الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس الرابع عشر

الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس الرابع عشر

مشاهدات: 560

شرح ثلاثة الأصول موسع

شرح قوله :

(( أعظم ما أمر الله به التوحيد وهو  : إفراد الله بالعبادة ،  وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو ودعوة غيره معه والدليل قوله تعالى : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : (( أعظم ما أمر الله به التوحيد ))  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أوامر الله كثيرة لكن أعظم هذه الأوامر هو أمره بالتوحيد

ولماذا التوحيد ؟

لأنه كما سلف ذكره : التوحيد هو القاعدة والأساس فلا تقوم للعبادة قائمة ولا يقبل للعبد طاعة إلا بهذا التوحيد

ثم أيضا هذا التوحيد هو دعوة الرسل

فما من رسول أتى إلا وقد دعا إليه

ولذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( نحن معاشر الأنبياء  ديننا واحد ونحن إخوة من علات ))

المراد من  ذلك :

 أن الأب  واحد وأمهاتهم شتى

ومقصد النبي عليه الصلاة والسلام أن جميع المرسلين أتوا بالدعوة إلى التوحيد

قال تعالى في آيات كثيرة :

((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ))

وقال تعالى :

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }

ونوح لما أتى  قومه  قال :

((يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))

هود قال هذه الكلمة آمرا قومه بالتوحيد صالح ، لوط

جميع الأنبياء  كل منهم يقول :

((أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))

أما بالنسبة إلى الشرائع فهي مختلفة :

قال تعالى : ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ))

فالشرائع متباينة مختلفة

أما بالنسبة إلى أصل الدعوة دعوة الرسل هي الدعوة إلى التوحيد

ثم إذا ربطنا ما ذكر آنفا وهو أن أعظم ما أمر الله به التوحيد لو ربطناه بما سلف ذكره من أن كل  عبادة يقوم بها الإنسان هي عبارة عن توحيد لفهم المغزى والمراد من عظم هذا التوحيد ولفهم القصد من كونه أعظم ما أمر الله به .

والنبي عليه الصلاة والسلام لما كان في  مكة ما كانت هناك أوامر دعا بها قريشا

إنما كان هناك أمر واحد وهو قول :

” قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا “

فظل تلك المدة المديدة من السنوات في الدعوة إلى التوحيد لأنه هو  الأساس

قوله : (( وهو إفراد الله بالعبادة )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لما  قال : أعظم ما أمر الله به التوحيد

هذا شيء عظيم

شيء جليل

له قدر أن يكون أعظم الأوامر

فإذا سمع الإنسان أن أعظم ما أمر الله به هو التوحيد اشتاقت نفسه إلى معرفة هذا التوحيد

ما هو هذا التوحيد الذي بلغ المنزلة حتى أصبح أعظم ما أمر به الإنسان ؟

فبين هذا التوحيد

ما هو هذا التوحيد ؟

(( هو إفراد الله بالعبادة ))

والعبادة سبق وأن ذكر معناها وهي : /

” اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة “

فلابد أن تحصر وتقصد لله في  كل قول  وفي كل عمل ظاهر أو باطن يرضاه الله عز وجل

فمن صرف شيئا ممن ارتضاه وأحبه من الأقوال والأفعال فقد خرج من هذا التوحيد

وإذا خرج الإنسان من هذا التوحيد فليعلم بأنه سيقع في الشرك لا محالة

فلابد أن يفرد العبد الله بهذا التوحيد الذي هو إفراد الله في العبادة

وقوله : (( وأعظم ما نهى عنه الشرك )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لماذا كان الشرك أعظم المنهيات ؟

لأنه نقيض التوحيد

فإذا خرج الإنسان من التوحيد دخل في الشرك

وهناك قاعدة في الشرع :

[ الأمر بالشيء نهي عن ضده ]

أمرنا الله  بالتوحيد : هذا الأمر نهي عن ضد التوحيد

ما هو ضد التوحيد ؟

الشرك

من أمثلة هذه القاعدة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمرنا الله بالإحسان إلى الوالدين

يأتي تبعا نهي عن  ضد هذا الشيء وهو عقوق الوالدين

ــ أمرنا بصلة الأرحام :

إذاً  :نهينا عن قطيعة الرحم

وهلم جرا

فإذا أمر الله بالتوحيد فهو نهي عن الشرك كما هي  القاعدة الأخرى :

[ النهي عن الشيء أمر بضده ]

نهينا عن الشرك :

