الاستفهام :
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما فائدتنا البلاغية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
فهي فائدة تابعة للفائدة السابقة وهي آخر فائدة تتعلق بالاستفهام الذي هو أحد أنواع الإنشاء :
فسبق وأن أخذنا أن الاستفهام يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنى آخر يفهم ذلك المعنى بحسب السياق
فقد يأتي الاستفهام ويراد منه التعجب :
قال تعالى :
((وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ))
ويأتي الاستفهام ويراد منه التهكم :
أعقلك يأمرك بهذا ؟
ويأتي الاستفهام ويراد منه: الوعيد
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ }الفجر
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }الفيل1
ويأتي الاستفهام ويراد منه :التعظيم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما لو قلت لشخص أساء إلى رجل عظيم له مكانة :
أي شخص أهنتَ ؟
ويأتي الاستفهام ويراد منه : التكثير:
كما لو أردت أن تعظ شخصا بحلول الموت وقربه :
أين الأوائل من قوم نوح وعاد ؟
فهذا يراد منه التكثير تكثير قول من مضى
ويأتي الاستفهام ويراد منه: التقرير :
قال تعالى:
(({أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }الشرح1 ))
وغالبا ما يأتي التقرير بأداة الاستفهام وقد يأتي بغيرها ولكنه قليل كما لو قلت : لي عليك من الدين
تريد أن تقرره
فأتيت هنا بأداة غير أداة الاستفهام لكن الغالب فيه أن يأتي بأداة الاستفهام
أيضا الإنكار :
لو سألت سؤالا : ما معنى الإنكار ؟
أنكر فلان الشيء
الإنكار هو : النفي
والاستفهام :
إذا كان بمعنى الإنكار ووقع في الإثبات فيقصد منه النفي
مثاله : ((أَفِي اللّهِ شَكٌّ))
الجواب : لا شك
فهذا استفهام إنكاري وقع في سياق الإثبات
وإذا وقع الاستفهام الإنكاري في سياق النفي فهو إثبات :
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }الضحى6
لم أداة نفي
الجواب : بلى وجدك
ولذا فيه قاعدة عند العلماء :
تتضح بما ذكرنا يقولون : نفي النفي إثبات ونفي الإثبات نفي
قلنا : إنكار النفي إثبات :
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى }الضحى6
فهذه جملة من الأغراض التي يأتي لها الاستفهام من غير معناه الحقيقي ويمكن أن يكون هناك أغراض أخرى ولكن على صاحب هذا العلم أن يكون لديه ذوق ليستخرج هذه الأغراض من الكتاب أو من السنة أو من أقوال العرب من شعر ونثر