البلاغة
أغراض الاستفهام
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما فائدتنا البلاغية :
فهي استكمال لما سبق:
فقلنا :
إن الاستفهام قد يخرج عن معناه الحقيقي لأغراض أخرى حسب السياق :
فإن الاستفهام طلب العلم عن شيء مجهول بإحدى أدوات الاستفهام
لكن :
قد يستفهم عن شيء معلوم لغرض
من بين الأغراض :
الأمر
(( فهل أنتم منتهون ))
ومر معنا :
النهي :
(( أتخشونهم ))
التسوية :
قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }البقرة6
فأتى الاستفهام هنا للتسوية
بمعنى :
أن إنذاركم ولهم وعدم إنذارهم سواء
النفي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60
يعني :
ما جزاء الإحسان إلا الإحسان
ويرد الاستفهام للتحدي :
مثل :
((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ))
ويكون التحدي مشربا بالنفي :
أي : لا أحد
التشويق :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الصف10
فهذا الاستفهام للتشويق
ولتعلموا :
أن ما نذكره من هذه الأغراض لا يقتضي الحصر فإن الأسلوب يفهم من حيث السياق :
فقد يرد أكثر مما نذكر
ولذا :
على طالب هذا العلم :
عليه أن يكون ثاقب الذهن والفهم ويكون عنده تذوق
ولذا :
يقولون :إن البلاغة مبناها على كثير من الأمور على تذوق الإنسان
ومن الأغراض :
الاستئناس :
قال تعالى :
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى }طه17
هو عالم عز وجل أن في يمينه عصا لكن أراد أن يؤنسه عز وجل
ومن الأغراض :
التحقير:
((أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً ))
ومن أغراض الاستفهام :
الاستبعاد :
{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ }الذاريات12
(( أنى لهم الذكرى ))
(( أإنا لمبعوثون ))
ومن الأغراض التي يرد بها الاستفهام:
الاستبطاء :
((مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ))
ومن الأغراض :
التنبيه على ضلال الطريق :
{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ }التكوير26
ومن الأغراض :
التنبيه على الخطأ :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
ومنها :
التنبيه على الباطل
{أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الزخرف40
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