علم البلاغة

علم البلاغة

مشاهدات: 522

البلاغة

علم البلاغة

لفضيلة الشيخ :

 زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البلاغة إذا ذُكِرت تُذكِّر السامع بما يشابهها وهي الفصاحة فما هي الفصاحة ؟

وما هي البلاغة ؟

قيل :

هما كلمتان مترادفتان :

فالفصاحة : هي البلاغة ، والبلاغة : هي الفصاحة ولا فرق بينهما .

وقيل :

إن الفصاحة هي ما تعنى باللفظ ، بينما البلاغة ما تعني باللفظ والمعنى .

وهناك ما يؤيد هذا القول ويعضد رجحانه على القول السابق من حيث الدليل ومن حيث القاعدة .

فلدينا قاعدة ولدينا دليل ، وهذا الدليل وإن لم يكن واضحا أو صريحا إلا أنه مؤشر على صحة ما ذكر في هذا القول .

فالدليل أو المؤشر على أن الفصاحة تختص باللفظ والبلاغة تختص باللفظ والمعنى /:

 قول موسى عليه الصلاة والسلام:

{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً }

 وأما بالنسبة إلى البلاغة :

فالدليل فيها غير واضح تمام الوضوح ، لكن فيه ما يدل على ذلك وهو قول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم في حق المنافقين :

{ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }

وأما من حيث القاعدة / :

فهناك قاعدة أصولية معتبرة وهي تعتبر قاعدة لغوية أيضا

[ أن اللفظ إذا دار بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى إلا بدليل يدل على التوكيد ]

ففي هذا إثراء  للغة العربية فيدل على أن قول : ” إن الفصاحة هي البلاغة والبلاغة هي الفصاحة ، تكرار دون أن يكون هناك فائدة أو زيادة في المعنى ، لكن إذا فرقنا أسسنا وأنشأنا معنا جديدا آخر .”

والفصاحة أو البلاغة على وجه العموم من نعم الله عز وجل على الإنسان فكون الإنسان يفصح عما في قلبه لا شك أن هذا من النعم التي ينعم الله عز وجل بها على عبده وكونه متكلما أكمل من كونه أخرس :

 قال الله تعالى :

{ الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}

وهو أن يفصح عما في نفسه كأن يتحدث ويقول :

أحضر لي ماءً –

أحضر لي طعاما

أو ما يشابه ذلك

 فهو أفصح وأكمل :

من حيث النعمة أكمل مما لو كان أخرسا ،

وأما من حيث البيان الذي هو عند أهل اللغة :

فهو لا يحمد ولا يذم ، قد يكون الإنسان فصيحا بليغا وتكون هذه الفصاحة وهذه البلاغة وبالا عليه في آخرته ،

ولذا عدها النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من أنواع السحر:

 قال عليه الصلاة والسلام :

(( إن من البيان لسحرا ))

 فقد يسحر بفصاحته وبلاغته قلوب الآخرين إلى رأيه وإلى قوله الباطل .

 ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام :

(( أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان ))

أما إذا استخدمت هذه الفصاحة والبلاغة في الدعوة إلى الله عز وجل وإلى توجيه الناس فهذا خير عظيم.

فإذاً / :

هي من حيث الأصل لا تحمد ولا تذم وإنما تحمد وتذم باعتبار متعلقها .

البلاغة لها ثلاثة فنون :-

الفن الأول / :

كما يعبرون عنه بأنه فن ، والفن : التَمَيَّز ، وليس المراد بالفن الفن الهابط في هذا الزمن ، للأسف إن المعايير والمفاهيم انقلبت وتغيرت فأصبحوا يعبرون عن هؤلاء المغنين سفلة القوم بأنهم فنانون وهذا ليس بفن لا من حيث الشرع ولا من حيث اللغة محمود وإنما هو مذموم ، وإنما هو مصطلح مستحدث وصف به هؤلاء ،

فعندنا ثلاثة فنون في البلاغة :-

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأول : علم المعاني .

وله مباحث سيأتي الحديث عنها إن شاء الله تعالى

الثاني : علم البيان .

الثالث : علم البديع .

هذه الثلاثة فنون يدور عليها علم البلاغة .

نأتي إلى الفصاحة التي هي من حيث اللفظ :

الكلمة لا تكون فصيحة إلا إذا سلِمت من أمور ، الكلمة ولم أقل الكلام :

الكلمة لا تكون فصيحة إلا إذا خلت من أمور من بينها :-

أولا :

ثقلها على السمع وصعوبتها على النطق .

فإذا كان نطقها صعب على اللسان والمستمع إليها ينفر منها سمعه ويستثقلها فهي ليست بفصيحة فلابد أن تسلم من صعوبة نطقها على اللسان ومن ثقلها على السمع ، مثل كلمة [ هُعْخُع ] هذا نبت ترعاه البهائم ، فتجدها أثناء النطق صعبة ومرورها على السمع ثقيلة ،

ثانيا :

من علامات فصاحة الكلمة :

أن يكون الوصول إليها سهلا ، أن تكون في متناول لسان المتحدث .

ـــ أما الكلمة التي لا يعرف لها معنى إلا بعد تنقيب وبحث في كتب اللغة هذه تعتبر ليست كلمة فصيحة .

ـــ فإذا كانت الكلمة إذا تحدث بها عرف معناها دون أن يلجأ السامع إلى البحث والتنقيب عن معناها في كتب اللغة فتعتبر فصيحة .

ـــ  أما إذا لم يتيسر له معرفة معناها إلا بالبحث فهذه ليست بفصيحة :

مثل:

[ افرنقعوا] ــــــــــــ أي انتشروا .

[ ما لكم تكأكأتم عليَّ كتكأكئكم على ذي جِّنة ]:

أي ما لكم اجتمعتم عليّ كاجتماعكم على مجنون .

وأبو هريرة رضي الله عنه يقول يحكي حاله من الجوع يقول :

(( إني لأسقط عند حجرة عائشة فيمر بي الأعرابي فيقول إن هذا لمجنون وما بي جنون ، ما بي إلا الجوع ))

فالأعراب يظللونه ويقفون عنده .

فهذا الأثر لأبي هريرة يؤكد هذا  المعنى  :

” وهو أن العادة أن الناس يجتمعون على المجنون “

إذاً لابد أن تكون الكلمة فصيحة :

ـــ بسلامتها من ثقلها على السمع

ــ ومن صعوبتها على اللسان

ــــ وألا تكون غريبة بحيث تلجئ سامعها إلى البحث في كتب اللغة لمعرفة معناها .

هذا الكلمة من حيث هي .

لكن نأتي إلى الكلام :

 لا يكون فصيحا إلا إذا خلا من أمور :

إذا سلم من كثرة الإضافات أو من تتابع الإضافات

فكلمة [وطئ] لوحدها فصحية .

وكلمة [قبــر] لوحدها فصيحة .

وكلمة [غلام] لوحدها فصحية .

وكلمة [زيــد] لوحدها فصيحة .

وكلمة [حرام] لوحدها فصية .

هذه الكلمات فصيحة لكنها إذا أنشئت في كلام يكون هذا الكلام غير فصيـح  :

[ وطئ – زيد – حرام – غلام ]

كلمات إذا أفردت لوحدها أصبحت فصيحة ، قد تجتمع في جمل وتكون فصيحة لا إشكال في ذلك ،

ولكن قد تجتمع وتنشأ في جمل ويكون هذا الكلام غير فصيح ، وذلك إذا كثرت الإضافات :

كما لو قلت :

[ وطئ قبر غلام زيد حرام ]هذا الكلام غير فصيح عند أهل اللغة .

 لكن لو أتينا إلى :

كلمة [وطئ] لوحدها فصحية،

وكلمة [قبــر] لوحدها فصيحة ،

وكلمة [غلام] لوحدها فصحية ،

وكلمة [زيــد] لوحدها فصيحة  ،

وكلمة [حرام] لوحدها فصية  ،

لكن إذا جمعت في مثل هذه الجملة وكثرت فيها الإضافات أصبحت غير فصيحة .

تنافر الكلمات :

بحيث تكون هذه الكلمات لو أفردت هي فصيحة ، لكن إذا جمعت نفر منها وثقلت على النطق لو فصلتها لوحدها هي فصيحة لكن إذا جمعت هذا الكلمات نفر السمع منها ، وكذا صعب النطق من التحدث بها .

فـ [قبــــر]  لوحدها فصيحة ،

[حرب] لوحدها فصيحة ،

[مكـان] لوحدها فصيحة ،

[قفـــر] لوحدها فصيحة ،

[قـرب] لوحدها فصيحة ،

[حرب] لوحدها فصيحة ،

[قبــــر] لوحدها فصيحة ،

كلها كلمات فصيحة لا شك أنها فصيحة لكن لما جمعت في هذا البيت أصبحت متناثرة ثقيلة على السمع صعبة على النطق :

وقبر حرب بمكان قفر *** وليس قرب حرب قبرُ

فتجد أن هذه الكلمات لو فصلت لأصبحت كلمات فصيحة لكن هذا الكلام ليس بفصيح .

