تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس التاسع والثمانون
28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ .
وشرح حديث ( 506 ) الجزء الثالث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
506 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ – قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِى الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلاَةِ وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَى الآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلاَةِ حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا ». قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى لَمَّا رَجَعْتُ – لِمَا رَأَيْتُ مِنَ اهْتِمَامِكَ – رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَقَامَ عَلَى الْمَسْجِدِ فَأَذَّنَ ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ – قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى أَنْ تَقُولُوا – لَقُلْتُ إِنِّى كُنْتُ يَقْظَانًا غَيْرَ نَائِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ».
وَلَمْ يَقُلْ عَمْرٌو « لَقَدْ أَرَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ». قَالَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِى رَأَى وَلَكِنِّى لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ عَمْرٌو وَحَدَّثَنِى بِهَا حُصَيْنٌ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى حَتَّى جَاءَ مُعَاذٌ. قَالَ شُعْبَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ فَقَالَ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلَى قَوْلِهِ كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ فَجَاءَ مُعَاذٌ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ – قَالَ شُعْبَةُ وَهَذِهِ سَمِعْتُهَا مِنْ حُصَيْنٍ – قَالَ فَقَالَ مُعَاذٌ لاَ أَرَاهُ عَلَى حَالٍ إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا. قَالَ فَقَالَ إِنَّ مُعَاذًا قَدْ سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً كَذَلِكَ فَافْعَلُوا. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ وَكَانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيدًا فَكَانَ مَنْ لَمْ يَصُمْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فَكَانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ. قَالَ وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ لَمْ يَأْكُلْ حَتَّى يُصْبِحَ. قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَرَادَ امْرَأَتَهُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ نِمْتُ فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ فَأَتَاهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالُوا حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا فَنَامَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ).
صحيح
ــــــــــــــــــــــــــ
(( حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ ))
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الإحالة في اللغة تطلق ويراد منها التغيير فالإحالة هنا ( أحيلت الصلاة ) يعني تغيرت الصلاة على ثلاثة تغيرات
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن الفاعل هنا لم يذكر ( أحيلت الصلاة ) ومر معنا في الدرس الأخير في البلاغة أن الأصل في الفعل أن يبنى للمعلوم ولا يبنى لما لا يسمى فاعله إلا لغرض من بين هذه الأغراض قال هنا ( أحيلت الصلاة )
من بين هذه الأغراض :
العلم بالفاعل ( أحيلت الصلاة ) من غير الصلاة ؟ الشرع
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنه قال ( أحيلت الصلاة ) مر معنا أنواع ” ال “ يمكن تصل إلى ثمانية أنواع تقريبا
فـ ” ال ” هنا في الصلاة من أي الأنواع ؟
ال العهدية ، لكن ال العهدية لها ثلاثة أنواع : العهد الذهني ( أحيلت الصلاة ) أي ما عهد في الذهن
ما هي تلك الصلاة ؟ صلاة الاستسقاء ، صلاة الكسوف صلاة الوتر صلاة الفرض ؟
صلاة الفرض
(( قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ))
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أصحابنا : بين ابن أبي شيبة أن المقصود من هؤلاء الأصحاب هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وقد أدرك ابن أبي ليلى بعضا منهم ، وجهالة الصحابة هنا حدثنا أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في مصنف ابن أبي شيبة جهالة هؤلاء لا تضر لأن الصحابة عدول فلو جهلت أسماؤهم فلا إشكال لأنه لا يمكن أن ينقلوا عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا ما سمعوه .
