلك بحديث ابن مسعود رضي الله عنه في حجته عليه الصلاة والسلام أنه لم يصل هاتين الصلاتين قبل وقتها إلا هنا فقالوا إن المقصود هنا إذاً هو الجمع جمع النسك

ولكن الصواب :

أن جمعه عليه الصلاة والسلام ثبت من حديث ابن عمر وغيره من أنه جمع في غير مزدلفة وفي غير عرفة

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن حط الرحال وعشاء ابن مسعود على القول بأنه جمع أن فيه دليلا لمن قال إن الفاصل بين الصلاتين المجموعتين لا حرج فيه ولو طال وهذا هو رأي شيخ الإسلام

ولذلك المشهورعند الفقهاء :

لو أن الإنسان أراد أن يجمع بين الظهر والعصر مثلا فصلى الظهر وبعد نصف ساعة أراد أن يصلي العصر يقولون لا ، لأنه في الحقيقة لم يرد أن يجمع بين الصلاتين فصل بينهما بفاصل طويل

 

لكن لو كان الفاصل قصيرا كما قالوا فلا إشكال في هذا لأنه لا يخرج الصلاتين عن صورة الجمع

 

فهم نظروا إلى الجمع للصلاتين بينما شيخ الإسلام يرى أن الجمع للوقتين بمعنى أن الوقتين وقت الظهر والعصر يجمعان فيكونان وقتا واحدا ووقت المغرب والعشاء يجمعان فيكونان وقتا واتحدا

في  أي زمن وفي أي ساعة من هذا الوقت صليت فلا إشكال في هذا

يعني :

لو صليت الظهر ثم بعد ساعة صليت العصر فلا إشكال عنده رحمه الله

وقوله قوي لأن حط الرحال لاشك أنه فاصل والرحال كم عددها كثير ما يقرب من مائة ألف حجوا معه عليه الصلاة والسلام وهذه تحتاج إلى وقت فدل على أنه يستسمح في هذا ،  وأن المقصود من الجمع هو جمع الوقتين حتى يكون هذان الوقتان وقتا واحدا

وبمجرد وجود الفاصل هذا كافي ولو كان الفاصل الطويل يمنع من الجمع لبينه عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أنه قال هنا : ” جمع في مزدلفة “ لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم ؟

لأن الناس قرب ازدلافهم من منى

وقال بعض العلماء : لأنهم يزدلفون يعني يتقربون فيها إلى الله بالمكث فيها تلك الليلة

وقيل غيرهذا

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

بيان فضيلة الصحابة :

فكل منهم أدى ما سمعه وما رآه ، وهذا إن دل يدل على أن طالب العلم عليه أن يتلقى العلم الشرعي تلقيا من العلماء لا من الكتب ؛ لأن العلماء يجمعون له ما قيل هنا وهناك فيكون أسلم لقوله حينما يقول وأصوب لرأيه حينما يرجح لكن من قرأ مثلا كلام ابن عبد البر واقتصر عليه سيدحض أدلة أخرى من غير لا يشعر

 

هنا فيه فائدة جميلة في الحديث السابق ذكرها القرطبي رحمه الله يقول :

 

 لماذا ارتحل النبي عليه الصلاة والسلام من المكان الذي نام فيه إلى مكان آخر ؟

 

العلة كما ذكر في الحديث لكن يقول هذا شبيه بمن نعس في المسجد في صلاة الجمعة أن يتحول من مكانه إلى مكان آخر

 

هؤلاء العلماء لهم فضلهم لأن بعضا من الناس يقول هذه الآن كتب التفسير والحديث والشروحات في الأحاديث ما الفائدة منها كل يشرح يكتفى بواحد ، لا ، ما فهمه هذا يختلف عما فهمه ذاك مما يدل على أن الأمة بحاجة بعضهم إلى بعض فلا تقل عندي العلم والفائدة ، لا  ، الفائدة من الجميع ولو كان أصغر منك سنا وأقل منك علما

 

وذكرنا بعض الأمثلة على أن كبار الصحابة أخذوا من صغارهم وخفي على كبارهم بعض الأحكام التي لم تخف عن صغارهم فلا أحد يعتد بقوله لأن بعض طلاب العلم بعضهم يطيح بأقوال الآخرين يقول : هذا قول باطل هذا قول ساقط

