شرح كتاب التوحيد ( 63 ) [ باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ]

شرح كتاب التوحيد ( 63 ) [ باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ]

مشاهدات: 554

 

شرح كتاب التوحيد

( 63 )

[ باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ] 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :

 

https://www.youtube.com/watch?v=6fMlZTHLi4w&index=64&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 من الفوائد تحت هذا العنوان :

1 ـ أن هذا الباب مناسب للباب السابق، وذلك أن الباب السابق يحذر من عدم الوفاء بالعهد مطلقا، كما قال صلى الله عليه وسلم: «يَنْذُرُونَ وَلَا يُوفُونَ»  أما هنا ففيه وجوب الوفاء بالعهد، ولا سيما من أعطى شخصا عهد الله أو عهد رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقول الله تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾  [النحل91] .

1ـ أن معنى هذه الآية أن الإنسان إذا عاهد كأنه جعل الله  كفيلاً ، ولهذا وجب عليه أن يفي بهذا العهد.

2 ـ التنفير والتقبيح في حق من نقض العهد  لم ؟ لأن الله عز وجل  قال: ﴿وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ﴾ [النحل91].

 

عن بُرَيْدَةَ قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمثِّلوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ – أَوْ خِلاَلٍ – فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ تعالى وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْغَنِيمَةِ والفيء شيء إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْألْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ،  وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلاَ تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلاَ ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ إنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نبيه. وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلاَ تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ»  رواه مسلم

 من الفوائد:

1 ـ تحريم الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها.

2 ـ أنه لا يجوز الغدر بالكافر ، لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَغْدِرُوا» إلا إذا كنت في ساحة الحرب ، أما إذا كانت هناك هدنة فلا يجوز أن يغدر به أما في ساحة الحرب فإنه يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ»

3 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«وَلاَ تُمثِّلوا» والتمثيل هو تشويه الميت بقطع أعضائه كأن يقطع أنفه أو تسمل عينه، إلا إذا فعلوا بنا فنفعل بهم، وهذا يدل على أن الإسلام دين عظيم، وأن ما يوصف به الدين في هذا العصر من أعداء الدين بأنه دين الإرهاب، ولو كان كذلك لقال صلى الله عليه وسلم  لهذا الأمير: ” لا تبقوا أحدا لا صغيرا ولا كبيرا  ” ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم:«وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا» أي صغيراً،  وكان صلى الله عليه وسلم  ينهى عن قتل النساء، وأما ما يصنعه البعض ممن يتسم بسمات أهل الإسلام فإنه لا يعول عليه، ولا يحكم على المسلمين بأفعال شاذة من أناس ضلوا وأضلوا.

4 ـ أن قوله: «وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ» فيه تحريض على قتال الكفار لأنهم أعداء إذا دعوا إلى الإسلام وبعد دعوتهم إلى الإسلام لم يقبلوا ولم يقبلوا دفع الجزية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة هنا فإنه عليه الصلاة والسلام أمر بقتالهم .

5 ـ أن الجزية تؤخذ على الصحيح من جميع الكفار ولا يحصر في اليهود والنصارى والمجوس لأن النبي صلى الله عليه وسلم عمَّم هنا.

6 ـ أن دار المهاجرين هي كل دار إسلامية.

7 ـ أن عقد الذمة وهو أخذ الجزية من الأعداء لا يكون إلا من الإمام أو نائبه ، ومن ثمَّ إذا عقدت فإنه لا يجوز نقضها أبداً إلا إن أبى الكفار دفع الجزية أو لم يلتزموا بأحكام الدين أو أساءوا إلى الدين بقول أو فعل.

8 ـ أن العلماء قالوا: إن القائد لا ينزل الأعداء إذا استسلموا لا ينزلهم على حكم الله عز وجل ، هذا إذا كان في حياة النبي ، وذلك لأن الوحي قد يتغير لكن لو أنزلهم على حكم الله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم  .

فقال بعض العلماء:  له أن ينزلهم على حكم الله لأنه لا وحي.

القول الثاني: وهو الأقرب العموم ، وأنه لا ينزلهم على حكم الله عز وجل  وإنما ينزلهم على حكمه فيجتهد ولذا عمَّم صلى الله عليه وسلم  فقال:  «فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لاَ».

9 ـ أن كل مجتهد مصيب في اجتهاده ، لكنه ليس كل مجتهد بمصيب في الحق على القول الصحيح لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِنِ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ»

10 ـ أن على المسلم أن يستعين بالله عز وجل  في جميع أحواله ولاسيما في الشدائد ولذا قال: «اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ» يعني مستعينين بالله عز وجل .

11ـ أن النساء والشيوخ لا يجوز أن يقتلوا إلا إذا كان لهم عون للكفار
أو كانوا يشاركون في القتال بحمل ماء أو مداواة جرحى أو برأي فإنهم يقتلون.

12 ـ أنه صلى الله عليه وسلم كرر كلمة  «اغْزُوا» وهذا يدل على أهمية الجهاد فإذا تركته الأمة أصيبت بالذل ولذا قال  صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»

13ـ أن الكفار أعداء لنا ولو أظهروا لنا الصداقة والمحبة فإن النبي صلى الله عليه وسلم  أخبر بأنهم أعداء وكذلك عز وجل  أخبر في مواضع عديدة في كتابه .

14 ـ وجوب الكف عن الكفار إذا رغبوا في دفع الجزية .