شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 72 ) حديث 81 ( إنما الوضوء على من نام مضطجعا )

شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 72 ) حديث 81 ( إنما الوضوء على من نام مضطجعا )

مشاهدات: 425

شرح كتاب ( بلوغ المرام  ) ـ الدرس 72 حديث 81

( باب نواقض الوضوء  )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

فقد قال الحافظ بن حجر رحمنا الله وإياه

في باب نواقض الوضوء ولأبي داود أيضا عن ابن عباس مرفوعاً

          ( إنما الوضوء على من نام مضطجعا ) في إسناده ضعف أيضا

 

فهذا الحديث وما يسبقه من أحاديث  فهذا الحديث يذكرنا بمسألة النوم

 

هل هو ناقض للوضوء أم أنه غير ناقض للوضوء ؟

 

وسبق ذكر  المسألة على وجه التفصيل بذكر الأقوال وبذكر الأدلة ، لكنّ هذا الحديث المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه دليل لمن قال إن النوم إذا كان الإنسان متمكنا من  مقعدته أو كان قائما فإنه لا ينتقض

لكنه

لو كان على حالة الاسترخاء كحالة الاضطجاع فإن النوم في مثل هذا الحال يكون ناقضاً للوضوء.

 

ولكن هذا الحديث ضعيف

والضعيف لا تقوم به الحجة فنعود إلى ما أصّلناه مسبقاً وهو أن الراجح من أقوال العلماء في النوم

 

أن النوم إذا كان  كثيراًفإنه ينقض الوضوء وإن كان يسيراً فإنه لا ينقض الوضوء.

 

 ما ضابط النوم اليسير ؟

 

ضابطه أن الإنسان تبقى معه حواسهبحيث يسمع أصوات من حوله لكنه لا يدرك حقيقة ما يقولون لكن إن ذهبت مشاعره وحواسه فإن وضوئه ينتقض والدليل ما جاء

 

في حديث أبي هريرة قوله عليه الصلاة والسلامكما في الصحيحين  {إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث فإنه لا يدري أين باتت يده}

بمعنى

أنه قد استغرق في النوم لكن إذا كان يدري فقيل له : يا فلان أتسمع ما حولك،فيقول: أسمع أصواتاً وأسمع ضوضاءاً لكن حقيقة ما يقال عندي لا أدركه نقول هذا هو النوم اليسير

لو قال لا أسمع شيئاً البتة فإن هذا هو النوم الكثير وبهذا تجتمع الأدلة في قضية النوم هل هو ناقض للوضوء أم أنه غير ناقض.