تعليقات على سنن ابن ماجه ( 60 ) حديث ( 547 )

تعليقات على سنن ابن ماجه ( 60 ) حديث ( 547 )

مشاهدات: 488

تعليقات على سنن ابن ماجه

حديث 547

الدرس الستون 

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :

( باب ما جاء في المسح على الخفين  )

حديث رقم – 547-

( صحيح بما تقدم وبحديث علي الآتي )

عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده:

(  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين وأمرنا بالمسح على الخفين )

( من الفوائد )

أن كلمة ( الخفين ) تختلف عن كلمة ( الجوربين ) فالخف : ما صنع من جلد .

وأما الجورب : فهو ما صنع مما سوى ذلك من الصوف أو القطن أو نحو ذلك .

ولذلك ( البسطار ) الذي يلبسه العسكر  ” خف ” لأنه مصنوع من جلد .

( ومن الفوائد )

بيان يسر الشريعة إذ1 سهلت الأمر على المسلمين ، فإنه متى ما توضأ الإنسان ولبس خفيه فإن له أن يمسح عليها ، للمقيم يوم وليلة ،وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها .

 

 

 

 

( ومن الفوائد )

” أن جواز المسح على الخفين لا يحصر ببرودة الجو “

فإنه لو لبس شخص في مثل هذا الجو الحار خفا أو جوربا بعدما توضأ فله أن يمسح ، فالمسح لا علاقة له ببرودة الجو ولا بحرارته ، المهم أن يلبس على طهارة ، وبالتالي فإنه لا يشترط في لبسه إلى نية ، فلو أنك احتجت إلى أن تدهن قدميك بالليل ، معلوم أنه قبل النوم هناك سنة الوضوء ، توضأت لكي تنام فلما فرغت من الوضوء قلت أدهن قدمي ثم لبست جوربين من أجل أن تترطب القدم ، ولم ينقدح في ذهنك أنك تمسح ، فنمت فلما استيقظت الفجر هل تمسح أم لا ؟ مع أنك لم تنو المسح عند لبس الجوربين ؟

تمسح ، لأن الأهم أن تلبس على طهارة .

 

( ومن الفوائد )

” أن الأمر الموجود في هذا الحديث بالمسح ليس أمر وجوب “

فالشرع لا يلزمك أن تمسح على الخفين ، لكنه أمر إباحة وتيسير ورخصة ، ولذا لو أن الإنسان كانت الخفاف عليه وله أن يمسح عليها ، قال لا أريد أن أمسح ، فله أن يخلع الخفين ويغسل القدمين ، فيجوز له ذلك .

لكن لو قال قائل : متى يكون الأمر بالمسح للوجوب ؟

لو أن إنسانا كانت الخفاف عليه ، الإمام في الركعة الأخيرة ، قال سأتوضأ وأخلع الخفين ، نقول لا يجوز لك هذا ، لأن الواجب عليك أن تمسح على الخفين لكي تدرك صلاة الجماعة .

أو أنك خشيت أن يخرج وقت الصلاة ، فلا يجوز لك ، وإلا فالأصل أن الأمر بالمسح على الخفين أمر رخصة وتيسير .

( ومن الفوائد )

لو قال قائل : ما هو الأفضل أن أمسح على الخفين أو أخلعهما و أغسل القدمين ؟

خلاف بين أهل العلم ، قال بعض العلماء :

أن المسح عليهما أفضل ، لماذا ؟

قالوا : لكي نخالف أهل البدع من الرافضة ، لأن الرافضة لا يرون المسح على الخفين ، فنحن نمسح ونحرص على المسح حتى نخالف هؤلاء ، وحتى نأخذ بالرخصة الشرعية .

وقال بعض العلماء : إن غسل القدمين أفضل ، لم ؟

قالوا لأن الأصل في القدمين ” الغسل “

وقال شيخ الإسلام رحمه الله وهو القول الراجح:

أنه لا شيء أفضل من الآخر ، وإنما تكون الأفضلية باعتبار حال قدمك ، إن كانت القدم مكشوفة فالأفضل الغسل ، وإن كانت مستورة فالأفضل المسح .

وصلى الله على نبينا محمد .