الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 22 ] (علامات الخفض – الممنوع من الصرف [ 2 ] )

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 22 ] (علامات الخفض – الممنوع من الصرف [ 2 ] )

مشاهدات: 504

شرح الآجرومية موسع

[ 22 ]

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتمة علامات الخفض

[ الممنوع من الصرف (2) ]

قول الماتن:

وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف

سبق معنا بيان العلل التي بها يكون الاسم ممنوعا من الصرف

ولو قال قائل :

إن هناك بعض الأمثلة التي وردت إما في كتاب الله وإما في سنة النبي  عليه الصلاة و السلام وإما في كلام العرب تخالف ما ذكرتم

فمن بين ما ذكر :

كلمة [ سراويل ] :

على وزن فواعيل

فعندنا كلمة سراويل :

ستر الرجل عورته بسروايلَ

سروايل : هنا الباء كحرف جر

سروايل : اسم مجرور بالباء  وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف من أجل أنه من صيغ منتهى الجموع

وذلك لأن سروايل المشهور

أنها مفرد وليست جمعا

ولذا قال عليه الصلاة والسلام :

(( لا يلبس المحرم القميص ولا العمائم ولا السراويلات ))

ومن ثم : فإن منعه من الصرف :

قيل : لأنه مأخوذ من لغة العجم فجرى على لسان العرب بهذه الصورة لأنه يشابه وزن فواعيل

وقال آخرون:

وقد استندوا على بيت من الشعر

ولعله هو الأقرب :

أن سروايل جمع مفرده سروال

ومن ثم فعلى هذا القول فلا إشكال

وأما على القول المشهور:

 فإن هذا الإشكال يزول بكون هذه الكلمة جاءت على لغة العجم

مثال آخر :

قولك :

لو قال قائل :

هناك مثال وهو :

مررت بشراحيلَ ” اسم رجل “

ولاشك انه مفرد

ومن ثم :

 فإن : الباء  حرف جر

وشراحيل : اسم مجرور  بالباء  نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لأنه سمي الشخص باسم على وزن صيغة منتهى الجموع

لو قال قائل :

قلتم عن زيادة الألف والنون من إحدى علل المنع من الصرف .

ماذا تقولون في قول القائل :

سلمتُ على سيفانٍ

على : حرف جر

سيفان : اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

ولم نقل هو ممنوع من الصرف للوصفية وزيادة الألف والنون

لأن سيفان يطلق على الرجل الطويل فهي صفة لرجل طويل

فإذا كان كذلك فما هي القاعدة في باب زيادة الألف والنون مع الوصف ؟

فنقول :

القاعدة أن يكون الوصف على وزن فعلان شريطة ألا يقبل التاء

وذلك كقولك : مررت بسكران

الباء  :حرف جر

سكران : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصف وزيادة ألف والنون

لذلك لا يصح أن تقول : مررت بسكرانة

لأنه لا يقبل التاء

أما سيفان فإنه يقبل التاء

فتقول : مررت بسيفانةٍ

فلا يصح : أن تقول : مررت بسكرانة

فلما لم يقبل التاء أصبح ممنوعا من الصرف

فالقاعدة في الوصف وزيادة الألف والنون :

أن يكون هذا الوصف على وزن فعلان وألا يقبل تاء التأنيث فإن قبل تاء التأنيث مثل سيفان فإنه مصروف وليس ممنوعا من الصرف .

ولذا :

يحتاج في  هذا إلى أن يكون الإنسان ملما بمفردات اللغة العربية فيما يتعلق بالمذكر والمؤنث

ولكننا نقول : خذوا بالأصل فإذا كانت على هذا الوزن فالغالب فيها أن تكون ممنوعة من الصرف

وإذا جاء في بيت من الشعر فاعلم أنه خرج لهذه العلة .

فإذا اختل الأصل فاعلم أن هناك علة

ما هي هذه العلة ؟

أن هذه الكلمة على وزن فعلان لكنها تقبل التاء .

مثال آخر  فيما أدلى به المعترض :

ــ مررت بأحمرَ

الباء  :حرف جر

أحمر:اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصف ووزن الفعل .

لو قال قائل وهو محل الاعتراض :

مررت بأربعِ من النساءِ

الباء  :حرف جر

أربع : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

فنقول : إن الجواب عن هذا الاعتراض بأن يقال : إن الوصفية على وزن أفعل يشترط ألا يقبل هذا الوزن التاء

فلا يصح أن تقول : مررت بأحمرة

فيشترط في الوصف مع وزن الفعل :

أن يكون على وزن أفعل بشرط ألا يقبل التاء

فإن قبل التاء فإنه لا يمنع من الصرف .

مثل : بأربع

وذلك لأن أربع يقبل التاء :

تقول : مررت بأربعةٍ .

لو قائل هذا القائل :

ماذا تقولون في هذا المثال :

مررت بهندٍ :

الباء : حرف جر

هند : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

هند ــــــــــ علم على امرأة وهي  مؤنثة تأنيثا معنويا

فلماذا لم تمنع من الصرف ؟

فنقول :

إذا كان المؤنث ثلاثيا كـ ” هنْد ودعْد “ وهو ساكن الوسط فيجوز الأمران :

نقول :

مررت بهندٍ

ومررت بهندَ

مررت بدعدٍ

ومررت بدعدَ

مررت بهندَ :

هند : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي

والقول في دعد كالقول في  ” هند “

لو قال قائل :

ماذا تقولون في قولك :

سلمت على زيدَ ؟

هل هذا المثال صحيح ؟

خطأ

سلمت على زيدٍ

على : حرف جر

زيد : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

لو قال هذا المفترض :

ما قلتم هو صحيح، لكن أيصح في اللغة أن تقول : سلمت على زيدَ ؟

فنقول : يصح

لكن متى ؟

إذا نقل اسم مذكر إلى اسم مؤنث

كما لو سميت امرأة بزيد

فيكون على هذا المعنى :

زيد :اسم مجرور بعلى وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه منوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي

إذا سمعت قائلا يقول :

سلمت على زيدَ

فقل :

خطأ ،  سلمت على زيدٍ

لو أتى بهذا القول فقل :

إن زيدا لم يبق على أصله وإنما نقل من  المذكر إلى المؤنث

يقول العلماء :

قد يذكر الفقهاء صورة من الصور لتقرير العلم لا لتأييد الحكم بهذه الصورة

فنقول : لا

لكن لو حصل مثل هذا وأراد شخص أن يخاطب امرأة سميت بزيد

لا يمكن لأنه عرف أنه من خصائص الرجال

لو قال هذا المعترض :

ما رأيكم في قول القائل :

مررت بعائشةٍ وزينبٍ وعمرٍ وأحمدٍ وسلمانٍ ؟

فنقول :

هذا المثال خطأ

لو قال وجد في اللغة أو في  كلام النحويين ما يدل على الصواب

فنقول :

أنه يصح في  حالة واحدة وهي :

 ” فيما لو انتقلت العلمية إلى نكرة “

فأنت لم تقصد عائشة امرأة بعينها إنما أي عائشة

وكذلك القول في زينب

وكذلك القول في أحمد وعمر وسلمان

وإلا فالأصل أن عائشة اسم مجرور بالفاتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي

لكن في هذا المثال :

نقول : عائشة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

لأنه لم توجد فيه إلا علة واحدة وهي علة التأنيث

أما علة العلمية زالت عنه

وكذلك أحمد وعمر وسلمان

 الممنوع من الصرف :

لا يظهر فيه التنوين لا في  حالة رفع ولا في  حالة النصب ولا في  حالة جر

قال تعالى :

(( إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالاً ))

سلاسل : هنا : ممنوع من الصرف لكنه ليس  في حالة جر

وهذه هي قراءتنا لكن في قراءة لنافع :

(( سلاسلاً وأغلالاً ))

وذلك جائز في اللغة وهي قراءة سبعية جائز في اللغة لكي يحصل التناسب بين الأغلال والسلاسل فجاءت هذه القراءة

يمكن أن تقول :

وضعت الورقة على سلاسل :

أو ربطته بسلاسل :

سلاسل : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لأنه جاء على صيغة منتهى الجموع .

