شرح كتاب التوحيد ( 50 ) [ باب قول الله تعالى: ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا … ﴾[الأعراف 190

شرح كتاب التوحيد ( 50 ) [ باب قول الله تعالى: ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا … ﴾[الأعراف 190

مشاهدات: 457

شرح كتاب التوحيد

( 50 )

باب قول الله تعالى :

﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

[الأعراف 190].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=JvDTH1NLEMM&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz&index=51

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ثم ذكر رحمه الله كلاما لبعض العلماء:

قال ابن حزم رحمه الله :« اتفقوا على تَحْرِيمِ كُل اسمٍ مُعَبَّدٍ لغير الله كعبد عمرو وكعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا  عبدَ المُطَّلِبِ»

وعن ابن عباس رضي الله عنهما  في الآية قال: «لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعنني أو لأجعلن له قرني أيِّل فيخرج من بطنك فيشُقُه ولأفعلن ولأفعلن – يخوفهما – سَمِّياه عبدَ الحارثِ، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حبُّ الولد فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله:﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا﴾ » رواه ابن أبي حاتم.

وله بسند صحيح عن قتادة قال: «شركاء» في طاعته ولم يكن في عبادته.

وله بسند صحيح عن مجاهد، في قوله:  ﴿لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً﴾ قال: أشفقا ألا يكون إنسانا. وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.

 من الفوائد:

1 ـ أن من تمام شكر نعمة الله عز وجل  على الوالدين بحصول الولد أن يُعَبِّداه لله عز وجل .

2 ـ أن المؤلف رحمه الله ذكر أثر ابن عباس رضي الله عنهما على هذه الآية، ولكن هذا الأثر ضعيف من حيث السند، ثم هو لا يصح من حيث المتن، وإليك وجوه النكارة في المتن:   

أولاً: أن فيه شركاً صدر من آدم وحواء ، ومعلوم أن الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب ، أما الصغائر فقد تقع منهم ولكن لا يقرون عليها.

ثانيا: على افتراض أنه وقع ولم يتب منه آدم ففيه نسبة الشرك إلى آدم ، ونسبة الشرك إلى آدم يكفر قائله، وإن كان صدر منه ثم تاب، فحكمة الله تأبى ألا يذكر توبته من هذا الشرك، فإن الله عز وجل  قد ذكر توبته فيما هو أدنى من ذلك وهو أكله من الشجرة.

ثالثا: أنه  عليه السلام  ذكر في حديث الشفاعة اعتذاره عن الشفاعة لأنه أكل من الشجرة ولم يذكر هذا الأمر مع أنه أعظم.

رابعا: أن الشيطان قال لهما:« سمياه عبد الحارث وإلا جعلت له قرني أيَّل» فلو كان صحيحا لكان آدم  عليه السلام وحواء أقرا واعتقدا بأن إبليس له قدرة على الخلق، وهذا من الشرك ولا يليق بهما.

خامسا: أنه قال: «أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة» ومن العقل  ألا ينساقا مع قوله لهما، مع أنه أوقعهما في الخروج من الجنة.

سادسا: أن الله عز وجل  قال في ختام الآية:﴿فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ ولم يقل: «يشركان» فدل على أن المقصود في هذه الآية هي الذرية، وأما قوله في مطلع الآية: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوجَهَا﴾ فهذا  للجنس، أي جنس البشر، لأنه قال: ﴿هُوَ الّذَي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾

3 ـ أن ما ذكره ابن حزم رحمه الله من دعوى الإجماع وأنه استثنى عبد المطلب، مستدلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب» فالصحيح أن هذا الاستثناء لم يرد له دليل، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا ابن عبد المطلب» لا يدل على أنه يجوز للإنسان أن يسمي ابنه بعبد المطلب لأنه صلى الله عليه وسلم  أخبر ولم ينشئ اسما ، فهو نقل صلى الله عليه وسلم  حقيقة اسم عبد المطلب كما كان يقول يا بني عبد مناف، إذاً يلزم ابن حزم رحمه الله أن يقول بأنه يجوز أن يسمي الولد بعبد مناف .

4 ـ أن أثر ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكره المؤلف ، وقلنا: إنه ليس بصحيح ـ  لا من حيث السند ولا من حيث المتن، من رأى صحته فإنه علَّق عليه وذلك كقتادة إذ قال:إن آدم وحواء جعلا له شركاء في طاعة الله عز وجل ولم يكن في عبادته وهذا توجيه منه رحمه الله، ولكن الصحيح كما سبق أن الأثر غير صحيح.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