تعليقات على سنن ابن ماجه
من الحديث ( 562 ــ 563 ــ 564 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
562 – (حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَالْعِمَامَةِ» )
صحيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــ
من فوائد هذا الحديث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا الحديث بين الخمار الموجود في الحديث السابق (أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مسح على الخفين والخمار)
فالخمار المذكور في الحديث السابق مبين هنا من أنه العمامة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــ
بيان أن السنة أتت من باب رفع الحرج عن الناس لأنه يمسح على العمامة
وهل يلزم أن يمسح شيئا من الشعر معها ؟
الجواب : لا
الأفضل أن يمسح شيئا من الشعر معها لكن لو لم يفعل جاز
والدليل هنا :
النبي عليه الصلاة والسلام اقتصر على المسح على العمامة دون أن يمسح شيئا من شعره
وجاءت أحاديث أخرى من أنه عليه الصلاة والسلام مسح على العمامة مع بعض من الشعر فدل هذا على أنه يجوز أن يمسح على العمامة مع بعض الشعر ويجوز أن يمسح على العمامة وحدها ولو لم يمسح على شيء من الشعر
ومن الفوائد:
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن العمامة التي يمسح عليها هي العمامة التي تغطي ما جرت العادة بتغطية الرأس فيه
فلو أنه غطى جزءا من رأسه بالعمامة لا يصح المسح عليه وإنما يغطي ما جرت العادة بتغطيته في غالبها
ولذا لو ظهر جزء من الرأس فلا إشكال في هذا إن كان العرف يدل على إخراج هذا الشيء
ومن الفوائد:
ـــــــــــــــــــــــــ
أن المسح على الخفين كما جاءت به السنة كذلك جاءت السنة بالمسح على العمامة فدل هذا على ماذا ؟
دل على أنه لا يمسح على مستور لا يمسح إلا على القدمين والرأس في حالة السعة
أما في حالة الضيق والضرورة فيمسح
مثل إنسان كسرت يده فجبرت يمسح عليها عند الوضوء ولا يمسح على معظمها بل يمسح من جميع جوانبها لم ؟
لأن هنا حالة ضرورة لكن في حالة السعة لا يمسح إلا على مستور القدمين ومستور الرأس
إذاً : ما تسأل عنه بعض النساء من أنها تتوضأ وتتضع المناكير على أظفارها وتقول إذا أتت الصلاة الأخرى سوف أمسح على هذه الأظافر لأني وضعت هذه المناكيرعلى طهارة
فيقال : لا يصح
لأن الشرع ما جاء بالمسح إلا على مستور الرأس ومستور القدمين
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث المغيرة لما كان معه في سفر وكانت عليه جبة ضيقة شامية فأراد أن يرفع هذه الجبة عن كميه فلم يتمكن لضيقها فأخرج عليه الصلاة والسلام يده من هذه الجبة حتى غسل جميع اليد
لو كان المسح عليها جائزا لما تكلف عليه الصلاة والسلام وهو في سفر وهو قد تأخرعلى أصحابه حتى أتى إليهم وقد صلوا
فدل هذا على أنه لا يمسح إلا على الرأس وعلى القدمين إذا كانت مستورة
الشمغ : لا يمسح عليها ولا الطواقي هذه ليست بعمامة
الشماغ يعتبر عمامة لو أنه لفها على رأسه كما يلف القماش على الرأس لأن العمامة أصلها قماش سواء كانت غطرة قماش لحاف ثوب أهم شيء أنه يلفها كما تلف العمامة
لبسنا هذا لا يشق نزعه لكن لو أتى إلى الشماغ ثم لفها على رأسه بعض الناس يفعلها هنا يمسج
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعض العلماء قال إن المسح على العمامة يشترط فيها ما يشترط في المسح على الخفين
