شرح كتاب التوحيد
( 60 )
[ باب ما جاء في منكري القدر ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :
https://www.youtube.com/watch?v=rSNNudPnY-0&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz&index=61
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الفوائد تحت هذا العنوان :
1ـ أن هذا الباب له مناسبة بالباب السابق ، وذلك أن المنافقين أنكروا أن ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس بقدر من الله عز وجل ، فناسب المؤلف أن يذكر هنا من أنكر القدر من الطوائف الذين تشبهوا بالمنافقين .
2 ـ أن هناك طائفة أنكروا القدر وهم ” القدرية ” تشبهوا بالمنافقين، وأن هناك طائفة غالت في أفعال الله عز وجل ونفت أن يكون للعبد قدرة ومشيئة وهم ” الجبرية” فقالوا : إن العبد مجبور على ما يفعله وليس له إرادة وقدرة ، فالحركة التي تصدر منك ليس لك فيها قدرة، ولا يشك أن هذا القول يلزم منه محاذير منها:
أولا: أن ينسب الظلم إلى الله- تعالى الله عن ذلك- وذلك كيف يعاقب الكافر بأن يدخله الله عز وجل في النار وهو مجبور على فعله؟ فالمعصية الواقعة أو الشرك الواقع منك إنما هو – على قولهم هذا- إنما هو من الله عز وجل .
ثانيا: أنه تنتفي الحكمة من وجود العقاب والثواب لم؟ لأن كل عبد مجبور على فعل نفسه ولا اختيار له.
3ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ» وذلك لأن المجوس أثبتوا خالقين النور والظلمة، وهؤلاء القدرية الذين يقولون إن المخلوق يخلق فعل نفسه جعلوا مع الله عز وجل خالقِين لأن كل مخلوق يخلق فعل نفسه ، ولذا ناسب أن يكونوا مجوس هذا الأمة
4 ـ أن من أنكر القدر فقد تشبه بطائفتين كافرتين المنافقين والمجوس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال ابن عمر رضي الله عنهما:
«وَالَّذِى نفسُ ابْنُ عُمَرَ بيده لَوْ كان لأَحَدِهِمْ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ثم أَنْفَقَهُ في سبيل الله مَا قَبِلَه اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه مسلم
من الفوائد:
1 ـ يستحب الحلف على أمر مهم للتأكيد عليه كما فعل ابن عمر رضي الله عنهما
2 ـ أن بدعة القدر خرجت في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم، وقد حضرها ابن عمر رضي الله عنهما ، وأول من ابتدعها رجل يدعى بـ [معبد الجهني] أخذها من رجل من المجوس فكفرهم ابن عمر وغيره من الصحابة.
3 ـ أول أمر القدرية أنهم أنكروا أن يكون الله يعلم ما يفعله العبد ، ولذا لما قيل لابن عمر رضي الله عنهما : إن هناك من يقول إن الأمر أُنف يعني مستأنف، بمعنى أن الله كان يجهل ما يقع وإنما يعلمه بعد وقوعه – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – وذكر هذا الحديث فكفرهم ابن عمر رضي الله عنهما .
4 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه خرج على بعض أصحابه وهم يتحدثون في القدر فخرج عليهم وهو مغضب كأن حب الرمان تفقأ في وجهه فقال: «بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض. بهذا هلكت الأمم قبلكم»
5 ـ أن الحكم الشرعي يحتاج إلى دليل ، فإن ابن عمر لما ذكر هذا الحكم استدل عليه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن قد يذكر العالم الحكم ولا يذكر الدليل إذا كان المقام يقتضي الاختصار ، كما لو سأله أحد العوام، لكن في هذا الزمن يجب ذكر الدليل، لأن المستعلمين كثر، فكل يدعي العلم.
6 ـ أن الإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان الستة ، فالإيمان لا يتجزأ ، فمن أنكر أصلاً فقد أنكر وكفر بجميع الأصول.
7 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد في الحديث الفعل المضارع «تؤمن» أعاده عند جملة «وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» وفي هذا معجزة منه عليه صلى الله عليه وسلم إذ إن إعادة الفعل منه صلى الله عليه وسلم تبين أن هناك كثيراً سينكر القدر أو يشكك فيه، وبالفعل قد حصل مثل هذا.
