شرح كتاب التوحيد
( 42 )
باب قول الله تعالى :
{ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
[البقرة 22]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :
https://www.youtube.com/watch?v=181BH_6nrNg&index=43&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الفوائد:
1 ـ أن معنى هذه الآية ألا تجعلوا مع الله شركاء وأنتم تعلمون أنه لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته
2 ـ أن هذه الآية قبلها ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(22)﴾ [البقرة ] لماذا ذكر قوله تعالى:﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) ﴾ [البقرة 22] بعد هذه الآيات؟ لكي يلزم هؤلاء الذين أقروا بربوبيته أن يعبدوه عز وجل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية :
« الأَنْدَادُ هُوَ الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ، فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ، وَحَيَاتِكَ يَا فُلانَةُ، وَحَيَاتِي، وَيَقُولُ: لَوْلا كَلْبُهُ هَذَا لأَتَانَا اللُّصُوصُ، وَلَوْلا الْبَطُّ فِي الدَّارِ لأَتَى اللُّصُوصُ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلا اللَّهُ وَفُلَانٌ، لَا تَجْعَلْ فِيهَا فلان، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ بِهِ شِرْكٌ » رواه ابن أبي حاتم
من فوائد هذا الأثر:
1 ـ أن فيه دلالة على ما ذكرنا مسبقا من أن الصحابة رضي الله عنهم يستدلون بالآيات التي في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر .
2 ـ أن الشرك الخفي أخفى من أثر النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء، فهل يتصور إذا مشت نملة على صخرة صماء أن يكون لها أثر؟ لا يتصور، فكيف إذا كانت سوداء على صخرة صماء وفي ليلة ظلماء، فكذلك الشرك الخفي يتسلل إلى ابن آدم من حيث لا يشعر كما أنه لا يشعر بأثر النملة على صفاة سوداء في ظلمة سوداء،ولذا الصحابة رضي الله عنهم كانوا يخشون على أنفسهم من النفاق، ولذا لما علم عمر رضي الله عنه أن حذيفة قد أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين قال لِحُذَيْفَةَ: «أَنْشُدُكَ اللهَ ، هَلْ سَمَّانِي لَكَ رَسُولُ اللهِ يَعْنِي فِي الْمُنَافِقِينَ؟ فَيَقُولُ: لَا، بَعْدَكَ وَلَا أُزَكِّى أَحَدًا»
ولذا قال ابن أبي مليكة رحمه الله كما عند البخاري: «أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ».
3 ـ أن ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما من الأمثلة ، هي أمثلة على الشرك الخفي .
4 ـ أن قوله «كليبة» تصغير كلبة، وذلك كأن يأتي اللص فيطرده الكلب، فيقول صاحب البيت معتمداً على هذا الكلب لولا هذا الكلب لأتانا اللصوص، وهذا من الشرك الخفي، وكذلك القول في قول بعضهم:«ولولا البط في الدار».
5 ـ أن قول:«ما شاء الله وشئت» شرك وسيأتي بيانه في باب عقده المؤلف رحمه الله «باب قول ما شاء الله وشئت».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أوَ أَشْرَكَ» رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم
من الفوائد:
1 ـ أن هذا الحديث رواه الترمذي من حديث ابن عمر وليس عن عمررضي الله عنه.
2 ـ أن الشرك المذكور هنا والكفر هو الشرك الأصغر والكفر الأصغر، هذا إذا أراد تعظيم المخلوق بهذا الحلف من دون أن يجعل هذا المخلوق في رتبة الخالق، أما لو جعله في رتبة الخالق تعظيما فإنه يكون شركا وكفرا أكبر.
3 ـ أن الحلف بأي اسم من أسمائه جل وعلا أو بأي صفة من صفاته فإنه جائز، لم؟ لأن الصفة تتبع الموصوف، وليست صفات الله عز وجل بائنة منه، بل هي منه وقد دلت نصوص أخرى على جواز الحلف ببعض صفاته سبحانه كما قال تعالى عن إبليس:﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص82] .