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنه يصح أن يقال من قبل الطالب لعالمه صاحبي فإنه أدرك بعض الصحابة ومع هذا كله قال أصحابنا لأن الصحبة أنواع وأشكال لها معان متعددة
الصحبة تختلف قد تكون هذه الصحبة تجمع هؤلاء زمنا أو تجمعهم طريقة أو تجمعهم فعلا فهؤلاء يقولون قال أصحابنا ويقصدون بذلك الإمام أحمد المقصود من ساروا على طريقتهم في المذهب فالصحبة لها معان متعددة ولذلك قال تعالى : ( أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ) مع أن هؤلاء يختلفون في خلقتهم عن النار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((قَالَ – وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً ))
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أن العجب في اللغة يطلق على معنيين :
إما الاستحسان وإما الإنكار هنا الاستحسان كقول عائشة كما في الصحيحين : ( كان يعجبه التيمن )
وقد يكون الإعجاب معناه الإنكار مثاله : (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)) وقال الإمام أحمد كما مر معنا في التوحيد : ” عجبت لقوم يعرفون صحة الإسناد ويذهبون إلى رأي سفيان ” الإعجاب هنا إنكار
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أنه أتى هنا بـ ” أو” التي يقصد منها الشك (الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ) وهذا شك من الراوي لأنه إذا أطلق الإيمان فالمقصود به هو الإيمان والإسلام ، وكذلك الشأن في الإسلام ، فهما كلمتان إذا اجتمعتا افترقتا وإذا افترقتا اجتمعتا
ويمكن أن تكون كلمة المسلمين أو المؤمنين من حيث الشك يمكن أن في ذكرالمسلمين باعتبار أنهم في بداية التشريع ، وهذا في السنة الأولى من الهجرة وأتت عبادات ومعلوم أن الإيمان يزداد ويعظم كلما جاءت عبادة وفعلوها
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أن كلمة واحدة تعود إلى الصلاة ، والواحدة هنا هي لاشك أنها واحدة فما تصليه أنت يصليه غيرك هي خمس صلوات في اليوم والليلة لكن المقصود هنا هو الاجتماع
فهنا نأخذ فائدة لغوية :
وهي أن كلمة ” واحدة “ مع أنها مفردة تطلق ويراد منها الاجتماع ولعله راجع إلى المعنى الأصلي من الوحدة ، الوحدة يعني الاجتماع والاتفاق
قوله (لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ قَالَ الْمُؤْمِنِينَ – وَاحِدَةً) يريد إثبات ما سيأتي إثبات استحسانه لما يأتي من اجتماعهم لأنهم كانوا يصلون من غير اجتماع فأراد أن يجمعهم فهمَّ النبي عليه الصلاة والسلام بأمور لكنها لم ترق له كما مر معنا من مجموع ما مر معنا أنه أراد أن يجعل أعلاما يلوح بها إيذانا بأن الصلاة قد دخل وقتها
أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبعث رجالا ليعلموا الناس بدخول وقت الصلاة
أراد أن يضرب بالناقوس وهما خشبتان إحداهما أصغر من الأخرى
هي للنصارى ينادون بها لصلواتهم إذا ضرب بإحداهما على الأخرى فأصدرت صوتا ولكنه لم يرق له ذلك
أراد أن يتخذ البوق لكنه كره ذلك لأنه من شأن اليهود
أراد عليه الصلاة والسلام أن يشعل نارا لكنه كره ذلك لأنه من فعل المجوس
فهذه خمسة أمور أراد أن يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولكن كتب الله أن رأى عبد الله الملك في منامه يؤذن
فإذاً بعث الرجال ووضع الأعلام والنواقيس وما شابه ذلك أو الهم بها ليس هو المراد وإنما هي أسباب للحالة الأولى
ما هي الحالة الأولى ؟
أن يجتمع الناس في صلاتهم
وهذا يدل على عظيم فضل صلاة الجماعة
تصور لو أن الصلاة فاتتك في يوم من الأيام لعذر يعني لم تتركها في المسجد جماعة من غير عذر لأن الشأن بالمسلم أنه لا يترك الصلاة إلا لعذر
