الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (168) مسائل على باب (ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر)(2)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (168) مسائل على باب (ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر)(2)

مشاهدات: 529

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس(168)

مسائل على باب (ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر)(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــ [[ الجهمية ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ فهم فرقة تنسب إلى ناشرها ومشيعها :

( الجهم بن صفوان )

ــ والجهم بن صفوان أخذ هذا المبدأ من :

( الجعد بن درهم )

ــ وأخذه الجعد من :

( أبان بن سمعان )

عن:

( طالوت )

عن :

( لبيد بن الأعصم ) الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام

ـــ و[ الجعد بن درهم  ] : قد ضحّى به [ خالد بن عبد الله القسري ] في عيد الأضحى ، فإنه صعد على المنبر فقال :

(( يا معشر المسلمين ضحوا تقبل الله ضحياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، فقد زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ، ولم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول علوا كبيرا ))

فنزل فضحى به بعد مشورة علماء السلف في وقته ، وكان ذلك بواسط

ــ وأما [ الجهم بن صفوان ] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإنه قد قتله [ سلم بن أحوز ]

ــ والجهم :  لما أخذ هذه البدعة من الجعد بن درهم أعلنها وأذاعها وتبناها ، فإنه قد التقى ببعض فلاسفة الهند وقالوا له :

(( ربك الذي تعبده أيُرى ؟ أو يُسمع؟  أو يُذاق ؟ أو يُشم ؟

فأحدثوا في نفسه اضطرابا  ،فمكث أربعين يوما منحبسا لا يصلي لله ، ووقعت الحيرة في  قلبه حتى قال في الله ” (( إنه هو الوجود المطلق ” ))

ــ ولذا فإن أتباعه كما مر معنا بعض العلماء أخرجهم من الثنتين والسبعين فرقة لعظم المعتقد الذي أخذوا به

ـــ والجهمية لهم معتقدات في باب العقائد

ــ وبما أن الحديث قد جرى عن الطوائف فإننا سنتحدث عن شيء

ومن معتقد هذه الطائفة :

[[ معتقد الجهمية ]] :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ـــ أنهم ينفون أسماء الله وصفاته

ـــ  ويقولون في هذه السماء أنها مجاز  ، فالمراد منها أنها أسماء لمخلوقاته  ، وإنما نسبت إليه مجازا

ومن هذا المجاز الذي سماه ابن القيم طاغوتا ، من هذا المجاز نفيت أسماء الله وصفاته

[[ ولذا مر معنا :  أنه ليس هناك في الكلام ما يسمى بحقيقة ، ومجاز على أصح قولي المحققين كشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم وممن جاء بعدهم  : كالشنقيطي في أضواء البيان فإنه ألف رسالة لدفع المجاز ، وأنه لا مجاز في اللغة ، ولا مجاز في القرآن ، ولا مجاز في السنة  ، إنما الكلام هو حقيقة فقط

فإذا قلت مثلا : رأيت أسدا في المعركة :

من يقول  بالمجاز يقول : الكلام ليس على حقيقته ، وإنما هذا الأسد هو الرجل الشجاع

لكن عند هؤلاء المحققين يقولون : بأنه أسلوب من أساليب اللغة العربية ]]

وقد مر معنا عند قوله تعالى :

(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ))

فيقولون : حينها هو الوجود المطلق

ما معنى الوجود المطلق ؟

قالوا : المراد من  ذلك أنه لا أسماء ولا صفات

ويرد عليهم :

ـــــــــــــــ

بأنه يستحال أن يكون هناك شيء موجود ليس له اسم ولا صفة ، وإنما هذا شيء يفرضه الذهن ، وهذا هو المعدوم

أتحدى  : أن يكون هناك أي شيء موجود ليس له اسم ولا صفة ،يستحيل

ولذا – ولله المثل الأعلى – هذه الطاولة لها صفة

هذه السجادة لها صفة

فيستحيل أن يكون هناك شيء موجود ليس له صفة

ولذا هم يثبتون في كلامهم هذا ، يثبتون ذاتا لله عز وجل مردة عن الأسماء والصفات

فقالوا : هو الوجود المطلق

ولذا ذكر شيخ الإسلام في التدمرية قال : ” القول في الصفات كالقول في الذات “

بما أنكم أثبتم لله ذاتا فيلزمكم أن تثبتوا له صفات

فإما أن تثبتوا وإلا انفوا الذات ، كما هو مذهب غلاة الجهمية والفلاسفة قالوا : لا موجود ولا معدوم

