تعليقات على سنن ابن ماجه ( 81 ) حديث ( 588) الجزء الثاني ( 589 ــ 590)

تعليقات على سنن ابن ماجه ( 81 ) حديث ( 588) الجزء الثاني ( 589 ــ 590)

مشاهدات: 1183

تعليقات على سنن (  ابن ماجه )

الحديث رقم (  588) الجزء الثاني  ( 589 ــ 590)

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

( 101 ) بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَغْتَسِلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ غُسْلًا وَاحِدًا

 

588 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ»

 

صحيح

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

ومن فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن أنس قال لما سئل أو يطيق ذلك عليه الصلاة والسلام ؟

قال  : كنا نرى أنه أعطي قوة ثلاثين رجلا كما جاء عند البخاري

وجاء  في رواية أخرى ” أعطي قوة أربعين “

ومعلوم أن الرجل يعطى كما جاء عند النسائي وغيره يعطى قوة في الجماع إذا دخل الجنة قوة مائة رجل

فيكون عليه الصلاة والسلام بهذا الاعتبار يعطي في الجنة    كم ؟

قوة 3000 أو 4000 رجلا في الجنة

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه عليه الصلاة والسلام كان يطوف على نسائه في غسل واحد

كم نساؤه ؟

 

إحدى عشرة كما صرحت بذلك بعض الروايات فيكون هنا إشكال لأن هذا الفعل منه عليه الصلاة والسلام لما هاجر إلى المدينة ، وكانت خديجة قد ماتت فلم يكن عنده ذلكم العدد فيا ترى ما هو الجواب ؟

 

الجواب عن هذا :

 

أن هذا يحمل على التسع اللواتي كن عنده وأضيف إليهن جاريتاه ريحانة ومارية باعتبار التغليب ، فيغلب لأن التغليب كما سيأتي معنا في البلاغة له طرق من الطرق يغلب الأكثر على الأقل

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

كيف يطوف عليهن في ليلة واحدة ومعلوم أن الرجل لا يجوز له أن يأتي إلى امرأة في نوبة الأخرى ؟

 

فالجواب عن هذا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن كان كما قال بعض العلماء مرجحا هل القسم واجب على النبي عليه الصلاة والسلام بين نسائه أم لا ؟

وهناك خلاف وله أدلته

لكن هناك من قال بالوجوب ، وهناك من قال بأن القسم عليه ليس بواجب

وإنما كان يقسم في بعض أحيانه ممن قال بعدم الوجوب هذا من باب فعل الكمال

فإن كان هذا الفعل منه عليه الصلاة والسلام بناء على أن القسم ليس عليه بواجب فلا إشكال انطرح الإشكال

لكن على من يقول بأنه واجب كيف له أن يفعل ذلك ؟

 

فالجواب عن هذا :

 

أنه كان مسافرا فقدم وقبل أن يبتدأ في القسم مر عليهن كلهن

ويحتمل أن هذا بعد قضائه عليه الصلاة والسلام في حق كل امرأة  فقبل أن يستأنف عليه الصلاة والسلام طاف عليهن

ولهذا لا يجوز كما قال الفقهاء لا يجوز للرجل أن يجامع امرأة في نوبة الأخرى فإن فعل فعليه التوبة ، وعليه أن يقضي لتلك المنقوص حقها في نوبة تلك المرأة من باب العدل .

 

وكان هناك ساعة بعد العصر كان يدخل فيها عليه الصلاة والسلام على نسائه فيحتمل أنها في تلك الساعة ويحتمل ألا تكون فإن كانت في تلك الساعة فلا إشكال

 

س : أبجوز للرجل أن يجامع امرأتين في آن واحد ؟

 

لا يجوز

 

س : أيجوز له أن يطأ امراة بحضور الأخرى ؟

 

لا يجوز لأن الواجب عليه أن يكتم ما بينه وبين تلك الزوجة في الجماع حتى عن زوجته هذا إذا اعبترنا أنه قد ستر عورة تلك المرأة التي جامعها لكن إن كان هناك ظهور للعورة فهذا لا يجوز

 

لكن لو قال قائل :

سيكون هناك ستر فنقول أيضا لا يجوز لما عند مسلم قال عليه الصلاة والسلام : (( شر الناس منزلة عند الله الرجل يفضي للمرأة والمرأة تفضي للرجل ثم ينشر سرها ))

 

س : لو جاءت كلمة الغسل في سياق الحدث الأكبر فما المقصود منها ؟

 

إذا جاءت كلمة الغسل في سياق الحدث الأكبر فالمقصود من هذه الكلمة الغسل الكامل للبدن

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

589 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلًا «فَاغْتَسَلَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ»

صحيح بما قبله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أيضا هذا يضم لما سبق لكن يمكن يستفاد من هذا :

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــ

 

بيان خدمة أنس للنبي عليه الصلاة والسلام (( وقد أتت به أمه فقالت يارسول الله هذا أنس يخدمك فقبل النبي عليه الصلاة والسلام خدمته فخدمه عشر سنين فيقول أنس والله ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته ))