4 ـ أن قول النبي صلى الله عليه وسلم:«فَقَدْ كَفَرَ أوَ أَشْرَكَ» ذكر الكفر والشرك يدل على أن الشرك والكفر قرينان كما قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم:«بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» وهل هناك فرق بينهما؟
الجواب : قد يطلق هذا أوهذا ويراد به الآخر، ولكن يفرق بينهما بتفريق يسير، فيكون الشرك في عبادة ما سوى الله عز وجل ، من الأوثان ونحوها ، وأما الكفر فالمراد منه الجحود ، فيكون الكفر بهذا التفريق أعم.
5 ـ أن لله عز وجل أن يقسم بما شاء من مخلوقاته أما نحن المخلوقين فلا نقسم إلا بالله ، ما الفرق ؟ الفرق أن الله عز وجل إذا أقسم بمخلوق من مخلوقاته فهو عز وجل يعظم هذا المخلوق ، وإذا كان هذا المخلوق عظيما فالذي خلقه أعظم .
6 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أوَ أَشْرَكَ» أن «مَنْ» اسم شرط تفيد العموم فيشمل الذكر والأنثى أوغيرهما.
7- أن البعض قال : إن الحلف بغير الله ليس شركاً، وإنما هو محرم، لم؟ لأنه يضعف حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهو عند أبي داود والترمذي «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أوَ أَشْرَكَ».
ولعل تضعيفه مبني على ما قاله البيهقي رحمه الله من أن سعد بن عبيدة لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنهما وهذه هي مشكلة بعض طلاب العلم في هذا العصر، فهو لا يقرأ ما ذكره المتأخرون الذين هم أعظم منه جهداً وبحثاً وتحقيقاً، ولذا ردَّ ابن حجر رحمه الله كلام البيهقي في تلخيص الحبير، قال : وقد رواه شعبة عن منصور عنه ، قال كنت عند ابن عمر فذكره، وقال أيضا رواه الشعبي وذكر السند، فهذا يدل على صحة هذا الحديث، وهذا الحديث له سبب، وهو «أن رجلا حلف بالكعبة، فقال لا والكعبة» فذكر ابن عمر رضي الله عنهما هذا الحديث.
وتنزلا أن هذا الحديث ضعيف، ألم يرد إلا هذا الحديث؟ نقول ورد غيره:
أولا: ما جاء في مستدرك الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ يَمِينٍ يُحْلَفُ بِهَا دُونَ الله شِرْكٌ»
ثانيا: ما جاء عند النسائي وسيأتي معنا عن قُتَيْلَة: «أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وأن وَيَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ» وصححه النسائي.
هنا تصريح بأنهم يشركون وأقر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود على أن هذا القول شرك.
ثالثا : قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «من قال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله» لماذا أتى بجملة لا إله إلا الله؟ لكي يكفِّر هذا الشرك الذي وقع منه، وليس محرما فحسب؛ ولذلك قال ابن حجر رحمه الله : «لأنه عظَّم الصنم ، وقال بعض العلماء لكي يجدد توحيده ».
رابعا : قول ابن مسعود رضي الله عنه: «لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا» لو كان الحلف بغير الله محرماً فقط لما أتى هذا التفريق، بل هو محرم وشرك.
خامسا : قول ابن عباس رضي الله عنهما في الشرك الأصغر «وحياتك يا فلان، وحياتي» أفنحن أفهم من الصحابة رضي الله عنهم ؟
ولذلك قال المناوي رحمه الله في «فيض القدير»: « وقد تكلَّف من صرف حديث ابن عمر عن ظاهره».
وإن كان يستدل برواية مسلم «أفلح وأبيه إن صدق» ولنا كلام متكامل في توجيه هذه الرواية، فَيُلْزَم بأن يقول إنه جائز أو مكروه جمعاً بين الأدلة كما قال بعض المالكية.
وإن كان يعتمد على حديث «لا تحلفوا بآبائكم» أنه للتحريم، فلا يمنع أن يكون المحرم شركاً، بدليل قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33] .
وقوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [الأنعام: 151] وقول النبي صلى الله عليه وسلم «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ»
فلا يعني أن المحرم يبقى على التحريم فقط، فقد يرتقي إلى الشرك بالله عز وجل إذا جاءت أدلة أخرى تدل على ذلك.
ولذلك في حديث سعد بن أبي وقاص في الحلف باللات والعزى «أمره أن ينفث عن يساره وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له» لكن فيه ضعف
8- أن الشرك في قوله صلى الله عليه وسلم «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» شرك أصغر، لم؟
أولا: أن ابن عباس رضي الله عنهما جعله في عداد الشرك الخفي، والأصل في الشرك الخفي أن يكون هو الأصل.
ثانيا: أن الحلف تعظيم للمحلوف به، فلربما جرَّه هذا التعظيم لهذا المخلوق أن يعظمه كتعظيم الله فيدخل في الشرك الأكبر، وقلنا من ضابط الشرك الأصغر :«ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر».
ثالثا: أن قوله «فقد كفر أو أشرك» أتت من غير «ال» وقد مرَّ معنا كلام شيخ الإسلام رحمه الله من أن الكفر إذا أتى بـ «ال» فهو الكفر الأكبر، وكذلك الشرك إذا أتى بـ «ال» فهو الشرك الأكبر.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم «من قال في حلفه واللات والعزى» لماذا ذكر «لا إله إلا الله» لأنه ما حلف بها إلا لأنه يعظمها كتعظيم أهل الجاهلية لها، وتعظيم الجاهلية لها شرك أكبر.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم «من قال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله، ومن قال تعال أقامرك فليتصدق» انظر إلى اختلاف الجملتين، فلو كان الحلف بغير الله يوازي القمار في الحرمة لما فرَّق بينهما في الكفارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
«لأن أحلف بالله كاذبًا أحبُّ إليَّ من أن أحلف بغيره صادقًا»
من الفوائد :
1 ـ أن الكذب في اليمين كبيرة من كبائر الذنوب، ومع ذلك فهو أخف كما قال ابن مسعود رضي الله عنه أخف من الحلف بغير الله، فدل على أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب.
2 ـ قال شيخ الإسلام رحمه الله معلقاً على قول ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لأن حسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق ، وأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكذب».
3 ـ فيه بيان حرص الصحابة رضي الله عنهم على التوحيد فجعل ابن مسعود رضي الله عنه الكبيرة هينة في نظير الوقوع في الشرك.
4 ـ أن [أفعل التفضيل] قد لا توجد الصفة لا في المفضل ولا في المفضل عليه ، وذلك لأن الحلف بالله كذباً منكر وليس محبوبا عند ابن مسعود رضي الله عنه وكذلك الحلف بغير الله ليس محبوباً عند ابن مسعود رضي الله عنه ، فدل على أن أفعل التفضيل هنا ليس على بابه فليس هذا محبوبا عند ابن مسعود رضي الله عنه وكذلك الآخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلاَنٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ» رواه أبو داود بسند صحيح.
من الفوائد:
ـ أن هذا الحديث سيأتي له باب مستقل فندع الحديث عنه عند بابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول الرجل :
« أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك، قال: ويقول لولا الله ثم فلان ولا تقولوا: لولا الله وفلان »
من الفوائد تحت هذا الأثر :
1- أن على الداعية إذا نهى عن شيء أن يذكر البديل ، ولذا إبراهيم النخعي رحمه الله لما ذكر ألفاظاً شركية، كقول: أعوذ بالله وبك ، قال : يجوز أن تقول : بالله عز وجل ثم بك ، ولما ذكر اللفظ المنهي عنه لولا الله عز وجل وفلان قال يجوز لولا الله عز وجل ثم فلان.
2- أن الكراهة المذكورة هنا في كلام إبراهيم النخعي رحمه الله المقصود منها التحريم، كما مر معنا عند قوله «كانوا يكرهون التمائم كلها»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