الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (195) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (2)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (195) حديث ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة ….. ) الجزء (2)

مشاهدات: 489

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس( 195)

حديث ( وإنما أخاف على أمتي ) الجزء (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث  الفتن  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء في الصحيحين :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن حذيفة أن عمر قال : أيكم يحفظ الحديث الذي في الفتنة ؟

فقال حذيفة : أنا

فقال عمر : إنك لجريء ( يعني لحافظ )

ومعلوم أن حذيفة كان يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الشر والفتنة

فقال عمر : إنك لجريء

فقال : حدثني

فقال حذيفة : قال النبي عليه الصلاة والسلام :

(( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))

فقال عمر رضي الله عنه : إنما أريد الفتنة التي تموج كموج البحر

فقال حذيفة رضي الله عنه : إن بينك وبينها بابا مغلقا

فقال عمر رضي الله عنه : أيفتح ذاك الباب أم يكسر ؟

قال : يُكسر

فقال رضي الله عنه : إذاً إذا انكسر لن يغلق

لأنه لو انفتح لبقي لكن لما انكسر لا يمكن أن يقوم باب

فقيل لحذيفة : أكان عمر رضي الله عنه يعلم من هو هذا الباب ؟

فقال : نعم كما أن بعد الليلة غد ،  وقد حدثته بحديث ليس بالأغاليق

يعني : هو يدركه ويفهمه

فقال بعضهم : فهبنا أن نسأله فسألناه عن هذا الباب

فقال : إنه عمر

وبالفعل فإنه لما قتل ” عمر بن الخطاب “ حصلت الفتنة في عهد عثمان ، ووقع السف في الأمة

ومن ثم :

 فإن هذا السيف لن يرفع إلى قيام الساعة

كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام

وهذا السيف الواقع في الأمة قلنا :

” إنه لا يجتمع معه سيف آخر “

كما ذكرنا ما جاء عند أبي داود

وهذا السيف الواقع لن يجتمع معه سيف آخر لقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( إن الله لن يجمع على أمتي سيفين :  سيفا منها وسيفا من عدوها ))

وأما قوله  :

(( فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))

ذلك لأن الإنسان قد تحصل منه أخطاء بالنسبة إلى هؤلاء المذكورين فتكون هذه العبادات المذكورة مكفرة لما حصل منه تجاه هؤلاء أو تجاه الانشغال بهم عن ذكر الله .

ومن أحاديث الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء في الصحيحين :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله :

(( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار

قالوا : يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟

قال : (( إنه كان حريصا على قتل صاحبه ))

وفي رواية :

(( إنه أراد قتل صاحبه ))

وعند مسلم :

(( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهما على جرف هار من النار ، فإذا قتل احدهما الآخر وقع فيها ))

ومن أحاديث  الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند أبي داود :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله عليه الصلاة والسلام :

(( إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ))

ثم قال :

(( ومن ابتلي فصبر فواهاً ))

وهذه الجملة يراد منه أحد معنيين :

ــ ((ومن ابتلي فصبر فواهاً ))

هذا من باب ا لتحسر على من وقع في هذه الفتن

فلكمة [ واهاً ] تدل على التحسر ولانزعاج

ــ وقد يراد منها التعجب ، وذلك أن من ابتلي فيها فصبر فعجب له إذ قواه الله فصبر

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث  الفتن :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند ابن ماجة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 قوله عليه الصلاة والسلام :

(( لم يبق من هذه الدنيا إلا الفتنة والبلاء ))

ــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث  الفتن:

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند ابن ماجة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من حديث حذيفة :

أنه قال :

 قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :

(( أحصوا من تلفظ بالإسلام

قالوا : يا رسول الله أو تخشى علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ؟

فقال : وما يدريكم فلعلكم أن تبتلوا

قال : (( فابتلينا فما استطاع أحدنا أن يصلي إلا سرا ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث  الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء في صحيح مسلم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله عليه الصلاة والسلام :

(( إن الله لم يبعث نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لها ، وأن يحذرهم مما هو شر لها ، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها ،  وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء الفتنة يرقق بعضها بعضا ))

