تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 127 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى :
{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ …… }
سورة البقرة ( 102 ـ 103 ) / الجزء الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معنا في هذه الليلة تفسير قوله تعالى :
{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) }
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه جل وعلا ذكر هذه الآية عقيب الآية السابقة ، ما هي الآية السابقة ؟
{ولَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {101}}
ثم قال : {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ }
اقتضت سنة الله جل وعلا أن من أعرض عن الحق اشتغل بالباطل إن قيل لك ما الدليل ؟ اذكر هاتين الآيتين
لما أعرض اليهود عن هذا القرآن الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ذهبوا إلى كلام الشياطين اشتغلوا بكلام الشياطين ، وهذا يذكرنا بما قاله السلف : ” النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية “
فلا انفكاك عن هذا ، يعني لا يقل الإنسان لدي فراغ
عند البخاري : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
مغبون من لا يستفيد من فراغه ، ويغبن من هو فارغ ؛ ولذلك ماذا قال جل وعلا للنبي عليه الصلاة والسلام حال الفراغ :{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } فالفراغ نعمة ، لكن بعض الناس يشغل فراغه بالباطل ، لم ؟ لأنه انصرف عن الحق
ولذلك يقول شيخ الإسلام يقول معلقا على حديث النبي عليه الصلاة والسلام في بيان الأسماء قال ( أصدق الأسماء حارث وهمام ) ، لم ؟
قال : لأنه ما من إنسان إلا ويهم ويحرث ، متى يبدأ العمل لابد أن يكون اهتمام بقلبك ما في قلبك تخرجه جوارحك
همام يهم إذا هم حرث يعني عمل ، ولذلك هذا هو دأبنا إلى أن يموت الواحد منا ، ليس هناك انفكاك عن الشغل إن لم تشغل نفسك بالخير اشتغلت بالشر
والآن في وسائل التواصل في كثير منها لما أعرضوا في الصفحات عن قال الله وقال النبي عليه الصلاة والسلام وقعوا في الباطل
بل تهجم بعض أهل الحق على بعضهم البعض لأنه أعرض وانصرف هؤلاء عن قال الله وقال الرسول عليه الصلاة والسلام
لأن من يربي الإنسان من يقومه من يسيره على الطريق الصحيح حتى لا يعوج الكتاب والسنة ، ما قيل وقال وكلام لا طائل من ورائه
هذا الآن ما جنته الأمة في وسائل التواصل مع أن هذه الوسائل فيها خير لو استخدمت في الخير
العجب ، لنا الان سنتين أفيبقى هؤلاء على ما هم عليه حتى يأتي أحدهم الموت ؟!
ولذلك لو قيل لأحدهم دع هذه ما استطاع لأنه شبع نفسه بها
ولذلك قال تعالى ـ انتبه لو قال قائل : كلام السلف ” النفس إن لم تشغلها بالباطل شغلتك بالمعصية ” أين الدليل ؟
هنا في هذه الآية ، في حديث ( أصدق الأسماء حارث وهمام )
هناك آية أخرى قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ {6}}
كدح حتى تلاقي ربك ثم بعدها ، الناس في هذا الكدح صنفان بيَّنهما جل وعلا لما قال : {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ {6}} من اشتغل بالخير {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا {8} وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {9} }
الصنف الثاني {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ {10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا {11} وَيَصْلَى سَعِيرًا {12} إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا {13}}
فانتبه رعاك الله
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
فيه بيان أن اليهود مشغوفون بالسحر ، ولذلك من سحر النبي عليه الصلاة والسلام ؟ لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام
ولو قال قائل : هل السحر موجود في الأمم السابقة ؟
موجود
أين الدليل ؟ هنا في عهد سليمان
لو قلت هل السحر موجود قبل عهد سليمان ؟
نعم ، موجود في عهد موسى لأن عهد سليمان بعد عهد موسى
من أين عرفنا ؟ الله لما قال في سورة البقرة :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } بعث طالوت وذهبوا إلى النهر ليقاتلوا جالوت من قتل جالوت ؟ داود
ابن داود سليمان المذكور هنا ، داود وسليمان بعد موسى ، فالسحرموجود في عهد موسى كما ذكر جل وعلا
هل السحر موجود قبل عهد موسى ؟
نعم موجود في عهد صالح ، الدليل { قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ } على المشهور : أنك مسحور
فالسحر تلقته اليهود وحرصوا عليه كما ذكر تعالى هنا
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أنه قال جل وعلا هنا : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو }
{ مَا } : هنا موصولية بمعنى الذي فدلت على العموم لأن الأسماء الموصولة تفيد العموم
قاعدة في الشرع وفي أصول الفقه واللغة : الأسماء الموصولة تفيد العموم
{ مَا } موصولة ما الذي أفادنا أنها للعموم ؟
أفادنا هنا بفائدة وهي أن كل ما يتعلق بالسحر تلته الشياطين
هذه فائدة العموم
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
من المتبِع ومن المتبَع ؟{وَاتَّبَعُوا } الضمير يعود إلى اليهود
من هم المتبوعون ؟ الشياطين
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أنه قال {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}
أهو شيء ماضي أم حاضر؟
قال هنا {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} شيء ماضي فيما مضى في عهد سليمان لأن هؤلاء من هم ؟ هم اليهود الذين في عصر النبي عليه الصلاة والسلام فكيف يتلون فكيف تتلو الشياطين في عهده عليه الصلاة والسلام وإنما المقصود هنا عهد سليمان {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو} يعني ما تلت هذا فعل مضارع حل محل الفعل الماضي تلا
{ تَتْلُو } يعني تلت يمكن أن يحل المضارع محل الماضي والماضي محل المضارع
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أنه قوله : {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو }
ما معنى { مَا تَتْلُو } ؟ ما تقرأ هذا قول لبعض المفسرين
لكن القول الصحيح هو قول ابن عباس رضي الله عنهما {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو} يعني ما تتبع ؛ لأن التلاوة يمكن أن يقصد بها القراءة ويمكن أن يقصد بها الاتباع في العمل ، {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} يعني ما تبعته الشياطين
ما الدليل على أن التلاوة تكون بمعنى الاتباع ؟
قوله تعالى في سورة الشمس : { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا {1} وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا }
يعني إذا تبعها ، أقسم الله بالشمس وبضحاها والذي يتبع ويأتي بعد الشمس القمر {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا } يعني تبعها
وهنا تفهم معنى قوله تعالى : { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ }
الآية التي قبلها {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ }
ما معنى { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } ؟ يتبعونه حق المتابعة
إذًا استفدنا الآن أن التلاة تكون بمعنى الاتباع
إذًا معنى الآية هنا :{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ } يعني ما تبعته الشياطين
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن الشياطين جمع مفردها شيطان ، الشيطان ومر معنا في تفسير الاستعاذة لكن من باب التذكير سمي الشيطان بهذا الاسم كما قال بعض العلماء لأمرين : إما من شاط إذا غضب كما يقال استشاط غضبا لأنه غضب قال كيف أسجد لآدم ؟