ما الذي يشترط في المسح على الخفين ؟
أن يلبسها على طهارة وأن يكون المسح في يوم وليلة للمقيم وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن
ولعل ما استدلوا به يمكن هذا الحديث يسعفهم لأنه جمع بين العمامة في المسح وبين المسح على الخفين
والصواب :
أن العمامة لم يرد فيها دليل صحيح يشترط المدة ويشترط الطهارة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
563 – (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ، فَرَأَى رَجُلًا يَنْزِعُ خُفَّيْهِ لِلْوُضُوءِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: امْسَحْ عَلَى خُفَّيْكَ، وَعَلَى خِمَارِكَ، وَبِنَاصِيَتِكَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ» )
ضعيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث لو صح لاستفيد منه فائدة
رآها شيخ الإسلام :
من أن الأفضل في حق القدم إذا كانت مكشوفة أن تغسل وإذا كانت مستورة أن تمسح
ولذا أنكر سلمان على هذا الرجل الذي لما أراد أن يتوضأ مسح خفيه
ونحن نرى بعضهم إذا أراد أن يتوضأ وعليه شرابه خلع الشراب وتوضأ نقول لا إشكال في هذا لكن لا تكلف على نفسك
بمعنى أنك إذا لبست الشراب على وضوء سابق فامسح عليه لكن لو أنه خلعه وقال لا أريد أن أمسح أريد أن أغسل نقول لا إشكال
لكن الأفضل ان الإنسان إذا أراد أن يتوضأ ينظر إلى قدميه إن كانت مستورة بشراب نقول الأفضل امسح ، وإن كانت مكشوفة فنقول اغسل
ما تذهب وتلبس الخفين من أجل أن تمسح ، لا تتكلف ضد حالك
ـــــــــــــــــــــ
564 – (حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قِطْرِيَّةٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْعِمَامَةِ، فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، وَلَمْ يَنْقُضِ الْعِمَامَةَ»)
ضعيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الحديث نسب فيه هذا الملبوس الذي هو العمامة إلى قطر قطري من قطر ، وفي القدم كانوا يطلقون على البحرين وما جاورها يطلقون عليها هذه قرى من قرى البحرين ، ولذلك الأحساء في القدم قبل مئات السنين هذه تنسب على أنها من قرى البحرين
فكانت البحرين أوسع في المساحة وأكثر مماعليه الآن
ولذلك قال الشراح “: هي مدينة من مدن البحرين “
لكن لما أتى هذا الزمن واصطلحت على الحدود وما شابه ذلك أصبحت كل منطقة معروفة بمسمى خاص
ولا شك أن هذه الحدود التي بين بلدان المسلمين لاشك أنها من صنيع الكفار أرادوا أن تتفرق الأمة الإسلامية وإلا فالأصل أنه لا يمر مسلم بمدينة أو ببلاد الأصل لا يمر بجواز ، جوازه أنه مسلم
والأصل :
ألا يؤخذ عليه تأشيبرة ولا مبلغ على ذلك لأن هذا مما حرم الله عز وجل لأنه لا يؤخذ إلا على الكفار إذا أرادوا أن يدخلوا بلاد المسلمين من أجل التجارة أو ما شابه ذلك .
لكن الكفار لما رأوا أن المسلمين لا يمكن أن يسيطر عليهم إلا بأمرين :
ــ هو تمزيق القرآن تمزيقا معنويا لا ورقيا تمزيقا معنويا من قلوبهم ، فإذا صرفوا عن القرآن ، وعن تدبره وعن العمل به حصل لهم المبتغى لم ؟
لأنهم جربوا الدبابات والمدافع والآلات الحربية في الحملات الصلبية السابقة فما نفعت فأرادوا أن يضعفوا هذه الأمة فيأتوا إليها من الأساس
ما الأساس ؟ القرآن ، يمزق تمزيقا معنويا في قلوبهم ، فإذا مزق القرآن من القلوب أصبح هذا القلب خاويا فاستقبل كل شبهة يقولونها وكل شهوة يعرضونها .