فإن تركها لعذر وهذا شيء يجربه الإنسان في نفسه فصلى في بيته أو صلى مع جماعة أخرى سبحان الله ! ليس لها من اللذة كما هي اللذة في الصلاة الأولى جماعة لأن الاجتماع الأول يختلف
سبحان الله ! هذا الأذان يؤذن به لاجتماع الناس إلى الصلاة سبحان الله ! كلما كان الإنسان أحرص على المجيء من أول ما يؤذن المؤذن كلما كان الإيمان في قلبه أعظم وأعظم والحلاوة تكون أكثر وأكثر
ولذلك من اعتاد أن يصلي خلف الإمام وفي الصف الأول لو تخلف لعذر وصلى في الصف الثاني إذا به يجد في نفسه حرجا ، نعم ،
أدركت كبيرا من السن سهر ليلة من الليالي في زواج أحد أبنائه فقدر الله لم يستيقظ لصلاة الفجر حتى خرج وقتها فجعل يبكي بكاء شديدا
يعني الشرع رفع الحرج ( ليس في النوم تفريط ) كما عند مسلم ومع ذلك انظروا كيف تحسر لما فاتته صلاة الفجر وخرج وقتها بينما أناس نسأل الله السلامة والعافية يضع رأسه من الليل وقد أشبع جوارحه كلها مما حرمه الله جل وعلا مما يراه في هذه الأجهزة ولا صلاة وتر ولا صلاة ليل ولا وضوء ولا غير ذلك وإذا به ينام ثم وهو مريد للنوم لا أذكار للنوم وقد بيت النية على ألا يقوم الا إذا قام للدوام أو قام للدراسة ثم إذا ذهب إلى عمله أو كان طالبا فرجع من مدرسته فتغدى إذا به يترك صلاة العصر وصلاة المغرب وبعضهم يلحق صلاة العشاء بالصلوات الأخرى
إذاً : ضياع في ضياع
وهكذا سبحان الله ! إذا انفتح القلب على الذنب ولم يتخلص منه يزداد معه حتى يصل به الحال إلى أن يكون هذا الذنب مستساغا عنده بل ربما يدافع عنه من أجل أن يظهره في صورة الحق
وانظروا إلى ما ذكرناه في تفسيرنا في أول سورة البقرة عن اليهود
سبحان الله ! أناس يرفع الله الجبل فوقهم رؤية حسية ومع ذلك لما تمكنت الغفلة من قلوبهم لم يرعوا وإلا مثل هذا حدث عظيم ومع ذلك رجعوا
تجد أن الله جل وعلا قد أماتهم (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) ومع ذلك بعثهم الله وعادوا !
وهذه طبيعة ابن آدم إذا لم يتعاهد قلبه
أهل النار : ما في أعظم من أن أهل النار يرون النار ويدخلون النار
(( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) ))
فاحرص على قلبك
قلبك هو محل الانتفاع ولذلك مع صلاح القلب وسلامته لو لم يقم الإنسان بالنوافل إلا الشيء اليسير فإنه على خير عظيم
بل إن هذه النوافل لا يمكن أن يبقى عليها لأن القلب كلما انتفع كلما أراد أن يتلذذ بطاعة الله عز وجل
فنسأل الله لنا ولكم الثبات على دينه حتى نلقاه وإلا في هذه الدنيا خصوصا في هذه السنوات ، والله كما قال عليه الصلاة والسلام عند مسلم (( فتنا كقطع الليل المظلم ))
ما تدري من أين تأتيك ؟
ولا تدري كيف تتصدى لها ؟
ما تدري فتنة المال لما ترى غيرك عنده مال ومتطلبات الحياة عسيرة والأولاد من ذكور وإناث وزوجة يريدون ما يريده الأثرياء والأغنياء فينفتح لك باب من أبواب المال لكن هذا الباب فيه شبهة فيه محرم ، فتنة
فالفتن عظيمة فتنة الشهوة هذه كلها بوابات
يعني ما قالها النبي عليه الصلاة والسلام عبثا (( القابض على دينه في آخر الزمن كالقابض على الجمر ) )
هذا هو الحال يعني لما أقرأ للقرطبي ويقول هذا هو زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر أو كما قال ابن حجر أقول سبحان الله ! كيف لو رأوا زماننا ؟ ! مع قلة العلم ومع قلة العبادة ومع كثرة المثبطين عن الخير ومع كثرة شياطين الإنس إضافة إلى شياطين الجن
فنسأل الله أن يثبتنا على دينه
والله لا يؤمن على أحد من الزيغ والضلال ولاسيما في هذا العصر فقد يكون الإنسان طيلة حياته على خير لكنه يختم له بسوء
فالإنسان يتعاهد قلبه هذا أهم شيء تعاهد قلبك فيما يتعلق بحق الله وفيما يتعلق بحق المخلوقين ولو لم تقم من العبادة إلا بالشيء اليسير
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه