تفسير سورة النساء
من آية 155 إلى آية 166
الدرس 73
للشيخ زيد البحري – حفظه الله –
قوله تعالى : (فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم) (فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم) هنا نقضهم مجرورة بالباء وماء هنا زائدة هنا زائدة ويسميها البعض صلة من باب التأكيد وإلا فليس هناك شيء زائد في كتاب الله أي حرف فله معنى وله فائدة في كلام الله لكن زائد من حيث الإعراب و هذا كما مر معنا ( فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم)
قال هنا فبما نقضهم ميثاقهم كم من ميثاق نقضوه ولم يوفوا به فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله أي بما أتى الله عزوجل به من الآيات الشرعية و الكونية (وَكُفرِهِم بِآياتِ اللَّهِ وَقَتلِهِمُ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ) و مر معنا التفصيل في قتل الأنبياء في سورتي البقرة وآل عمران مفصلة وهنا اعتدوا على حق الله و ذكر الأعتداء منهم على حق الرسل إذ قتلوا بعض الرسل (وَقَتلِهِمُ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ وَقَولِهِم قُلوبُنا غُلفٌ) و مر معنا ذلك في سورة البقرة
﴿وَقالوا قُلوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفرِهِم فَقَليلًا ما يُؤمِنونَ﴾ فهنا ما ذا قال عزوجل قال عن هؤلاء وقولهم قلوبنا غلف بمعنى أنها قلوبنا امتلأت بالعلم فلا تعي ما تقوله أنت يا محمد أو أن قلوبنا بها عدم فهم لما تقوله سبحان الله تشابهت قلوبهم سبحان الله في الآيات السابقة تشابهت قلوبهم لما سألوا النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء من ؟ أهل الكتاب ومن ؟ كفار قريش قريش كما قالت اليهود قلوبنا غلف كذلك قريش قالت ذلك وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه تشابهت قلوبهم و قولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم أي بسبب كفرهم و في سورة البقرة بل لعنهم الله لعن وطرد من رحمة الله و طبع على القلوب بسبب هذه الأمور .
(فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم) هنا مالذي جرى لهم لما فعلوا هذه الأفعال طبع الله على قلوبهم وماذا و لعنهم بعض أهل العلم يقولون إن قولهم فبما نقضهم راجع إلى ما مضى و قال بعضهم هو إلى ما سيأتي و هو ما حرم عليهم بسبب بغيهم و طغيانهم لكن ظاهر السياق من أن ما فعلوه هو السبب الذي لعنهم الله و طبع على قلوبهم و لا مانع من دخول تلك الأشياء المتقدمة مما فعلوها و مما سيأتي باعتبار الجرم العظيم الذي فعلوه(بَل طَبَعَ اللَّهُ عَلَيها بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ إِلّا قَليلًا) و مر معنا الحديث عن هذه الجملة في سورة البقرة و في سورة آل عمران( وَبِكُفرِهِم) كررها مرة أخرى من باب التأكيد و من باب خطر ما ذا الكفر بالله عزوجل ﴿وَبِكُفرِهِم وَقَولِهِم عَلى مَريَمَ بُهتانًا عَظيمًا﴾ لما لأنهم رموها بالزنا و لذلك كما قال عزوجل في سورة مريم ﴿يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ فاليهود رمت من ؟رمت مريم بالزنا {وَقَولِهِم عَلى مَريَمَ بُهتانًا عَظيمًا﴾ فهو بهتان عظيم وهذا يدل على ماذا ؟ يدل على أن رمي الإنسان بالزنا بهتان و وصف هنا بأنه بهتان عظيم لا سيما أن هؤلاء رأوا من الدلائل على براءة من براءة مريم و لذلك ﴿فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا) قال إني عبد الله فالشاهد من هذا من أنهم قالوا على مريم هذا القول العظيم و قولهم إنا قتلنا انظر إلى فضاعت ما فعله هؤلاء و ما صدر منهم و قولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و قال هنا عيسى ابن مريم قال القرطبي رحمه الله قال إن الله عزوجل لم يصرح باسم امرأة قط في القرآن إلا مريم ذكرت في نحو من ثلاثين موضعا يقول مع أن الأشراف من العرب لا يذكرون أسماء نسائهم