تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 66 )
قوله تعالى :
{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} }
البقرة68
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ زيد بن مسفر البحري :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
فقد ذكر الله عز وجل قصة بني إسرائيل فيما يخص البقرة وتحدثنا عن قوله تعالى
((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{67} ))
وانتهى الحديث عن هذه الآية بعدها قوله :
(( قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68}قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ{69} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ {70} قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
من فوائد هذه الآيات الكريمات :
أن الله أمرهم بذبح بقرة على وجه الإطلاق كما قررنا في الدرس الماضي لكن لتعنتهم قيدوا هذه البقرة المطلقة بثلاثة أسئلة :
السؤال الأول عن هذه البقرة سؤال عن عمرها
السؤال الثاني سؤال عن لونها
السؤال الثالث سؤال عن عملها
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــ
أن بني إسرائيل فيهم من غلظة الألفاظ كما هي الغلظة في القلوب من هؤلاء وإذا غلظ القلب غلظ اللفظ فإنهم إذا خاطبوا أنبياء الله وخاطبوا موسى ((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ))
أليس بربهم ؟
بلى
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ )) وفي الآيات السابقات ما يماثل هذا من أنهم طلبوا أو خاطبوا موسى عليه السلام بأنه ربه
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أن الربوبية المذكورة هنا من أي نوع ؟
سلف الحديث عن هذا
الربوبية نوعان :
ربوبية عامة لجميع الخلق يربيهم ويغذيهم ويعطيهم ويعافيهم للمؤمن وللكافر
الربوبية الخاصة هي ربوبية خاصة بالمؤمنين وبالأنبياء يربي قلوبهم بالإيمان وبالخير
ولذلك الأدعية التي تكون من الأنبياء والرسل والصالحين موجودة في القرآن تصدر بماذا ربنا :
((رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً ))
((رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ))
إلى آخر ما ذكره عز وجل
ومن الفوائد:
أنه قال : ((ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن )) لم يقل : يبينُ هذا فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون
ما الذي جزمه ؟
((ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن ))
مثل ما مر معنا :
((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ )) بالجزم
قال يخرجْ :
الفعل المضارع إذا سبقه أمر جزم
هناك (( فادع )) أمر الجواب : يخرج
هنا : أمر ( ادع لنا ربك ) الجواب : يبين
إذاً : نقول هو جواب الأمر مجزوم
ومن الفوائد :
أنهم سألوا هنا هذا السؤال وما أكثر أسئلة بني إسرائيل
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة : (( إنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم )) ؟
ليست الأسئلة التي يستوضح منها ما يفيد العبد في دينه هذا ليس بمذموم (( فاسألوا أهل الذكر ))
لكن الأسئلة المتعنت فيها هذه هي المذمومة فما أكثر أسئلة بني إسرائيل !
لكن أين الفعل : قليل أم منعدم
ولذلك إذا رأيت الإنسان كثير الكلام لكنه قليل الفعل فاعلم بأنه غير موفق
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن السؤال هنا مبهم قبل أن نكمل الآية ((ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ )) مبهم
لكن لما أتى الجواب علمنا بأن هذا السؤال سؤال عن السن
ما الذي بعدها ؟
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ )) بينما الآية التي تأتي بعدها في السؤال الثالث :
((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ {70} قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ{71} ))
هذا اتضح من السؤال أنهم سألوا عن عملها وهذا إن دل يدل على أن الآية يمكن أن يفسر آخرها أولها
(( ووجدك عائلا فأغنى ))
العائل هنا الفقير ما الدليل ؟
(( فأغنى ))
(أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ))
((أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ ))
الضلال هنا معناه النسيان
الدليل (( فتذكر ))
(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ ))
ما معنى ( ولا أدنى ) ؟
ولا أقل لبيان ( ولا أكثر ) والأدلة كثيرة فلنتأمل
ومن الفوائد :
بيان عظم خُلُق موسى عليه السلام وما أصبره!