انتهينا من الحديث عن الفصاحة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البلاغة :

ــــــــــــــــــــــــــ

البلاغة من حيث التعريف في اللغة لا في الاصطلاح لأن لها تعريفا في الاصطلاح يختلف عن التعريف في اللغة ،

البلاغة من حديث التعريف اللغوي :

هي الوصول إلى المراد ،

بلغت الشيء : أي وصلت إليه ،

من أركان التكليف :  البلوغ :

 فمعنى كلمة البلوغ من حيث اللغة على هذا التعريف :

أي أن هذا الإنسان وصل إلى سن التكليف الذي يجري فيه عليه القلم :

قال تعالى :

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ }

بلغ : بمعنى وصل،

وقال تعالى :

{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ }

وقال تعالى :

{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا }

وهذا على فقس ،

وتعريف البلاغة في الاصطلاح :

[هي مطابقة الكلام لما يقتضيه حال الخطاب مع فصاحة الكلمة والكلام ]

بمعنى /:

أن يطابق كلامك ما يقتضيه الحال ،

لكن لا تعتبر هذه بلاغة إلا إذا كانت كلمتك فصيحة وكذا كلامك :

فلو حصل :

ـــ ثقل أو صعوبة

ـــ أو كلمات تحتاج معانيها إلى بحث في بطون الكتب

ـــ أو كانت هي في نفسها فصيحة لكن في تراكيب ومفردات كلامك فيها تناثر وفيها تتابع إضافات

يعتبر هذا ليس بليغا :

لأنه قد يكون هذا الكلام غير فصيح لا من حيث الكلمة ولا من حيث الكلام فقد يأتي بكلمات في أثناء كلامه ثقيلة على السمع صعبة على النطق فلا يمكن أن يكون بليغا حتى يتحدث عما يناسب هذا المقام

ولكن مع فصاحة الكلمة وفصاحة الكلام، حينما يتحدث المتحدث البليغ يجب أن يكون أسلوبه مناسبا ، فإذا تحدث في مقام علمي يكون  أسلوبه ليس كأسلوب من يتحدث في مقام أدبي وليس كمن يتحدث في مقام خطابي .

فإذاً / يكون الأسلوب على أنواع ثلاثة :-

1) الأسلوب العلمي .

2) الأسلوب الأدبي .

3) الأسلوب الخطابي .

فلكل مقام ما يناسبه من الأسلوب ، فلا يكون أسلوبك في الخطابة كأسلوبك في إلقاء درس علمي وإلا لما كان كلامك مقبولا ولما كان مرضيا ولما كان بليغا ، فلا يصح أن تتحدث بأسلوب أدبي وتسرح في خيالك بصور أدبية جمالية في مقام علمي ،

إذاً / لكل مقام ما يناسبه من الأسلوب :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا :  الأسلوب العلمي /:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو أهدأ الأساليب ، وهو يحتاج إلى الفكر والتأمل أكثر من الخيال :

لأنك تتحدث عن حقائق علمية فأنت بحاجة إلى أن تكون هادئا معملا فكرك فيما تطرحه من حقائق وتكون بعيدا عن التصوير وعن الخيالات لأن الخيالات مجال رحب واسع قد يلجئ المسمع إلى تأويل الكلام وإلى تحريفه ، إنما يجب أن يكون الأسلوب هادئا ، وأن تكون المعلومات واضحة مبسطة ، وأن يكثر من الأمثلة حتى ترسخ المعلومة .

هذا هو الأسلوب العلمي .

ثانيا : الأسلوب الأدبي / :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 يكثر الجمال فيه لكثرة ما فيه من صور ، فيسرح بمخيلته مثلا :

بوصف بلدة غنية بالأشجار والأمطار وما شابه ذلك من المتع بقدر ما فيه من صور بقدر ما يكون أسلوبا جميلا ، واقرأ الأبيات الشعرية وترى ،

ثالثا : الأسلوب الخطابي /:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل مراتب الأسلوب العلمي والخطابي ،

لماذا أخرجنا الأسلوب الأدبي ؟

الجواب /:

لأن الله عز وجل قال :

{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }

ولهذا إذا أورد النبي بيتا من الشعر لا يورده على وزنه الحقيقي وإنما يقدم كلمة أو يؤخرها ،

 وأما قوله عليه الصلاة والسلام :

أنا النبي لا كــــذب *** أن ابن عبد المــطلب

فهذا ليس بشعر وإنما هو رجز ولا يعدوه بعض أهل اللغة من الشعر يعدونه شعر ولكن إذا كان الكلام المقفى ليس مقصودا كحال النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعد شعرا إلا إذا قُصد.

فالنبي عليه الصلاة والسلام :

إذا أراد أن يوضح حقيقة علمية كان أسلوبه هادئا وميسرا واضحا ويقرب المعلومة ويضرب الأمثلة ،

بل بالأمثلة الفعلية :

فهو عليه الصلاة والسلام :

(( لما كان جالسا ذات يوم مع أصحابه))

وينبغي أن يكون في الأسلوب العلمي نوع من استجلاب واستمالت قلوب الحاضرين حتى يتشوق المستمع إلى هذه المعلومة فإذا تشوق لها فسمعها استقرت في قلبه ،

فهو عليه الصلاة والسلام :

(( ذات يوم كان جالسا مع أصحابه فخط  في الأرض خطا مستقيما ، فقال هذا صراط الله ، وإذا به يخط خطوطا عن يمين هذا الصراط وعن يسار هذا الصراط  فقال هذه سبل الشيطان على كلٍ منها شيطان ، ثم قرأ :{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} ))

فهذا أسلوب علمي بأهدأ  ما يكون من الكلام .