وإما من شطن يعني بعد لأنه مبعود عن رحمة الله كما حكم الله عليه
والشياطين : أنواع في مسمياتها عند العرب
ولذلك يقولون كلما عظم شره يسمى بـ ” عفريت ” كلما زاد شرا يسمى بعفريت ، والذي يأتي الصغار يسمى أرواح يسمونه بالأرواح ، والذي يكون في البيوت يسمى عامر
لكن : هنا شياطين كفرة
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن قوله { عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } يعني زمن وعهد سليمان
لو قال قائل : لماذا قال { عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ } لماذا لم يقل على عهد أو زمن سليمان ؟ من باب التوضيح من أنه كان نبيا ملكا
ولذلك دعا الله قال { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } فهو عليه السلام فهو عليه السلام نبي ملك بينما نبينا عليه الصلاة والسلام نبي رسول وعبد ليس بملك عليه الصلاة والسلام
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أن قوله جل وعلا : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ }
ورد في التفاسير كلام طويل كيف للشياطين أن يفعلوا السحر في عهده مع أنه قوي ؟
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {82}}
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13}}
قيل : وأنا أذكرها لأنها من الإسرائيليات ولا يفسر كتاب الله بالإسرائيليات الإسرائيليات ثلاثة انواع :
ــ ما أتى من الإسرائيليات فيما مضى يخالف الشرع فيطرح
ــ ما أتى من الإسرائيليات مما يوافق شرعنا فنأخذ به لأن شرعنا أتى به
ــ ما أتى من الإسرائيليات لا الشرع أتى برفضه ولا بقبوله هنا لا يكذب به ولا يصدق به وإنما : { وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ } دون أن يكذب أو يصدق
الإسرائيليات قالوا إن الشياطين جمعوا كتب السحر ووضعوها تحت كرسي سليمان وأن سليمان افتقد ملكه لما كان معه الخاتم وكان يدير ملكه بخاتم كما زعموا ، وأنه كان يأتي بهذا الخاتم ويعطيه امرأته التي اسمها الجرادة فأتى الشيطان في صورة سليمان وأخذه ، وخرج سليمان الحقيقي وإذا بالملك قد تغير عليه ، وقالت الشياطين حينها إن سليمان لا يسوسكم إلا بالسحر
كل هذا من الأباطيل
وما ذكروها من الإسرائيليات من أن سليمان أخذ كتبهم ووضعها تحت كرسيه فلما مات أوحى الشيطان إلى بعضهم أن هناك كتب كان يسوس سليمان الناس بها فبحثوا عنها ووجدو أنها هذه الكتب التي في السحر فقالوا إن سليمان ليس بنبي وإنما هو ساحر فساس الناس وقادهم بالسحر
هذا كله من الأباطيل ولا يصح
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أنه ذكر هنا الشياطين ، وذكر الشياطين هنا وفي أي نص يرد على المعتزلة في قولهم ليس هناك شياطين ، وهذا من الأباطيل لأن الله أثبتهم هنا وقال
{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ }
هذه مسألة
هناك مسألة أخرى للأسف بعض الناس ممن قل علمه وفقهه ولا يعرف السنة كثيرا وهي غير هذه المسألة قال إن الجن لا يدخل في الآدمي
يعني أي واحد ممسوس بالجن يقول هذا ليس من الجن تخيلات لديه
هم يثبتون وجود الجن لكن يقولون يدخلونهم ؟ لا ، هذا خطأ
قال تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } يعني المرابي يخرج يوم القيامة في صورة من به مس من الجن عقوبة له وخزي له يوم القيامة
النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في المسند أنه كان يقول للجني إذا دخل في شخص قال وهذا من مزاياه قال ( اخرج عدو الله ) فيخرج
النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه أخرج من صدر بعض الصحابة لما ضرب على صدره ثلاثا وبصق في صدره لما قال : ( اخرج عدو الله ) فخرج
والأحاديث في هذا كثيرة ، فهم يدخلون
