الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السابع

الشرح الموسع لثلاثة الأصول ـ الدرس السابع

مشاهدات: 475

شرح ثلاثة الأصول موسع

شرح الدليل على المسائل الأربع : وهو :

سورة العصر

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد أمر الله النبي محمدا عليه الصلاة والسلام أن يقول مبينا منهجه في الدعوة إلى الله :

((قُلْ )) يعني : يا محمد

((هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ )) هكذا فقط ؟ لا

((أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))

والبصيرة هي العلم

فلابد أن تكون عالما بما تدعو إليه وإلا أصبحت النتائج التي تنجم من دعوتك مضارها أكثر من منفعتها

فإذاً :

لابد أن يحرص الداعية إلى الله أن يكون في  دعوته متبصرا عالما

ولا يتعارض هذا مع قول النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري :

((بلغوا عني ولو آية ))

فلا تناقض ولا تعارض بين هذين النصين :

فالمسلم الواجب عليه أن يكون داعية إلى الله وأن لا يحصر هذا الخير على شخصه وإنما ينفع إخوانه بما انتفع به ولكن بحدود ما يعلم

(( بلغوا عني ولو آية ))

يعني :

إذا كنت تعلم أن هذه الجمل وهذه النصوص تدعو إلى شيء  معين وقد أحطت بهذه المسألة بجميع جوانبها فهنا تبلغ .

أما إذا كنت جاهلا في أمر من الأمور فلا تخض فيه

قد ترى إنسانا عليه  بعض المخالفات ولديك علم بالنصوص الشرعية فهنا الواجب عليك أن تدعو إلى الله

أما إذا كنت مستريبا ما تدري ؟

ربما إنه قد اخطأ

ربما إنه قد خالف أو لم يخالف ؟

هنا لا تلج في أمر لا تعلمه

وهذا من التكلف :

 أن يدخل الإنسان نفسه في المسائل الشرعية وفي المسائل الدعوية وهو مستريب فيها أو جاهل بها

ولذا :

يذكر العلماء في أبواب القول على الله بلا علم

يذكرون  قول الله :

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }

لماذا ؟

هذا فيه دلالة على أن القول على الله بلا علم من التكلف المذموم الذي نزه النبي عليه الصلاة والسلام عنه

فإذاً :

لابد ان يتعلم المسلم قبل أن يعمل وقبل ان يدعو

وقوله :

والدليل قوله تعالى :

((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ))

فبدأ بالعلم قبل القول والعمل

والدليل :

الدليل على ماذا ؟

هذه هي سمة العلماء الحريصين على إفادة الناس بالعلم الشرعي الصحيح

ما سمت العالم ؟

سمت العالم الرباني المتضلع في  علمه الحريص على إفادة الآخرين إذا ذكر حكما أن يسنده بالدليل

فليس العلماء بمشرعين من تلقاء أنفسهم

ولذا :

يؤخذ على بعض الناس في بعض المسائل : إذ يقول البعض للبعض : لماذا لا ينظر العلماء في هذه المسألة ؟

لماذا لا يعدل حكم هذه المسألة إلى حكم آخر يتناسب مع هذا العصر ؟

سبحان الله!

لا شك أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان

ولكن ليس  هذا العالم بمشرع حتى يأخذ من الأحكام ما يناسب الناس وما لا يناسبهم

فهناك بعض الأمور وبعض المسائل المُسلم بها قطعيا

فليفهم هذا

بمعنى :

أن العلماء ليسوا بمشرعين وإنما هم مبلغون عن الله بما تعلموه من كتاب ومن سنة

ولذا العالم صنف على ثلاثة أصناف :

عالم امة

عالم دولة

عالم ملة

فعالم الأمة :

ـــــــــــــــــ

هو الذي يفتي بمقتضى أهواء الناس

ما يراه مناسبا للناس أفتى به

فهو يسير في فتواه حيث  تسير أهواء الناس

وهذا عالم مذموم

عالم الدولة :

ــــــــــــــــــ

وهو الذي يسير في أحكامه وفي فتواه حيث تسير الدولة

وهذا أيضا مذموم

عالم الملة :