يرقق : ـــــــــ بمعنى  : أن الفتنة الكبرى تهون وتصغر إذا جاءت فتنة أعظم منها

وضُبطت (( يرقق )) :

أي أن الفتنة تلاحق وتكون مرافقة بعضها للبعض

وضبطت (( يدفق )) :

من الدفق ، وهو الانصباب الكبير الهائج

(( فيقول المؤمن هذه  مهلكتي ثم تزول وتأتي الأخرى ويقول  :هذه هذه ))

وقال عليه الصلاة والسلام : 

(( من سره أن يزحزح عن النار ، وأن يدخل الجنة فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ))

هذا حق الله

الحق  الثاني :

ـــــــــــــــــــــ

(( وليأت إلى الناس بمثل الذي يحب أن يؤتى إليه ))

بمعنى : يحب لهم ما يحبه لنفسه

وهذا حق البشر

ثم قال مبينا أن من أعظم حقوق البشر حق الولاة الذين بهم تستقيم الأمور وتزول الفتنة بإذن الله:

قال :

(( ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة فؤاده فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث الفتن :

ــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند ابن ماجة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله :

(( إن بين أيديكم لهرجا ))

يعني : لقتلا

فقالوا : يا رسول الله ألا ترى أنّا نقتل من المشركين في  العام كذا وكذا ؟

فقال :

(( ليس بقتلكم للمشركين إنما يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ))

قالوا : يا رسول الله أو لنا عقول آنذاك ؟

قال :

(( لا ، تنزع عقول ذلك العصر ، ويخلف فيه هباء الناس الذين لا عقول لهم ))

والهباء من الناس :

هم أصحاب الخفة والرأي الضعيف مثل الهباء الذي يطير ليس فيه رزانة ، وليس فيه ثقل ورأي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن النبي عليه الصلاة والسلام – كما جاء عند أبي داود – أكثر من فتنة وعظمها

فقالوا : يا رسول الله إن هذه لمهلكتنا ؟

فقال عليه الصلاة والسلام :

(( إن بحسبكم القتل ))

الباء  زائدة

يعني : إن حسبكم القتل

فيريد أن هذه الفتنة لا تقضي على أخراهم ، وإنما تقضي على دنياهم فقط  ، وذلك بزهق أرواحهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن أحاديث  الفتن :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما جاء عند أبي داود :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :

(( كنا قعودا عند النبي عليه الصلاة والسلام فذكر الفتن وعظمها

ثم ذكر فتنة [ الأحلاس ] قال : (( هرب وحرب ))

يعني :

يهرب الناس منها لينجوا بأموالهم وأنفسهم لما يكون من الحرب

وسميت بــ [ الأحلاس ]:

ـــ  باعتبار الكساء الذي يوضع على البعير فإنه إذا  وضع يبقيه صاحبه فيلازم ظهر البعير

ـــ أو من الكساء الذي يوضع في البيت ولا يفارق البيت

ففيه بيان ان هذه الفتنة ملازمة

ثم ذكر فتنة [ السراء ] :

قال :

(( دخنها من تحت رجل من أهل بيتي ( في النسب ) يزعم أنه مني ( يعني في الدين ) وليس مني ، إنما أوليائي الصالحون ))

سميت [ السراء ] :

ــــــــــــــــــــــــــــ

ــ إما لأن العدو يسر بها لما يرى من ضعف المسلمين

ــ أو أنها سراء باعتبار ما وسع  عز وجل على هذه الأمة في المال والمتع فعصوا الله فسروا بذلك فكانت العاقبة وخيمة

ثم قال :

(( ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع )) يعني :

أن هذا الرجل لا تستقيم له إمارة لضعفه ، وذلك لأن الورك لثقله لا يمكن أن يبقي على الضلع الخفيف

ثم ذكر فتنة [ الدهيماء ] ” من السواد ” :

صغرت :

 إما لتحقيرها وإما لتعظيمها ، وهو الظاهر

(( ثم ذكر فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته حتى يكون الناس على فسطاطين ))

يعني : على فرقتين أو مدينتين

(( فسطاط نفاق لا إيمان معه ، وفسطاط إيمان لا نفاق معه ، فإذا كان كذلك فانتظروا الدجال من يومه أو من غده ))