إذاً هو أمر بالتوحيد

نهينا عن عقوق الوالدين يتضمن أمرا بالإحسان إلى الوالدين

وهلم جرا

وليعلم الإنسان أنه لا يمكن أن يخرج من هذين الأمرين إن لم يكن موحدا أصبح مشركا

وقوله : (( وهو ودعوة غيره معه )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لما أشار إلى ان أعظم ما نهى الله عنه وهو الشرك تطلعت النفوس إلى معرفة هذا الشرك حتى يحذر المسلم الحريص على نجاة نفسه يحرص على توقي هذا الشرك

فقال : هو دعوة غيره معه

وهو أن يدعى مع الله غيره

وهناك تعريفات للشرك :

كلها تنصب في  معنى واحد

من بين التعاريف :

( صرف شيء من العبادة لغير الله )”

لو تأملت إلى هذا التعريف فإنه  يتبادر إلى ذهنك إلى أن هذه العبارة تعريف للشرك

إذا ربطت هذه العبارة بتعريف المصنف للتوحيد قال

” هو إفراد الله بالعبادة “

صرف شيء من العبادة يعتبر شركا

وهناك تعريف آخر وهو :

” مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله “

لو أتيت إلى هذا المعنى وربطته بالتعريف الذي ذكره المصنف وهو تعريف التوحيد لوجدت أنه يتفق معه

من ساوى غير الله بالله فيما هو من خصائص الله فقد أشرك بالله

وترك التوحيد لأن من خصائص الله أن تفرد له العبادة

قوله : ( (والدليل )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدليل على ماذا ؟

هل هو دليل على تعريف الشرك والتوحيد ؟

أم هو دليل على أن أعظم ما أمر به الإنسان هو التوحيد

وأعظم ما نهي عنه هو الشرك ؟

جـ / هذا الدليل دليل على أن أعظم ما أمر الله به هو التوحيد وأن أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك

وهذا أيضا يؤكد ويقرر ما سبق ذكره من أن الشيخ لا  يذكر جملة يقرر فيها حكما عقديا إلا ويتبعه بالدليل

لأن الأحكام لا تتلقى بالأهواء ولا تؤخذ بالآراء

وإنما الحكم سواء  كان حكما في العقيدة أو حكما في الفقه أوفي أي شأن من شئون الدين لابد أن يكون مستقاة ومنبعه من الأدلة

ولذا كان الشيخ حريصا على الدليل

ما هو الدليل ؟

قوله تعالى : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” واعبدوا الله ” :

أمر بعبادته

” ولا تشركوا به شيئا ”

نهي عن الشرك

ففي  هذا دليل على أن في الجملة الأولى أمرا بالتوحيد ، ونهيا عن الشرك

كما أن في  الجملة الثانية نهيا عن الشرك أمرا بالتوحيد

كيف ؟

لأن الأمر بالشيء في قوله : (( واعبدوا الله )) نهي عن ضده

ما هو ضد التوحيد ؟

الشرك

وفي قوله : (( ولا تشركوا به شيئا ))

نهي  عن الشرك والنهي عن الشيء أمر بضده

فلما نهى العبد عن الشرك هو مأمور بالتوحيد

ولو اقتصر على جملة في غير القرآن وقال : (( واعبدوا الله )) لكان في هذا دلالة على أن فيها نهيا عن الشرك

وكذلك الجملة الأخرى

وهذا أيضا يفيدنا بأن هذا الدليل  دليل لما ذكر

دليل للقاعدة التي ذكرت :

[ أن الأمر بالشيء نهي عن ضده وأن النهي عن الشيء أمر بضده ]

فقوله : (( ولا تشركوا به شيئا )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا  :ناهية ، تنهي عن الشرك

لم : ولا تشركوا به

وإنما قال : (( ولا تشركوا به شيئا ))

فـ ” شيئا “ هنا نكرة في سياق النهي فتعم أي شيء

فلا يجوز أن يشرك مع الله أحد علت مرتبته ، نزلت مرتبته ، توسطت مكانته ، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يشارك أحد غير الله في العبادة

لا ملك مقرب ولا نبي  مرسل ولا أي شخص كائنا من كان

ولذا :

 النبي عليه الصلاة والسلام في مواطن عديدة كان يقول – من أمثلة ما يناسب هذا المقام-  لما جاءه رجل فقال : (( ما شاء الله وشئت))

فجعل  مشيئة النبي عليه الصلاة والسلام مساوية لمشيئة الله

فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (( أجعلتني لله ندا ، بل : ما  شاء الله وحده ))

والأمثلة كثيرة في  هذا المقام

لكن نريد أن نوضح هنا بأنه مهما كانت مرتبة الإنسان ووجاهته عند الله لا يجوز أن يشرك مع الله هذا الوجيه أو هذا الرفيع عند الله

ومن هنا :

كانت أحب الأوصاف إلى النبي عليه الصلاة والسلام إذا أثني عليه أن يقال له :

(( أنت عبد الله ورسوله ))

قال كما عند البخاري :

(( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله ))

قال تعالى :

((لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ))

وفي عرصات القيامة يقول الله لعيسى :

((أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ))

 

 

وقوله :

(( وأعظم ما نهى الله عنه هو الشرك وهو دعوة غير الله معه .

