شرح علم البلاغة ( الفائدة 8 ) ( علم المعاني ـ تعريف المسند والمسند إليه )

شرح علم البلاغة ( الفائدة 8 ) ( علم المعاني ـ تعريف المسند والمسند إليه )

مشاهدات: 617

شرح علم البلاغة

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

الفائدة البلاغية

ذكرنا في الدرس الماضي أن البلاغة على ثلاثة أضرب ( علم المعاني ، علم البيان ، علم البديع )

فمن الفوائد المتعلقة بالفن الأول وهو علم المعاني :

أن علم المعاني يرتكز على أمرين ، أحدهم يسمى بالمسند ، والثاني يسمى المسند إليه ، فلا يمكن أن يكون هناك علم للمعاني إلا بهذين الأمرين [ مسند ومسند إليه ]

فإذا أردنا أن نعرف ما هو المسند وما هو المسند إليه ، نقول : المسند هو المحكوم به ، والمسند إليه هو المحكوم عليه ، ولابد أن يعلق هذا بالأذهان لأن هناك فوائد آتية بإذن الله تعالى تتعلق بالمسند والمسند إليه

كيف نعرف المسند والمسند إليه ؟

البلاغيون ذكروا الأشياء التي تحل محل المسند وأشياء تحل محل المسند إليه ، ولكني أختصرها ببعض الأمثلة حتى تفهم .

مثلا : ” قام زيدٌ “

من المحكوم عليه ؟ ” زيد ” إذاً هو المسند إليه .

ما هو المحكم به ؟ القيام ، إذاً ” قام ” هو المسند .

إذاً المسند يأتي فعل ، والمسند إليه يأتي فاعل .

مثال آخر : ” زيدٌ قائم” “

زيدٌ : مسند إليه ، لأنه المحكوم عليه .

قائم : مسند .

فالمسند إليه يكون مبتدأ ، والمسند يكون خبرا .

مثال آخر :” كان زيدٌ قائماً “

زيدٌ : مسند إليه .

قائما : مسند ، فالمسند إليه يكون اسم كان ، والمسند يكون خبر كان .

لمَ لمْ نقل ” كان ” هو المسند لأنها فعل ؟

الجواب : ” كان ” لا يتعلق بها حكم لأنها فعل ناقص .

مثال آخر :” أُكرم زيدٌ “

زيدٌ : مسند إليه.

أكرم : مسند ، إذاً يكون المسند إليه نائب فاعل .

مثال آخر : ” ظننت زيدا قائما “

ظن تنصب مفعولين .

زيدا : مفعول أول ، وهو مسند إليه .

قائما : مفعول ثاني ، وهو مسند .

ويقاس على هذا في الحكم ، و هناك أشياء أخرى ، لكني اكتفيت بهذه الأمثلة حتى تعرف أن المسند هو المحكوم به ، والمسند إليه هو المحكوم عليه ، وكما أسلفت في الدرس الماضي أن من لا تذوق عنده في البلاغة لا يمكن أن يعرف كثيرا منها .