تعليقات على سنن ( النسائي ) ـ الدرس ( 59 ) الحديث رقم ( 474 )

تعليقات على سنن ( النسائي ) ـ الدرس ( 59 ) الحديث رقم ( 474 )

مشاهدات: 482

تعليقات على سنن ( النسائي ) ـ الدرس ( 59 )

باب من ترك صلاة العصر

الحديث رقم ( 474 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

474 – أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِى يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ

أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِى يَوْمٍ ذِى غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِالصَّلاَةِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( قَالَ « مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ »

حديث صحيح

 

من  فوائد هذا الحديث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بيان فضيلة التبكير لصلاة العصر في أول الوقت وهي السنة الدارجة منه عليه الصلاة والسلام ثم هي تندرج تحت النصوص الآمرة بالمسارعة إلى الخيرات

 

وصلاة العصر : ليست كبعض الصلوات الأخرى التي يستحب أن تؤخر ، فصلاة العشاء يستحب أن تؤخر إلى ثلث الليل ، صلاة الظهر يستحب تأخيرها إلى قبيل العصر إذا اشتد العصر

بينما صلاة العصر الأفضل أن يبكر بها وليس هناك وقت فاضل لتأخيرها عن أول الوقت

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن وجود الغيم يشعر بعدم التيقن من دخول الوقت

 وبالتالي فلتعلموا :

أن شروط الصلاة تسعة تسقط جميعها مع العذرإلا النية والوقت

شروط الصلاة تسقط مع العذر ، لكن الوقت وكذلك النية لا يمكن أن يسقطا حتى مع وجود العذر

وبالتالي فإن المسلم إذا صلى الصلاة ففرغ منها فهو بين حالات :

 

أولا:

 

أن يتيقن أنه صلاها قبل الوقت تيقن بعدما فرغ أنه صلاها قبل دخول وقتها فيلزمه أن يعيدها وتكون تلك الصلاة التي صلاها قبل دخول الوقت تكون نافلة له

 

الحالة الثانية  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن يتيقن أنه صلاها في الوقت فصلاته صحيحة

 

الحالة الثالثة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه لا يدري هل صلاها قبل الوقت أو بعد الوقت فالصلاة صحيحية بشرط : أنه لما  صلى غلب على ظنه أن الوقت قد دخل أما لو صلى وهو شاك  لايدري أدخل الوقت أم لا فصلى فلا تصح

 

وبالتالي :

 

فإنه لا يجوز للمسلم أن يصلي الصلاة إلا إذا تيقن دخول الوقت أو غلب على ظنه أن الوقت قد دخل فوجود الغيم هل ينبئ عن  يقين بأن الوقت قد دخل وقد أمر بريدة أن يبكروا بالصلاة وجود الغيم لا يعطي اليقين فدل هذا على أنه يجوز أن تصلي بغلبة الظن بدخول الوقت

إذاً :

إذا تيقنت أن الوقت لم يدخل فلا تصل

إذا غلب على ظنك أن الوقت لم يدخل فلا تصل

إذا شككت في دخول الوقت فلا تصل

إذا تيقنت دخول الوقت فصل

إذا غلب على ظنك أن الوقت قد دخل فصل

 

إذاً :

متى تصلي  ؟

إذا تيقنت دخوله أو غلب على ظنك وترجح أن الوقت قد دخل

وبالتالي :

لو أنه صلى وتبين له أن الصلاة وقعت قبل الوقت ففي جميع الحوال  لا تصح الصلاة ويلزمه أن يعيدها

 

إذاً :

ما هو حال الصلاة التي صلاها ؟ تكون سنة

لأنه مر معنا في الفقه أنه يصلي إذا غلب على ظنه دخول الوقت

لو قال قائل : ما الدليل ؟

هنا

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن صلاة العصر لها ميزة

ما ميزتها  ؟

أنها الصلاة الوحيدة على قول الراجح هي الصلاة الوحيدة الي لها وقتان اختياري وضروري

 

فمتى يخرج وقتا صلاة العصر ؟

 

صلاة العصر يخرج وقتها عند اصفرار الشمس هذا هو الوقت الاختياري

أما الوقت الاضطراري عند غروب الشمس

ما الفرق ؟

وهذه يجب أن يتنبه إليها :

 

تصور لو أن وقت العصر دخل عليك فما وجدت ماء وأوشك اصفرار الشمس أن يأتي فيلزمك أن تصلي  بالتيمم ولا تنتظر لو قال إلى غروب نقول لا غروب الشمس ليس لك لأشخاص آخرين

وبالتالي فإنه لا يجوز أن تؤخر صلاة العصر إلى ما بعد وقتها الاختياري

 

تصور :

لو أن الإنسان ما وجد كساء يغطي عورته للصلاة وكادت الشمس أن تصفر فنقول : صل عريانا

فلا يجوز أن تؤخر صلاة العصر إلى ما  بعد اصفرار الشمس لقول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( ” صلاة العصر ما لم تصفر الشمس ” ))