انظروا :  إلى العقل إذا دخل فيما يخص الله بما لا يستطيع أن يدركه

انظروا : كيف يصل بهم هذا العقل إلى أردئ الأفكار

قالوا : إنه لا موجود ولا معدوم

وهذه تصدق على الممتنع ،  يمتنع أن يكون هناك شيء لا موجود ولا معدوم

ولذا أتى عبَّاد الجهمية وهم على ضلال قالوا : ” إن الله قد حلّ في كل مكان ، وهم الحلولية “

فيلزم من ذلك  : أن الله على قولهم الفاسد أنه قد حل حتى في الأماكن القذرة

ــ وأما نظراؤهم – كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى : نظراؤهم وعلماؤهم توصلوا بزعمهم الفاسد أن الله قد اتحد في كل شيء

فكل شيء قائم هو الله

ولذا هذا الجدار هو الله ، هذا السجاد هو الله  ،تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

ولذا قال ابن القيم :” قبح الله طائفة موطئوها إلهها “

لأنهم يزعمون أن زوجة الشخص هو الإله ، هو يطؤها

ــ والعجب : أن الجهمية كما أنهم اتصلوا باليهود من حيث السند :

( الجهم بن صفوان عن الجعد عن أبان بن سمعان عن طالوت عن لبيد بن الأعصم )

مع أنهم اتصلوا باليهود من حيث السند فاتصلوا بهم أيضا من حيث المعتقد ـــــــــــــــــ كيف ؟

يقول ابن القيم : ” إن الجهمية يقولون في قوله تعالى :

(( الرحمن على العرش استوى ))

يقولون : استولى

فحرفوا صفة الاستواء  ، وذلك بأنهم زادوا حرفا وهو ” اللام “

يقول : فكذلك اليهود لما أمروا أن يقولوا :  ” حطة “

يعني : احطط عنا ذنوبنا ، زادوا حرفا وهو ” النون ” قالوا : ” حنطة “

وهؤلاء الجهمية يرون أن ” الجنة والنار ” لم تخلقان ويقولون : أن خلقهما الآن من العبث

لعدم وجود بعث ولا جزاء

وهذا مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة

والأدلة كثيرة

كقوله تعالى :

(( أعدت للمتقين )) في الجنة

وقال تعالى :

(( أعدت للكافرين )) في النار

ويقولون : إن الجنة والنار يوم القيامة تبيدان وتفنيان ، فإن الجنة والنار لا تبقيان

ولذا جاء نظراؤهم ، وهم [ الاتحادية ] فقالوا :

(( إن النار تبقى ، ولكن أهلها يعتادون عليها فيتلذذون بها ، و يصبحون فيتلذذون فيها  ))

وهذا مخالف لصريح القرآن ، وصحيح سنة النبي عليه الصلاة والسلام  ، وإجماع سلف هذه الأمة

وهي من أخبث الطوائف ، وإن كانت الرافضة أخبث منها

ولذا :

فالرافضة كانوا في أول أمرهم مشبهة ، فيشبهون الله بخلقه في صفاته .

ومن بين المشبهة  : داود الجواربي

وهؤلاء المشبهة أعظم من النصارى ، فإن النصارى شبهوا المخلوق بالله ، فجعلوا عيسى إله

بينما هؤلاء جعلوا الله يشبه مخلوقاته

فأول أمر الرافضة مشبهة يقولون : سمع الله كسمع المخلوق ،يد الله كيد المخلوق ، لكن انتهى بالروافض الأمر إلى أن عطلوا صفات الله

فأصبحوا في نهاية أمرهم معطلة

والجهمية ظهر أمرها في فتنة الإمام أحمد  :

