الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
الفائدة البلاغية
ذكرنا أن البلاغة لها ثلاثة أضرب ( علم المعاني – علم البيان – علم البديع ) وأخذنا فائدة من الفوائد التي تندرج تحت علم المعاني .
ومن الفوائد :
أن علم المعاني فيه ما يسمى بالخبر والإنشاء ، وهذان هما أقسام الكلام عند أهل البلاغة ، لأن أقسام الكلام عند أهل النحو يختلف ، فعند أهل النحو [ اسم وفعل وحرف ] أما عند أهل البلاغة فالكلام نوعان [ خبر وإنشاء ]
تعريف الخبر : هو [ ما يحتمل الصدق والكذب لذاته بقطع النظر عن خصوص الخبر أو خصوص المُخبِر ]
مثال / أريد أن أُخبر عن شيء ” سافر زيدٌ ” الأصل في هذا الخبر أنه يحتمل الصدق أو الكذب ، يمكن أنه لم يسافر فيكون كاذباً، ويمكن أنه سافر فيكون صادقا ، ولذلك الخبر من حيث الأصل [ ما يحتمل الصدق والكذب لذاته بقطع النظر عن خصوص الخَبَر أو خصوص المُخْبِر ] يمكن أن يكون الرجل غير صادق ، معروف أنه غير صادق ، فلا يلتفت إلى هذا ، وقد يكون صادقاً كأخبار النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبرنا الصادق المصدوق ) فنحن إذا عرفنا الخبر نعرفه من حيث الأصل بقطع النظر عن خصوص الخبر أو خصوص المخبر ، يمكن أن يكون الرجل صادقا ولكن في خصوص خبره ما يقدح في خبره ، فقد يكون فيه نكارة ، هو صادق ، لكن وهم أو ما شابه ذلك ، فهو صادق لكن خبره ليس فيه صدق لقرينة ، ولذلك بعض الثقات في علم الرجال يروون أحاديث يكون فيه نكارة مع أنهم صادقون ، وقد يكون الرجل كاذبا ولكن الخبر صادق ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري في قصة الشيطان لما أراد أن يعلمه آية الكرسي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقك وهو كذوب) فيتنبه إلى هذا .
أما الإنشاء : فهو [ ما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته ]
الإنشاء له أشياء محددة ، من بينها [ الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء ] وستأتي معنا إن شاء الله تعالى .
مثال : ” قُمْ ” أمر ” لا تذهب ” هل يحتمل صدقا أو كذبا ؟ لا يحتمل صدقا ولا كذبا ، ولذلك قيل [ لذاته ] لأنه سيأتي معنا أن الإنشاء قد يخرج عن هذا .