ولذلك لما أوذي النبي عليه الصلاة والسلام لما قسم قسما وقالوا : (( إن هذه قسمة ما عدل بها ولا أريد بها وجه الله ))
فغضب النبي عليه الصلاة والسلام لكنه تأسى بموسى قال : ((رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر )
يعني : من يطلع على حال موسى مع هؤلاء تجد أنه عجيب
ولذلك :
قصة الإسراء والمعراج كما في الصحيحين :
لما مر به النبي عليه الصلاة والسلام وفي السماء السادسة قال : بم أمرك ربك ؟
قال : بخمسين صلاة
وكلما مر عليه قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف
وكلما أسقط عنه عشرا : قال سله التخفيف
فلما رجع قال : ” جعلها خمسا “
قال : ارجع فاسأله التخفيف فإني عالجت بني إسرائيل
يعني : انظر المجرب وعندنا سل المجرب ولا تسأل الطبيب
فموسى عليه السلام مجرب يقول : عالجت بني إسرائيل
وبنو إسرائيل من حيث القدرة والطاقة والجسم ليسوا كحالنا أعظم
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (( إن الله خلق آدم ستون ذراعا في السماء فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ))
الخلق لا يزال ينقص من حيث البنية
فحالهم ليس كحالنا ومع ذلك صدق موسى
خمس صلوات ويساق إليها الإنسان سوقا نسأل الله السلامة والعافية
فهذا خلق موسى عليه السلام
فالنبي عليه الصلاة والسلام تأسى بموسى
إذاً :
نحن علينا كدعاة كعلماء كمسلمين علينا أن نتأسى بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأن نتخلق بأخلاقهم
لكن يصح أن نقول : نتخلق بأخلاق الله
سألني أحد الإخوان : قال :حضرت محاضرة أحد الإخوان من الدعاة وفق الله الجميع قال : إنه قال تخلقوا بأخلاق الله
قبل الجواب :
وأسلفت ذلك في خطب سالفة يفترض أن يكون الداعية هو العالم والعالم هو الداعية ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))
حتى فيما يخص السلوك والإيمانيات لو قرأت لكلام شيخ الإسلام في الحسد في العشق وخطبت خطبا عنها يعني : انظر إلى تلك الكلمات النيرة التي يكون لها وقع في القلب
بعض الناس يقول : هؤلاء العلماء ليس عندهم إلا حلال وحرام وليس عندهم وعظ ولا تذكير
ليس بصحيح
أصلا من ليس بعالم ليس بداعية
فعلى كل حال كلمة : تخلقوا بأخلاق الله يحذر منها :
ولذلك ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتابه بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية
قال : إن الفلاسفة يقولون هذه الجملة وعليها غطاء من الفلاسفة يقول : إن الفلاسفة ومن نحا نحوهم من الإسلاميين كأبي حامد الغزالي
الفلاسفة يقولون : عليك أن تتشبه بالله قدر الطاقة
يعني : احرص على أنك تتشبه بالله حسب طاقتك
قال : واستدل الإسلاميون كأبي حامد الغزالي بحديث (( تخلقوا بأخلاق الله ))
قال رحمه الله : ولا أصل له في كتب المسلمين ولا عند المسلمين وهو من الأحاديث الموضوعة المختلقة على النبي عليه الصلاة والسلام
فقد كسي هذا اللفظ بكساء من الفلسفة وإن كان معنى الحديث بأنك تتشبه بمعاني صفات الله التي أمر بها الشرع (( إن الله جميل يحب الجمال ))
( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )
لكن هذه اللفظة يبتعد عنها
ولذا قال الألباني رحمه الله في الصحيحة : هذا الحديث لا أصل له
وهذه فائدة مرت بما أننا نتخلق بأخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :
(( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ))
انتبه :
سأسأل سؤالا :
((قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ))
((لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ))
ما معنى فارض ؟
قلت لكم قاعدة قبل قليل :
قلنا الكلمة التي أحيانا في أواخرها تفسر ما قبلها :
البكر ما ضدها ؟
الهرمة الطاعنة في السن ((لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ))
فإذا لم تكن بكرا
الفارض هنا : هي الهرمة الكبيرة في السن
البكر : هي الشابة
ولذلك قال بعدها (( عوان بين ذلك ))
يعني : نصف وسط
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أن هنا ” لا ” في اللغة العربية :
لا : تنصب ما بعدها
لا حولَ
مبنية على الفتح في محل نصب
لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
هنا :
((لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ )) بالضم
اعلم :
أنه إذا تعددت ( لا ) فلك أن تنصب ولك أن ترفع
((لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ))
لأن ” لا ” تكررت
ولذلك :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } البقرة254