ولذا يقول شيخ الإسلام : إن  مَن عادى الإمام أحمد هم الجهمية وقد ناظرهم الإمام أحمد في زمن  :

(( المعتصم )) وأبطل حججهم

فأراد أن يطلق سراحه فأشار الذين هم من حوله من علماء السوء أن يضربه حتى لا تنكسر حرمة الخليفة ، فلما ضُرب وحصل له ما حصل كادت أن تثور فتنة

ومن ثم :

ــــــــــــــــ

فإذا الجهمية أصبحت وسيلة إلى المعتزلة

ولذا يقول شيخ الإسلام : إن بعض السلف في الفتاوى يقول :

(( إن المعتزلة مخانيث الجهمية ))

المخنث هو الذي ليس برجل ولا امرأة

يحاول أن يكون وسطا

والمعتزلة كذلك فإنهم اثبتوا السماء ونفوا عن الله صفاته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [[ المعتزلة ]] :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإمام المعتزلة  :

[ واصل بن عطاء ]

ومعه  :

[ عمرو بن عبيد ]

وسموا بهذا الاسم قال بعض العلماء : لأن واصل اعتزل دروس الحسن البصري

فقال الحسن : اعتزلنا واصل

وقيل : إنه بعد وفاة الحسن البصري اعتزل واصل بن عطاء بمعتقده الفاسد

ولذا قال شيخ الإسلام في قاعدة ذكرها في التدمرية ، قال :

(( القول في الصفات كالقول في الأسماء ))

والمراد من ذلك الرد على المعتزلة

كما أنكم أثبتم لله أسماء يلزمكم أن تثبتوا الصفات ،  ولأن هذا خلاف اللغة ، وخلاف العقل

أيمكن أن يسمى إنسان باسم وهو عار من صفته لأنهم يقولون : السميع بلا سمع ، البصير بلا بصر.

أيمكن أن يقال للأخرس متكلم ؟

أيمكن أن يقال للأعمى بصير ؟

إذا قلنا : إنه متكلم أو إذا قلنا إنه بصير

يلزم أن يكون فيه صفة البصر

إذا قلنا : إنه عالم يلزم أن يكون فيه صفة العلم

و [ المعتزلة ] : أدخلوا عقولهم ،  فما وافق العلق فهو المقدم حتى ولو كان الشرع يعارضه

وقد قال شيخ الإسلام : ” لا يمكن للعقل السليم أن يخالف النقل الصريح “

العقل السالم من الشبه والشهوة لا يمكن أن يخالف النصوص الشرعية

ولذا عده الله حجة لكنه تابع للدليل

قال أهل النار :

(( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب  السعير ))

لكن لما فسدت عقولهم أتوا بهذا الكلام وبهذا المعتقد فأدخلوا عقولهم

ولذا يقول ” عمر بن عبد العزيز ” :

(( لا تكن موافقا للحق إذا وافق هواك ، ولا تكن مخالفا للحق إذا خالف هواك ، لأنك في تلك الحالتين مذموم لأنك ما اتبعت الحق في أول أمرك إلا بالهوى ))

ــ ولذا ينكرون ” الميزان ” في يوم القيامة

ــ وينكرون ” حوض النبي عليه الصلاة والسلام “

وينكرون ” عذاب القبر ونعيمه “

ــ و [ أبو هذيل العلاف ] ممن نشر كتب ” عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء “

يقولون : إن أهل النار يبقون جمادات في النار ، لا يشعرون بشيء

ــ وهم ينكرون (( كرامات الأولياء )) بحجة أنها قد يُلبس بها أو تلتبس بالمعجزة

والمعجزة من خصائص الأنبياء ، لأن المعجزة والكرامة من خوارق العادات

ــ ومن (( الجهمية )) – كما أنها نشأت المعتزلة –  نشأت :

[ المرجئة ]

وذلك لأن الجهمية يقولون : الإيمان هو معرفة القلب لله

والكفر هو الجهل بالله

فيقولون :  ” متى ما عرف الإنسان الله فهو مؤمن ، ومتى جهله فهو كافر “

وأخرجوا العمل الصالح ، وأخرجوا القول الصالح

وعلى هذا على معتقدهم فإن إبليس مؤمن ، فهو يعرف الله : (( قال خلقتني من نار وخلقته من طين ))