فهو عليه الصلاة والسلام كان قمة في التعامل مع الخدم

 

ولذلك ثبت عنه عليه الصلاة والسلام لما سئل : كم يعفى عن الخادم في اليوم ؟

قال  : سبعين مرة

 

فهذا العدد إن كان على بابه فهذا يدل على أن الإنسان إذا كان تحته من هو ضعيف ولاسيما إذا كان أجنبيا فعليه أن يرفق به وألا يستقصي حقه

ولذك قال الحسن البصري رحمه الله : ” ما استقصى كريم ” الكرمي ما يستقصي

بدليل أن يوسف عليه السلام لما أتته أخوته لم يستقص كلما فعلوا فصل في الموضوع قال : ((قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)))

 

وذكر اليوم من باب أنه انتهى كل شيء فليس هناك ما سيذكر في المستقبل بعد غد أو بعد أيام أو بعد شهور

 

ولذلك :

لما دخل عليه أبواه ماذا قال ؟

(( لَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَ‍قًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ))

لم يقل أخرجني من البئر (مِنَ السِّجْنِ) ثم قال : ((وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)) مع أن النزغ واقع منهم وليس منه عليه السلام

ولذلك قال عز وجل عن النبي عليه الصلاة والسلام في أول سورة التحريم : ((وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)) فالكريم لا يستقصي

فالخادم يغفر له في اليوم سبعين مرة

 

إن كان العدد على بابه فلاشك أن هذا من باب التوسعة على الخدم

وإن لم يكن على بابه فهذا من باب المبالغة كما قال عز وجل : (( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ )) وللذك قال عليه الصلاة والسلام : (( لو علمت أن الله سيغفر لهم إذا زدت على السبعين لاستغفرت لهم ))

ولذلك حتى أمه أم سليم قال : يارسول الله خادمك أنس ألا خصصته بدعوة

فدعا له النبي عليه الصلاة والسلام أن يطيل عمره وأن يبارك له في ولده وفي ماله وبالفعل

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه قال : ( وضعت لرسول الله عليه الصلاة والسلام غسلا ) الغسل يوضع ؟

هنا كلمة الغسل اغسل هو الفعل هذا يقرر ما ذكرناه من أن كلمة الغسل إن فتحت الغين غَسلا فالمقصود الماء وإن كسرت الغين غِسلا فالمقصود الماء  وما يضاف إليه من صابون ونحو ذلك

وإن ضممت فيحتمل الأمرين إما الفعل وإما الماء

هنا قال ( غُسلا ) هذا يفهم من خلال السياق

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

( 102 ) بَابٌ فِيمَنْ يَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ غُسْلًا

 

590 – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ» فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا، فَقَالَ: «هُوَ أَزْكَى، وَأَطْيَبُ، وَأَطْهَرُ») .

حسن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 من فوائد هذا الحديث :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الأكمل إذا جامع الرجل زوجته وأراد أن يأتيها مرة أخرى الأكمل أن يغتسل لدلالة هذا الحديث لأن هذا الغسل وقع بين جماعين ولا يختلف الحال سواء كان بين جماعين لامراة واحدة أو لامرأتين

وأدنى منه كما مر معنا أن يتوضأ لقوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : ” فليتوضأ بينهما وضوءا ” وأدنى منه أن يغسل فرجه كما مر معنا

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه إذا اغتسل عليه الصلاة والسلام بين الجماعين يدل على أنه توضأ لأن الغسل الواقع منه عليه الصلاة والسلام هو الغسل الكامل الذي يكون فيه الوضوء وليس هو الغسل المجزئ

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

عظم هذه الشريعة ويسرها فإنها سهلت الأمر فهو عليه الصلاة والسلام لما كان يغتسل بين جماع كل امراة وأخرى في الحديث السابق اغتسل مرة واحدة مما يدل على أنه لا تثريب ولا عسر ولا مشقة على العبد لكن من حيث الكمال كما أسلفنا يغتسل بين الجماعين

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الاغتسال بين كل جماعين بين النبي عليه الصلاة والسلام علته (هو أزكى وأطيب وأطهر ) ولاشك أن الاغتسال يعطي البدن طهارة وطيبا فإن أعظم الطيب هو الماء وأزكى وليس المقصود فقط هو تزكية البدن ووتطهير وطيب البدن بل حتى من الداخل فإن النفس تعود مرة أخرى إلى نشاطها

الدليل ما مر معنا رواية الحاكم وغيره ( فإنه أنشط للعود )

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه عليه الصلاة والسلام لما يذكر العلة هذا من باب إراحة النفوس  في بعض الأحكام قال : ((هو أزكى وأطيب وأطهر)) ثم هو عليه الصلاة والسلام لم يقل هو زكي وطيب وطاهر ، لا ،  بل أتى بأفعل التفضيل مما يدل على أنه ينتقل به الإنسان إلى أعلى الدرجات في الزكاء ،  وفي الطهر وفي الطيب