شرح ثلاثة الأصول موسع
التعريف بالمتن
شرح البسملة
شرح قوله :
(( اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ))
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المؤلف رحمه الله :
اعلم رحمك الله
هذا المتن يدعى ويسمى بثلاثة الأصول
وهذه التسمية لها أصل في الشرع
فإن تسمية هذا المتن بأنه هو ثلاثة الأصول جاء ذلك في سنة النبي عليه الصلاة والسلام
فالشيخ لم يتحدث عن فراغ أو عن هوى أو من تلقاء نفسه
فهذه التسمية لها أصول في الشرع
وهذه ثلاثة الأصول :
هي الأسئلة التي تطرح على الميت
كما جاء في حديث البراء الطويل الذي يذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام حال المسلم وحال الكافر بعد دفنه وأنه يأتيه ملكان فيسألانه ثلاثة أسئلة :
هذه الأسئلة الثلاثة هي ثلاثة الأصول :
من ربك؟
ما دينك ؟
من نبيك ؟
فالمراد من ثلاثة الأصول :
معرفة الدين
معرفة الرب
معرفة النبي عليه الصلاة والسلام
وكل مؤلف أو متحدث قبل أن يتحدث في موضوعه أو في مؤلفه يذكر :
البسملة
والبسملة :
تذكر قبل التأليف وقبل الحديث من باب الاقتداء بسور القرآن
فسور القرآن كلها تبدأ بالبسملة ما عدا سورة التوبة ولها سبب وليس هذا المحل محل طرح هذا السبب لأنه يتعلق بالتفسير أو بالفقه
على كل حال :
قال ابن عباس :
” كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرف الفصل بين السور حتى نزلت البسملة “
فالبسملة آية مستقلة يبدأ بها عند كل سورة
وقد جاءت أحاديث وإن كان في أسانيدها مقال إلا أن العلماء أخذوا بها :
كقوله عليه الصلاة والسلام :
(( كل أمر لا يذكر فيه اسم الله فهو أجذم ))
هذا حديث : السند فيه ضعف
لكن من حيث المعنى أخذ به العلماء
قوله ” بسم الله الرحمن الرحيم”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله :
أصلها :
أقرأ بسم الله
الباء : حرف جر
اسم : اسم مجرور
هذه الكلمة ” اسم “ متعلقة بفعل محذوف مقدر تقديره يناسب الحال :
فلو أردت أن تقرأ فقلت بسم الله تقديرها : أقرأ بسم الله
إذا أردت أن تأكل : آكل بسم الله
إذا أردت أن تشرب : أشرب بسم الله
فحذف هذا الفعل وقدر بما يناسب المقام
لماذا حذف ؟
حتى يبقى اسم الله في المقدمة
لماذا ؟
تبركا وتيمنا باسمه جل وعلا
الله :
لفظ الجلالة معناه :
المألوه المعبود مع المحبة والتعظيم له جل وعلا
الرحمن :
اسم من أسمائه عز وجل
الرحيم :
اسم من أسمائه عز وجل
والرحمن يتضمن صفة الرحمة
الرحيم يتضمن أيضا صفة الرحمة
فهذه بعض المعلومات والفوائد المتعلقة بالبسملة
ثم شرع الماتن رحمه الله فيما يريد أن يتحدث فيه :
فقال :
اعلم رحمك الله :
اعلم
ثم أتى بكلمة رحمك الله
قوله ” اعلم “:
أمر،:
وهذا الأمر يريد منه رحمه الله بأن تتنبه النفوس إلى ما سيذكر بعد هذا الأمر
أن تستيقظ العقول لما سيكتب في هذا المكتوب ، لما سيقرأ
كما تريد أن توجه شخصا إلى أمر عظيم فتقول له :
انتبه تنبه
ففيها إشعار:
بأن هذا المكتوب أو هذا المقروء جدير بالتنبه والتيقظ
فقال : ( (اعلم ))
ثم قال : رحمك الله
هذا من باب التلطف ، حتى يقبل ما ذكره رحمه الله
وهذا هو الأسلوب المناسب في الدعوة إلى الله
وذلك أن تعرض هذه الدعوة بأسلوب تلطفي فيه أناة فيه رفق
حتى تقبل الدعوة
فإذا أتيت إلى إنسان هو على زلل وهو على خطأ وأردت أن تصوب خطأه وكنت في أسلوبك عنيفا جافا لربما ما قبلت دعوتك :
قال تعالى :
