الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
ذكرنا في الدرس الماضي أن البلاغة على ثلاثة أضرب ( علم المعاني ، علم البيان ، علم البديع )
فمن الفوائد المتعلقة بالفن الأول وهو علم المعاني :
أن علم المعاني يرتكز على أمرين ، أحدهم يسمى بالمسند ، والثاني يسمى المسند إليه ، فلا يمكن أن يكون هناك علم للمعاني إلا بهذين الأمرين [ مسند ومسند إليه ]
فإذا أردنا أن نعرف ما هو المسند وما هو المسند إليه ، نقول : المسند هو المحكوم به ، والمسند إليه هو المحكوم عليه ، ولابد أن يعلق هذا بالأذهان لأن هناك فوائد آتية بإذن الله تعالى تتعلق بالمسند والمسند إليه
كيف نعرف المسند والمسند إليه ؟
البلاغيون ذكروا الأشياء التي تحل محل المسند وأشياء تحل محل المسند إليه ، ولكني أختصرها ببعض الأمثلة حتى تفهم .
مثلا : ” قام زيدٌ “
من المحكوم عليه ؟ ” زيد ” إذاً هو المسند إليه .
ما هو المحكم به ؟ القيام ، إذاً ” قام ” هو المسند .
إذاً المسند يأتي فعل ، والمسند إليه يأتي فاعل .
مثال آخر : ” زيدٌ قائم” “
زيدٌ : مسند إليه ، لأنه المحكوم عليه .
قائم : مسند .
فالمسند إليه يكون مبتدأ ، والمسند يكون خبرا .
مثال آخر :” كان زيدٌ قائماً “
زيدٌ : مسند إليه .
قائما : مسند ، فالمسند إليه يكون اسم كان ، والمسند يكون خبر كان .
لمَ لمْ نقل ” كان ” هو المسند لأنها فعل ؟
الجواب : ” كان ” لا يتعلق بها حكم لأنها فعل ناقص .
مثال آخر :” أُكرم زيدٌ “
زيدٌ : مسند إليه.
أكرم : مسند ، إذاً يكون المسند إليه نائب فاعل .
مثال آخر : ” ظننت زيدا قائما “
ظن تنصب مفعولين .
زيدا : مفعول أول ، وهو مسند إليه .
قائما : مفعول ثاني ، وهو مسند .
ويقاس على هذا في الحكم ، و هناك أشياء أخرى ، لكني اكتفيت بهذه الأمثلة حتى تعرف أن المسند هو المحكوم به ، والمسند إليه هو المحكوم عليه ، وكما أسلفت في الدرس الماضي أن من لا تذوق عنده في البلاغة لا يمكن أن يعرف كثيرا منها .