 والدليل قوله تعالى : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مازلنا عند قوله :

((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))

وهذه الآية دليل على أن أعظم ما أمر الله به هو التوحيد

وأن أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك

وهذه الآية لها تتمة

هاتان الجملتان مطلع آية

هذه الآية تسمى بآية الحقوق العشرة :

فقد ذكر الله حقوقا عشرة في هذه الآية :

قال تعالى :

{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36

فهذه حقوق عشرة ذكرت في هذه الآية

ولما كان حق التوحيد هو أعظم الحقوق صدر به الآية

أول ما ذكر من هذه الحقوق :

عبادة الله والنهي عن الشرك

فدل هذا لما ذكر حقوقا أخرى هي أقل من مرتبة التوحيد دل على أن أعظم ما أمر  الله به هو التوحيد وأن أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك

والشرك يبدو أننا عرجنا حول ما ذكر من أقسام الشرك :

وقلنا : إن الشرك نوعان :

شرك أصغر

وشرك أكبر

وقيل : إن الشرك ثلاثة أنواع :

شرك أصغر

وشرك أكبر

وشرك خفي

ولكن الصحيح أن الشرك نوعان لأن الشرك الخفي ، وهو الرياء يدخل ضمن الشرك الأصغر

الرياء  هو الشرك الخفي

كيف  عرفنا ؟

خرج ذات يوم عليه الصلاة والسلام على أصحابه وهم  يتذاكرون المسيح الدجال فأخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه  يخاف عليهم من الشرك الخفي أكثر من المسيح الدجال

ثم عرف عليه الصلاة والسلام الشرك الخفي :

فقال عليه الصلاة والسلام :

((هو أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من  نظر رجل إليه ))

هذا هو الرياء

والرياء هو الشرك الأصغر والشرك الخفي  هو الرياء

والشرك لا يغفر :

إذا مات العبد عليه فلا يغفر :

((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ))

أما إذا تاب العبد منه قبل وفاته فمن تاب تاب الله عليه :

قال تعالى :

((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً{68} يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً{69} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{70} ))

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53

فكل ذنب  تاب منه العبد قبل وفاته فهو كمن لا ذنب له كما قال عليه الصلاة والسلام : ( (التائب من الذنب كمن لا ذنب له ))

لكن إن توفي  وعليه ذنوب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله :

إن شاء الله غفر له تفضلا منه

وإن شاء عدلا منه عذبه بقدر ذنوبه ثم مصيره إلى الجنة

أما إذا كانت الوفاة على الشرك فهنا لا يغفر له فهو خالد مخلد في  نار جهنم

لكن هذا الحكم الذي هو ساري على الشرك الأكبر يسري على الشرك الصغر ؟

الذي عليه جماهير العلماء على أن الشرك الأصغر تحت المشيئة وحاله كحال صاحب الكبيرة

فهما تحت مشيئة الله عز وجل

وشيخ الإسلام يوافق الجمهور في أحد كتبه فيكون بذلك شبه إجماع

لكنه في كتب أخرى قال : ” إن الشرك الأصغر لا يكون داخلا تحت المشيئة وإنما هو يعذب بقدر هذا الشرك الأصغر ثم مصيره إلى الجنة “

إن  قلنا إن الشرك الأصغر مثل الكبائر فهو تحت المشيئة قد يدخل الجنة ابتداء ولا يدخل النار

أما إذا قلنا إنه ليس تحت المشيئة كالكبائر فهنا يتفق مع الشرك الأكبر في أمر  ويختلف عنه في أمر

يتفق مع الشرك الأكبر / أنه لا مشيئة فيهما بل مصيرهما إلى النار

لكن يفترقان من أن الشرك الأكبر صاحبه باق في النار

أما الشرك الأصغر فمصير صاحبه إلى الجنة

وعلى كل حال :

قوله تعالى : ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ))

لا : هنا نافية ينفي أن يغفر للمشركين

من هو هذا المشرك ؟

هنا عندنا الفعل المضارع ” يشرك “ مع أن المصدرية إذا حولا يكونان  بمعنى إشراكا مصدر فأصله إن الله لا يغفر إشراكا به فيشمل : الأصغر والأكبر

فإذاً من أشرك بالله شركا أصغر فهو على خطر