8 ـ أن الكفر مانع من قبول النفقة، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، ولذا قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة54].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
أنه قال لابنه: «يَا بُنَىَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ ، قَالَ رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ » يَا بُنَىَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي» .
وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار» .
من الفوائد :
1 ـ أن للإيمان حلاوة وطعماً.
2 ـ أن جملة «ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك» هذه الجملة وردت في حديث مرفوع في وصيته صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما قال: «احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ..» الحديث
3 ـ أن معنى هذه الجملة أن يكون الإنسان راضياً بقضاء الله وقدره بنوعيه الخير والشر.
4 ـ أن هذا الحديث جاء فيه كلمة: «أول ما خلق الله القلم» وكلمة «أولَ» ضبطت بالفتح، ومن ثمَّ فإن المعنى يكون إنه عند أول خلقه عز وجل للقلم قال له اكتب ، فلا يدل على أن القلم هو أول المخلوقات، والإشكال إذا ضبطت هذه الكلمة بالضم «أولُ» فيقتضي أن القلم أول مخلوق، وهذا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم عند مسلم:«كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ – قَالَ – وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» فدل على أن العرش موجود قبل كتابة المقادير ، والمقادير ما كتبت إلا بعد أن خلق الله القلم ، ومن ثمَّ فإن العلماء اختلفوا هل القلم أول ما خلق الله أو العرش؟
والصحيح / أن أول ما خلق الله العرش ، وأما كون القلم هو أول ما خلق ، فإنما هو باعتبار المخلوقات المحسوسة التي تُرى ، فهو مخلوق قبل خلق السماوات وقبل خلق الأرض ، أما العرش فلا يدخل لأنه من المخلوقات الغيبية، ولذا قال صلى الله عليه وسلم : (( كان الله ولم يكن شيء قبله)) وفي رواية : «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيرهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»
5 ـ أن كتابة القلم للمقادير هي كتابة التقدير العام في اللوح المحفوظ
وهذا لا يتغير أبداً قال تعالى: ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد39]، يعني أصل الكتاب، وهناك تقديرات أخرى تؤخذ من هذا التقدير العام من بينها التقدير العمري، وذلك حينما يرسل الله عز وجل الملك إلى الجنين فيؤمر بالنفخ فيه ويؤمر بكتابة رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد
ومنها تقدير سنوي ، وهو ما يجري في ليلة القدر ، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ3 فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ ومنها تقدير يومي كما قال: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ 29﴾ [الرحمن29].
6 ـ أن القلم مع أنه جماد امتثل لأمر الله عز وجل في الحال ، فالواجب على من وهبه ومنحه جل وعلا العقل عليه أن يكون أسرع امتثالاً من القلم ، ولذا قال في رواية أحمد:«فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة»
7 ـ أن النار محرقة خلافاً لمن زعم أن أهل النار يتلذذون بها، ومما يدل على أنها محرقة أن العصاة إذا اخرجوا من النار«يخرجون ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ» أي جماعات قد أحرقتهم النار إلا مواضع السجود.
8 ـ أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه لمَّا نصح ابنه نصحه بأسلوب جميل هادئ قد تلطف فيه فقال:«يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان»
9 ـ أن في قوله: «حتى تعلم» يدل على أن الإيمان جزم لا تردد فيه فمن كان في قلبه أدنى شك فهو ليس بمؤمن
10 ـ أن معنى «ما أصابك لم يكن ليخطئك» يعني ما أصابك من سوء فإنه مقدر عليك لم يكن ليذهب إلى غيرك ، ومعنى «وما أخطأك لم يكن ليصيبك» يعني أن ما فاتك من خير لم يكن ليحصل لك.
11 ـ أن الصحابة رضي الله عنهم رسموا منهجاً عظيماً لمن يأتي بعدهم من العلماء، وذلك أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه لما ذكر هذا الحكم أيده بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما هو صنيع ابن عمر رضي الله عنهما .
12 ـ إثبات صفة الخلق لله عز وجل وأنه لم يزل ولا يزال خالقا ، وهي من الصفات الذاتية باعتبار الأزل وتكون أيضاً من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئته جل وعلا، ولم يتصف بصفة الخلق لما خلقهم ، وإنما كان متصفاً بها قبل أن يخلقهم ، كما مر معنا قول ابن القيم رحمه الله : «كَمُل ففعل»
13 ـ أن القلم استفهم عما يفعل وهذا أمر جائز حتى يكون على بصيرة بما يفعل ، ولكنه لما علم أقدم على الفعل دون تردد
14 ـ بيان درجة من درجات القدر ، وذلك أن القدر أربع مراتب مذكورة في قول الناظم :
علم كتابــة مـولانا مشيئــــته وخلقه وهو إيجــادٌ وتكـــويـنُ
15 ـ أن هناك أقلاماً سوى هذا القلم ، فهذا القلم المذكور في الحديث هو القلم الأول ، ومما يدل على أن هناك أقلاماً أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء عرج به إلى مستوى سمع فيه صوت الأقلام ، حين تنسخ الملائكة بعض ما في اللوح المحفوظ.
16 ـ أن هذا المكتوب هو ما قدره الله عز وجل إلى يوم القيامة فقال:«اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة».
17 ـ أن الله عز وجل قدَّر كل شيء ، ولذا قال للقلم اكتب مقادير كل شيء فيكون كل شيء مقدر كتب ، ولذا قال تعالى : ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد22]، ثم ذكر الفائدة من هذه الكتابة قال: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد23]، فلا تيأسوا على ما فاتكم من خير ، ولا تفرحوا فرح بطر وكبر إذا ظفرتم بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي المسند والسنن عن ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قال:
أتيت أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّ الله يَذْهَبُه مِنْ قَلْبِي، فقال:«لَوْ أَنْفَقْتَ مثل أُحُدٍ ذَهَبًا مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هذا لكنت من أهل النَّارَ» قال فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت رضي الله عنهم فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم »
حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه
من الفوائد:
1 ـ أن الواجب على المسلم إذا أشكل عليه أمر في دينه أن يذهب إلى العلماء كما فعل ابن الدليمي، وذلك لأن علماء الشرع أطباء القلوب.
2 ـ أن سؤال أكثر من عالم مذموم إذا كان ليتتبع الرخص، ولذا قال السلف:«من تتبع الرخص فقد تزندق» ولكنه لو سأل أكثر من عالم لكي يستفيد فإنه جائز، وهذا لطالب العلم أما العامي فيجب عليه أن يبقى على كلام من أفتاه أول مرة إن كان من المفتين المعتبرين.
3 ـ أن ابن القيم رحمه الله قال في كتابه «شفاء العليل»: «إن حديث أنس في إرسال الملك إلى الجنين ورد بدون تقييد أي بدون تقييد مدة، وورد في حديث حذيفة:«إِنَّ النُّطْفَةَ تَقَعُ فِى الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» وورد في حديث ابن مسعود:«أنه يكون بعد مائة وعشرين يوما» فجمع ابن القيم رحمه الله بينهما فقال: إن الملك يؤمر بهذه الأشياء إذا دخل الجنين في الأربعين الثانية ثم يؤمر مرة إذا مضت عليه مائة وعشرون يوماً»
والألباني رحمه الله يرى أن في حديث حذيفة رضي الله عنه اختصارًا وأن حديث ابن مسعود متمم لحديث حذيفة ، لكن الأصل عدم الاختصار إبقاءً للأحاديث على أصولها، فالأحاديث تختلف باختلاف الراوي، ولذلك لو أتى الأطباء في هذا العصر بأمر يتعلق بالأرحام بعد الأربعين يوماً مما يوهم أنه يتعلق بالغيب فيرد عليهم بحديث حذيفة، ومن ثمَّ فإن توجيه ابن القيم هو الأنسب للجمع بين الروايات.
4 ـ أن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: «فليس مني» وقوله: «كنت من أهل النار» وفي رواية ابن وهب «أحرقه الله بالنار» المراد الكفر المخرج عن الملة لأنه أنكر القدر.
5 ـ أن أبي بن كعب وحذيفة وابن مسعود وزيدا رضي الله عنهم لما ذكروا الحكم ربطوه بالدليل كما ربط ذلك «عبادة – وابن عمر» رضي الله عنهم أجمعين وهكذا يجب على علماء المسلمين أن يقتدوا بهؤلاء الأخيار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