شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 107 ) حديث 124 ـ 125 (إن تحت كل شعرة جنابة …. )

شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 107 ) حديث 124 ـ 125 (إن تحت كل شعرة جنابة …. )

مشاهدات: 463

شرح كتاب ( بلوغ المرام  )حديث 124 وحديث 125

( باب الغسل وحكم الجنب )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد :

فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

{ إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً, فَاغْسِلُوا اَلشَّعْرَ, وَأَنْقُوا اَلْبَشَرَ }

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَضَعَّفَاه ُ .  

وَلِأَحْمَدَ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوُهُ, وَفِيهِ رَاوٍ مَجْهُول ٌ  .. 

( من الفوائد )

أن هذا الحديث ضعيف، ومع ضعفه أخذ بعض العلماء بمعناه باعتبار ما ورد عن علي رضي الله عنه :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( من ترك موضع شعرة لم يصبها الماء فعل الله به كذا وكذا ) فقال علي رضي الله عنه ” فمن بعدها عاديت شعري )

فكان رضي الله عنه يحلق شعره .

وحديث علي رضي الله عنه قال عنه ابن حجر رحمه الله في التخليص ” إسناده صحيح ”

وبعض العلماء : لا يرى صحته .

ومدار التصحيح والتضعيف في حديث علي لأنه من رواية ” عطاء بن السائب ”

وعطاء بن السائب في آخر حياته ساء حفظه واختلط عليه الأمر ، فمن روى عن عطاء قبل كِبر سنه وقبل اختلاطه قبلت روايته ، وإلا فلا تقبل .

ولعل تصحيح ابن حجر رحمه الله لحديث علي باعتبار أنه من رواية عطاء بن السائب قبل اختلاطه .

ويرى بعض الأئمة أن حديث علي رضي الله عنه موقوف عليه ، وليس من قوله صلى الله عليه وسلم .

فإذا ضُم حديث علي – حتى مع وقفه – مع حديث الباب تحصلنا على أمر وهو :

أن الواجب على المسلم أن يبالغ في غسل الشعر أكثر من غيره ، ويقويه ما مرَّ معنا ( أنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل شعر رأسه )

( ومن الفوائد )

قال ( أنقوا البشر )

يعني البشرة ، فيكون هذا الحديث دليلا لمن أوجب المضمضة والاستنشاق في الغسل ، لأن الفم والأنف من البشرة ، وهذا هو الصحيح ، وليس العمدة هو حديث الباب ، وإنما العمدة هو حديث أبي ذر – كما في السنن :

( كانت تصيبه الجنابة ، فقال صلى الله عليه وسلم الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو لم يجد الماء عشر سنين ، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته )

ومن البشرة الفم والأنف .

( ومن الفوائد )

ما معنى قوله ( إن تحت كل شعرة جنابة )

معناه / أن الجنابة تصيب الجزء الباطن من الشعر ، وبالتالي فإن عليه أن يغسل الشعر ويبالغ فيه .

أو / أنه من باب المبالغة ، يعني لتحرص على أن تبالغ في غسل شعرك أثناء الغسل من الجنابة .

وعلى كل حال / مر معنا حديث عائشة وحديث ميمونة في صفة غسله صلى الله عليه وسلم وهما الحديثان المعول عليهما ( ومن الفوائد )

أن الجنابة في اللغة ” البعد “

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) يعني ابتعدوا .

وسمي الجنب بهذا الاسم :

إما لأنه يجتنب بعض العبادات وجوبا .

أو لأن الماء يبتعد عن مكانه ، فإن المني في الصلب فإذا خرج بعد هذا الماء عن مكانه .