ولذلك :
لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله
يصح أن تنطقها : لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله
لكن المشهور بالفتح
هذه فائدة (( لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ))
((عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ )) يستفاد من قوله (( عوان بين ذلك )) أن خير الأمور الوسط
وجاء حديث ( خير الأمور أوساطها ) لكنه لا يصح لكن الوسط هو الخيار لكن ترى الوسط هو ما بين الشيئين لكن ترى أحيانا يطلق الوسط على الخير وليس هو الذي في السوط
لا
عندنا ثلاث درجات :
صغرى كبرى وسطى
إذا قلنا وسط المعروف عندنا في الوسط بين الصغرى وبين الكبرى
لكن أحيانا تطلق كملة الوسط على الخيرية على أفضل ما يكون :
{قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ }القلم28
أوسطهم في السن ؟ لا بل أخيرهم
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطا ))
يعني خيار عدول
بعض الناس يقول : يا أخي وسط لا تدقق ولا تشدد يعني افعل الذنب فنحن أمة وسط
خطأ
الاستدلال بهذه الآية هنا خطأ
الأمة الوسطية هي الأمة الخيار العدول
يعني هي وسط ليست في مقام الغلو والتشدد ولا في مقام الإفراط الذي هو التقصير
كيف نعرف الوسطية في الدين ما سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم
ومن الفوائد :
أن موسى عليه السلام لحظ أن هؤلاء يريدون التعقيد والتشديد
ماذا قال في ختام الآية : ((فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} ))
يعني : لا تدققوا ((فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} )) هو يخشى
وهذا يدل على رحمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأممهم وأعظم هؤلاء رحمة هو النبي عليه الصلاة والسلام {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
رحمة حتى بالكافر
كيف رحمة بالكافر مع أنه يحاربه ويقتله ؟
كيف رحمة ؟
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
لأنه لما يقاتل الكفار إما أن يسلموا تسلم طائفة منهم فهذا خير وإما أن تؤسر طائفة منهم فهذا خير فلعلهم أن يسلموا ويدخل فيهم حديث النبي عيه الصلاة والسلام عند البخاري ((عجبت لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل ))
وإما أن يموتوا على الكفر هذا رحمة لهم من حيثية ، حيثية ماذا ؟
حيثية إن هؤلاء لما تطول أعمارهم تزيد ذنوبهم
بعض الناس يقول : يا أخي الكافر ما بعد الكفر ذنب
يعني العقوبة واحدة
نقول : لا
الكافر يعاقب على كفره وعلى ما يفعله من ذنوب أخرى {الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } النحل88
انتبه :
رحمة موسى عليه السلام ((فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} ))
يعني لا تدققوا
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنه كما قال عليه الصلاة والسلام:
” لن يشاد الدين أحد إلا غلبه “
هم شددوا فشدد عليهم
ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام كما في المسند وهو إن شاء الله حديث حسن قال عليه الصلاة والسلام : ” إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع “
يعني : المنبت هو الشخص الذي يسير على دابة بالليل وبالنهار ولم يرفق بدابته
منبت يعني انقطع فهلكت دابته لا الظهر الذي كان يركبه بقي له ولا هو قطع المسافة التي يريدها
(( فهذا الدين متين فأوغل فيه برفق))
وليس معنى فأوغل فيه برفق : أن الإنسان يقول : لا والله العبادة هذه نتركها
أو مثل هذا الذنب لو فعلناه لا بأس بذلك ذلك الفيلم ذلك المسلسل
الكلام هو أن الإنسان يكلف نفسه في فعل العبادات التطوعية ما لا يقدر عليها وبالتالي تكون سلبية على سلوكه
ومن الفوائد :
((فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} ))
دل هذا على أن من لم ينفذ أمر الله عز وجل فإنه مذموم
وهذا يدل في قوله ((فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68} )) على أن الأمر يقتضي الوجوب والفورية
بعض الناس تكتمل فيه شروط وجوب الحج تأتي السنة وكل شيء توفر له يقول : لا
أتركها السنة القادمة
هذا يأثم لأن شروط وجوب الحج توفرت وتأخر عن الحج
ولذلك على المسلم أن يبادر بالطاعة
لأن الإنسان كما قال عليه الصلاة والسلام عند ابن ماجه قال :
” تعجلوا بالحج فإن أحدكم ما يدري ما يعرض له “
ليس المقصود هنا الحديث عن الحج فقط بل أي أمر واجب عليك سارع به لأنك لا تدري ما الذي يعوقك عن هذا الشيء