شرح كتاب التوحيد ( 30 ) [ باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء ]

شرح كتاب التوحيد ( 30 ) [ باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء ]

مشاهدات: 469

شرح كتاب التوحيد

( 30 )

 [ باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء ]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=yWkzVBkSBeg&index=31&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 من الفوائد تحت هذا العنوان:

1 ـ أن الاستسقاء هو طلب السقيا من النجوم .

2 ـ أن هذا الباب يُعد من جزئيات الباب السابق ، ولذا لو أنه – أي المؤلف رحمه الله – ذكر حديث «ولا نوء»  هنا لكان ذكره حسناً ، ولعله رحمه الله لم يذكره اكتفاءً بما ذكره في السابق حتى يتذكر طالب العلم ما مر عليه من نصوص.

3 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم  في الحديث الذي ذكره في باب الطيرة وهو حديث  «لا نوء» ليس نفيا لوجود النجوم فهي موجودة ولا يمكن أن ينكر وجودها، لكن النفي هنا في هذا الحديث نفيٌ لتأثيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وقول الله تعالى:  ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة : 82]

 من الفوائد تحت هذه الآية :

1 ـ أن هذه الآية لها سبب نزول وسبب نزولها هو الحديث الذي سيذكره المؤلف في خاتمة هذا الباب.

2 ـ أن معنى قوله تعالى: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ الرزق هنا هو المطر ، وقد جاء ذلك في حديث مرفوع عند الترمذي لكنه حديث ضعيف ويدل له قوله تعالى : ﴿وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الجاثية5].

وقال بعض المفسرين: إن «الرِّزق» هنا بمعنى عِلم الوحي ، فإن الوحي قد كذبته قريش وهو كالمطر في كونه تحيا به القلوب كما أن الأرض تحيا بالمطر، وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر «الرزق» هنا بالشكر، فيكون الشكر هنا نعمة لأن الإنسان إذا أعطي نعمة فشكر الله عز وجل عليها كان شكره هذا نعمة من الله عز وجل  عليه ، لأن البعض قد يعطى نعمة ولا يشكر الله عز وجل ، ولذا قال تعالى :  ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا﴾.

3 ـ أن ما ذكر من أقوال المفسرين لا يتنافى بعضها مع بعض ، ومن ثمَّ فإن ما ذكر من هذه الأقوال داخلة تحت مسمى الرزق ففسرها كل إمام تفسيرا بالمثال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

«أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ بالأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ» وَقَالَ: «النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ»  رواه مسلم

 من الفوائد :

1 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يحصر شيئاً في عدد معين مع أن هذا الشيء قد يكون أكثر من هذا العدد، وذلك من باب تقريب وتسهيل العلم إلى الأذهان ، ومن ثمَّ يكون هذا الحديث وأمثاله مما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم  بالعدد حجة على من قال إن ما يجري الآن من التدريس في المدارس أنه بدعة فنقول: إن هذه المدارس كما سلف وسيلة من وسائل تحصيل العلم.

2 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم  لم يقل إن هذه الأشياء محرمة لكنه نسبها إلى الجاهلية فكان التنفير منها أشنع وأعظم.

3 ـ أن من لم يعلم بهذه الأربع من هذه الأمة فهو جاهل، وكذلك من علم ولم يتركها فإنه جاهل.

4 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ما كان عليه أهل الجاهلية للتنفير لا للإقرار.

5 ـ أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من فعل الأمة لهذه الأربع سيقع لا محالة، ولكن هذه الأمور إما أن بعضها يكون عند البعض والبعض منها يكون عند البعض من الأمة ، لكن لا يمكن أن تجتمع هذه الخصال كلها في جميع الأمة.

6 ـ أن التفاخر بالأحساب مذكور لبيان الغالب وإلا فقد يتعدى الحكم إلى الافتخار بالصفات كالشجاعة والكرم وغير ذلك.

7 ـ أن الفخر بالأحساب ذريعة إلى الطعن في أنساب الآخرين ، فإذا افتخر الإنسان بنسبه أفضى به إلى أن يطعن في أنساب الآخرين ، ولذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم  بين الوسيلة والقصد في هذا الحديث ، فالقصد : هو الطعن في الأنساب ، والوسيلة : هي الفخر بالأحساب ، كما هو الشأن في العجب ، فقد يعجب الإنسان بنفسه ويرى أن لها عظمة فيفضي به هذا العجب إلى أن يتكبر على الآخرين وأن يحتقرهم.

8ـ لو قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم افتخر بحسبه فقال: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ»  ؟

فالجواب عن هذا الإشكال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في حالة الحرب وحال الحرب تختلف عن حال السلم، فإن الحرب يجوز فيها من المحرمات ما لا يجوز في غيرها مما نص عليه الشرع، فالافتخار بالنسب من باب إغاظة الأعداء، كما جازت الخيلاء في الحرب.

ولو اعترض معترض آخر فقال: سلمنا بهذا، لكن عثمان رضي الله عنه افتخر بصفاته فقال: «أَنْشُدُكُمْ اللَّهَ وَلَا أَنْشُدُ إِلَّا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرْتُهَا أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزْتُهُمْ قَالَ فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ»

فيقال: إن قوله رضي الله عنه في مدح نفسه جائز لأنه في حالة لا يرى بعض الناس له فيها فضل، ولذا قال هذه الكلمات لما حاصر بعض الناس  داره وأرادوا قتله، وإلا فالأصل أن الإنسان يحرم عليه أن يمدح نفسه لكن إذا كان في أناس لا يعرفون له فضلا وأراد أن يبين فضله لمصلحة شرعية  فإنه جائز ولذا قال يوسف عليه السلام للملك ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾[يوسف: 55].

9ـ أن النياحة من كبائر الذنوب.

10 ـ أن الاستسقاء بالأنواء على ثلاث حالات:

الحالة الأولى: نسبة إيجاد، وذلك بأن يعتقد بأن هذا النجم أوجد المطر، فهذا شرك أكبر في توحيد الربوبية.

الحالة الثانية:  نسبة سبب، أن يجعل النجم سببا فهذا شرك أصغر، لم؟ لأنه جعل سببا لم يجعله الشرع سببا، كأن يقول إذا جاء الوسمي فهو سبب نزول المطر، وذلك لأن النجم قد يأتي وفي الغالب قد تكثر فيه الأمطار ومع ذلك لا يكون سببا حتى لو قال «بإذن الله» لأن الله لم يجعله سببا، فقد يمر النجم الذي تهطل فيه الأمطار ولا تمطر تلك السنة فدل على أنه ليس بسبب.

الحالة الثالثة: نسبة وقت، وهذا جائز كأن يقول إذا جاء الوسمي فهو وقت مجيء المطر .

لكن لو قال : إن الوسمي يوجد المطر فهو شرك أكبر، ولذا إذا قال: مطرنا بنوء كذا فينظر، إِن كان قصده الإيجاد فهو شرك أكبر، وإن كان قصده السبب فهو شرك أصغر، وإنما اللفظ الصحيح أن يقول:«مطرنا في نوء كذا»

لو قال قائل: لماذا لا نقول: إن كلمة «مطرنا بنوء كذا»  إذا اعتقد الإنسان الباء هنا ظرفية ، لأن الباء قد تأتي للظرفية كما قال تعالى:﴿وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيهِمْ مُصْبِحِينَ ( 137) وَبِاَلْلَيلِ﴾  [الصافات 137، 138]  يعني في الليل ؟

فيقال : الواجب عليه أن يلتزم باللفظ الشرعي حتى لو كان معتقده حسناً، حتى لو قصد بقوله مطرنا بنوء كذا أن الباء للظرفية.

11 ـ أن التوبة مقبولة قبل أن يغرغر العبد فإذا غرغر فإنه لا توبة له، ويستثنى من ذلك أبو طالب، من أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام وهو يغرغر على أحد القولين السابقين.

12 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا لم تتب قبل موتها» يدل على أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة.

13 ـ أن الجزاء من جنس العمل، فإن النائحة لما لم تغطي المصيبة النازلة بها بالصبر جازاها الله عز وجل  بأن يغطي بدنها بهذا العذاب الذي هو الجرب، بمادة القطران.

14 ـ أن النياحة ليست محصورة على مصيبة الموت بل تكون في أي مصيبة ولذا عمم صلى الله عليه وسلم هنا فقال: «والنياحة» لكنها في الموت أظهر بدليل الحديث الآخر «النياحة على الميت»

15 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم: «أربع في أمتي» المراد منها أمة الإجابة لأن أمة الدعوة تشمل حتى الكفار، والكفار واقعون في هذه الأشياء.

16 ـ أن هناك لباسا في عرصات القيامة، حينما يقوم البعض ممن يريد أن يعاقبه عز وجل  كالنائحة فإنها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، وهذا من باب تعذيبها لا من باب ستر عورتها، ولذلك جاء في الحديث «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال:

«صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ»

 من الفوائد:

1 ـ أن هذا الحديث هو سبب نزول قوله تعالى:﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾  [الواقعة82] ولذا ختم المؤلف  رحمه الله هذا الباب بحديث ابن عباس، قال: ولهما من حديث ابن عباس معناه، وفيه قال بعضهم  لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله عز وجل  هذه الآيات ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾  [الواقعة75] إلى قوله ﴿تُكَذِّبُونَ﴾.  [الواقعة: 82]

2 ـ أن كلمة  «على إثر سماء» أي على إثر مطر، فعبر هنا بالمحل عن الحال ، فمحل المطر السماء، والحال هو المطر، فعبر عن المطر بالسماء ، وهذا ما يسمى عند البلاغيين «بالتعبير بالمحل عن الحال» وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية خلافا لمن قال إنه مجاز.

3 ـ أن السؤال عن الأمور الكونية يجب أن يقال فيها: «الله أعلم» أما الأمور الشرعية فإنه يجوز أن يقال فيها: الله ورسوله أعلم هذا في حياته، أما بعد وفاته فإنه يقتصر في الأمور الشرعية على قول الله أعلم، وسبق الحديث عن ذلك

4 ـ أن الربوبية تنقسم إلى قسمين وسبق الحديث عن ذلك ، ربوبية خاصة، وربوبية عامة، والربوبية هنا في هذا الحديث ربوبية خاصة.

5 ـ جواز أن يعرض السؤال على من تحقق جهله بالإجابة، بل يستحيل أن يعلم بالإجابة كما هنا، من باب تقريب ذهنه إلى السائل ليتلقى المعلومة بذهن حاضر، ولذا سألهم صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أنهم لا يدرون ماذا قال الله عز وجل ؟ قال:«أتدرون ماذا قال ربكم؟».

6 ـ أن هذه الجملة وهي : «مطرنا بفضل الله ورحمته»  تقال عند نزول المطر وبعد نزول المطر، كما يفيد ذلك صنيع ابن القيم في كتاب الوابل الصيب ، فإنه بوَّب تبويبا عاما  أما النووي رحمه الله فإنه بوَّب لهذه الجملة بابا في كتابه الأذكار، قال ” باب ما يقال بعد نزول المطر”  وظاهر هذا الحديث أنها تقال بعد نزول المطر لقول: «على إثر سماء كانت من الليل» يعني شيء سبق.

7 ـ أن قوله: «وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي» هذا الكفر إما أن المراد منه الكفر المخرج عن الملة، وذلك إذا كانت النسبة نسبة إيجاد، وقد يكون كفراً أصغر إذا كانت نسبة سبب.

8 ـ أن نسبة النعمة إلى غير المنعم بها قدح في العقل وقدح في الفطر، لأن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها فالذي أنعم عليك بإنزال هذا المطر هو الله عز وجل  فكيف تجعل نسبته إلى هذه النجوم.

9 ـ أن قوله: «صلى لنا» لا يفهم منها أن النبي  صلى الله عليه وسلم  صرف العبادة للصحابة، وإنما المراد صلى بنا لأن مثل هذا لا يظن بالنبي  صلى الله عليه وسلم ومما يدل على أن اللام هنا بمعنى الباء أنه قال: «فلما انصرف أقبل على الناس» دل على أنه صلى بهم إماما.

10 ـ أن الاستفهام يراد منه عند البلاغيين «طلب العلم عن الشيء المجهول بإحدى أدوات الاستفهام» والنبي صلى الله عليه وسلم سأل هنا قال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» فهو صلى الله عليه وسلم  لم يجهل، فيكون هذا الاستفهام كما هو عند البلاغيين خرج عن معناه الأصلي، فالاستفهام هنا لا لغرض العلم لأنه يعلم أنهم لا يعلمون وإنما المراد من هذا الاستفهام تقريب الأذهان وإفادة المسؤول، والتشويق إلى الإجابة.

11- مشروعية تذكير الناس بأمر بعد الفراغ من الصلاة، ويدل له هذا الحديث، والأحاديث في هذا كثيرة، فالتذكير من الإمام بعد الصلاة عند الحاجة مشروع.

ولهما من حديث ابن عباس بمعناه

وفيه: وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا، فأنزل الله هذه الآية: «فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ» [الواقعة: 75] إلى قوله: «تُكَذِّبُونَ» [الواقعة: 82]

 من الفوائد تحت حديث ابن عباس رضي الله عنهما :

1 ـ أن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الصحيحين كما قال المؤلف رحمه الله إذ قال : «ولهما »  وإنما هو عند مسلم فقط.

2 ـ أن قول بعض الناس نوء صادق أو صدق نوء كذا ، فإنه لا يجوز حتى لو قال صدق نوء كذا بإذن الله عز وجل  فلا يجوز لم؟ لأن الله عز وجل  لم يجعله سببا، وكذلك يقال في مقولة من قال: إن هذا نجم خير أو نجم سعادة أو سعد السعود أو نحو ذلك .

3 ـ أن قوله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 79] قال شيخ الإسلام  رحمه الله: إن التطهير من الذنوب سبب لفهم النصوص الشرعية ، ولذا قال:﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾  [الواقعة79]، وهم الملائكة، فكلما كان الإنسان عن الذنوب أبعد كلما كان أقرب فهما لكتاب الله عز وجل  وعكسه بعكسه.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