تقول :

سلمت على عمرَ :

عمر  :اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل

لو كان لدى شخص  طفل صغير اسمه عمر فأراد تدليله فقال :

سلمت على عُمَيرٍ

فنقول : عمير : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

وذلك لأنه انتقل من التكبير إلى التصغير

فإذا صغر لم يبق للمنع وجه فيصرف أي ينون 

وعلى كل حال :

التصغير من باب الفائدة له ثلاثة أوزان :

فُعَيل :

فُعَيعل

فُعَيعيل

فعيل :

عمر  : عمير

رجل : رجيل

فعيعل :

سالم :

سويلم

فعيعيل :

عصفور : عُصَيفير

وهذا ليس  محل حديثنا لكنها فائدة عرضية

والفوائد العرضية المذكورة هنا تطالبون بها أثناء  المراجعة

فنقول :

متى ما صغر يزول منه المنع من الصرف

ولا يزال المعترض يعترض :

ولتعلم : أن عمر على وزن فعل

عندنا :

مررت بعمر : على وزن فُعَل

مثل : زُفر

زُحَل

فالقاعدة في العلم المعدول :

أن يكون على وزن فُعَل

وقد ذكر بعض النحاة أنه حصر في عشرة أعلام على وزن فُعَل :

لو قال قائل :

هذه القاعدة في العلم المعدول

لكن ما هي القاعدة في الوصف المعدول :

نقول :

القاعدة في الوصف المعدول أنواع :

ــ أولا :

ــ أُخر : هذه قاعدة بذاتها وسبق الحديث  عنها

ــ الثاني :

سَحَر : معدول من السحر

تقول : جئتك في سحرَ

سحر  :اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعدل والوصفية

يأتي المعترض ويقول :

اعتراضي هذه المرة شديد

قال تعالى :

(( إلا آل لوط نجيناهم بسحرٍ ))

الباء : حرف جر

سحر : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره

فنقول :

 يشترط في السحر الذي يمنع من الصرف أن يكون :

 ” سحر يوم بعينه ”

وأما إن كان سحر أي يوم يصرف كما في قوله تعالى : (( إلا آل لوط نجيناهم بسحرٍ ))

ومن ثم  :نعرف :

فائدة اللغة في معرفة معاني القرآن

لو أتاك آت فقال : (( إلا آل لوط نجيناهم بسحرٍ ))

في أي يوم ؟

فماذا نقول ؟

نقول : مبهمة

مررت بسحرَ :

سحر علم على امرأة :

سحر  :اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي

إذاً عندنا :

لو قال : أعترض باعتراض آخر :

وهذا الاعتراض يخالف توجيهكم يخالف ما وجهتموه في سحر

ما هو هذا الاعتراض ؟

قال تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام :

(( ادخلوا مصرَ إن شاء الله آمنين ))

ليست في  حالة جر  وإنما في حالة نصب ومع ذلك لم تنون

مثال الجر :

سافرت إلى مصرَ

مصر : اسم مجرور علامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي

لكن في قوله تعالى :

((اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم ))

ولم يقل : اهبطوا مصر وهي في  حالة نصب هنا

لكنها نونت هنا ولم تنون في قوله :

((ادخلوا مصر))

فنقول العلة واحدة:

وهي أن مصر في سورة يوسف يراد بها بلد بعينه

أما هنا  فيراد منها أي بلد لأن ما طلبتموه موجود في أي بلد

فنحن نقول : الوجه بينهما :

أن ما في سورة يوسف يراد منها  : مصر بعينها

وأما ما في سورة البقرة المراد منها أي مصر

لكن لتعلم : أن العلة هنا تختلف عن العلة في سحر

فالعلة في سحر للعلم

أما العلة هنا للعلمية والتأنيث المعنوي  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