تفسير سورة البقرة الدرس ( 57 ) [ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد … ] الآية ( 61 ) الجزء الأول

تفسير سورة البقرة الدرس ( 57 ) [ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد … ] الآية ( 61 ) الجزء الأول

مشاهدات: 793

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 57 )

قوله تعالى :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وقثائها وفومها وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

البقرة 61 (1 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ زيد بن مسفر البحري

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر عز وجل قوله تعالى :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وقثائها وفومها وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61

بعد هذا الطعام المن والسلوى وبعد هذا الشراب أتى أمر آخر

ما هو ؟

قال عز وجل :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وقثائها وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61

(( وإذ قلتم يا موسى ))

من الفوائد :

أن هذا الخطاب موجه إلى اليهود الذين في عصر النبي عليه الصلاة والسلام مع أنهم لم يحضروا موسى (( وإذ قلتم )) الخطاب موجه إليهم هم لم يحضروا موسى ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ ))

وهؤلاء لم يمنحوا منا و لاسلوى

فلم ؟

الخطاب هنا للأحفاد : لأن النعمة المسداة على الأسلاف هي نعمة على الأحفاد ولأن الأحفاد إذا لم ينكروا صنيع أسلافهم الشريرة يشاركونهم في هذا الأمر

فإنهم لم رضوا  وهم من في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لحال أسلافهم كأنهم هم وهم سواء

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن من مزايا النبي عليه الصلاة والسلام:

أن أصحابه وأتباعه لا يقولون : يا محمد

لا يجوز لأبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا غيرهم في عصره عليه الصلاة والسلام أن ينادوا النبي عليه الصلاة والسلام

 فيقولون : يا محمد لا يجوز هذا في  حقه عليه الصلاة والسلام

بل الواجب عليهم أن يقولوا : يا رسول الله يا نبي الله

هذه ميزة له عليه الصلاة والسلام تختلف عن غيره

ولذلك قال تعالى :

(لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً )9

يعني :

كما يدعو بعضكم بعضا تعال يا محمد  يا خالد يا فهد يا زيد لا

له شأن آخر عليه الصلاة والسلام

هذا من حيث النداء

لكن لو أن أحدهم أخبر كما اخبر بعضهم قال سمعت هذا على لسان محمد عليه الصلاة والسلام

هذا محمد :

هذا خبر لم يناد فيقول : يا محمد

لا ، الخبر يختلف عن الدعاء

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــ

أنهم قالوا : ((لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ ))

أهو طعام واحد ؟

لا

من وسلوى فكيف قالوا : ((لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ )) ؟

قالوا :

((لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ )) باعتبار أن هذا الطعام هو الذي قدم لهم بالأمس و قبله وقبله يعني هذا  الطعام واحد من نوعية واحدة ولو تعددت أنواعه وأشكاله فاعتبار انه يرد عليهم باستمرار على هذه الصفة

يقولون : طعام واحد

ولأنهم يأكلون هذا بهذا فأصبح طعاما واحدا

وهذا يدل على ماذا ؟

يدل  على أن النفس البشرية تمل ولو كان شيئا طيبا ولذا قرأت أن في بعض الدول الغربية يقولون : فيما قرأت ولا ادري هل صدق ما قرأت لكن قرأت : أنهم إذا أرادوا أن يعذبوا شخصا فعل جريمة قالوا له : تسجن مدى الحياة ولكن تطعم لكن اختر طعاما واحدا تأكله إلى أن تذهب أنفاسك

هذا عذاب

إذاً : الروتين يمله ابن آدم

إذاً  : خلاصة القول :

أن ابن آدم لو وضع في هذه الدنيا في أي شئ تتمناه نفسه والله لن يطمئن ولن يرتاح إلا في الجنة

وقبل جنة الآخرة جنة الدنيا

جنة الدنيا هي الطاعة

ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

” إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة “

جنة الطاعة

بعض  الناس مهما كان لديه من الأموال فإنه في عناء

ولذلك يقول الله :

((فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ))

يقول ابن القيم رحمه الله :

 ((  يتعذب بها ثلاث مرات يتعذب بهذا المال ثلاث مرات

كيف

يقول : ” يتعذب حتى يتحصل عليه ،

 

بعض الناس يقول : والله لو عندي زوجة لو عندي سيارة وعندي بيت وفي رصيد مائة ألف والله لن أطلب شيئا غيرها