 

أما الوقت الاضطراري هذا لمن به ضرورة  كيف ؟

 

إنسان جرح جرحا عميقا ولو صلى قبل  الوقت الاختياري لهلك فأراد أن يضمد جراحه فيجوز له أن يؤخر إلى ما بعد اصفرار الشمس

 

تصور :

لو أن الحائض طهرت بعد اصفرار الشمس وقبل الغروب فنقول تلزمك صلاة العصر

 

تصور :

لو أن كافرا أسلم بعد اصفرار الشمس وقبل غروب الشمس فتلزمه صلاة العصر

 

تصور :

لو أن شخصا مغمى عليه في غيبوبة فأفاق بعد اصفرار الشمس وقبل الغروب فنقول : تلزمك صلاة العصر

ولذلك أشار بريدة هنا قال : ” بكروا ”   لم ؟

لأن صلاة العصر ليس لها وقت واحد وإنما لها وقتان اختياري واضطراري

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الترك المذكورهنا ( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله )

ترك صلاة العصر كيف أتركها كلية أو أنه يصليها خارج الوقت ؟

أو أنه لا يصليها في الجماعة ؟

كل هذه أقوال :

والصحيح :

أن من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ما تركه هنا وهذا وعيد شديد أي  من تركها حتى خرج وقتها الاختياري

فإن عمله يحبط

 

فما ظنكم بمن يأتي من الدوام قبل العصر ويتغدى وينام وليست مرة ولا مرتين ، فنسأل الله أن يلهمنا رشدنا ونعوذ به من الطبع على القلوب

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الترك هنا قلنا هو تأخير الصلاة عن وقتها لكن ما هو عقاب من أخرها عن وقتها  “حبط عمله “

 

العمل هنا مفرد أضيف إلى الضمير معرفة يعني حبط جميع عمله

ومعلوم أن الذي يحبط عمله هو الكافر المشرك (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65))

فيكون هذا الحديث دليلا  لمن قال من العلماء قالوا : [  إن من ترك صلاة واحدة حتى خرج وقتها فإنه يكون كافرا ]

 

وبعض العلماء يقول : ” إن حبوط العمل هنا ليس عاما وإنما حبوط نقصان الأجر بمعنى أن العمل لا يحبط وإنما أجره هو الذي يحبط

ولكن الأمر خطيرلأن الأصل أن حبوط العمل يكون للجميع وبالتالي فليكن المسلم على حذر من هذا الأمر

 

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بيان فضل العلماء وأنهم نور للأمة متى ما وجدوا فيها

ولذلك بريدة أفادهم بوجوده فحثهم على أن يبكروا لصلاة العصر لوجود العلم لديه

إذاً هم مصابيح للناس

 

ومتى ما أعرض الناس عن العلم والعلماء الراسخين في العلم الذين يبنون علمهم على الدليل الشرعي فإن الأمة ستهلك

ولذلك :

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح قال : ( ( ينقص العلم ويظهر الجهل ))

ابن حجر يقول في الفتح : ” العلماء موجودون لم يندثروا لكن سيأتي زمان بسبب إعراض الناس عنهم وعدم اهتمام الناس بهم وبعلمهم ينقص العلم ؛ لأنهم  لم يتلقوا منهم وإذا نقص العلم بالتالي يظهر الجهل وإذا ظهر الجهل ظهرت الفتن وإذا ظهرت الفتن ظهر القتل “

 

فدل هذا على أن العلم سبيل للحياة الطيبة كما أن الجهل سبيل للموت كما هنا

 

ولذلك :

الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا لما دل على راهب عابد ما عنده علم قال : هل لي من توبة قال  : لا استعظم الأمر فقتله فكمل به المائة

لما كان جاهلا أماته وقتله جهله لكن لما كان ذهب إلى العالم قال : من يحول بينك وبين التوبة فنجاه الله به

لو قال ليس لك توبة سيكون مائة وواحدا

فإذاً :

في هذا دليل على أن العلم سبيل للحياة أي حياة ؟ للحياتين القلبية والظاهرية

العلم الشرعي حياة للقلب العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة لأن به حياة

وإذا حيا قلبك حيت حياتك وسعدت بحياتك

 

أعظيكم مثالا :

تصوروا لو أن الناس فقهوا أحكام الحج وكل ذهب للحج وهو يفهم ويعلم  وانتشر العلم بأحكام الحج هل تقع مثل هذه المضايقات أو هذه الأخطاء أو هذا الزحام أو ما شابه ذلك ؟

ما يقع شيء لأن الناس يسيرون على هدى كما قال تعالى : (( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)))

فرق

ولذلك خليق بالأمة أن تعود إلى العلماء وتتلقى العلم منهم لأن بهذا العلم تبقى الحياة

لكن لو تولى الناس الجهال أمور الناس تضيع الحياة فينطق الرويبضة  ، ما عنده علم ، وبالتالي ما وقعت فيه الأمة الآن من فتن ومشاكل إنما سببه الجهل