من الفوائد البلاغية ( 33 ) ( أغراض مجيء الطلب في صورة الخبر )

من الفوائد البلاغية ( 33 ) ( أغراض مجيء الطلب في صورة الخبر )

مشاهدات: 448

الفائدة البلاغية

أغراض الطلب

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــ

الفائدة البلاغية التي معنا :

فنحن قد تحدثنا عن النداء

والنداء هو آخر أنواع الطلب

فالإنشاء :

خمسة أشياء مرت معنا :

الأمر

و النهي

والاستفهام

والتمني

والنداء

وقد مضى الحديث عنه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الطلب المكون من هذه الأنواع الخمسة يمكن أن يأتي بصورة الخبر مع أن المقصود منه هو الطلب

لكن قد يأتي بصورة الخبر :

كأنك تخبر عن شيء ولكن فحوى هذا الإخبار الطلب

لكن لأغراض كثيرة

ولكن نذكر شيئا منها :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حتى يتدرب طالب هذا العلم على استخراج هذه الأغراض وغيرها فيما لو وردت إليه أو عليه نصوص أخرى

إذاً :

يأتي الطلب أو يأتي الإنشاء بصورة الخبر لأمور :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا : التفاؤل :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما لو قلت : وفقك اللهُ

حينما تبصر هذه الجملة وفقك الله

لا تجد فيها لا أمرا و لا استفهاما ولا نهيا ولا تمنيا ولا نداء

إذاً :

هي في سياقها سياق خبر لكنها متضمنة الدعاء من باب التفاؤل أن الله سيستيجب دعائي فيك فكأنه قد وقع

من باب التفاؤل أن الله سيستجيب دعائي

لأن الأصل :

أسأل الله أن يوفقك

ومن الأغراض التي يأتي فيها الطلب بصورة الخبر :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرغبة في الشيء:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما لو قلت : رزقني الله لقاء زيد

صيغة خبر لكن في فحواها اللهم ارزقني لقاء زيد

يعني  :

هذه الجملة تدل على أنك ترغب في مقابلة هذا الشخص

ومن الأغراض :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاستعجال في تنفيذ الطلب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيخبر عنه كأنه قد وقع وامتثل

هذا مهم

الاستعجال في  تنفيذ الطلب :

يريد أن يستعجل في تنفيذ الطلب فيخبر عنه  كأنه قد وقع وامتثل

كثير مر معنا في السنة :

(( يؤم القومَ أقرءوهم لكتاب الله ))

خبر لكن يراد منه الأمر كأنه قد وقع كأنه يريد استعجلوا في  تنفيذ هذا الطلب فأخبر عنكم أنكم قد امتثلتموه من أجل أن تسارعوا في تنفيذه

قال تعالى :

(( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تسفكون دماءكم ))

الأصل : لا تسفكوا دماءكم

يعني : كأنه يحثهم على عدم سفك الدم

فأخبر عنهم أنهم لم يسفكوا الدم من أجل أن يحرضهم على هذا الفعل والإسراع في تنفيذه

وهذا كثير

ـــــــــــــــــــــــ

من بين الأغراض :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البعد عن أسلوب الأمر لتحقيق مصلحة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حينما تأتي إلى الملك مثلا وتريد منه شيئا أو يأتي شخص ويريد من الملك من باب أن  لا يوجه الأمر إلى الملك لرفعة مكانته فلا يقول : انظر في حاجتي

ولكن يقول : ينظر مولاي في حاجتي

ينظر  : خبر

ينظر مولاي في حاجتي

فيتحاشى الأمر بهذا الأسلوب وهو  أسلوب الخبر

وفيه أكثر من غرض لكن هذه  كافية من باب  أن تفتح أبوابا للذهن في أن الخبر يأتي وليس يراد منه الخبر على وجه الإطلاق ولكن قد يراد منه الطلب

لكن لماذا أتى هذا الخبر ويراد منه الطلب ؟

لأغراض شتى منها ما ذكر آنفا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فهذه هي الفائدة البلاغية في هذا الدرس 

وسيأتي معنا إن شاء الله مجيء الخبر في صورة الطلب

هنا جاء الطلب في صورة الخبر

سيأتي معنا إن شاء الله في الدرس القادم مجيء الخبر في صورة الطلب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( والمطلقات يتربصن)) يراد منه عدم تجاوز حد الله عز وجل في  هذه العدة

ما تنقص منها

يعني : كأنه أمر وقع منها فلا يجوز لها أن تتجاوز

ولذلك في أواخر الآيات (( تلك حدود الله فلا تعتدوها ))

وهذا يدل على عظم اللغة العربية بجميع علومها ولا يستثنى من ذلك شيء