ولذلك في مثل هذه الأيام انفتح للناس أن ينظروا إلى شهوات وشبهات في قنوات فضائية يوتيوب مقاطع هذا من صنع الكفار لم ؟
لأنه ليس عندنا سلاح
هو موجود بين أيدينا لكننا لم نستفد من هذا السلاح وكل على حسبه ، ولذلك لو أن القرآن عظم في قلب الإنسان ما استطاعوا أن يصلوا إلينا عن طريق هذه الأفلام والمسلسلات وما شابه ذلك وما استطاعوا أن يأتوا عليه من طريق الشبهات بأن يلقوا شبهات حتى تصرفه عن معتقده وحتى يشكك في دينه
الأساس الثاني : الاجتماع
ولذلك أول ما حرص النبي عليه الصلاة والسلام أول ما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار حتى إن الأنصار كانوا يتسابقون أيهم يظفر بهذا المهاجري
ولذلك :
ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة كل يقول أريده أن يشاركني في مالي فآخي بينهم ولذلك قال تعالى : ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ)) وهم الأنصار ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ))
لو كان بهم فقر يقدمون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)))
ولذلك :
لما أتى عبد الرحمن بن عوف وأصل القصة عند البخاري لما نزل على سعد بن الربيع فقال له : خذ نصف مالي واختر إحدى زوجاتي حتى أطلقها فتعتد فتتزوج بها
قال : بارك الله في أهلك وفي مالك دلني على السوق
فذهب إلى السوق واشترى وكسب
فقضية التوافق والاجتماع بين المسلمين :
لاشك أنه من أعظم ما يكون
ولذلك لما أتت هذه الحدود مزقت الأمة وأصبح المسلمون فيما بينهم كل يقول هذا لي هذا لي فليحصل الخصام وينشغل المسلمون بعضهم ببعض والعدو يتفرج
ثم هم في مثل هذه السنوات الآن دخلوا في الأمر آخر قصية المظاهرات
وما شابه ذلك في هذه الدول ثم ضاعت الأمة كلما لم يرق لهم رئيس أتوا له بمظاهرات لإسقاطه
وهكذا مصالح الأمة ومدخرات الأمة تضيع في خضم هذه الغوغائية وهذه الفوضى
ولو أنهم اجتمعوا على قلب رجل واحد لصلحت لهم أحوالهم
ولا ينظر أحد من الرعية إلى فعل الراعي أو الحاكم نحن ما يسلط علينا إلا من أنفسنا لو أن المجتمع صلح لسهل الله له كل خير
فلما تصلح الشعوب لا يستطيع أي حاكم أن يفرض عليها أمرا
ولذلك لما ترى مثل هذه المظاهرات لإسقاط الحكام والزعماء ينظر في حالها هل هي من أجل الدين أم من أجل غرض مثلا ضيق علينا في أرزاقنا وفي كذا وفي كذا
إذا لم يكن الشيء لله فلا خيرفيه حتى لو كان لله فلا يجوز الخروج ولو ظلموا ولو جاروا ولو فعلوا ما فعلوا لأن بهم تؤمن السبل
وليست العلاقة بين الراعي والرعية هي مصالح دنيوية ، لا ، النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين : ( ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم منهم رجل بايع إمامه لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ))
إن أعطاه وأمر بمبالغ أو مكرمات قالوا هو هو الذي لا يدانيه أحد إذا منع وحبس قالوا لا ليس هو هو
إذاً لا يجوز
ولذلك على الأمة الإسلامية أن تعود إلى مجدها السابق ولا عودة إلى مجدها السابق إلا بأمرين : بالرجوع إلى كتاب الله وبالاجتماع
ولذلك :
انظروا في سورة آل عمران لما قال تعالى : (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ))
حبل الله ما هو ؟
القرآن
ما الذي بعدها ((وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ))
الخطاب للأنصار كان جزء من الأنصار مع طائفة من اليهود والجزء الآخر مع طائفة من اليهود وكانوا يتحاربون فيما بينهم ((وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا))
ما هي النعمة ؟
نعمة الدين
ولا يمكن أن تجتمع الأمة مهما كان والله لو أن الأمة وأقسم على ذلك وقسمي له دليل من الكتاب والله لو أن الأمة اجتمعت من أجل المال وأغدق عليها المال والثروات والله لن يستقيم لها حال ولن تجتمع أبدا ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)))
علاقتك مع شخص إذا كانت مبنية على مصلحة على تجارة تنتهي بانتهاء هذه المصلحة لكن إذا كانت العلاقة مبنية على مراد الله تبقى
ولذلك :
لو أن شخصا يصاحب شخصا معه في فسق أو معصية لو يحصل أي شيء إذا بالفرقة بينه ما أسرع منها بل إنه لو كان في محنة أو بلية لتخلص منه أو انصرف عنه لكن أهل الخير والصلاح إذا كانت مبنية على الدين فإنها تبقى بل يساعد بعضهم بعضا
ولذلك ما تخاصم متحابان إلا بذنب أحدثه أحدهما
فخلاصة القول :
أن الحديث هنا قال : ((وعليه عمامة قطرية )) منسوبة إلى قطر ، وقطر كانت تسمى في القدم من قرى البحرين ؛ لأن البحرين كانت منطقة شاسعة باعتبار وجود البحار حولها بل إن الإحساء قديما كانت تبعها لكن كما أسلفت لما أتت هذه الحدود بتخطيط من اليهود مزقت الأمة ولا يمكن أن تعود للأمة قوة إلا بالرجوع إلى كتاب الله
ولذلك :
في الخلافة العباسية لما كانت قوية بقوة الله بطاعة الله ، كان هارون الرشيد وهو يخطب ينظر إلى السحابة يقول : ” ياسحابة أمطري هنا أو هناك ما يهم فسيصلني خراجك “
لأن الفتوحات اتسعت لكن في أواخر حياة الخلافة العباسية لما عصت أمر الله سلط الله عليهم التتر حتى أسقطهم في بغداد حتى اختفى بعضهم في أماكن القاذورات حتى إن أهل السير كابن الأثير وابن كثير يقولون استخرنا الله نحن نقدم رجلا ونؤخر أخرى هل نكتب تلك الخزايا التي حلت بالمسلمين من التتر ؟
كان يقول أحد التتر لأحد المسلمين ضع رأسك على الحجر
ويقول آخر : قم خذ هذا الحجر واضرب رأس أخيك فيفعل
وكان يعضهم إذا لم يجد حجرا يقول انتظرني هنا فينتظره حتى يأتي بالسيف فيقتله
أين تلك القوة ؟
ذهبت
ليس لنا قوة سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد ليس لأحد قوة إلا بالتمسك بكتاب الله عز وجل
ولذلك :
من قوة المسلمين لو صح هذا عن عمر يقول لو أن ــ من القوة لأن الشعب إذا كان صالحا تصلح حكامه كان يقول : ” والله إن هذا المال ليصل إلى الراعي يرعى بإبله في جبال العراق “
لما كان الدين قويا
وكان يقول : ” لو عثرت دابة في العراق لسألني الله عنها لم لم تهمد لها الطريق يا عمر “
لأن المجتمع يساعد
ولذلك :
في حديث وإن كان فيه ضعف ” كيفما تكونوا يول عليكم ”
في عهد عمر بن عبد العزيز عم العدل وانتشر لأن الناس كانوا يقومون بالعدل ، كان الأغنياء يؤدون الزكاة فلما صلح الناس وأديت الزكاة أنبت الله عز وجل الأرض وأخرج لهم الثمرات وامتلأت خزائن الدولة بسبب أن التجار يدفعون المال ويتصدقون زيادة على هذا فما ترك لا فقيرا إلا أغناه ولا مدينا إلا قضى عنه دينا ولا عبدا إلا أعتقه ولاشابا إلا زوجه وبقيت خزائن الدولة ملائ بل كان يأمر أن ينثر الحب على جبال الشام من أجل أن يبين للكفار أن بلاد المسلمين غنية فتأتي الطيور فتلتقط هذا الحب لوجود الخير
فلا نلتفت إلى عيوب الآخرين ولا إلى عيوب الحكام ، لا ، نلتفت إلى عيوبنا نحن إذا أصلحناها صلحت
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عقبة عند الترمذي :
قال : يارسول الله ما طريق النجاة في الفتن ؟
قال : أملك عليك لسانك
الآن الناس في الفتن يتحدثون في وسائل التواصل كل يتحدث كلام فارغ عبثي
مفترض في الفتن : (( أملك عليك لسانك وليسعك بيتك ))
ما تخرج مع من يخرج ، لا ،
(( وابك على خطيئتك )) لا تبك على خطايا الآخرين انظر إلى خطيئتك ماذا فعلت هل أصلحت عيوبك تصور لو كل واحد أصلح عيوبه انتهت العيوب وصلح الناس
قال :(( أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )) حال الناس في البلدان الإسلامية في مثل هذه الأيام خلاف هذا الحديث كل يتحدث كل يبحث عن معائب الآخرين
كل يخرج إما بقلمه أو بنفسه أو بماله والإنسان محاسب أمام رب العالمين على ما يقوله وما يفعله