أقول : والله ستطلب غيرها إلا إن قنعك الله ، ولو سئل من في هذا المكان ممن عمره خمسون أو أقل أو أكثر كان يتمنى في شبابه أشياء معينة فتحصل عليها  وهو الآن يريد غيرها

فيقول رحمه الله :  “يتعذب ثلاث مرات يتعذب في تحصيله

ولذلك بعض الناس تجد أنه لا يرتاح من الفجر إلى الدوام إذا خرج أكل وجبة الغداء ثم خرج ولا يعود إلا الساعة الثانية عشرة بالليل في ذهاب في أودية هذه الدنيا ولا جلوس مع زوجته ولا أولاده ولا راحة ولا سعادة هذا عذاب

يقول : (( فإذا تحصل على هذا المال أتاه العذاب الثاني))

ما هو العذاب الثاني ؟

يريد أن يزيد هذا المال

فإذا بد أ في  زيادته يتعذب  العذاب الثالث

ما هو ؟

أن هذا المال  لا يذهب من بين يديه

فتجد أنه يتعذب ثلاث مرات وهذا هو شأن ابن آدم

ونحن نعرف  في الواقع وأنتم تعرفون أشخاصا ولا داعي لذكر  هؤلاء الأشخاص يملكون مليارات ولم يفتروا عن طلب الدنيا ولم يرتاحوا

يعني عندك مثلا مليارات يعني هذا تكفي أحفادك وأحفاد أحفاد أحفادك مائة سلالة

لماذا لا ترتاح ؟

لم ؟

لأن قلبه تولع بها

ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه : (0من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد ( هم الآخرة ) كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ))

بعض الناس فقره بين عينيه مع انه يملك ملايين

فلماذا ؟

الشاهد من هذا :

أن الإنسان  إذا مشى على روتين معين يمل

وهذا يؤكد ماذا؟

يؤكد حقارة الدنيا

ولذلك لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ليست بعوضة جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء

الدنيا لا خير فيها

والله لو أن الإنسان لو أنه أعطي ما يريد في هذه الدنيا والله لن يرتاح

والله لو ذهب يمنة أو يسرة لن يجد الطاعة إلا في  طاعة الله إلا في عبادة الله إلا في الذكر

ولذلك إبراهيم بن أدهم زاهد من زهاد البصرة إمام في الزهد

الرجل هذا يقول :

” والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك

ماذا عند الملوك وأبنائهم كل متع الدنيا

قال : (( والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم  من نعيم الطاعة لجادلونا عليه بالسيوف

يقول بعض السلف : (( والله إنه ليمر بالقلب ساعات يطير القلب بها فرحا

يقول: أقول : إن كان أهل الجنة في مثل أنا فيه الآن وهوالذي في قلبي إنهم لفي نعيم

وهو لم يصل إلى نعيم الجنة جرب نعيم الطاعة

ولذلك من وفق إلى هذا النعيم فقد ربح وهذا هو الفوز الحقيقي

ولذلك :

ما أتت هذه العبارة وتروى مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام لكن لا تصح لكن معناها صحيح  : ((القناعة كنز لا يفنى ))

(( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ))

وإلا كل عايش تأكل وجبة إفطار وغداء وعشاء

الغني مثلك

لا خير في مال تذهب معه الصحة

ولذلك :

لو سألنا أنفسنا وأنا من بينكم : لماذا نحرص  على هذا المال ؟

لنسعد ونرتاح وننبسط

يا أخي إذا كان هذا المال لما أبحث عنه وأسعى إليه هذا السعي الحثيث يُذهب صحتي

 إذاً : لا خير فيه

يعني :

أجمع هذا المال وأتعب وأشقى به ثم إذا بي أخسر هذا المال من أجل أن أعيد إلي صحتي الأولى يا أخي من الآن حافظ على صحتك

حافظ على صحتك وحافظ على قلبك وعلى عقلك وكل هذا إنما هو في طاعة الله

النبي صلى الله عليه وسلم كما عند النسائي يقول:

 (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))

تصور لو أن عندك امرأة جميلة يضرب بها المثل في الجمال وتتمنى ألا تغمض عينك عن رؤيتها

هي قرة عين أو ولد هو معك فيما تريد ويسعد قلبك هذه قرة عين

النبي عليه الصلاة والسلام قرة عينه في هذه الصلاة

اجعل هذا المقياس الصلاة قرة عين لي ولك ولهذا  ولذلك

كل يسأل نفسه فهذه هي السعادة الحقيقية

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة البقرة

قوله تعالى : {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } البقرة 61 (2 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ زيد بن مسفر البحري : www.albahre.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فمازلنا في ذكر فوائد تحت قوله تعالى :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61

فمن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

أن بني إسرائيل أكدوا تأكيدا لنفى الصبر عن البقاء على هذا الطعام  :

((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ ))

فلن : تفيد تأكيد النفي من أنهم لن يصبروا على هذا الطعام الذي هو المن والسلوى والذي يقدم إليهم يوميا

وهذا يدل على ماذا ؟

يدل على أن بني إسرائيل من تتبع أحوالهم فيما مضى من آيات أنهم لم يوفقوا لأمور ثلاثة يحتاج إليها كل عبد :

ما هذه الأمور الثلاثة التي يحتاج إليها كل عبد ؟

يحتاج أنه :

ــ إذا ابتلي صبر

ــ وإذا أنعم عليه شكر

ــ وإذا أذنب تاب واستغفر

هؤلاء إذا رأيت حالهم فإنهم أمام نعمة الله عز وجل لا شكر

أمام امتحان الله عز وجل لا صبر

ما يقع منهم من ذنب لا توبة ولا استغفار

ولذلك:

كما قال شيخ الإسلام وكذا تلميذه ابن القيم قال : مدار سعادة ابن آدم على هذه الأمور الثلاثة لأن الإنسان لا ينفك عنها

ولذا في  حديث صهيب عند مسلم قوله عليه الصلاة والسلام : ((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر  ))

هذا هو الشكر عند النعمة

(( وإن أصابته ضراء صبر )) ــــــ هذا هو الصبر عند الابتلاء

 

أين محل الاستغفار ؟

محل الاستغفار أن الإنسان قد يغفل عن شكر نعمة الله يأتي الاستغفار تأتي  التوبة

قد يغفل عن الصبر عند الابتلاء هنا يأتي الاستغفار

فقوام سعادة ابن آدم على هذه الأمور الثلاثة

وهذا مما حرم منه بنو إسرائيل

وإذا ذكر مثل هذا لا يذكر على أنها قصص وأحداث وقعت من بني إسرائيل لكي نتلقاها هكذا مجردة

لا وإنما المقصود أن نأخذ العبرة وأن ننأى بأنفسنا عما وقعت فيه بنو إسرائيل من هذه الخزايا

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن قولهم : ((لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ )) وطلبوا تلك البقول والخضروات هذا فيه إشارة إلى أنهم طلبوا من الله أن يزيل هذه النعمة وأن يبدلها بغيرها لأنه ما كان مقصودهم أن يجمع الله لهم بين المن والسلوى وبين ما ذكروه من البقول وما شابه ذلك

ولذلك :

الآيات توحي بأن هؤلاء أرادوا إزالة هذه النعمة بهذا الدعاء

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الله عز وجل قال : ((فَادْعُ لَنَا ))

قالوا : ((فَادْعُ لَنَا ))

نحن إذا قلنا لشخص نطلب منه  طلب ماذا نقول : ادع ولا ادعي

اللفظة الدارجة عندنا : ادعي لي يا فلان

هنا : فادعُ

يدل هذا على أن الفعل دعا لأنه بالألف يكون واويا وليس يائيا

إذا أردت أن تعرف كتابة الفعل الماضي هل هو بالألف الممدودة أو بالألف المقصورة لتأت بالفعل المضارع

دعا ــــــــــــــــــــ يدعو

رمى ــــــــــــــــ يرمي بالياء

إذاً :

رمى بالمقصورة لأن الفعل المضارع يرمي

دعا بالممدودة لأن الفعل المضارع ــ يدعو

إذاً :  

إذا أردت أن تطلب من شخص دعاء فقل : ادعُ لي

ادعُ لي

إذاً : لهجتنا ندفنها ؟

الجواب : لا

لم ؟

لأنه جاء في قراءة لكن ليست سبعية : فادعِ لنا

وهي لغة من لغات بعض العرب

فإذاً : قولنا ادعِ لي لا بأس بها  فمن حيث اللغة فقد وردت

لأنها عند قوم من العرب ولكن جمهور العرب تقول : ادعُ لي

إذا أردت أن تخاطب ذكرا لكن إذا أردت أن تخاطب أنثى تقول لأمك : ادعي لي

فمقصودنا هنا في المذكر

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أيجوز للإنسان أن يطلب من شخص أن يدعو

 له ؟

قالوا هنا : ( (فادع لنا ربك ))

الأصل كما قال شيخ الإسلام : أن الإنسان لا يطلب من أحد أن يدعو له بل يدعو بنفسه ولنفسه لكن لو طلبت من أحد أن يدعو لك فلتستحضر أنك تريد الخير له لأنه إذا دعا لك فإن الملك يقول له: ولك بمثل

يعني : تطلب من شخص الدعاء ليس لأن تنفع نفسك فحسب بل تريد أن تنفع نفسك وتنفعه

ولذلك :

يحمل عليه حديث  عمر إن صح لأن بعض العلماء يرى أن به ضعفا

لما ذهب إلى العمرة قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تنسنا يا أخي من دعائك ))

إن صح فإنه يدل على أنه عليه الصلاة والسلام طلب من عمر الدعاء لأن عمر سيستفيد

كذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما أمرنا بأن نقول بعد الآذان : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة

أمرنا منه عليه الصلاة والسلام أن ندعو له بالوسيلة

لم ؟

لأن فيها نفعا لنا

ولذلك في تتمة الحديث : ( حلت له شفاعتي )

فانتبه إذا أردت أن تطلب من شخص الدعاء فلتستحضر أنك تريد أن يستفيد من هذا الدعاء كما تريد أن تستفيد

في المقابل :

فيه أمر ينبغي للإنسان ألا يفعله :

بعض الناس إذا تصدق على فقير قال : ادع لي

كأنه جعل هذه الصدقة مقابل هذا الدعاء ، لا

ولذلك قال عز وجل  : ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{9} ))

لكن لما تتصدق لك أن تتصدق بنية الشفاء كما قال عليه الصلاة والسلام : (( داووا مرضاكم بالصدقة ))

وكقوله عليه الصلاة والسلام : ” صنائع المعروف  تقي  مصارع السوء “

ولذلك لتحذر من هذا هو ليس بممنوع ولكن لا يكون الأجر تاما ففرق بين من جعل نظير صدقته دعاء وبين من لم يجعل لصدقته أي  جزاء

ولذلك :

مما أثر عن عائشة رضي الله عنها :

أنها إذا فعلت معروفا فقال لها شخص : جزاك الله خيرا

قالت : وأنت كذلك

حتى تكون هذه الدعوة مقابل تلك الدعوة ويبقى العمل الذي صنعته يبقى أجره تاما كاملا لها

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان خبث اليهود حتى في الألفاظ

(( ادع لنا ربك ))

هو ربهم عز وجل

ولذلك في هذه السورة لما سألوا البقرة : ((ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ ))

وهذا إن دل يدل على أن عند اليهود كبرا

ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله يقول : ” إن أبرز كفر اليهود من الصفات الكبر “

لأن عندهم علما وتكبروا عن شرع الله فلم يتواضعوا له

ولذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم : (وما تواضع أحد لله إلا رفعه )

ومع ذلك أذلهم الله عز وجل

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهم طلبوا من موسى عليه السلام طلبوا منه أن يدعو ربه

كلمة : الرب ومرت معنا : الرب إذا أتت في النصوص الشرعية فإنها على قسمين :

ربوبية عامة لجميع الخلق كافرهم ومؤمنهم

وربوبية خاصة للمؤمنين فقط

 

العامة للكافر وللفاسق وللفاجر وللمؤمن :

أنه عز وجل رباهم وأعطاهم النعم ورزقهم وعافاهم هذه هي الربوبية العامة

ولذلك يمنح الله الكفار مالا وصحة وقوة

هذه هي الربوبية العامة

الربوبية الخاصة :

هي لا تكون إلا للمؤمنين لأنها ربوبية تتعلق بالقلب ربوبية يغذي فيها عز وجل قلوبهم بالإيمان وأبدانهم بالطاعة

ولذلك :

لما تقرأ في الدعاء المذكور في القرآن تجد أن الدعاء يصدر بـ: اللهم أو ربنا

في دعاء الأنبياء في دعاء الصالحين في دعاء عباد الرحمن :

((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ))

في دعاء السلف ممن يأتي بعد الصحابة بعد الأنصار والمهاجرين :

(( والَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ))

تأتي مثلا إلى الراسخين في العلم

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا )

صدرت هذه الدعوات بكلمة ربنا

لم ؟

لأنها ربوبية خاصة

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهم طلبوا من موسى أن يخرج الله لهم من الأرض:

((فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ )) يخرجْ أو يخرجُ ؟

كيف نقرؤها ((فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ )) بالسكون

فعل مضارع فالفعل المضارع في أصله مرفوع إلا إذا سبقه ناصب فينصب أو جازم فيجزم

هنا لا ناصب ولا جازم

 لم يخرج هنا مجزوم بلم

لن يخرج هنا منصوب بلن

يخرج مجزوم لأنه جواب الأمر ” ادع “

ادع يخرج

((فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ ))

يخرج فعل مضارع مجزوم بالأمر وبالطلب

وهذا يأتي في القرآن : ((قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))

أصلها يغضون

أين النون ؟

هذا فعل من الأفعال الخمسة يرفع بثبوت وينصب ويجزم بحذفها أين النون ما الذي حذفها ؟

وعلى هذا فقس

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أنهم قالوا : ((مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ )) الأرض تنبت من نفسها وإلا المنبت هو الله ؟

الله

قال : ((مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ )) هذا أسلوب من أساليب اللغة العربية يسميه بعضهم بالمجاز

ولكن الصحيح عند المحققين من أهل العلم :

 أن القرآن ليس به مجاز لأن المجاز في اللغة يجوز أن يحذف فإذا قيل بالمجاز في القرآن يجوز لنا أن نحذف شيئا من القرآن وهذا لا يمكن

ولذلك :

توصل نفاة الصفات عن طريق المجاز وسماه ابن القيم سمى المجاز بالطاغوت توصلوا به إلى نفي أسماء الله وصفاته قالوا هي مجاز ولم يثبتوها على حقيقتها

إن قيل إن في القرآن مجازا فمعلوم عند أهل اللغة أن المجاز يجوز فيه الإغراق الشديد في الكذب والقرآن ليس فيه كذب

إذاً :

 نقول أسلوب من أساليب  اللغة العربية

كما في سورة الكهف :

(( جدار يريد أن ينقض ))

الجدار يريد ؟

((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ))

هل لديك جناح حتى تخفضه لوالديك

هذا أسلوب من أساليب اللغة

ولذلك في قصة موسى عبر عن اليد بالجناح أو ذكرت اليد بأنها جناح : (( واضمم يدك إلى جناحك ))

وفي الآية الأخرى ذكرت اليد على أنها جناح

فهذا أسلوب من أساليب اللغة العربية

ولذلك في الشعر :

يريد الرمح صدر أبي براء

يريد الرمح ؟

الرمح يريد ؟

وإنما يميل إلى صدر فلان

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهم قالوا هنا : ((يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا ))

من ما

أصلها من كلمتين أدغمت من في ما من ما

من هنا : تبعيضية أو بيانية أو جنسية او سببية

فمن في اللغة العربية لها معان متعددة

((يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ )) من هنا تبعيضية

يعني : من بعض ما تنبت

وإذاً : من ما

من تبعيضية

ما موصولية بمعنى الذي

يعني من بعض الذي تنبته الأرض

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

أنه قال (( من بقلها ))

من هنا الثانية

عندنا : منان

من الأولى

ومن الثانية

من الأولى تبعيضية (( مما ))

يعني : من بعض

( من بقلها ) بيانية

بيان ما يريدونه من هذا الشيء المبعض المخرج من الأرض

((مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ))

سبحان الله !

لماذا اختاروا هذه الأشياء ؟

(( من بقلها ))  البقول هي  مسمى لكل ما ينبت من الأرض من غير ساق :

مثل البقدونس النعناع الخس وهكذا

(( وقثائها )) القثاء ما هو ؟شقيق الخيار أخو الخيار

هناك الخيار معروف

القثاء هو شقيق الخيار شبيهه تعرفونه

سبحان الله !

فيه طول وفيه أخضر فاتح

نحن نسميه عندنا في اللهجة الأفلاجية الطروح

على كل حال (( وقثائها وفومها ))

الفوم : الثوم

لماذا لم يقل ثوم ؟

سأتحدث عنها إن شاء الله في الدرس القادم

(( وفومها وعدسها وبصلها ))

سبحان الله !

