من الفوائد البلاغية ( 29 ) ( من أدوات التمني لعل لو هل )

من الفوائد البلاغية ( 29 ) ( من أدوات التمني لعل لو هل )

مشاهدات: 496

من أدوات التمني : هل ، لو ، لعل

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفائدة البلاغية  : عن التمني

وذكرنا أن التمني له علامات أربع :

وذكرنا أداة واحدة وهي ليت :

وليت :

هي الأداة الأصلية للتمني

أما الثلاث المتبقية أو الأخرى فليست أصلية

وهذه الأدوات هي :

هل    

      لو

                       لعل

هي  ليست أصلية

لم ؟

لأن :

هل : للاستفهام كما مر معنا

لو : للشرط كما مر معنا في بعض الدروس وهي حرف امتناع لامتناع

لعل : للترجي

هذا هو أصلها

لكن هذه تأتي للتمني وهي  أدوات غير أصلية ولا يؤتى بها للتمني إلا لغرض بلاغي

وإذا كانت تأتي للتمني فمعلوم أن التمني يقطع بحصوله أو بعدم حصوله  ؟

يقطع بعدم حصوله

إذاً :

 لا يمكن أن تأتي هذه الأدوات إلا في شيء يقطع بعدم حصوله لأنه إذا أتى في أمر لا يقطع بحصوله رجعت هذه الأدوات إلى أصلها لحقيقي:

فتكون :

هل: للاستفهام

ولو : للشرط

ولعل : للترجي

إذاً :

كيف نميز بين هل التي تستخدم للتمني والتي تستخدم للاستفهام

وكذلك :

لو : التي للشرط والتي يؤتى بها للتمني

وكذلك :

لعل : التي هي في الأصل للترجي وتأتي للتمني

كيف ؟

إذا أتت في أمر يقطع بعدم حصوله فهي للتمني

إن أتت في أمر يقطع بحصوله فليست من أدوات التمني تعود إلى أصلها

هل :

كقوله تعالى :

 ((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ))

المستفهم عنه هنا ما هو ؟

من شفعاء

هل هو استفهام ؟

لا

 أمنية تمنوا الشفعاء

إذاً :

أتي بـ (هل ) للتمني لإبراز المستفهم عنه وهو المتمنى في الاهتمام بهذا المتمنى المقطوع بعدم حصوله

إذاً :

ما الغرض  الذي أتى هنا ؟

نقول :

إبراز المتمنى لكمال العناية به

من أجل العناية بهذا المتمنى أبرزناه في هذه الصورة

((فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ))

لو :

كقوله تعالى :

(( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ))

ــــــــــــــ

الغرض :

هو بيان ندرة وعزة المتمنى به

فنادر وعزيز أن تكون لهم رجعة

لعل :

ــــــــــــــ

كقول الشاعر :

أسرب القطا من يعير جناحه   لعلي إلى من قد هويت أطيرُ

الغرض  هنا :

استبعاد حصول المرجو

أتي به هنا لقصد استبعاد حصول المرجو لأن لعل تأتي للمرجو

يعني :و ينادي السرب أن يعيروه الجناحين من أجل أن يذهب بهما إلى من هواه وأحبه

لو قال قائل :

لماذا نصب الفعل المضارع هنا ؟:

(( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ))

وكذلك هنا :

(( فيشفعوا لنا ))

فالمضارع منصوب :

فيشفعوا :

فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة للتمني

(( فنكون ) ) كذلك مر معنا

ولذا كما قال الشاعر :

ألا ليت الشباب يعود يوما   فأخبرَه بما فعل المشييب

فأخبرَه :

نصب الفعل المضارع هنا

ولذا :

من علامات هذه الأدوات أنها للتمني أن الفعل المضارع إذا وقع جواب لها

إذا وقع الفعل المضارع جوابا لها فإنه ينصب لأنه مسبوق بالتمني

وهذا فيما يتعلق بالتمني

وتأتي فائدة إن شاء الله في ذكر النوع الخامس من أنواع الطلب  أو الإنشاء وهو النداء