ولست بصدد الرد عليهم ، ولكنك بصدد ذكر معتقداتهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [[ المرجئة ]] :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فجاءت المرجئة وقالوا : إن الإيمان قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ،  وأخرجوا العمل الصالح

ومن الجهمية حصلت : [[ الجبرية ]] :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيقولون : ”  إن الإنسان مجبور على ما يفعله ، ليس له من الأمر شيء البتة فليس له مشيئة ولا حركة “

فحركتي هنا عندهم قد أُجبرتُ من الله عليها دون أن تكون لي إرادة بالشيء

ولذا : هي بمثابة الرعشة أو بمثابة ما يقال : تحركت الشجرة ، والشجرة لا تتحرك وإنما حركها الله

فيقولون :”  إن الأفعال تنسب إلى العبد مجازا ليست حقيقة له وبالتالي – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-  أنه إذا عذب بالنار عذب عباده وهو ظالم لهم “

ولذا أنكروا الأسباب :

حينما أرمي بحصاة على زجاجة فأكسرها يقولون : إن الكسر ليس بسبب هذه الحصاة ، وإنما انكسرت الزجاجة بإرادة الله

فحصل الكسر عند الرمي لا بالرمي

وهذا خلاف المنقول والمعقول

إذاً لو لطمت أحدهم أيحتجُّ بالقدر ؟

على قولهم هذا من الله

ولما حصلت الجبرية حصلت :

[[ القدرية ]] :

ـــــــــــــــــــــــ

والقدرية هم المعتزلة ، وهم ينفون عن الله أن يخلق فعل الإنسان

ولذا : على زعمهم أن الزاني لما زنى ليس بإرادة الله ، ولا بمشيئته الكونية

وبالتالي على قولهم – والردود كثيرة – أنه قد يحصل في هذا الكون ما لا يريده الله

ولذا :

عند المعتزلة الذين هم القدرية  خمسة أصول :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ــ الأصل الأول :  العدل :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ويريدون بذلك أن الله قد خلق فعل العبد ـــــــ لم ؟

قالوا : لو أن الزاني مثلا زنا بقدر الله وعذبه الله يكون ظلما من الله

2ـ الأصل الثاني :  التوحيد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهو نفي صفات الله

يقولون : ننفي صفات الله كالسمع والبصر حتى لا يشبه المخلوق ، فيكون فعلنا هذا توحيدا

ففروا من شيء ووقعوا في شيء أعظم ، لأنهم ما تجرءوا على هذا إلا لأن هناك معتقدا سابقا في نفوسهم هو : [ نفي صفات الله ] فيكون هذا هو العدم

ولذا يقول أهل السنة والجماعة : المعطل يعبد عدما

3 ــ الأصل الثالث :  إنفاذ الوعيد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإذا توعد الله بالنار لصاحب الكبيرة فلابد أن ينفذ وعيده
لأنه لا يليق بالله في زعمهم أن يخلف وعيده

4ــ الأصل الرابع :  المنزلة بين المنزلتين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا بكافر

5ـــ  الأصل الخامس :

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيقولون :لابد أن يؤمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر حتى أدخلوا في ذلك الخروج على ولاة المسلمين إذا ظلموا وجاروا

وأيضا هم يشبهون النواصب :

وهم الذين ناصبوا العداء لآل البيت ورجوا على علي

وهم الخوارج

ولذا تجد أنهم مع الخوارج يتفقون مع في حكم الآخرة بالنسبة لمرتكب الكبيرة أنه خالد مخلد في نار جهنم

ويفترقون عنهم في الدنيا :

بأن الخوارج يقولون : هو كافر كفرا يخرجه عن الملة

وأما المعتزلة فيقولون : بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر

ولذا :

كما قلنا : إن السلف يقولون :

” إن المعطل يعبد عدما ، لأن الشيء الذي لا صفة له هو في حكم المعدوم لا في حكم الموجود

بينما [ المشبهة ] : يعبدون صنما “

لتعلم :

ــــــــــــ

وهو اللفظ السليم الذي ينبغي أن نلتزم به أن يقال عن المشبهة  ممثلة لأسباب :

أذكر سببا واحدا :

1ـــ أن من ينفي الصفات كالجهمية والمعتزلة يقولون عمن يثبتها وهم أهل السنة والجماعة يقولون : هم مشبهة

لأنهم لما أثبتوا – أهل السنة والجماعة في نظر هؤلاء لما أثبتوا الأسماء والصفات شبهوا الله بخلقه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــ ومن الجهمية والمعتزلة حصلت فرق منها :

ـــ [ الكُلابية ] :

ــــــــــــــــــــ

وهم أتباع : سعيد بن كلاب

يقول : إن كلام الله معنى قائم بنفسه : ” ‘ن عبر عُبر عنه بالعربية صار قرآنا ، وإن عُبر عنه بالعبرانية صار توراة ، وهو كلام واحد “

ومن هؤلاء يتفرع الشر عن شر قبله

فحصلت :

[ الماتريدية ] :

ــــــــــــــــــــــــــ

أتباع : الماتريدي ،وهو من أصحاب أبي حنيفة

فقال : مثل ما قالت الكلابية

لكن قالوا : هو معنى قائم بذات الله مخلوق في غيره

وجاء البلاء الأعظم لا تعالج بدعة ببدعة إلا وقع المتأخرون في الشر

البدعة لا تعالج إلا بالحسنة

ولذا بعض جهلة أهل السنة لما اختلقت الرافضة في ذم أبي بكر وعمر ومعاوية وغيرهم اختلقوا أحاديث في مدح هؤلاء فعولجت البدعة ببدعة

وخرجت :

ـــــــــــــــ

[ الكرامية ] :

ـــــــــــــــــــــــ

أتباع : محمد بن كرَّم السجستاني

وقالوا : إن كلام الله هو حروف وأصوات وليس معنى في الأزل

وبالتالي على قولهم يكون الله – تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا –  لم يكن متكلما فيما سبق ، حدث له الكلام بعد أن لم يكن متكلما

ثم جاءت :

ــــــــــــ

[ الأشاعرة ] :

ــــــــــــــــــ

ويعدهم بعض السلف – كما ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أنهم مخانيث المعتزلة ــــــــ لم ؟

لأنهم أثبتوا الأسماء وسبع صفات فقط ،  أما بقية الصفات فقد نفوها

لماذا أثبتم هذه الصفات السبع دون غيرها ؟

قالوا : لأن العقل يدل عليها

مجموعة في قول القائل :

حي عليم قدير والكلام له       إرادة كذاك السمع والبصر

ويرد عليهم : بأن هناك من هذه الصفات التي نفيتموها دل عليها العقل

وهؤلاء هم مخانيث المعتزلة كما ذكر شيخ الإسلام

وحصلت :

ــــــــــــــــ

[ المفوضة ] :

ــــــــــــــــــــــ

المفوضة يقولون : نثبت لله أسماء وصفات لكن لا تعرف معناها

ولذا يقول أهل السنة والجماعة : هؤلاء المفوضة أشر من الطوائف الأخرى في هذا الباب ـــــــــ لم ؟

لأن الإنسان إذا سمع قولهم قال : هؤلاء على خير يثبتون ، لكنهم في الحقيقة نسبوا الجهل للأنبياء ، ونسبوا الجهل للصحابة وللأمة كلها

لأن هؤلاء على زعمهم يقرءون القرآن ولا يفهمون معانيه

وهذا يخالف قوله تعالى :

((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ))

ومن أعظم آياته آيات الأسماء والصفات

والله لو أن الإنسان أدرك متأملا متدبرا أسماء الله وصفاته لارتقى بالإيمان على درجات لا توصف

ولذا :

وصفت آية الكرسي بأنها أعظم آية

سورة الإخلاص بأنها تعدل ثلث القرآن ــــ لم ؟

لأن آية الكرسي اشتملت على أسماء وصفات عظيمة لله عز وجل

سورة الإخلاص : أخلصت له أو أخلصت ذكر صفات الله

فهم شر في شر :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ــــ الجهمية تلقت من الفلاسفة وتلقوا منهم أيضا

