شرح كتاب التوحيد ( 3 ) [ باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ]

شرح كتاب التوحيد ( 3 ) [ باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ]

مشاهدات: 528

( شرح كتاب التوحيد )

( 3 )

باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=ZqEUvkpFgSY&index=4&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

   من الفوائد تحت هذا العنوان:

1 ـ بيان أن تحقيق التوحيد إنما يكون بتخليصه من الشرك الأكبر والأصغر ، ومن البدع القولية والفعلية ، ومن المعاصي كبيرها و الإصرار على صغيرها.

ثم ذكر رحمه الله تحت هذا الباب:

قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 120﴾  [النحل120].

 من الفوائد تحت هذه الآية:

1 ـ الثناء على إبراهيم عليه السلام،  وهو إمام الموحدين، بوصفه أمة، وهذا هو أحد معاني الأمة، أي إماماً يقتدى به في الخير، ووُصف بأنه ﴿قَانِتاً لِلّهِ﴾ وهو المداوم على طاعته، ووُصف بأنه  ﴿حَنِيفاً﴾ وهو المبتعد عن الشرك، فهو عليه السلام  لم يك من المشركين في أول أمره ولا في نهاية أمره، ثم مع تركه للشرك كان مداوماً على طاعة الله عز وجل  حتى أصبح إماماً يقتدى به في الخير، ولذا كان من دعاء عباد الرحمن ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً74﴾  [الفرقان74] فلم يقولوا: واجعلنا للناس ؛ وإنما قالوا: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً74﴾ [الفرقان74]، فيكونون بذلك قد نالوا مرتبة التقى وأرادوا أن يكونوا أئمة للمتقين.

2 ـ الإقتداء بإبراهيم  عليه السلام ومحبته كما سلف ذكر ذلك في قصة موسى عليه السلام .

3 ـ أن كلمة  «لم» إذا دخلت على الفعل المضارع فإنها تحوله إلى الماضي، لأن الفعل المضارع يفيد الحاضر والاستقبال، لكن إذا دخلت  « لم»  أعادته إلى الماضي ومن ثمَّ ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ بمعنى أنه لم يكن في أول أمره وفي أول حياته لم يكن مشركاً، ويدل له قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ51﴾  [الأنبياء: 51] .

4 – بيان إخلاص إبراهيم  عليه السلام  في هذه التقوى لله عز وجل  كما في قوله تعالى: ﴿قَانِتاً لِلّهِ﴾ ولذا أمرنا الله عز وجل  أن نكون متبعين لملته ، قال تعالى: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذا ﴾  [الحج78] .

أي «في هذا القرآن».

5 ـ أن من أتى بهذه الصفات التي كان عليها إبراهيم عليه السلام  فإنه من المحققين للتوحيد.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله تعالى:

﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون59]

 من الفوائد تحت هذه الآية:

1 ـ أن هذه الآية ضمن آيات ذكرت فيها صفات عباد الله عز وجل ، وهذه الصفات هي قوله تعالى  عز وجل ﴿إنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ 57 وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ 58 وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ 59 وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ 60 أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ 61﴾  [المؤمنون: 57 -61].

فهم لما تركوا الشرك لم يقتصروا على تركه ، فإن من صفاتهم الخشية لله عز وجل  والإيمان بآياته والمسارعة إلى الخيرات ، فدل على أن هذه الأعمال التي قاموا بها يلزم معها ترك الشرك.

2 ـ أنهم قابلوا نعمة الله عز وجل  المستفادة من كلمة ﴿بِرَبِّهِمْ﴾ لأنه ربَّاهم  قابلوها بالشكر، ومن أعظم  ما يُشكر به عز وجل  أن يوحدوه، وقد قاموا بهذا، بخلاف المشركين فإنهم قابلوا الإحسان بالإساءة.

3 ـ أن كلمة ﴿لَايُشْرِكُونَ﴾، تفيد أنهم لا يشركون بالله عز وجل  في أي حين من أحيانهم، ولا يشركون معه أحدا لو بلغت منزلته من العظمة ما بلغت.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعن حُصَيْن بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِى انْقَضَّ الْبَارِحَةَ قُلْتُ أَنَا. ثُمَّ قُلْتُ أَمَا إِنِّى لَمْ أَكُنْ فِى صَلاَةٍ وَلَكِنِّى لُدِغْتُ، قَالَ فَمَاذَا صَنَعْتَ قُلْتُ ارْتقَيْتُ قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِي فَقَالَ وَمَا حَدَّثَكُمُ؟ قُلْتُ حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِي أَنَّهُ قَالَ لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَقَالَ قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ  عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبي وَمَعَهُ الرُّهط وَالنَّبِي وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِي لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِى فَقِيلَ لِي هَذَا مُوسَى صلى الله عليه وسلم وَقَوْمُهُ وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لِي هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِى الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شيئاً،  وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسترقون ولا يكتوون وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ،  فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ « أَنْتَ مِنْهُمْ » ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ « سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»  

 من الفوائد:

1 ـ أن «الرَّهط» هم الجماعة دون العشرة، ولذلك صغرها في رواية مسلم «رهيط» تصغير رهط.

2- أن قلة أو انعدام الأتباع لا تدل على سوء في المنهج، فهذا النبي يأتي وليس معه إلا الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد، بل قد تكون الكثرة وبالا على الشخص، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾  [الأنعام: 116]

3- أنه لا تعارض فيما ذكره حصين وسعيد بن جبير، لأن ما ذكره حصين بيان لفعل الرقية لا لطلبها، أما حديث سعيد عن ابن عباس {  فإنه لطلب الرقية، لأن كلمة «وَلاَ يَسْتَرْقُونَ» يعني لا يطلبون من أحد أن يرقيهم

4 ـ أن من طلب الرقية يفوته الكمال، ومن فاته الكمال فإنه لا يُذم، لكن من تركها فإنه بذلك يكون محققاً للتوحيد إذا توفرت فيه الصفات الأخرى.

5 ـ أن أنفع ما تكون فيه الرقية  بإذن الله تعالى وهي نافعة في جميع الأمراض لقوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ82﴾  [الإسراء82].

وهذا يشمل الأمراض العضوية والمعنوية، لكن من أنفع ما تكون فيه الرقية بإذن الله تعالى على المريض  [المَعِين] يعني الذي أصيب بعين أو  [اللديغ] أو  [من حصل له نزيف] كما جاء في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ أَوْ دَمٍ»

وكذلك تنفع بإذن الله تعالى  في مرض [النملة] وهو مرض كما جاء في الحديث يكون في الجنب يشعر فيه الإنسان بألم كقرصات النمل.

6 ـ أن على المسلم أن يقف عند النصوص الشرعية، لقول سعيد رحمه الله:«قد أحسن من انتهى إلى ما سمع» بل هذا هو الإحسان.

7 ـ بيان قدرة الله عز وجل  إذ عرض الأمم على النبي صلى الله عليه وسلم.

8 ـ أن عرض الأمم تسلية له  صلى الله عليه وسلم ، إذ لم ير مع بعض الأنبياء أحداً، وأيضا فيه تكريم له لأن أمته أكثر الأمم، وإذا كانت أمته أكثر الأمم فإن له من الأجر كأجر من تبعه، كما قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»

ولذلك لما مر صلى الله عليه وسلم  على موسى عليه السلام  «بَكَى قِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي»  وهذا حسد غبطة لأن مثل هذا الشيء يتمنى، ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن أصح القولين أنه لا يجوز أن تهدى القُرَب إلى النبيJ، لأن من تقرب بقربة من أتباعه فإن الأجر يحصل له.

9 ـ فضل هذه الأمة، وأن من جملة هذه الأمة أناساً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

10 ـ أن كل أمة تُبعث وحدها مع نبيها كما هو ظاهر هذا الحديث، ويدل لذلك قوله عز وجل : ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ28﴾ [الجاثية28].

11 ـ أن هؤلاء السبعين ألفاً يدخلون الجنة على صورة القمر، كما صح بذلك الخبر: «عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ يمسك بعضهم بيد بعض»

12 ـ حرص النبي صلى الله عليه وسلم  على جلب الخير لأمته، ولذا قال: كما عند الترمذي: «استزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً وثلاث حثيات من حثيات ربي»

وجاء عند ابن حبان «إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفًا الْأُوَلَ يُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ»   وقد أفاد ابن حجر رحمه الله كما في الفتح أن رواية «مع كل واحدٍ سبعون ألفاً» ضعيفة، وكذلك ما جاء «مع كل ألفٍ من السبعين المضعفة سبعون ألفاً» ضعيف , وقال: لو صحت هذه الروايات لاستفدنا أن هذه الأعداد المضعفة هي مقدار هذه الثلاث الحثيات.

13 ـ أن هذا الحديث مخصص لعموم حديث «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع»  فيستثنى من عموم هذا الحديث هؤلاء السبعون الألف.

14 ـ أن صفات هؤلاء السبعين الألف أنهم «لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» جاء عند مسلم: «هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ»

فقال بعض العلماء: إنها شاذة، وهذا هو قول شيخ الإسلام رحمه الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم  قد رقى نفسه ورقاه جبريل عليه السلام ، فمحال أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم   تاركاً للكمال.

