تفسير سورة ( القارعة ) الدرس ( 288 )

تفسير سورة ( القارعة ) الدرس ( 288 )

مشاهدات: 489

تفسير سورة ( القارعة )

الدرس (288 )

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير سورة القارعة….

{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}

{ الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) } والقارعة هي يوم القيامة، وسميت بهذا الاسم؛ لأنها تقرع الناس بأهوالها وبشدائدها { الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) } ثم فسر ذلك { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ } كالفراش المبثوث يعني المنتشر، كما قال تعالى { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ }

{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ } يعني الصوف { الْمَنْفُوشِ } الذي نفش فطيرانه من أسهل ما يكون، فكذلك تتطاير الجبال، { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ }

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)} { فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } وذلك لأنه رضي بها، وقد مر معنا لماذا سميت براضية في سورة الحاقة.

{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ } يعني فمسكنه { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } وإنما قيل هي أم؛ لأن الطفل يأوي إلى أمه، فقال هنا { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } وهي التي  تهوي به الهاوية أسفل سافلين، ولذلك فسرها { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}}  { نَارٌ حَامِيَةٌ } يعني شديدة الحرارة وقال بعض المفسرين { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } من أنه يؤخذ فيلقى على أم رأسه في هذه النار.