سبحان الله ! من أنت ؟ قول باطل قول ساقط هذا الحديث باطل هذا الحديث ساقط مع أن غيره من أئمة الدين صححوه أو حسنوه أو أن هذا الرأي هو رأيهم

بل قد يكون هذا الرأي للجمهور،  ومع ذلك يقول هذا رأي باطل هذا رأي ساقط

ماذا بلغت من العلم حتى تطيح بأقوال غيرك ؟

كن رفيقا في الحكم على أقوال الآخرين اللهم إلا إذا كنت لا تعلم إلا هذا القول الذي تعلمه أنت ولا تعلم بأقوال الآخرين ، فهذا يدل على ضعفك وجهلك فإن كنت تعلم فأنت في مثل هذا الأمر لا تراعي للعلماء قدرهم ومكانتهم و ترى أن ما تقوله هو الصواب وأن ما يقوله غيرك هو الخطأ  ، هذا ليس بصحيح

 

وأنت ياطالب العلم لن تتربى نفسك على التواضع وعلى بعد النظر وعلى الاستفادة من الآخرين بهذه الطريقة ولن تنفع طلابك إذا كانت هذه الطريقة طريقتك

 

الطريقة الصحيحة :

أن تعطي للعلماء الآخرين قدرهم  في آرائهم وتلتمس أيضا العذر بعض العماء وبعض الأئمة يخطئ  ويأتي بقول يخالف النص الصريح الصحيح ، التمس لهم العذر قل لعله كذا

 

لكن كما أسلفت :

جملة من هؤلاء هم في الحقيقة يبنون على متون الأحاديث ، ولا ينظرون إلى شروحات الآخرين ، وبالتالي يسقطون ولا يسقطون غيرهم لأن من مشى على هذه الطريقة لن ينفع نفسه ولن ينفع غيره وسيسقط لا محالة لأنك لست الوحيد في هذا الكون ولست الوحيد في هذا العلم العلم واسع

 

وكأني بهؤلاء لم يحفطوا الأحاديث التي خفيت على أبي بكر وعلى عمر وعلى عثمان وعلم بها صغار الصحابة كأنهم ما قرءوا هذا إذا كان أبو بكر وعمر يخفى عليهما فكيف بك أنت ؟!

 

إذا  كان الإمام مالك :

ومرت بنا مسائل كثيرة خالف فيها الإمام مالك النص الصريح الثابت مع أنه الإمام مالك ومحدث وعالم أهل المدينة ومع ذلك انظروا أحيانا يأتي ببعض الأقوال تقول سبحان الله ! النص أمامه لم يبلغه أو غاب عنه فهذا هو الإمام مالك

 

أيضا نلتمس العذر لأبي حنيفة والشافعي والإمام أحمد لأئمة المسلمين لعلماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين والا فلن نفلح

 

ولذلك :

هذا يؤدي بالإنسان إلى أن يفتخر

ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( إن الله قد أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ))

 

والتواضع :

يحتاج إليه طالب العلم أكثر من غيره لأن العلم يرفع الإنسان ويجعل له قدرا ومقاما عند الناس فهو بذلك يرتفع لكن ليتفطن ربما يرتفع ثم يسقط والسقوط من العلو أضر لكن لما يرتفع أو يرفع ويرخي بسمعه إلى ما يقال فيه من الأوصاف والمدح ثم يرفع وإذا به يسقط وإذا سقط أما أن يهلك أو ينكسر

 

فنصيحة لنفسي :

أولا ثم لكم ولطلاب العلم عموما أن يتواضعوا لله جل وعلا وأن يجعلوا التواضع هو الأساس ولن يتواضع شخص إلا لعلمه

 

من تواضع من طلاب العلم فهو طالب العلم الحقيقي ومن لم يتواضع فليس بطالب علم لأنه لا يعرف حينها أنه قد خدع

كم نحن ضعفاء

 

تمر بي بعض المسائل أقول سبحان الله أو تخفى هذه ؟

 

