الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 37 ] ( نواصب الفعل المضارع [ 4 ] )

الشرح الموسع على (متن الآجرومية) [ 37 ] ( نواصب الفعل المضارع [ 4 ] )

مشاهدات: 566

شرح الآجرومية موسع

( 37 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

تتمة نواصب الفعل المضارع

( 4 )

وحالات إضمار ( أن )

قول الله عز وجل  :

((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ))

من يعرب ((حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ))

على رأي الكوفيين :

حتى : أداة نصب وغاية

لا  :نافية

تكون : فعل مضارع منصوب بحتى و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

على رأي  البصريين :

حتى : أداة غاية

لا  :نافية

تكون : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

ويتبين لنا من هذا:

أن عند البصريين مواضع يجب فيها إضمار:

” أن ” :

وهذا هو الموضع الثاني

الموضع الأول كما سبق بعد  “لام الجحود “

الموضع الثالث : بعد ” أو ”

قول الشاعر:

لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدركَ المنى

                              فما انقادت الآمال إلا لصابرِ

أدرك  :فعل مضارع منصوب بأو وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا مر معنا وهو رأي الكوفيين

أما بالنسبة إلى البصريين فإنهم يقولون :

بأن أدرك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد ” أو “

فيكون هذا هو الموضع الثالث الذي يجب فيه إضمار أن

الموضع الرابع : بعد فاء السببية :

قال الله عز وجل عن المنافقين :

((يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ))

فأفوز :

الفاء : سببية

أفوز : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة بتمني  وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا على رأي الكوفيين

أما على رأي البصريين :

 

الفاء : سببية

أفوز  :فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية

وهذا هو الموضع الرابع

الموضع الخامس في وجوب إضمار أن “:

  بعد واو المعية ” :

قال تعالى عن أهل النار :

((يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا ))

من يعرب ؟

لا : نافية

نكذب :فعل مضارع منصوب بعد واو المعية المسبوقة بالتمني وعلامة نصبه الفتحة

هذا هو رأي الكوفيين

أما رأي البصريين :

نكذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية

وهذا هو الموضع الخامس ولا سادس لها من مواضع إضمار أن وجوبا .

تطبيقات :

قال عز وجل :

((وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ))

لا : ناهية جازمة

 تطغوا  :فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة

فيه  :جر ومجرور

فيحل :

الفاء : سببية

يحل  :فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا على رأي  الكوفيين

أما البصريون :

فيرون أن الناصب ” أن المضمرة وجوبا ” بعد فاء السببية

قال الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتيَ  مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

وتأتي مثله :

الواو : واو المعية

تأتي فعل مضارع منصوب بعد وواو المعية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا على رأي الكوفيين : الناصب واو المعية

أما على رأي البصريين :

فإن الناصب هو :” أن المضمرة وجوبا بعد واو المعية ” .

س/ متى يجب إضمار أن عند البصريين ؟

جـ / في  خمسة مواضع :

ــ بعد لام الجحود

ــ بعد حتى

ــ بعد أو

ــ بعد فاء السببية

ــ بعد واو المعية

مواضع إضمار ” أن ” جوازا :

الموضع الأول :

بعد لام التعليل :

قال تعالى :

((وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))

لنسلم :

اللام : للتعليل

نسلم : فعل مضارع منصوب بلام كي  وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا هو رأي الكوفيين

أما رأي  البصريين فإن الناصب للفعل المضارع :

(( أن المضمرة جوازا بعد لام التعليل ))

وهذا الموضع الأول من المواضع التي يجوز فيها إضمار أن بعد لام التعليل

قال تعالى :

{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ }

اللام :للتعليل

أن : أداة نصب

أكون  : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

هذا عند الكوفيين والبصريين سواء

وهذا مما يقوي قول البصريين بأنها مضمرة جوازا بعد لام كي

فإنها أضمرت في قول: ( لنسلم ) وظهرت في قوله تعالى : (( لأن أكون أول المسلمين ))

الموضع الثاني :

بعد واو العطف المعطوف على المصدر  :

قول الشاعر :

ولبس عباءة وتقرَّ عيني

         أحب إلي من لبس الشفوفِ

وتقرعين :

تقر : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لتقدم اسم صريح ، لكن نقول : لتقدم المصدر عليها وهو اللبس

وهذا هو الموضع الثاني الذي يجوز فيه إضمار أن .

الموضع الثالث لجواز إضمار أن :

بعد فاء العاطفة

ــ لولا توقع معترٍ فأرضيَه

               ما كنت أوثر إترابا على تربِ

نفي الإعراب السابق

من يعرب ؟

أرضيه : فعل مضار منصوب بأن مضمرة جوازا بعد فاء العاطفة لتقدم المصدر عليه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على أخره

الموضع الثالث :

بعد ثم العاطفة

يقول الآخر:

إني  وقتلي سُليكا ثم أعقلَه

                  كالثور يضرب لما عافت البقر

من يعرب ؟

أعقله : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد ثم العاطفة المسبوقة بالمصدر وهو  : قتلي ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

قال عز وجل :

((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً ))

من يعرب ؟

أو يرسل :

أو : أداة عطف

يرسل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد أو العاطفة المتقدم عليها المصدر الذي هو ” وحي ” وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

وهذا هو الموضع الخامس :

مواضع إضمار أن جوازا :

ــ بعد أو العاطفة المسبوقة بالمصدر

ــ بعد ثم العاطفة

ــ بعد فاء العاطفة

ــ بعد واو العاطفة

ــ بعد لام التعليل

أعرب :

(( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ )) .

اللام : للتعليل

أن : أداة نصب

يكون : فعل مضارع منصوب بأن الظاهرة وجوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

وهذا هو رأي  البصريين ورأي  الكوفيين

وهذا مما يرجح رأي البصريين لأن لام التعليل ما لها أثر عند الكوفيين

نخلص من هذا :

إلى ( أن ) لها ثلاث حالات :

ــ الحالة الأولى :

ــ أن تكون مضمرة وجوبا

ــ أن تكون ظاهرة وجوبا

ــ أن تكون مضمرة جوازا

متى يجب إضمارها ؟

ــ بعد لام الجحود
ـ بعد حتى

ـ بعد فاء السببية

ــ بعد واو المعية

متى يجوز إظهارها ؟

ــ بعد لام التعليل

ـ بعد الفاء المسبوقة بمصدر

ـ بعد الواو العاطفة المسبوقة بمصدر

ـ بعد ثم المسبوقة بمصدر

ــ بعد أو المسبوقة بمصدر

متى يجب إظهارها ؟

ــ بعد لا التعليل وسبقت بلا النافية

أن بعد”  اللام ” لها أحوال :

كم حالة ؟

ثلاث حالات :

ما هي  ؟

ــ الحالة الأولى :

وجب إضمار:

 بعد لام الجحود المسبوقة بكون منفي ماض

الحالة الثانية ::

وجوب الإظهار

يجب إظهار أن بعد اللام شريطة أن يسبق الفعل المضارع ” لا ” النافية

الحالة الثالثة :

حالة الجواز

بعد لام التعليل من غير أن يسبق الفعل المضارع لا النافية

تطبيق :

مثال يذكره النحويون :

لا تأكلِ السمك وتشربَ اللبن / وتشربُ / وتشربْ

تأملوا في  هذا المثال إلى الدرس السابق .