الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (81) أثر حذيفة (رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه )

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (81) أثر حذيفة (رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه )

مشاهدات: 499

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ درس (81)

 أثر حذيفة (رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

ـــــــــــــــــــــــ

ولابن أبي حاتم عن (( حذيفة )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه رأى رجلا في يده خيط من الحُمَّى فقطعه ، وتلا قوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

ختم المصنف هذا الباب بأثر عن حذيفة :

قال : (( ولابن أبي حاتم ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندنا هنا : ابن ، وأب

عندنا : أبو حاتم ، وعندنا ابنه

فابنه :

ـــــــــــ

عبد الرحمن ، وهو من علماء الحديث صنف في الحديث ، وصنف في التفسير ، ويُعد من العلماء البارزين ، وأبوه أبرز منه

واسم أبيه : محمد بن إدريس من بحور العلم في الحديث ولاسيما في السند والرجال ، وهو من أقران الإمام البخاري في علمه وإحاطته بالسند ، وقد عُمِّر بعد البخاري أزيد من عشرين سنة

فهذا الابن عبد الرحمن ذكر هذا الأثر عن حذيفة بن اليمان :

ـــ وهو الصحابي المعروف صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخبره عن أسماء المنافقين

ـــ لما رجع من غزوة تبوك كان معه فأخبره بأسمائهم ، ولم يبن النبي عليه الصلاة والسلام أسماءهم بيانا عاما حتى لا تكون هناك فتنة .

ـــ وكان أبوه قد ترك دياره ، وأتى إلى بني عبد الأشهل كان عليه دم فحالفهم ، وآووه ، وقد حضر أبوه غزوة أحد ،  ولما انكفأ المسلمون بعدما قيل : أن الرسول عليه الصلاة والسلام قُتل حصل بين الصحابة رمي من حيث لا يشعرون فأصابوا أباه ، فقال لهم : ” أبي أبي ، يغفر الله لكم “

((عن حذيفة أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمَّى )) 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأى رجلا :

لا يلزم من ذلك أن الحكم يختص بالرجال بل غنه يسري إلى النساء

كما سبق معنا في سام الشرط ” مَن تعلق تميمة ))

وقوله : في يده )) :

ـــــــــــــــــــــــ

لا يلزم أن يحصر الحكم في اليد ، إنما هو  لبيان الواقع

فلو وضعها في رقبته أو في رجله أو في أنفه أو في جبينه أو في شعره أو في لحيته فالحكم هو هو

(( وقوله : من الحمى )) :

ـــــــــــــــــــــــــــ

” من ” سببية :

بسبب الحمى

والحمَّى : هو المرض المعروف

(( فقطعه )) :

ـــــــــــــــــــــــــــ

وفي هذا جواز إنكار المنكر باليد بل هو أعلى الدرجات :

قال النبي عليه الصلاة والسلام – كما عند مسلم : (( من رؤى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فغن لم يستطع فبقلبه ))

لكن إنكار المنكر باليد لا يكون لأي أحد ، وإنما يكون لمن له ولاية حتى لا تحصل فتنة

فيكون الأب منكرا بيده على أبنائه

الزوج على زوجته

الوالي على رعيته

وهلم جرا

(( فقطعه وتلا قوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه الآية جاءت في سياق المشركين الشرك الأكبر

ونحن بصدد الحديث عن الشرك الأصغر :

فاستفيد من هذا أن الصحابة رضي الله عنهم يستدلون بالآيات التي في الشرك الأكبر على ما يكون من الشرك الأصغر

ومعنى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }

كفار قريش مؤمنون ، لكن ما حقيقة هذا الإيمان ؟

حقيقته مفسرة في قوله تعالى : ((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ))

فإيمانهم بالربوبية لكنهم يشركون بالله ويجعلون معه وسطاء :

قال عز وجل  : ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ))

ويشركون في التلبية

ولا ينفعهم هذا الإيمان

ـــ وهذا الأثر على عجالة لأن هذا الأثر فيه ضعف ، ولكننا علقنا عليه لأن المصنف ذكره

وقد يكون يرى رحمه الله أنه صحيح

لكن هذا الحديث عن ” عروة عن حذيفة “

وعروة لم يسمع من حذيفة

فهذا الأثر ضعيف

لكن الواقعة من حيث العموم لا من حيث التفصيل تؤيدها الأحاديث  والنصوص .