ما يتناوله ابن آدم إما أن يكون باردا وإما أن يكون حارا وإما أن يكون رطبا وإما أن يكون يابسا

ما يصل إلى معدتك إما رطب أو يابس أو بارد أو حار

ــــــــــــــــــــــ

 

 

 

تفسير سورة البقرة

قوله تعالى :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

البقرة 61 (3 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيخ زيد بن مسفر البحري : www.albahre.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــ

 

فمازلنا في ذكر فوائد قوله تعالى :

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } البقرة61

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فوائد هذه الآية الكريمة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن بني إسرائيل طلبوا من موسى أن يخرج الله لهم بعض ما تنبت الأرض وأوضحوا هذا الشيء المطلوب لأن ما تخرجه الأرض كثير لكنهم أبانوا وأوضحوا ما هو هذا الشيء الذي ترغبه نفوسهم : ((مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ))

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لماذا ذكروا هذه الأشياء ؟

البقول  : هو الورقيات

قثائها  : هو شقيق الخيار ورأى بعض العلماء أنه هو الخيار لكن المشهور أنه شقيق الخيار هناك ما يشبه الخيار لكنه أفتح منه من حيث لون الخضرة وأطول منه

الفوم :

هو الحنطة والحبوب التي يخبز منها

الفوم هنا يدخل فيه جميع الحبوب التي تستخبز ويدخل فيها الثوم

العدس : معروف

البصل  : معروف

لماذا ذكروا هذه الأشياء ؟

لعل ذكر هذه الأشياء لأن ما يدخل بطن ابن آدم إما حار وإما بارد وإما يابس وإما رطب

فلو أتينا إلى البقول لوجدنا أن البقول بأنواعها منها ما هو حار ومنها ما هو يابس منها ما هو بارد منها ما هو حار

هذه هي البقول

لأن البقول : اسم جنس للورقيات شاملة تشمل النعناع البقدونس الكزبرة وقل ما تشاء من هذه الورقيات

وكل نوع له ما يخصه من حيث  الحرارة ومن حيث البرودة ومن حيث اليبوسة ومن حيث الرطوبة

ثم لما ذكر البقول التي اشتملت على ههذ الأنواع من الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة ذكر ما يشبه الخيار

القثاء :

القثاء ما رأيكم بارد رطب ولا يابس ؟

بارد رطب

الفوم :

الذي هو الثوم حار يابس

العدس : بارد لكنه يابس

البصل : حار لكنه بارد

فلما ذكروا البقول التي اشتملت على هذه الأصناف الأربعة ذكروا أيضا أشياء مجزئة كل نوع من نوع من هذا الجزء فيه رطوبة وفيه يبوسة وفيه برودة وفيه حرارة

أو أن ذكر هذه الأشياء بعد البقوليات كأنه والعلم عند الله أن هذه الأشياء منها :

البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل منها ما يؤكل بدون طهي نار ومنها ما يؤكل بطهي نار

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أن القثاء وقرئ قُثاء لكنها ضعيفة لكن من حيث اللغة فيه لغة يعني يصح أن تقول : قِثاء ويصح أن تقول قُثاء

أن القثاء لبرودته ورطوبته إذا أضيف مع الرطب فهو علاج للسمنة

يعني من كان نحيفا وأراد أن يسمن والناس في هذا الزمن لا يرغبون في السمنة لكن من أراد أن يسمن أو أن يسمن أحد أبنائه فعليه بالقثاء والرطب

والدليل :

ما جاء عند ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ” كانت أمي تعالجني للسمنة لتدخلني على رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنها كانت نحيفة قالت : فما استقام لها ذلك حتى أطعمتني القثاء بالرطب فسمنت أحسن سمنة

ولذلك :

ثبت في الصحيحين :

من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه :

أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يأكل القثاء بالرطب كان يجمع بين النوعين

سبحان الله !

هي تقول كانت أمي تعالجني بالسمنة ذكرت لكم بالأمس أن ابن آدم لا يرغب في الروتين وقالوا : (( لن نصبر على طعام واحد ))

 معلوم أن ابن آدم لا يحب أن يسير على أمر معين

ولذلك :

لو قال قائل :

أين الدليل على أن ابن آدم لا يلائمه الروتين ؟

 اذكر هذه الآية : ( ( لن نصبر على طعام واحد ))

مع أنه من أطايب الطعام

سبحان الله !

ابن آدم غريب :

قديما :

لما كان الطعام قليلا وأدركت هذا في زمن الأجداد كانوا يرغبون في نكاح البنت السمينة فكلما كانت سمينة كلما كانت مرغوبة

سبحان الله !

الناس يحبون المتناقضات الذي ليس في أيديهم يحبونه

قديما : ليس هناك طعام  حتى تسمن هذه المرأة

الآن : كثر الطعام وأردنا المناقضة نرغب في النحيفة

فدل هذا على أن ابن آدم يحب ما ليس متوفرا عنده