ولذا قالوا- وهم في معتقدهم خاضوا هذه المعتقدات السابقة :

قالوا : لا بعث لا جنة ، لا نار ، لا صلاة ، لا زكاة ، لا صوم

وإنما هذه أشياء كذبت الرسل على العوام من أجل أن يسيروهم على الطريق الصحيح

وهم [ الباطنية ] :

ـــــــــــــــــــــــــــ

فهناك باطن

وهناك ظاهر

ـ ولوعدنا لم قيل أن الروافض أشد الفرق ؟

لأن الباطنية ما أتت إلا من الروافض

ولذا يقول علماء السلف :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الطوائف وأهلها ثلاثة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ــ أهل  التجهيل : وهم المفوضة

2ـــ أهل التحريف : وهم الجهمية والمعتزلة ، الذين حرفوا النصوص المتعلقة بصفات الله عز وجل

3ــ أهل  التخييل : وهم أصحاب الخيالات كالفلاسفة والباطنية

ثم تأتي :

ــــــــــــــ

[ الصوفية ] :

ــــــــــــــــــــ

الذين قالوا : إذا بلغ العبد مرتبة سقطت عنه التكاليف ، فبدل أن يشتغل بالعبادة يشتغل بالمعبود

بدل أن يشتغل بالذكر يشتغل بالمذكور

ولذا عندهم أنهم يفنون يقولون : لا نعبد الله ــــــــــ لم ؟

لأننا وصلنا إلى مرحلة نشاهد فيها الله ، ويسمونه فناء

فيقولون : تغيب عقولنا

ولذا عندهم حديث لا يصح :

(( اطلعت على أهل الجنة فرأيت أكثرها البله ))

يعني : البلهاء المجانين

كيف يكون هذا والله عز وجل يخاطب أهل العقول ؟

{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ }

((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ))

((وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ))

تأتي الاتحادية :

ـــــــــــــــــــــــــ

ويقولون : فيه فناء

الفناء : أن الله قد اتحد في كل شيء

وهذا فناء إلحادي كفري

وهكذا الشر يتبع بعضه بعضا

ولذا نشأت طائفة تسمى بالطائفة : [ الملامية ] :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهم الذين يأتون بأشياء يلامون عليها

فيقولون : نحن نعبد الله في الباطن ، لكن لا نأتي بعبادة وشعيرة ظاهرة من أجل أن لا نقع في الرياء

ظلمات بعضها فو ق بعض

ولذا طالب العلم عليه أمران :

ـــــــــــــــــــــــ

الأمر الأول :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن يعرف معتقد أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالله أو بما ذكر من المغيبات

وهذه هي الخطوة الأولى لأنها هي الأصل

ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين في حق أهل الزيغ – :

(( إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم ))

فهذا دليل على هذه الخطوة

بمعنى : أنك تعرف معتقد أهل السنة والجماعة

وما جاء خلاف ذلك فلتعرف أنه زيغ وضلال

الأمر الثاني :

ـــــــــــــــــــــــ

أن يكون لك دراية ولو مبسطة عن هذه الفرق

وهذا الذي دعاني إلى أن أذكر جزءا يسيرا مما عليه هذه الفرق

وهذا الأمر دليله حديث حذيفة قال :

(( كان الناس يسألون النبي عليه الصلاة والسلام عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان يدركني ))

ــــ هذا ملخص سريع فيما ذكر، وإلا فقد ذكر العلماء كشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم كتبا عن هؤلاء أكثر وأكثر مما ذكرت

ـــ وهذا يدل على ضعفنا فإذا كانت هذه المعلومات قد أثقلت عقولنا وأذهاننا مع أنها مبسطة فكيف لو دخل الإنسان في العمق ؟

وبالتالي يعرف لأولئك العلماء قدرهم ومكانتهم وحرصهم على تبيين الخير وتبيين الشر حتى لا يزل المسلم ويقع فيه

والله اعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