ولذا قالت عائشة رضي الله عنها وهذا يؤكد ويقرر ما  ذكرته آنفا قالت :

(( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بكلام لو شاء المستمع أن يعده لعده ))

وهذا يدل على التأني

 وقال بعض الصحابة رضي الله عنه :

(( إذا تحدث النبي صلى الله عليه وسلم كان في حديثه ترتيل ))

والترتيل : هو التأني .

قال تعالى : { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }

فإذاً /:

يشعر المستمع لحديثه بأن فيه نوعا من الترتيل والتأني حتى يفهمه البعض ،

ولهذا  لما خطب الخطبة عند الكعبة قال رجل من أهل اليمن يدعى أبو شاه : (( قال اكتبوا لي ))  وهو جاهل ، فما هو الداعي الذي دعاه أن يقول : (( اكتبوا لي هذه الخطبة ))  ؟

لكونه فهمها وأوصلها النبي إليه بيسر وسهولة دون أن يكون في ترتيب الكلام ما ينفر منه السمع أو يثقل على النطق ،

وإذا أتينا إلى الخطابة :

فنسأل :

ما هو المناسب في توضيح أهل البلاغة للأسلوب الخطابي ؟

قالوا :

ـــ أن يكون فيه حماس ،

ـــ وأن يكثر من استعمال المترادفات ،

ــــ وأن ينوع فيها ضروب التعبير :

من تعجب:

كقول :

ما أظلم الناس مثلا ،

استفهام :

كقول :

لم هذا العصيان ؟ إنكار ،

ـــ ويرفع الصوت في موضع الرفع

ــــ والوقوف في موضع يحسن الوقوف فيه حتى يظهر المعنى ،

وهذا قد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فيه المرتبة العليا :

 فقد جاء في صحيح مسلم :

(( أنه عليه الصلاة والسلام إذا خطب أحمر وجهه وعلا صوته كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ))

البلاغة :

ـــــــــــــــــــ

لها فنون ثلاثة سبقت معنا وهي :

[ علم المعاني

علم البيان

علم البديع ]

وسنظل وقتا طويلا في الفن الأول وهو :علم المعاني فهو يحتاج إلى مزيد بسط

تعريفه الاصطلاحي / :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو التعبير باللفظ عما يتصوره الذهن

، فذهنك يتصور شيئا ما فينعقد في ذهنك معنى من المعاني فهذا المعنى بحاجة إلى لفظ تعبر به عنه ،

 فإذاً / :

هو اللفظ الذي يعبر عما يتصوره الذهن ،

وهو يتركب من قاعدتين :-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاعدة الأولى :

ما يسمى بالمسند

القاعدة الثانية :

المسند إليه

المسند :

يعبر عنه بالمحكوم به ،

والمسند إليه :

يعبر عنه بالمحكوم عليه ،

مثال / :

زيد قائم

فـ زيد: مسند إليه ، لأنه محكوم عليه ،

قائم : مسند ، لأنه محكوم به ،

زيد قائم ،

زيد : مبتدأ ،

قائم : خبر ،

إذاً /:

المسند  : يكون من حالاته أن يكون هو خبر المبتدأ ،

المسند إليه : المبتدأ الذي له خبر ،

مثال آخر / :

حضر زيد :

المحكوم عليه [ زيد ] فيكون مسنداً إليه ،

المحكوم به [ حضر ] فيكون مسنداً،

إذاً / :

حضر زيد ، فعل وفاعل .

إذاً /:

المسند من حالاته أن يقع فعلا تاما ،

والمسند إليه من حالاته أن يقع فاعلا ،

مثال آخر /:

إن زيداً قائم ،

المسند هنا [ قائم ]

والمسند إليه [ زيد ]

إذاً /:

 من حالات المسند:

أن يكون خبراً لناسخ ،

ومن حالات وقوع المسند إليه:

أن يكون اسما لناسخ ،

القاعدة في هذا الباب حتى لا نطيل الحديث ، ولكن هذه القاعدة لا يمكن أن تعرف إلا بمعرفة علم النحو ، فإذا كانت هناك جملة فتتأمل فيها وتنظر إلى مَنْ هو المحكوم به ومن هو المحكوم عليه ، فتنظر إلى المحكوم به ما محله من الإعراب ،وتنظر إلى المحكوم عليه وما هو محله من الإعراب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