نعم تخفى ليعرفك الله قدرك وأنك لست بشيء ولو كنت بشيء عظيم عند الناس كل أعرف بحاله وبنفسه

يعني :

يمكن الناس من خلال ما تطرح من معلومات أو تسرد من محفوظات يقولون : ما شاء الله  ، هذا هو العالم الذي لا قبله ولا بعده

فلو سمعت هذا الكلام وارتخيت له هلكت ، تهلك لكن أنت أعلم بنفسم من غيرك

 

كم من الفوائد مرت مثل هذه الفوائد التي طرحتها ما كنت أعرفها حقيقة يعني اطلعت عليها اليوم فقط أقول سبحان الله ! كيف هؤلاء الأئمة والعلماء استوحوا هذه الأشياء

 

يعني :

أنت لما تريد أن تحفظها ما تستطيع ولو حفظتها ما حفظتها كلها تغيب عنك بعضها فما ظنكم بمن أمعن النظر والفكر فيها حتى أخرجها ؟!

 

و نحن في مثل هذا الزمن :

يعني أتتنا ممن الصوارف والشواغل ما لم يأت أولئك فكيف لا يعتد بقولهم كيف لا يؤخذ بآرائهم مع أنه يأتيك من الصوارف صوراف العمل في الدوام صوارف مشاغل البيت ومتطلباته ومشاغل بعض الأقرباء يأتيك في الطريق مما لا يروق لك

ما تسمعه من أخبار مزعجة هذه صوارف

ما يفوتك من بركة الوقت في هذا الزمن

بينما هم يختلف الحال

 

السيوطي :

بعد الأربعين ما أقام درسا ، بدأ في التأليف

هذا الرجل لما ترى مؤلفاته تقول سبحان الله ! ما ترك شيئا إلا كتب فيه حتى إنه وهو رأي له وإن شاء له يكون له خير عند الله  أنه جعل نفسه من المجددين وقد يكون من المجددين باعتبار هذه الكتب هو ألف هذه الكتب تعجب منه كم عنده من الوقت ؟

 

أنا أقول  :

من يعتد بقوته أو حافظته أوبفهمه أو بعلمه يكفي فقط تقول : اقرأ تفسير القرطبي أو اقرأ فتح الباري من أوله إلى آخره كم ستظل فيه ؟ سنين وكم تضبط ما فيه تحتاج إلى سنين أخرى فكما ظنكم بمن كتبه وأثناء الكتابة ترجيح ونظر وتأمل ورجوع

 

لما ترى هذا الرجل رحمه الله ( ابن حجر ) ينقل قال ابن القيم في الهدي قال ابن تيمية

الرجل اطلع

 

لما تأتي إلى تاريخ الطبري أو كتاب البداية والنهاية والله عندما أقف عند كتاب البداية والنهاية وأرى ما كتبه كم ظل من الزمن في كتابته

 

يعني الوقت عندهم مبارك مع ما كانوا فيه  في الشام من الفتن والحروب

ومع ذلك انظر إلى هؤلاء القوم

 

فخلاصة القول :

 

أن طالب العلم يعرف قدره في هذا الزمن لا يطيح بأقوال الآخرين من العلماء والأئمة هذا قول باطل ساطق هذا لا يعتد به

من أنت ؟

وانظر إلى حالك

وللأسف هذا لا يصدر من علماء  كبار أعمارهم في الستين أو السبعين ، لا من أشخاص أعمارهم في الثلاثين في الأربعين يعني مازالوا ليسوا بشيء

لو قالها قائل ما سمعنا هذا الكلام  والله ما سمعنا هذا الكلام من الكبار كابن باز وابن عثيمين ولا من غيرهم من الكبار

 

ولذلك حتى الشيخ ابن باز لما يأتي عالم من العلماء ويخالف النص قال كل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي عليه الصلاة والسلام

وبالفعل هل كل أقوالك صحيحة هل كل ما تقوله هو الصواب ؟

لا يمكن هذا

فإذا لم تلتمس العذر لغيرك كيف يلتمس لك العذر لكن للأسف هذا من قلة التوفيق لطالب العلم في بداية حياته

هذا من قلة التوفيق والله المستعان