البلاغة
من الفوائد البلاغية : أغراض تقديم المعمول على العامل
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المسائل المتعلقة بعلم المعاني
أن الأصل في العامل أن يكون هو المتقدم وأن يكون المعمول هو المتأخر :
تقول : أكرم زيدٌ عمراً
أكرم : فعل ماضي
زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
عمرا : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة
هذا هو الأصل
ولكن قد يتقدم المعمول فتقول : أكرم عمرا زيدٌ
المعنى هو المعنى :
المُكرِم : زيد
المُكرَم : عمر
لكن تقدم
الأصل في اللغة وفي علم المعاني :
أن الأصل أن يتقدم العامل على المعمول فتقول :
أكرم زيد عمرا
فهنا :
المعمول ما هو ؟
عمرا
فيصح أن تقدم المعمول على العامل فيصح أن تقول : عمرا أكرم زيدٌ
العامل : أكرم
المعمول هو من : عمرو
أكرم :
أكرمت عمرا
أكرمت : فعل وفاعل
عمرا : مفعول به
العامل : أكرم
المعمول الذي عمل فيه هذا العامل وأثر فيه : عمرو
عمرو هو المعمول
فتقول أكرمت عمرا
لكن يصح لغرض من الأغراض أن تقول :
عمرا أكرمتُ
من بين هذه الأغراض :
رد المخاطَب إلى الصواب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتقول :
إلى مثالنا : عمرا أكرمت ردا لمن ظن أن الإكرام وقع على زيد
هو فهم أن المكرَم زيد
ففهم كأن العبارة عنده المخاطب أكرمت زيدا فأنت تريد أن تصوب خطأه رد المخاطب إلى الصواب فتقول :عمرا أكرمت فهو يظن أن المكرم زيد
هذا غرض
من الأغراض في تقديم المعمول على العامل :
التخصيص والحصر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
نعبد هو العامل
الأصل : نعبدك
نستعين : هو العامل
الأصل نستعين بك
هنا قدم للتخصص والحصر
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5
قدم المعمول [ إياك ] من باب الحصر والاختصاص من باب أنه لا يجوز أن يستعان بغير الله ، لا يجوز أن يعبد غير الله
هذه الآية تأمرك أن تجعل العبادة كلها محصورة لله والاستعانة كلها تكون محصورة لله وبالله
من بين أغراض تقديم المعمول على العامل :
الإنكار مع التعجب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما لو قلت لشخص كبير في السن أقدم على أمر لا ينبغي :
أبعدَ طول عمرك تفعل هذا ؟
الأصل :
أتفعل هذا بعد طول عمرك
هنا إنكار مع تعجب
أنت تتعجب من حاله كيف يقدم على هذا مع طول عمره وكبر سنه مضافا مع التعجب الإنكار
تنكر وتتعجب
ومن الأغراض :
مراعاة رءوس الآيات القرآنية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
((خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ))
لو كان في غير القرآن :
خذوه فغلوه ثم صلوه الجحيم
الأصل أن يتقدم العامل على المعمول
هنا قدم المعمول الجحيم
لو قال قائل : ما الذي نصب الجحيم ؟
صلوه
فتقدم المعمول على العامل مراعاة لرءوس الآيات
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ }المدثر3
لو في غير القرآن كبر ربك
إذاً :
مراعاة رءوس الآيات
فإذاً :
هذه أغراض يتقدم فيها المعمول على العامل وإلا فالأصل في اللغة أن يتقدم العامل على المعمول
لكن لو تقدم المعمول على العامل في النصوص الشرعية في كلام أهل اللغة فاعلم أن التقديم لغرض
هذا الغرض ذكرت منه جملة وتكون هناك أغراض أخرى غير ما ذكر
أيهما أبلغ ؟
الأبلغ أن يبقى الحال على ما هو عليه إلا إذا وجد غرض فيكون التقديم لهذا الغرض أبلغ