الأحرار في المجالس حتى لا يبتذلوا لكن لماذا صرح هنا صرح هنا باعتبار أن عيسى هو ابن لمريم وليس ابنا لله و ليس إلٰهاً فقال عزوجل هنا {وَقَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسيحَ عيسَى ابنَ مَريَمَ رَسولَ اللَّهِ} سبحان الله هل اثبتوا له الرسالة هم كيف يثبتون له الرسالة هذا الوصف من هم على سبيل ماذا على سبيل السخرية و التهكم و الاستهزاء كما قالت كفار قريش سبحان الله تشابهت قلوبهم كفار قريش ما ذا قالت للنبي صلى الله عليه و آله وسلم ﴿وَقالوا يا أَيُّهَا الَّذي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنونٌ﴾ تشابهت قلوبهم فقال هنا عزوجل عن هؤلاء (وَقَولِهِم إِنّا قَتَلنَا المَسيحَ عيسَى ابنَ مَريَمَ رَسولَ اللَّهِ وَما قَتَلوهُ وَما صَلَبوهُ وَلكِن شُبِّهَ لَهُم) أي حصل منهم اشتباه و اضطراب لما ؟لأن الذي قتلوه و صلبوه لما قتلوه و صلبوه و هو شبيه لعيسى عليه السلام قالوا أين صاحبنا فوقعوا في الري إذاً إذا كان هذا عيسى فأين صاحبنا وما يذكر من أن عيسى عليه السلام عانى ما عانى من هؤلاء وجعل يسيح في الأرض و ينتقل هو و أمه و أن هؤلاء أشاعوا و وشوا به إلى ملك فقالوا إن في بيت المقدس إن به رجلا يفسد الناس فأمر بقتله و أن عيسى عليه السلام أحاطوا به قال من يأخذ شبهي وهو رفيقي في الجنة ففتحت فوه من السماء فرعه الله عز وجل هذه لا تثبت من حيث علمي عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بمعنى أنها هذه الأشياء لا أعلم لها دليلا صحيحا من السنة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إنما ذكرها من ذكرها بعض الصحابة و رواها بعض المفسرين ثم إن بها اختلافا لأن العدد الذين كانوا مع عيسى اختلف في الروايات كم عددهم أثنى عشر أم أنهم أكثر من ذلك هل ألقي الشبه على الجميع أو أنه ألقي الشبه على شخص واحد و ما شابهه ذلك و أن مريم أتت و جعلت تبكي عند قدمي هذا المصور الذي تظن أنه عيسى عليه السلام هذه لا دليل عليها فيما أعلم من حيث نسبتها إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن طريق صحيح وإنما ألقى الشبه على شخص نعم ألقى الشبه على شخص نعم فقال عزوجل {وَلكِن شُبِّهَ لَهُم وَإِنَّ الَّذينَ اختَلَفوا فيهِ لَفي شَكٍّ مِنهُ} لفي اضطراب حتى إن بعض الجهلة من النصارى و النصارى كلهم جهلة لكن الجهلة منهم دلس عليهم من قبل اليهود فزعموا أن عيسى قد قتل و صلب (ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ) ليس عندهم حجة فيما ذهبوا إليه من أنهم قتلوه و صلبوه ولذلك ما ذا قال (ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ) بمعنى أنهم اتبعوا الظنون و إلا فالظن لا يغني من الحق شيئا (وَما قَتَلوهُ يَقينًا) ﴿بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ) (وَما قَتَلوهُ يَقينًا) ﴿بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ)
و مر معنا هذا مفصلا و هذا من مكرهم فمكر الله بهم قال الله عزوجل (إِذ قالَ اللَّهُ يا عيسى إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذينَ كَفَروا) و قبلها ﴿وَمَكَروا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ﴾ إذ قال الله يا عيسى و مر تفصيل ذلك و هذا هو السياق الذي يظهر من حيث قول بعض العلماء هذا هو السياق أو هذا الكلام يناسب السياق خلافا لبعض العلماء و المفسرين الذين جعلوا الضمائر تختلف و الوقف يختلف فهذا هو أظهر ما يكون .(وَما قَتَلوهُ يَقينًا) ﴿بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾ فهو العزيز القوي الغالب الذي لا ينال بسوء و له الحكمة البالغة الذي يضع الأمور في مواضعها المناسبة و من عزته عزوجل من أن عيسى عليه السلام لم يتمكن منه هؤلاء لكن ما جرى لعيسى عليه السلام وما حصل من رفع عيسى عليه السلام و ما شابه ذلك فإنه من حكمته عزوجل .
(وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ) الضمير يعود إلى من الذي يظهر من أن الضميرين يعودان إلى عيسى عليه السلام و من ثم فإن الضمائر إذا اختلفت اختلف المفسرون في توجيهها و هذا نوع كما قال شيخ الإسلام رحمه الله هذا كلام عزيز من شيخ الإسلام رحمه الله من أن من بين أنواع اختلاف التنوع هو اختلاف المفسرين بحسب رجوع الضمير يرجع إلى من و إذا تأملت هذه الضمائر و جدت منها ما هو الراجح لكن غيرها يدخل فيها (وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ) ( لَيُؤمِنَنَّ بِهِ) أي بعيسى( قَبلَ مَوتِهِ) قبل موت عيسى فالضميران يعودان إلى عيسى بمعنى أنه إذا نزل عيسى عليه السلام كما جاء بذلك الحديث بل الأحاديث الكثيرة من أنه ينزل عليه السلام ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عدلا حكما يقتل الخنزير و يضع الجزية إلى آخر ما ذكر صلى الله عليه و آله و سلم في آخر الزمان لأنه هو الذي يقتل المسيح الدجال .
هناك من أدركه يؤمن به كل شخص من أهل الكتاب (وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ)
باعتبار ما ذا ؟ باعتبار أنه إذا نزل لا يقبل إلا الإسلام و من ثم يدحض حجج من زعم أنه إله وحجج من زعم أن الدين الصحيح و الحقيقي هو دين النصرانية أو دين اليهودية و أيضا يدحض حجة من زعم أنه قتله و صلبه فالضميران يعودان في ظاهر السياق إلى عيسى عليه السلام .
بعض المفسرين قال (وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ)
أي قبل موت هذا الكتابي بمعنى أنه ما من كتابي من يهودي أو نصراني إلا و هو يؤمن بعيسى عليه السلام قبل موته و قيل الضمير راجع إلى محمد صلى الله عليه و آله و سلم يعني ما من كتابي إلا ويؤمن بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم و قيل ما من كتابي إلا و يؤمن بالله عزوجل قبل موته هذه الأقوال الثلاثة كلها يتوافق بعضها مع بعض و لا تختلف مع القول السابق فهي داخلة لكن هذا الإيمان الحاصل منهم في سكرات الموت لا ينفع لا ينفع فدل هذا على ما ذا ؟ على أن إيمان هؤلاء لا يفيد ولذلك ما ذا قال عزوجل (إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذينَ يَعمَلونَ السّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتوبونَ مِن قَريبٍٍ)
يعني قبل أن يغرغر أحدهم قال هنا ﴿وَإِن مِن أَهلِ الكِتابِ إِلّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيامَةِ يَكونُ عَلَيهِم شَهيدًا﴾ من ؟ عيسى عليه السلام لأنه يتبرأ ممن أشرك و لذلك ما ذا قال عزوجل ﴿وَإِذ قالَ اللَّهُ يا عيسَى ابنَ مَريَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنّاسِ اتَّخِذوني وَأُمِّيَ إِلهَينِ مِن دونِ اللَّهِ قالَ سُبحانَكَ ما يَكونُ لي أَن أَقولَ ما لَيسَ لي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تَعلَمُ ما في نَفسي وَلا أَعلَمُ ما في نَفسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلّامُ الغُيوبِ﴾ (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
هذا القول يقوله عيسى عليه السلام يوم القيامة و لذا قال هنا و يوم القيامة يكون عليهم شهيداً فبظلم أي بظلم هؤلاء (فَبِظُلمٍ مِنَ الَّذينَ هادوا) أي من اليهود بسبب هذا الظلم حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم إما أن يكون تحريما قدرياً بمعنى أنهم من تلقاء أنفسهم حرموا عليهم هذه الأمور اعتداءً على شرع الله فامتنعوا عن أكلها فحرموا منها فهذا من الأصار و الأغلال التي عليهم أو أنها حرمت عليهم تحريماً شرعيا بمعنى أن الله حرم عليهم من يأكل هذه الأشياء بسبب هذا الظلم ﴿فَبِظُلمٍ مِنَ الَّذينَ هادوا حَرَّمنا عَلَيهِم طَيِّباتٍ أُحِلَّت لَهُم وَبِصَدِّهِم ﴾ سبحان الله كلما أتوا إلى كبيرة أو إلى أمر عظيم حرمت عليهم طيبات فقال هنا {وَبِصَدِّهِم عَن سَبيلِ اللَّهِ كَثيرًا﴾
هم كفروا و ظلموا و صدوا غيرهم عن سبيل الله فقال هنا {وَبِصَدِّهِم عَن سَبيلِ اللَّهِ كَثيرًا﴾
مما يدل على أنهم أصحاب علم و لكنهم أظلوا الناس بهذا العلم و صدوا كثيرا من الناس عن هذا الدين {وَبِصَدِّهِم عَن سَبيلِ اللَّهِ كَثيرًا﴾(وَأَخذِهِمُ الرِّبا) و قد نهوا عنه دل هذا على أن الربا محرم في الأديان السابقة فقال عزوجل هنا (وَأَخذِهِمُ الرِّبا وَقَد نُهوا عَنهُ وَأَكلِهِم أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ) بالرشاوى و ما شابه ذلك من الحيل الباطلة و لذلك ما ذا قال عزوجل
﴿وَقَطَّعناهُم فِي الأَرضِ أُمَمًا مِنهُمُ الصّالِحونَ وَمِنهُم دونَ ذلِكَ وَبَلَوناهُم بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾(فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ وَرِثُوا الكِتابَ يَأخُذونَ عَرَضَ هذَا الأَدنى وَيَقولونَ سَيُغفَرُ لَنا وَإِن يَأتِهِم عَرَضٌ مِثلُهُ يَأخُذوهُ) الآيةَ
فقال هنا {وَأَكلِهِم أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَأَعتَدنا لِلكافِرينَ مِنهُم عَذابًا أَليمًا﴾
وذلك أن بعضهم قد آمن كعبدالله ابن سلام رضي الله عنه و غيره و لذلك قال عزوجل في سورة الأنعام مفصلا هذا التحريم ﴿وَعَلَى الَّذينَ هادوا حَرَّمنا كُلَّ ذي ظُفُرٍ وَمِنَ البَقَرِ وَالغَنَمِ حَرَّمنا عَلَيهِم شُحومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهورُهُما أَوِ الحَوايا أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم وَإِنّا لَصادِقونَ﴾
و كانت الطيبات حلالاً لليهود قبل نزول التوراة قال تعالى كما مر معنا في سورة آل عمران ﴿كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَني إِسرائيلَ إِلّا ما حَرَّمَ إِسرائيلُ عَلى نَفسِهِ} كما قال عزو جل من قبل أن تنزل التوراة ثم لما نزلت التوراة فظلموا واعتدوا ما الذي جرى حرم الله عليهم هذه الطيبات .