وبعض العلماء : أثبتها، وقال: إن النفي هنا للرقية التي فيها شرك، لقوله  صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: «اعْرِضُوا عَلَىَّ رُقَاكُمْ لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ»

15 ـ الذي يظهر لي أن طلب العلاج فيما عدا ما ذُكر أنه لا يفوت به الكمال، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتداوي، ولأنه قال: «ولا يكتوون»، والاكتواء والاسترقاء نوعان من أنواع العلاج، فلو كان الطلب للعلاج مذموماً لاختصر صلى الله عليه وسلم  هاتين الكلمتين بكلمة واحدة لقال هم الذين لا يَسْتَشْفُون أو هم الذين لا يطلبون العلاج، فتكون العلة في الرقية لأنها من جنس الدعاء وطلب الدعاء من الغير مذموم كما أفاده شيخ الإسلام رحمه الله إلا إن أراد أن ينفع الداعي بالاشتراك في الخير، وأما نهيه صلى الله عليه وسلم عن الكي لأن به ضرراً على البدن.

16 ـ أن الكي في ذاته دون طلب نهى عنه صلى الله عليه وسلم ، وجاء عند البخاري قال صلى الله عليه وسلم: «الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ»

وقد كوى صلى الله عليه وسلم  سعد بن معاذ فدل على أنه فعله لبيان الجواز وأن الأصل في الكي هو الكراهة.

17 ـ أن الطيرة مذمومة وهي من الشرك كما قال صلى الله عليه وسلم  كما عند أبي داود «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» وسيأتي لها باب مستقل بإذن الله تعالى.

18 ـ فضيلة عُكَّاشة وأنه من هؤلاء السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ويجزم له بذلك بدون تردد، لأن الشرع شهد له بذلك.

19 ـ جاء في الصحيحين: «قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ سَبَقَكَ بها عُكَاشَة».

20 ـ قال ابن حجر رحمه الله: ما ورد «أن هذا الرجل الذي قام بعد عكاشة من خيار المهاجرين»  لم يصح، وكذلك رواية سبقك بها عكاشة وصاحبه

21 ـ أن قوله  صلى الله عليه وسلم: «سبقك بها عكاشة» قيل: من أجل أن هذا الطالب منافق، ولكن الصحيح أنه ليس بمنافق، لرواية  «أنه رجل من الأنصار» ويرده أيضاً ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله من أن الأصل في الصحابة الإسلام ليس النفاق، وهذا الطلب لا يصدر من منافق لأنهم ليسوا حريصين على الخير.

22 ـ بيان حرص السلف على إخفاء أعمالهم إذ قال حصين: «أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت».

23 ـ بيان كمال أدب الحوار، وهذا متمثل في الحوار الجاري بين حصين بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير رحمهما الله،  إذ كان مقصد كل منهما الوصول إلى الحق ولذا أعطى كل منهما لصاحبه دليله.

24 ـ أن المحاورة الجارية بين حصين وبين سعيد، تفيدنا أن طالب العلم إذا كُذِّب فعليه أن يُسنِد، ومن ثمَّ فإن السلف قد اعتنوا بالأسانيد عناية فائقة.

25 ـ بيان فضيلة موسى J، وأن أمته من أكثر الأمم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

26 ـ أن قيام عكاشة ثم قيام رجل من الأنصار يسألان النبي صلى الله عليه وسلم ، يدل على حرص الصحابة على طلب الخير.

27 ـ أن هذا الفضل قد اختصت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو دخول سبعين ألفاً الجنة بغير حساب ولا عذاب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم  كما عند البخاري: «يدخل من أمتي على صورة القمر سبعون ألفاً»

28 ـ أن المُوفَّق من وفقه الله عز وجل  إذ ألهم الله جل وعلا عكاشة أن يطلب هذه الفضيلة من النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له كما جاء ذلك في الروايات الأخرى.

29 ـ أن الخوض في معرفة أمور الخير لا مذمة فيه ولا منقصة، وذلك لأن الصحابة خاضوا في أولئك النفر الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم .

30 ـ أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم  في أول دعوته لها عند الصحابة شأنٌ عظيمٌ ولذلك قالوا:«فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم» مع أنهم صحابته لكن الصحبة تختلف بحسب الملازمة وبحسب القِدَم.

31 ـ أن الذين وُلدوا في الإسلام، بمعنى أن أبناء الصحابة الذين نشئوا في بيئة مسلمة لم يدركوا ويعايشوا أهل الشرك فإن لهم مرتبة وشأنا عند الصحابة.

32 ـ أن الواجب على طلاب العلم إذا خاضوا في أمر لم يدركوا منتهاه من حيث الشرع، فالواجب عليهم أن يسألوا من هو أعلم منهم.

33 ـ وجوب التوكل على الله عز وجل  مع أخذ الأسباب.

34 ـ أن عُكَّاشة بن محصن رضي الله عنه، ويصح تخفيف النطق به عُكَاشة، ظل على الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم  حتى قتل شهيداً.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