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ))
((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))
((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))
فنحن مأمورون بأن ننتهج هذا المنهج القويم وهو منهج :
” اللطف والتأني والرفق في الدعوة إلى الله :
يا من تدعو إلى الله أنت بطريقتك أو بما تدعو إليه سوف تمنع هذا الشخص من شيء ترغبه نفسه
وإذا رغبت النفس شيئا فمن الصعب أن تقلع عنها إلا إذا كان هناك أسلوب طيب لطيف
هنا قد تقبل دعوتك وأيضا قد لا تقبل
فعلى كل حال :
ينبغي لنا أن نتلطف في دعوتنا الناس إلى الله
ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام قال لأنس :
” يا بني “
من باب التلطف
لم يقل : يا هذا
يا صغير
وإنما قال :
)) يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ” ))
عبادة بن الصامت:
لما أراد أن يوصي ابنه الوليد قال :
(( يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ))
إبراهيم عليه الصلاةوالسلام :
أراد أن يدعو قومه ومن جملة قومه أبوه :
((إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً{43} ))
انظروا إلى هذا الأسلوب اللطيف الذي يتخلله ويعلوه الرفق
فالشيخ رحمه الله :
أراد أن يتلطف في دعوته لأنه رحمه الله نصب له العداء في وقته لأنه أتى بشيء مستغرب في أوساط مجتمعه آنذاك
لأن المجتمع بأسره إلا من رحم الله كان يعج بالشركات وبالمخالفات
فلما أتى بشيء لم تجر العادة أن يعمل في هذا المجتمع نصب له العداء ولم تُرتض دعوته فعودي فتكلم في عرضه وألفت مؤلفات قدح فيه .
على كل حال :
هو أراد أن يبين أن هذا الأمر أمر جليل وأن الأسلوب المناسب في إيصال هذا الخير إلى الناس إنما هو :
اللطف واللين
(( اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ))
قال : يجب :
يعني :
أمر محتم لا خيار للإنسان فيه فهذا وجوبه وجوبا فرضيا عينيا على كل شخص بعينه
ليس من الواجبات الكفائية التي إذا قام بها البعض يسقط الإثم عن الباقين ، لا
ما سيذكره من أربعة أمور إنما هي واجبة وجوبا عينيا على كل شخص بذاته
لا يغني أن يقوم شخص مقام آخر
لأن هذا أمر له صلة ومساس بالعقيدة
ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام :
((طلب العلم فريضة على كل مسلم ))
لما سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال :
((ما لا يسع الإنسان جهله ))
يعني :
ما لا يعذر بجهله
قيل : مثل ؟
قال :
مثل :
الصلاة :
فتعلم أحكام الصلاة وصفتها من الأمور الحتمية على كل شخص بعينه
هناك بعض العلوم الشرعية الكفائية التي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين
فالعلم يجب وجوبا عينيا في حالات معينة :
من بينها :
ما لا يعذرالإنسان بجهله
والتي تواترت في الشرعية والإنسان مضطر إلى تعلمها كاضطراره إلى الكل والشرب
فإن لم يشرب ولم يأكل مات
كذلك العلوم :
التي إن تركها الإنسان يقل دينه ويبتعد عن دينه تعتبر هذه المعلومات واجبة عليه
قد يكون هناك علوم كفائية
لكن في بعض الحالات تجب عليه :
يعني:
تعلم علم الفرائض :
من الواجبات الكفائية بحيث إذا قام به البعض وتعلم سقط الإثم عن الباقين
لكن قد يموت الإنسان المورث وعنده تركة هنا يجب على هؤلاء الورثة أن يسألوا وأن يتعلموا كيف تقسم هذه التركة على قسمة الله
فيصبح هذا العلم في مثل هذه الحال فرض عين