قال تعالى : (لكِنِ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ مِنهُم) الراسخون الذين رسخوا في العلم الشرعي وهؤلاء الراسخون كأمثال عبدالله ابن سلام ممن أسلم هؤلاء حالهم ليس كحال هؤلاء و هذا يدل على ما ذا يدل على أن الراسخين في العلم كما هم في هذه الأمة أيضاً من أسلم و اتبع الدين الصحيح دين الإسلام يكون أيضا من الراسخين في العلم فالراسخون في العلم كما قال عزو جل عن حال الراسخين من أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم كما في سورة آل عمران (وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ ) قال هنا لكن الراسخون في العلم منهم منهم و المؤمنون يعني الأنصار و المهاجرين و أهل الإسلام يؤمنون بما أنزل إليك و هو القرآن و ما أنزل من قبلك و المقيمين الصلاة و المقيمين الصلاة بمعنى أنهم أقاموا الصلاة سبحان الله قال و المقيمين الصلاة و لم يقل و المقيمون الصلاة و مر معنا أن الأسماء إذا ذكرت صفات فإنها إذا أتت تباعاً تكون قد مرفوعة ثم إذا بخصلة من تلك الخصال تنصب تنصب على ماذا على سبيل المدح أي أخص المقيمين الصلاة و مر معنا ذلك في قوله عزوجل في سورة البقرة(وَالموفونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدوا وَالصّابِرينَ فِي البَأساءِ وَالضَّرّاءِ) فهنا يقطع ما يتعلق بالسياق من صفة من باب التأكيد على أهمية ماذا على أهمية تلك الصفة و هنا صفة ماذا صفة إقامة الصلاة فدل على أن الصلاة لها مالها من العظمة ولها مالها من الفضل لأهلها و لأصحابها القائمين بها ومن ثم فهناك قراءة سبعية و المقيمون الصلاة ومن ثم هناك بعض الآثار عن عائشة رضي الله عنها من أنها قالت من أن هذه الآية و المقيمين الصلاة وذكروا لها بعض الآيات كقوله تعالى (و الصّابِئون ) في سورة المائدة من أنها لما قيل لها ما قاله البعض عن هذه الآية قالت إنما هذا خطأ من الكاتب فإنه لما وقف قال ما ذا أكتب قال أكتب و المقيمين الصلاة فظن أنه هذه الجملة تكتب على النصب فإن هذا الأثر لا أظن أنه يثبت عن عائشة رضي الله عنها و لو ثبت عن عائشة رضي الله عنها فهذا بعيد أن يخطأ الكتاب لم ؟ لأن من قام بجمع القرآن أصحاب لغة لغة و أي لغة يعني هم متمكنون من اللغة ثم كيف يكون مثل هذا من أناس متمكنين في اللغة في غير هذا السياق فكيف بهذا السياق هذا سياق ماذا سياق عطف صفات هذه لا تجهل عند من لديه أقل علم باللغة العربية فكيف في مثل هذا السياق ثم أيضا ذلكم الأثر الذي عن عثمان رضي الله عنه إن ثبت و هو قال إني أجد لحناً في القرآن ستصلحه العرب بلسانها ستصلحه العرب بلسانها هذا إن ثبت فالمقصود من قول عثمان إنما هي الألفات لأنها سهلة من حيث الإصلاح لكن أن يكون هناك ما يكون من خطأ في القرآن فتركه عثمان هذا لا يليق فكيف لعثمان رضي الله عنه وهو الذي له من المناقب أن يدع إصلاح خطأ في القرآن لمن أتى بعد الصحابة رضي الله عنهم هذا إن ثبت ما ذكر عن عثمان رضي الله عنه .
قال هنا (وَالمُقيمينَ الصَّلاةَ وَالمُؤتونَ الزَّكاةَ) و المؤتون الزكاة المؤتون الزكاة يشمل وهو الصحيح يشمل من أعطى الزكاة و هي المال و يشمل أيضا من زكى نفسه و المؤتون الزكاة و المؤمنون بالله و اليوم الآخر أي بالله و باليوم الآخر يوم القيامة و مر معنا ذلك مفصلا في قوله تعالى في سورة البقرة (لَيسَ البِرَّ أَن تُوَلّوا وُجوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ ) الآية
{وَالمُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤتيهِم أَجرًا عَظيمًا﴾ سيعطيهم الله عزوجل أجراً عظيما ووصفه بالعظمة و قد مر معنا مثل هذا في الآيات السابقات .
(إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلى نوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعدِهِ) بين عزوجل هنا من أنه رسول أرسله الله فمن عارضه من اليهود و النصارى و من كفار قريش ممن ذكرهم الله عز وجل في الآيات السابقات فهو نبي كسائر الأنبياء و لذا قال تعالى عنه(قُل ما كُنتُ بِدعًا مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُم) َ
فقال هنا (إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلى نوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعدِهِ) و قدمه الله عزو جل هنا لفضله و شرفه صلى الله عليه و آله وسلم قال : (إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلى نوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعدِهِ) لأن نوحا هو أول الرسل و سبق معنا أن من قال بأن إدريس قبل نوح فإنه ليس بكلام راجح و إنما هو مرجوح عند قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ اصطَفى آدَمَ وَنوحًا وَآلَ إِبراهيمَ وَآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمينَ﴾(إِنّا أَوحَينا إِلَيكَ كَما أَوحَينا إِلى نوحٍ وَالنَّبِيّينَ مِن بَعدِهِ وَأَوحَينا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ) َ
قال هنا و الأسباط و مر معنا ذكرهم و هذا دليل على أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء كما قررنا عند قوله تعالى :
(قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إبراهيم َ ) لأن الأسباط هنا لو كانوا هم أبناء يعقوب لقال و بنيه لقال و بنيه فلما قال و الأسباط دل على أنهم ليس هؤلاء هم أبناء ليعقوب عليه السلام
و الأسباط و عيسى و عيسى قدم عيسى لم؟ مع أنه آخر الأنبياء و ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم نبي باعتبار ما ذا ؟ باعتبار الرد على أهل الكتاب الذين تقدم ذكرهم و لبيان أنه من الأنبياء و ليس إله و ليس ابناً لله و عيسى و أيوب و هو عليه السلام إمام في الصبر(وَأَيّوبَ وَيونُسَ وَهارونَ وَسُلَيمانَ وَآتَينا داوودَ زَبورًا) الزبور بمعنى المزبور بمعنى المكتوب و لذلك ذكر المفسرون من أن هذا الزبور اشتمل على مواعظ و ليس به أحكام إنما كانت الأحكام يأخذها داوود من التوراة و على كل حال هذا ما ذكروه فيما يتعلق بالزبور (وَآتَينا داوودَ زَبورًا)و ذكر عزوجل هؤلاء الأنبياء و ذكر هؤلاء الأنبياء و هؤلاء الأنبياء سيأتي بيان لهم في السور القادمة بإذن الله عز وجل (وَرُسُلًا قَد قَصَصناهُم عَلَيكَ مِن قَبلُ)
أي في السور المكية و ما شابه ذلك (وَرُسُلًا لَم نَقصُصهُم عَلَيكَ) و هؤلاء يجب الإيمان بهم يجب الإيمان بهم على وجه التفصيل ممن ذكرت لنا أسمائهم و على وجه الإجمال و عدد هؤلاء الرسل هم كما جاء في مسند الإمام أحمد من أن هذا الحديث بعضهم كابن الجوزي وضعه في الموضوعات على أنه مختلق و لكنه بالغ رحمه الله و بعضهم ضعفه و بعضهم حسنه باعتبار طرقه و مجموع شواهده كالألباني رحمه الله من أن عدد الأنبياء عدد الأنبياء مائة وأربع و عشرون ألف نبي و عدد الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وفي رواية ثلاثمائة و خمسة عشر نبيا أختلف في الفرق بين الرسول و بين النبي فالنبي الأظهر في هذا من أقوال العلماء من أن النبي هو الذي أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه و إنما يعظ ويذكر لكنه لم يؤمر بتبليغه أما الرسول أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه لو قال قائل لماذا أمر هذا النبي بوحي ولم يأمر الناس بتبليغه نقول هذا فضل من الله و كرم من الله أن يجعل هذا نبياً و يبعث بوحي
ولا يؤمر بالتبليغ هذا فضل الله عزوجل يؤتيه من يشاء .
( وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا) قال ( وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا) أكد ذلك تكليما حتى لا يتطرق لأن هذا في اللغة العربية يدل على حقيقة الكلام من أن الله كلم موسى حقيقة الكلام حتى لا يتطرق أي شيء مما يأتي به من يأتي به حسب لغات العرب فيقول ربما هذا الكلام ليس كلام الله عزوجل فقال هنا ( وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا)
و لذلك هو الكليم فيقال موسى كليم الرحمن .
و ليعلم أنه كما كلم الله عزوجل موسى فقد كلم الله محمداً صلى الله عليه و آله وسلم فكما اشترك عليه السلام مع الخليل مع إبراهيم في الخلة كذلك اشترك مع موسى في الكلام كما جاء موضحاً في قصة الإسراء و المعراج ( وَكَلَّمَ اللَّهُ موسى تَكليمًا) و كلام الله عزوجل موسى كلام ماذا كلام حقيقة و سيأتي توضيح بإذن الله عزوجل توضيح لذلك في سورة النمل و في سورة القصص بإذن الله عزوجل .و أما ما ورد لما كلمه أبصر دبيب النمل على الصخور الصماء فإنه حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم و ما ورد لما كلمه الله فأصبح كلام البشر ممقوتاً لما سمع كلام الله أيضاً هذا حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و ما ورد من حديث قال يا ربي كلمتني قال كلمتك بقوة عشرة ألآف لسان و أنا أقوى من ذلك فهذا أيضاً حديث لا يصح و أيضاً ما ورد من أن الناس قالوا صف لنا كلام الله فقال كيف أصفه لكن أشبه ما يكون من أن كلامه قريباً من الصواعق أيضاً هذا لا يصح فكلها أثار لا تصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
(رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ) (رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ) أرسل عزوجل رسلاً منصوبة بفعل مقدر أرسلنا رسلاً
(رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ) مبشرين لمن أطاع الله و منذرين لمن عصى الله رسلاً هذه و وظيفتهم ما عليهم إلا البلاغ ﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ}
حتى لا تكون هناك حجج للبشر فيقولون يا ربنا لم عذبتنا ولم يأتنا رسول و لذا قال عزوجل ﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾
و من ثم فإن قوله هنا ﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ}
فاستدل بها بعض العلماء بهذه الآية و بغيرها كقوله تعالى {وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعَثَ رَسولًا﴾
استدل بها من استدل من العلماء من أن أهل الفترة من أن أهل الفترة و هم الذين قبل النبي صلى الله عليه و آله وسلم ما حالهم استدلوا على أنهم من أهل الجنة و أنهم لا يعذبون لأنهم لم يأتيهم رسول و استدل بعض العلماء بأن هؤلاء يعذبون باعتبار ما ذا ؟ باعتبار أن هناك بقايا من بقايا الرسل ولذلك كان كفار قريش يحجون لأنهم ورثوا ذلك و توارثوه عن إبراهيم و أيضاً ما كانوا يفعلونه من بعض العبادات فهنا في مثل هذا الأمر قالوا إنهم لا يعذرون ولذلك وجد ورقة ابن نوفل و قالوا أيضاً من أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم كما في صحيح مسلم لما سأل رجل النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن أبيه كما في صحيح مسلم قال إن أباك في النار فولّى هذا الرجل و به حزن فقال صلى الله عليه و آله وسلم إن أبي وأباك في النار و ما جاء عند مسلم من أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال استأذنت ربي أن أزور قبر أمي فأذن لي و استأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فدل على أنها ماتت على الكفر لأن الكافر هو الذي لا يستغفر له و هؤلاء هم أهل الفترة الصحيح من قولي العلماء جمعاً بين الأدلة من أن هؤلاء و هم أهل الفترة أنهم يختبرون يوم القيامة لما ثبت عند أحمد من أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال أربعة يحتجون عند الله يوم القيامة الأصم ثم ذكر أهل الفترة فقالوا يا ربنا لم يأتنا رسول فيجعل الله عز وجل لهم اختباراً فيقول الله عزوجل ادخلوا النار فمن دخلها كانت سلاماً و برداً عليه و من لم يدخلها فهو من أهل النار هذا القول الوسط و أما قوله صلى الله عليه و آله وسلم عن أبيه و عن أمه فلعله أخبر صلى الله عليه و آله و سلم من أن أباه وأمه لن يوفقا ولن يهديا إلى هذا الاختبار
بمعنى أنهما لم يأتمرا بأمر الله عزوجل يوم القيامة
هذا هو الأقرب فيما يتعلق بحكم حال أهل الفترة ثم إن هذه المسألة لا تعود على المكلف بمزيد فائدة تتعلق بعبادته فالشاهد من هذا من أن قوله تعالى ﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ}
أرسل الرسل لحكمة ما هي أن تنتفي حجج من أن تنتفي حجج هؤلاء الكفار فتنتفي حججهم وأيضاً الحكمة من إرسال الرسل كما قال تعالى (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ)
﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾
فلهو العزة الكاملة و له الحكمة التامة فمن عزته عزوجل و من حكمته أنه أرسل هؤلاء الرسل و إلا لو شاء أن يعذب عزوجل عباده لعذبهم وهو ليس بظالم لهم لو لم يرسل إليهم رسولاً ﴿قُل فَلِلَّهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ}
فقال هنا {وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾
﴿لكِنِ اللَّهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ أَنزَلَهُ بِعِلمِهِ وَالمَلائِكَةُ يَشهَدونَ ﴾
﴿لكِنِ اللَّهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ}
وهو القرآن أنزله بعلمه اشتمل هذا القرآن على علم الله عزوجل وما أراده عز وجل من ما أمره به عباده وأيضاً أنزله بعلمه فهو يعلم أنك أهل يا محمد لأن ينزل عليك القرآن قال تعالى {اللَّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ}
فقال هنا ﴿لكِنِ اللَّهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ أَنزَلَهُ بِعِلمِهِ وَالمَلائِكَةُ يَشهَدونَ ﴾ أيضاً الملائكة تشهد بما شهد الله به سبحان الله كما أشهد الله عزوجل ملائكته على توحيده أشهد الملائكة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه و آله وسلم هنا
أما ما يتعلق بإشهاد الملائكة على توحيده فمر معنا في سورة آل عمران (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ)
و هذا يدل على عظيم منزلة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لذلك هو أفضل الخلق على الإطلاق فقال عزوجل{وَالمَلائِكَةُ يَشهَدونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا﴾
تكفي شهادة الله ولذلك قال هنا وكفى بالله شهيداً كفى بالله شهيداً الله هو الفاعل لكفى فهو فعل لكن يؤتى بالباء من باب التأكيد فهو زائد من حيث اللغة من حيث الإعراب زائد وكفى الله شهيداً لكن من باب التأكيد وكفى بالله شهيداً فهو الشهيد ويكفي في ذلك شهادة من ؟شهادة الله عز وجل شهادة الله عزو جل
(وَيَقولُ الَّذينَ كَفَروا لَستَ مُرسَلًا قُل كَفى بِاللَّهِ شَهيدًا بَيني وَبَينَكُم)
(قُل أَيُّ شَيءٍ أَكبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهيدٌ بَيني وَبَينَكُم)
و الآيات في هذا المعنى كثيرة .