ـــــــــــــــــ

هو الذي يسير حيث  يسير الدليل

سواء وافق رغبات الناس أم لم يوافق

وافق رغبات الدولة أم لم يوافق

فالدليل هو نصب عينيه لا غير

فإذاً :

هذا دليل على أن الإمام محمد بن عبد الوهاب والتي بدأت في هذه الأيام الألسن تقدح فيه وتذم في دعوته وتقلل من جهوده

هذه  دلائل

يعني : ما يذكره في هذا المتن وفي غيره دليل على أنه عالم ملة نفع الله به الأمة

ولينظر إلى حال هذه الجزيرة قبل أن يأتي هذا الشيخ المجدد قبل أن تأتي  دعوته كانت

في ضلالات

وفي خرافات

وفي بدع

وللأسف بدأ حتى من يعيش بيننا يتحدث عن دعوة الشيخ وعما يسمى بالوهابية وما يلصق بالشيخ من تهم أو معائب في طريقته وفي  دعوته

وهذه  مصيبة حلت بالأمة ولاسيما هذا المجتمع وإلا فأمثال هؤلاء ما سطرت أسماؤهم ولا خلدت أسماؤهم إلا — ونحسبهم والله حسيبهم–  إلا لأنهم علماء صادقون

فأراد الله أن يكافئهم في  هذه الدنيا قبل الآخرة

وهؤلاء جبال ما يتأثرون بمقولة هؤلاء الضعفاء : ضعفاء العقل أو ضعفاء الدين أو ضعفاء الفهم

نحن لا نقول بأننا تحت مظلة جماعة من الجماعات

وإنما نحن متبعون للكتاب والسنة :

ولذا :

لما قيل لابن عباس : أأنت على ملة عثمان أم على ملة علي ؟

هل يظن أحد منكم أن عثمان أو أن عليا على غير هدى أو على غير صواب ؟

هذا الظن غير موجود

لا يمكن أن يخطر بالبال أن أمثال هؤلاء الخلفاء الراشدين أنهم على ضلال أو أن في منهجهم أخطاء

ومع ذلك أراد ابن عباس مع فضل عثمان وعلي رضي الله عنهما أراد ابن عباس ان يربط الناس بمنهج النبي عليه الصلاة والسلام فقال : (( لا على ملة عثمان ولا على ملة علي إنما على ملة محمد بن عبد الله ))

وقد أفاض شيخ الإسلام في الفتاوى عن الجماعات وعن الفرق

وبيّن أن هذا من أحداث صدع في  وحدة الأمة وأن هذا ليس من الدين وإنما الواجب على المسلم أن يكون متبعا للنبي عليه الصلاة والسلام مقتفيا أثره

فلا نقل بأننا وهابيون ( لا )

 

نحن على ملة محمد بن عبد الله

لكن نعطي لكل شخص قدره

وأمثال هؤلاء  الذين يطعنون في الشيخ :

وأنا أنبه في  هذا المقام إلى أن المسلم لا يتنسب إلى أي جماعة معينة :

لا يقول : أنا وهابي

قد يهوله ما يذكر في الشيخ وما يطعن في الشيخ  أو في  دعوته فيقول : أنا وهابي

من باب إحياء دعوة الشيخ

هذا خطأ لأننا لسنا متبعين لا لشيخ الإسلام ابن تيمية ولا للشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا لأي شخص كائنا من كان

نحن متبعون للنبي عليه الصلاة والسلام

لكننا نحب هؤلاء ونعلي  مكانتهم ونكثر من الثناء عليهم ومن الترحم عليهم لسبب وهو أنهم حريصون على اتباع الكتاب  والسنة

وأمثال من  يطعن في هؤلاء العظام الكبار :

مثل شيخ الإسلام وأنا أتعجب يعني  :

مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يطعنون  فيه في بعض الصحف وفي بعض الجرائد

لم يجمعهم بالشيخ زمان ولم تجمعهم مصلحة ولا معرفة ولا أي نوع من أنواع الصحبة أو اللقاء ومع ذلك يقدحون في الشيخ

هم لا يقدحون في شخص ابن تيمية لا يقدحون في شخص محمد بن عبد الوهاب إنما يقدحون في الفكر في العلم الذي يحمله هؤلاء

