شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 85 ) حديث 100 ( أتى النبي الغائط …. )

شرح بلوغ المرام ـ الدرس ( 85 ) حديث 100 ( أتى النبي الغائط …. )

مشاهدات: 517

شرح كتاب ( بلوغ المرام  )ـ حديث 100

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد :

فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:

{ أَتَى اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اَلْغَائِطَ, فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ, فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ, وَلَمْ أَجِدْ ثَالِثًا. فَأَتَيْتُهُ بِرَوْثَةٍ. فَأَخَذَهُمَا وَأَلْقَى اَلرَّوْثَةَ, وَقَالَ: “هَذَا رِكْسٌ” )

 أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِيّ ُ 

زَادَ أَحْمَدُ, وَاَلدَّارَقُطْنِيُّ:

{ ائْتِنِي بِغَيْرِهَا }  

 

 ( من الفوائد )

أن أمره صلى الله عليه وسلم لابن مسعود أن يأتي له بثلاثة أحجار يؤكد ويقرر رجحان ما رجحناه من خلاف بين أهل العلم من أنه لا يجزئ أقل من ثلاثة أحجار في الاستجمار ولو طهر المحل بحجر أو بحجرين .

( ومن الفوائد )

بيان فضل ابن مسعود رضي الله عنه إذ خدم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرف له ، ولذا من يشرف بخدمته لا تكون خدمته مذمومة، ولذا ما يذكر أن الطلاب يأتون للشيخ بنعله ، أو بكتبه أو ما شابه ذلك ، هذا من حيث الأصل يمنع ولا ينبغي ، لكن إن كان يرى هذا الشخص أنه يشرف به فيجوز ، والدليل هنا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم خدمه ابن مسعود ولم يخسر ابن مسعود رضي الله عنه من هذه الخدمة بل أفلح ، إذ تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم من فِيه مباشرة سبعين سورة دون واسطة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :

( من أحب أن يقرأ القرآن غضَّاً كما أُنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد )

وخدَّامه صلى الله عليه وسلم ” ثمانية “

ولم يكن صلى الله عليه وسلم تاركا أصحابه الذين خدموه دون مكافئة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في شأن ربيعة بن كعب الأسلمي لما قرَّب إليه وضوءه قال :

( سلني ، قال أسألك مرافقتك في الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم أوغير ذلك ؟ قال هو ، قال أعني على نفسك بكثرة السجود )

( ومن الفوائد )

أن ابن مسعود رضي الله عنه اجتهد ( فأتى بحجرين وروثة )

تلك الروثة في غالب ما تطلق في اللغة ” تطلق على روث الحمار  “

وجاءت في رواية مبينة ( أنها روثة حمار )

لكن من حيث اللغة إذا قيل ” روثة ” في الغالب أنها تطلق على روثة الحمار .

فقال صلى الله عليه وسلم ( هذا ركس ) يعني نجس .

هل في القرآن كلمة تدل على هذا ؟

قال تعالى :

{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ }النساء88

فيكون الركس نوعين ” قلبي وحسي “

( ومن الفوائد )

أن الحنفية قالوا : إنه يجزئ بأقل من ثلاثة أحجار إذا تطهر المحل “

ما دليلكم ؟

قالوا : إن ابن مسعود رضي الله عنه : أتى بحجرين ، فأخذ صلى الله عليه وسلم الحجرين ورمى بالروثة “

نقول : غفلتم عن رواية أحمد والدارقطني قال :

( ائتني بغيرها )

ولو لم تأت هذه الرواية فإن الأمر الأول لا يمكن امتثاله وتطبيقه إلا بفعله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر ” أمر ” فكون ابن مسعود يأتي بحجرين وروثة أيكون امتثل الأمر الأول ؟ لا .

( ومن الفوائد )

قد يقول قائل :

إن رميه للروثة صلى الله عليه وسلم وقوله إنها ركس ، إذاً روثة ما يؤكل لحمه ركس ؟

نقول / إن الركسية لنا لما لا يؤكل لحمه ، مثل ” روثة الحمار ” لكن ما يؤكل لحمه مثل روثة الغنم أو البقر أو الإبل فروثته طاهرة .

لكن هل يجوز الاستجمار بها ؟

الجواب / لا ، لم ؟ لأنه جاء عند مسلم قوله صلى الله عليه سلم لما أتى إليه الجن الذين أسلموا قال :

( وكل بعرة علف لدوابكم )

إذاً / الروث لا يستجمر به إما لأنه نجس كروث ما لا يؤكل لحمه .

وإن كان روث ما يؤكل لحمه فإنه طعام دواب إخواننا من الجن .

( ومن الفوائد )

بيان حسن توجيهه صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ، فإنه لما رمى الروثة علل وبين السبب ، قال ( إنها ركس )