شرح الآجرومية موسع
( 37 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تتمة نواصب الفعل المضارع
( 4 )
وحالات إضمار ( أن )
قول الله عز وجل :
((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ))
من يعرب ((حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ))
على رأي الكوفيين :
حتى : أداة نصب وغاية
لا :نافية
تكون : فعل مضارع منصوب بحتى و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
على رأي البصريين :
حتى : أداة غاية
لا :نافية
تكون : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
ويتبين لنا من هذا:
أن عند البصريين مواضع يجب فيها إضمار:
” أن ” :
وهذا هو الموضع الثاني
الموضع الأول كما سبق بعد “لام الجحود “
الموضع الثالث : بعد ” أو ”
قول الشاعر:
لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدركَ المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابرِ
أدرك :فعل مضارع منصوب بأو وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا مر معنا وهو رأي الكوفيين
أما بالنسبة إلى البصريين فإنهم يقولون :
بأن أدرك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد ” أو “
فيكون هذا هو الموضع الثالث الذي يجب فيه إضمار أن
الموضع الرابع : بعد فاء السببية :
قال الله عز وجل عن المنافقين :
((يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ))
فأفوز :
الفاء : سببية
أفوز : فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية المسبوقة بتمني وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا على رأي الكوفيين
أما على رأي البصريين :
الفاء : سببية
أفوز :فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية
وهذا هو الموضع الرابع
الموضع الخامس في وجوب إضمار أن “:
بعد واو المعية ” :
قال تعالى عن أهل النار :
((يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا ))
من يعرب ؟
لا : نافية
نكذب :فعل مضارع منصوب بعد واو المعية المسبوقة بالتمني وعلامة نصبه الفتحة
هذا هو رأي الكوفيين
أما رأي البصريين :
نكذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية
وهذا هو الموضع الخامس ولا سادس لها من مواضع إضمار أن وجوبا .
تطبيقات :
قال عز وجل :
((وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ))
لا : ناهية جازمة
تطغوا :فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
فيه :جر ومجرور
فيحل :
الفاء : سببية
يحل :فعل مضارع منصوب بعد فاء السببية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا على رأي الكوفيين
أما البصريون :
فيرون أن الناصب ” أن المضمرة وجوبا ” بعد فاء السببية
قال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
وتأتي مثله :
الواو : واو المعية
تأتي فعل مضارع منصوب بعد وواو المعية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا على رأي الكوفيين : الناصب واو المعية
أما على رأي البصريين :
فإن الناصب هو :” أن المضمرة وجوبا بعد واو المعية ” .
س/ متى يجب إضمار أن عند البصريين ؟
جـ / في خمسة مواضع :
ــ بعد لام الجحود
ــ بعد حتى
ــ بعد أو
ــ بعد فاء السببية
ــ بعد واو المعية
مواضع إضمار ” أن ” جوازا :
الموضع الأول :
بعد لام التعليل :
قال تعالى :
((وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))
لنسلم :
اللام : للتعليل
نسلم : فعل مضارع منصوب بلام كي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا هو رأي الكوفيين
أما رأي البصريين فإن الناصب للفعل المضارع :
(( أن المضمرة جوازا بعد لام التعليل ))
وهذا الموضع الأول من المواضع التي يجوز فيها إضمار أن بعد لام التعليل
قال تعالى :
{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ }
اللام :للتعليل
أن : أداة نصب
أكون : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
هذا عند الكوفيين والبصريين سواء
وهذا مما يقوي قول البصريين بأنها مضمرة جوازا بعد لام كي
فإنها أضمرت في قول: ( لنسلم ) وظهرت في قوله تعالى : (( لأن أكون أول المسلمين ))
الموضع الثاني :
بعد واو العطف المعطوف على المصدر :
قول الشاعر :
ولبس عباءة وتقرَّ عيني
أحب إلي من لبس الشفوفِ
وتقرعين :
تقر : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لتقدم اسم صريح ، لكن نقول : لتقدم المصدر عليها وهو اللبس
وهذا هو الموضع الثاني الذي يجوز فيه إضمار أن .
الموضع الثالث لجواز إضمار أن :
بعد فاء العاطفة
ــ لولا توقع معترٍ فأرضيَه
ما كنت أوثر إترابا على تربِ
نفي الإعراب السابق
من يعرب ؟
أرضيه : فعل مضار منصوب بأن مضمرة جوازا بعد فاء العاطفة لتقدم المصدر عليه وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على أخره
الموضع الثالث :
بعد ثم العاطفة
يقول الآخر:
إني وقتلي سُليكا ثم أعقلَه
كالثور يضرب لما عافت البقر
من يعرب ؟
أعقله : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد ثم العاطفة المسبوقة بالمصدر وهو : قتلي ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
قال عز وجل :
((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً ))
من يعرب ؟
أو يرسل :
أو : أداة عطف
يرسل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد أو العاطفة المتقدم عليها المصدر الذي هو ” وحي ” وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
وهذا هو الموضع الخامس :
مواضع إضمار أن جوازا :
ــ بعد أو العاطفة المسبوقة بالمصدر
ــ بعد ثم العاطفة
ــ بعد فاء العاطفة
ــ بعد واو العاطفة
ــ بعد لام التعليل
أعرب :
(( لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ )) .
اللام : للتعليل
أن : أداة نصب
يكون : فعل مضارع منصوب بأن الظاهرة وجوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
وهذا هو رأي البصريين ورأي الكوفيين
وهذا مما يرجح رأي البصريين لأن لام التعليل ما لها أثر عند الكوفيين
نخلص من هذا :
إلى ( أن ) لها ثلاث حالات :
ــ الحالة الأولى :
ــ أن تكون مضمرة وجوبا
ــ أن تكون ظاهرة وجوبا
ــ أن تكون مضمرة جوازا
متى يجب إضمارها ؟
ــ بعد لام الجحود
ـ بعد حتى
ـ بعد فاء السببية
ــ بعد واو المعية
متى يجوز إظهارها ؟
ــ بعد لام التعليل
ـ بعد الفاء المسبوقة بمصدر
ـ بعد الواو العاطفة المسبوقة بمصدر
ـ بعد ثم المسبوقة بمصدر
ــ بعد أو المسبوقة بمصدر
متى يجب إظهارها ؟
ــ بعد لا التعليل وسبقت بلا النافية
أن بعد” اللام ” لها أحوال :
كم حالة ؟
ثلاث حالات :
ما هي ؟
ــ الحالة الأولى :
وجب إضمار:
بعد لام الجحود المسبوقة بكون منفي ماض
الحالة الثانية ::
وجوب الإظهار
يجب إظهار أن بعد اللام شريطة أن يسبق الفعل المضارع ” لا ” النافية
الحالة الثالثة :
حالة الجواز
بعد لام التعليل من غير أن يسبق الفعل المضارع لا النافية
تطبيق :
مثال يذكره النحويون :
لا تأكلِ السمك وتشربَ اللبن / وتشربُ / وتشربْ
تأملوا في هذا المثال إلى الدرس السابق .