لكن أيضا لنكن على وعي ودراية :
يعني الآن معظم الرقاة وللأسف وجنوا على الناس وسيلاقون مغبة ما يدخلونه على الناس من التوهمات سيلاقون في حياتهم وبعد مماتهم كل من جاء قالوا فيك جن فيك عين فيك سحر
يلقون بهذه الأحكام جزافا لاشك أننا نثبت دخول الجن في الإنسان نثبت العين ، العين حق ، السحر حق لكن كل ما أتى مريض قيل له فيك مس من السحر مس من الجن هذا خطأ ويجنون على الناس
وكم من أناس يعني جروا عليهم من الويلات
بعض الأشخاص أتاني يقول والله لي عشرين سنة ما قبلت أحدا من أولادي وهم صغار ، كل من أتى إلى راق قال فيك مس ، ذكرت له بعض التوجيهات والله في غضون يومين حياته تغيرت حياته الزوجية تغيرت
عشرين سنة وهو يعاني بسبب بعض الرقاة ، لم ؟
لأننا نحن نستسهل نحن نفتح قلوبنا لهم ، يا أخي اقرأ على نفسك اقرأ على قريبك لا تقل ليس في خير ، لا ، فيك خير حتى ولو كانت لديك معاصي
العبرة من قراءة القرآن أن يتوافق ما في القلب مع ما يجري على اللسان
لو قرأت القرآن على مريضك تخرج هذه القراءة من القلب قراءتك أنفع من هذا الراقي لأن هذا الراقي عنده عشرات أو مئات أو آلاف الأشخاص
ربما يكون قلبه غير حاضر في تلك اللحظة فيقرأ القرآن وإذا بالقلب غير حاضر وبالتالي لا يستفيد من هذه القراءة
لكت أنت تتألم إما بمرض فيك أو مرض في قريبك ، اقرأ على نفسك ولو كان عندك من الكبائر ما عندك
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد ولذلك قال بعض العلماء يمكن أن تكون هذه القراءة على هذا الرجل من هذا الحي الذي لدغ سيدهم يمكن أن يكون مشركا ، انظر كيف نفعت الرقية في مريض لدغ مشرك
العبرة بما يحمله القلب اقرأ على نفسك اقرأ على قريبك لا تفتح أبواب الشر عليك ، ولذلك يقول والله فلان قرءاته قراءة طيبة قراءة خاصة مركزة
ما هذا الكلام ؟
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }
فانتبه
بعض الأشخاص أتاني وقال يشعر بدقات قلبه أو ما شابه ذلك لما ذكر لي حالته وذهب لبعض القراء وقال بك مس من الجن ، الرجل بالليل أكل وجبة مع زملائه ولم ينم تلك الليلة ، يعاني منها دخل عليه الشيطان ودخل عليه بعض الرقاة
الإنسان حينما تتعكر حياته لا يستلذ لها بنوم ولا طعام ولا شراب ولذلك يقولون لهم شكلك ما تنام كثيرا والله شهيتك مسدودة
نعم أكيد ، رجل متعب ، أنت الآن لوعندك غدا معاملة مهمة جدا أو بعد يومين ما تنام ، الطعام لا تشتهيه
فلا ندخل على أنفسنا ، ربما أن تلك الوجبة لا تناسبه وبالفعل قلت لهذا هذه الوجبة لا تناسبك ، وبالفعل انتهى من هذا الأمر
هؤلاء الرقاة كثير منهم فتحوا على الناس أبواب شر ، وأيضا من فتح هذا الباب نحن ، وإلا اقرأ على نفسك
بعض الرقاة يأخذ سبعة آلاف خمسة آلاف ما هذا تجارة ؟
ولو أجاز الشرع أن تأخذ ولكن ليست بهذه الصورة
فانتبه :
ليس كل ما يصاب به الإنسان يكون جنا ولا يكون عينا ولا يكون سحرا
نثبت هذه الأشياء نثبتها لكن أما أن يفتح الإنسان على نفسه باب الشر
يقول ذهبت إلى المستشفى وحللوني وقالوا ما بك علة ، نعم ما بك علة
لما ذكر ابن القيم العقبات السبع التي يدخل الشيطان منها :
قال عقبة الشرك ، البدع ، ثم عقبة الكبائر ، ثم عقبة الإصرار على الصغائر ، ثم عقبة الإسراف في المباحات ، ثم عقبة تقديم المفضول من العمل الصالح على الفاضل
يقول العقبة السابعة ما يسلم منها حتى الأنبياء والصالحون
يأتيك الشيطان ببعض الوساوس ببعض التوهامت فأغلق الباب
أنا أنصح من عنده مريض يخرجه من دائرة المرض يقول ما شاء الله وجهك طيب فيه تحسن لكن أن تجعله حبيس هذه الأوهام وهذه الأمراض كل من دخل عليه من أب من أم من أخت من أخ ولدنا مريض اذهبوا به إلى كذا ، يأتي الجيران ويزيدون هذا الأمر ، فأخرجوه من جو المرض
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }