شرح الآجرومية موسع
( 29 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
باب الأفعال ( 2 )
حالات بناء الفعل الأمر والفعل المضارع
توقفنا عند قول الماتن :
والأمر مجزوم أبدا
سبق معنا شرح قوله :
فالماضي مفتوح الآخر أبدا :
فيكون الماضي بإجماع أهل اللغة يكون مبينا لكن الاختلاف عندهم : أهو مبني على الفتح مطلقا أم أنه يبنى على الفتح ويبنى على السكون ويبنى على الضم كما سبق ؟
والصحيح:
أنه يبنى على التفصيل السابق خلافا لما ذهب إليه الماتن
قال :
والأمر مجزوم أبدا
فعل الأمر على رأي الماتن هو “معرب “
وذلك لأن الجزم من علامات الإعراب وليس من علامات البناء
وقوله هذا خلاف المشهور والمعمول به
وبالتالي : فإن الأمر الصحيح أنه “مبني “
فالماضي :
مبني بالاتفاق والاختلاف في علامة البناء
وأما الأمر فهو مختلف فيه : أهو معرب أم مبني ؟
والصحيح أنه مبني
مر معنا تعريف الأمر :
هو ما دل بهيئته على حدث في المستقبل ولو بعد زمن التكلم بلحظة واحدة
إذا كان الأمر مبنيا فما علامة بنائه ؟
قبل هذا :
أعطيك قاعدة :
هذه القاعدة هي :
أن الأصل في بناء الأمر فيما يتعلق بعلاماته مرتبط بعلامات الفعل المضارع المجزوم
ومن هنا يجب علينا أن نعرف علامات جزم الفعل المضارع
وعلامات الفعل المضارع المبني
الحالة الأولى من أحوال جزم المضارع :
ـ يجزم بالسكون : لم يذهب
الحالة الثانية : يجزم بحذف النون :
لم يذهبوا
الحالة الثالثة : يجزم بحذف حرف العلة :
لم يرمِ .
بناء المضارع :
ــ مبني على السكون إذا اتصلت به نون النسوة :
مثل : النساء يدرسْن
ــ مبني على الفتح إذا اتصلت به نونا التوكيد الثقيلة والخفيفة
مثال الثقيلة: محمد يضربنَّ
مثال الخفيفة : محمد يضربَنْ
هذه هي أحوال المضارع
إذاً :
ما جرى للمضارع في الإعراب والبناء يجرى على فعل الأمر فيبنى على هذه العلامات
ماذا نصنع ؟
نحذف أداة الجزم ، نحذف حرف المضارعة الزائد ، فإن كان الفعل بعد هذا الحذف أصبح أول حرف منه ساكن أتينا بهمزة الوصل لكي نتوصل بها للنطق بالساكن
السكون : لم يذهبْ
نحذف الجازم ” لم ” ـــــــــ تصبح :
يذهب ــــــــ نحذف حرف المضارع :
ذْهب ــــــــ الأول أصبح ساكنا ولا يمكن النطق بساكن فنأتي بهمزة الوصل : “ا ” تصبح / اذهب :
اذهب : فعل أمر مبني وعلامة بنائه السكون
لم ؟
لأنه فعل أمر مجرد فيبنى على السكون
ــ حذف النون :
لم يتعلموا :
نقول : تعلموا بعد حذف الجازم :
تعلموا : فعل أمر مبني وعلامة بنائه حذف النون
ــ لم يرمِ
نحذف ” لم ” يرمِ ـــــــ نحذف المضارعة ــــــــ رم ــــــــــ نأتي بهمزة الوصل :
تصبح :
ارمِ : فعل أمر مبني وعلامة بنائه حذف حرف العلة
المثال الذي يليه :
النساء يدرسْن :
تصبح : ادرسنَ: فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة
ونون النسوة : فاعل
محمد يضربنَّ :
تصبح “
اضربنَّ : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
محمد يضربَنْ :
اضربَنْ : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة .
إذاً :حالات بناء فعل الأمر :
ــ يبنى على السكون
ــ يبنى على حذف النون
ــ يبنى على حذف حرف العلة
ــ يبنى على الفتح إذا اتصل به نون التوكيد
له أربع حالات في البناء
الأصل في بناء الأمر هو ” السكون ” .
متى ؟
في حالتين :
ــ في الفعل المجرد
ــ إذا اتصلت به نون النسوة
قال :
والمضارع : ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربع يجمعها قولك :
” أنيتُ ”
أو ” نأيتُ ”
ومن هنا : مر معنا : كيف يعرف الفعل المضارع ؟
من علامات المضارع دخول :السين وسوف ولم
وبالتالي نقول : إن للفعل المضارع علامات ،
هذه العلامات نوعان :
ــ علامات منفصلة وهي التي سبقت معنا: لم وسوف والسين
ــ علامات متصلة : وهي ما نحن بصدد الحديث عنها مجموعة في قولك أنيت أو نأيت
إذاً : لو قيل لك : كيف تعرف الفعل المضارع ؟
فسل قبل أن تجيب ماذا تريد علامة متصلة أم علامة منفصلة ؟
فالمنفصلة مثل :
لم
والسين
وسوف
والعلامات المتصلة هي:
” أحرف المضارعة المجموعة في كلمة أنيت :
ــ الهمزة
ــ النون
ــ الياء
ــ التاء
أربع علامات متصلة .
مثال على الهمزة :
أقومُ :
مثال على النون :
نرحلُ
مثال على الياء :
يمشي
مثال على التاء :
تدرسُ
ويشترط في كون هذه الأحرف علامات للفعل المضارع يشترط في ذلك شرطان :
الشرط الأول : أن تكون في أول الفعل :
مثل : كما هو موضح هنا :
أقوم نرحل يمشي تدرس
ــ بِيع : وجد في هذا الفعل ياء ، لكن أين هذه الياء في الوسط
إذاً لابد أن يكون في أول الكلام
الشرط الثاني : أن يكون زائدا ليس أصليا :
فإن كان أصليا فلا تعد علامة :
مثل :
تعب الولد ـــــــــــ تعب : فعل ماضي مع أن أوله مبدوء بالتاء لكن هذه التاء أصلية
أيمكن أن نحذفها ؟
لا يمكن
بينما في :
نقوم ــ نرحل ـــ يمشي ــ تدرس ـــ نحذفها :
أقوم ـــــــــــ قام
نرحل ـــــــــــ رحل
يمشي ــــــــــــ مشى
تدرس ـــــــــــــ درس
ــ لو قلت :
نعس أحمد : هنا أصلية فعل ماض .
نحن لا ننسى ما مضى ، والعاقل لا ينسى ماضيه ، ونحن لا ننسى الفعل الماضي
الماضي مر معنا :
إذاً : الأفعال ثلاثة :
ماض
مضارع
أمر
لماذا قلت قبل هذا :ماضٍ ؟
لأنه معتل : أصله ماضي تحذف الياء في حالة الرفع والجر ويعوض عنها بتنوين ، وتثبت في حالة النصب .
تبادر : فعل ماضي مبني على الفتح .
لو قلت :
تقاتل زيد وعمرو
قاتل زيد عمرا
إذاً : اختلف المعنى :
تقاتل : القتال حصل من الطرفين
أما قاتل : فالفعل من زيد
قد يتبادر إلى الذهن :
يتبادر : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
فالياء هنا غير أصلية ، فإذا حذفت الياء الزائدة فنعيد الفعل إلى أصله تبادر
قد يتبادر الى الذهن : لمَ لا يُنسى الماضي ؟
فالجواب عن هذا :
أننا نقول : أصل الأفعال هي الماضي
وأصل الأمر هو المضارع
فيكون الترتيب كالتالي :
ماضي
مضارع
أمر
مر معنا ان الأمر يبنى على ما يجزم به المضارع لان الأمر أصله المضارع