وما هو هذا العلم الذي يحمله هؤلاء ؟

هو علم الشريعة

العلم الصحيح الشرعي

ولكن هؤلاء هيهات هيهات أن يصرفوا الناس ولاسيما الأخيار عن منهجهم بأمثال هذه المعائب والتهم

ومثل هؤلاء كمثل القائل :

يا ناطح الجبل العالي ليكْلِمَه

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

يعني :

إنسان يريد أن يضرب برأسه الجبل

فماذا يقال له ؟

أشفق على رأسك لا تشفق على الجبل لأن الجبل لا يتأثر

وهؤلاء بمثابة ومنزلة الجبال لا يتأثرون

فالمطلع على متون الشيخ محمد بن عبد الوهاب يجد أن هذا الرجل كان حريصا على اتباع الدليل

يذكر المسائل ومن ثم يستدل عليها

وهذه سمة وخصلة وصفة أهل العلم المعتبرين الذين يحرصون على إيصال الخير إلى الناس

فالواجب على طالب العلم:

أن يحرص  على الدليل ، ويكون الدليل هو نصب عينيه

وكما قال الإمام مالك :

” إن السنة مثل سفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن لم يركبها فقد هلك “

وقال رحمه الله :

“كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر “

يعني  النبي عليه الصلاة والسلام

وتواتر النقل عن الأئمة الأربعة وعن غيرهم من أنهم قالوا :” من استبان له سنة النبي عليه الصلاة والسلام فلا يجوز له أن يعدل عنها لرأي شخص من الأشخاص  “

فالواجب على طالب العلم :

أن يحرص على الدليل لأن الهداية والتوفيق والعصمة والسداد والخير في الدنيا والآخرة إنما يكون باتباع الدليل لا باتباع الأهواء ولا الآراء ولا العقليات ولا النظريات ولا التجارب  ولا غير ذلك

فهو رحمه الله ذكر الدليل على أن الله أرسل إلى هذه الأمة رسولا :

قال تعالى :

((إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً{15} فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ))

فما هي النتيجة ؟

ما هي العاقبة ؟

أن الله أخذه أخذا شديدا عظيما فأغرقه الله

والرسول المرسل إلى فرعون كما هو معروف لدى الجميع هو موسى

فذكر  هذه الآية تنبيه لهذه الأمة حتى لا تسلك سبيل وطريق فرعون

ففرعون لما عصى

ما الذي حل به ؟

عذاب الله

كذلك من عصى من هذه الأمة فهو جدير وخليق  وحري أن ينزل به ما نزل بفرعون

والجزاء من جنس العمل

وليس بين الله وبين الخلق نسب ولا صلة ولا مصلحة فلا تفترق  هذه الأمة إذا عصت عن الأمم السابقة

ولذا :

لما مر النبي عليه الصلاة والسلام بديار ثمود

ودخل الصحابة والنبي  عليه الصلاة والسلام أسرع حتى لا  يبقى في  هذا المكان الذي نزل بهؤلاء القوم عذاب الله

 فقال للصحابة:

(( أتدخلون على هؤلاء المعذبين ؟ إن الله لا يعبأ بعذابكم ))

هذا خطاب للصحابة ، فمن  يعصي الله يوشك أن تنزل به عقوبته كما نزلت بفرعون

والقصص التي يذكرها الله أو يذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة لم تذكر ولم تأت من أجل أن نستمتع بها وأن نقطع الوقت بها وأن نثري  معلوماتنا بها ، لا

وإنما من أجل العبرة والاتعاظ ، فلا نسلك سبيل هؤلاء المجرمين

ومن سلك سبيلهم يوشك أن تنزل به عقوبة الله

وهذا فيه دليل على أن :

ـــ من عصاه دخل النار

ـــ وأن من أطاعه دخل الجنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الواجب علينا :

أن نحرص  على العقيدة الصحيحة السليمة وأن نعلمها غيرنا ولا  يحقر أحد منا نفسه إذا تعلم العقيدة الصحيحة أن يعلم هذا المتن الصغار في  البيت أو في المنزل أو في أي  مكان

وهذا هو واجب المسلم

والعقيدة لو لم تكن ذات أهمية لما حرص  عليها هؤلاء

فتعلم هذه العقيدة من الضروريات التي لا يجوز للمسلم أن يجهلها  .