التفسير المختصَر الشامل
تفسيرُ سورة ( الْكَافِرُونَ )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
=====================
تفسيرُ سُورَةِ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) :
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } الكُفّارُ ، كُفّارُ قُرَيشٍ قالوا لِلنّبيّ ﷺ لِتَعْبُدْ آلِهَتَنا سَنَة ونَعبُدْ إلـٰهَكَ سَنَة ، فقال الله عزّ وجلّ : { قُلْ } يا محمّد لِهؤلاء ، وَهُمُ الكُفّار
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) } لا أَعبُدُ هذه الأَصنامَ والأَوثان
{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) }
{ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) } لِأَنّ مِلَّتَكُم لَيْسَت مِلَّةً سليمة
{ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) }
{ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) } لماذا كَرَّرَها ؟
– مِن بابِ التَّأكيد
– الآياتُ الأُوَل : يَعْنِي ( لا أَعبُدُ آلِهَتَكم في الماضي )
– والثَّانِيَة 🙁 لا أَعبُدُ ذَلِكَ في المُستَقبَل )
– الأُولَى : ( لا أَعبُدُ آلِهَتَكُم في الحال )
– والثَّانِيَة : يَعْنِي ( لا أَعبُدُها في المُستَقبَل )
– إنّ الآياتِ الأُوَل أَتَت بِصِيغَةِ الفِعل .
فَهِي ماذا ؟ فَهِي ( جُملة فِعلِيّة ) .
– وَأَمَّا الثّانية فَهِي ( جُملة اسمِيَّة ) ، والجُملة الِاسمِيَّة أَقوَى
فيقولُ – رحمه الله – مِن أنّه في الأُولَى نَفَى أَن يَفعَلَ ذلك ، ثُمَّ في الثّانِية نَفَى الوُقُوع والإمكان الشَّرعِيّ ( يَعْنِي يَستَحيل ذَلِكَ ) .
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) }
{ لَكُمْ دِينُكُمْ } يَعْنِي ( دِين الشِّرك ) فأنا لا أَقبَلُ ذَلِكَ
{ وَلِيَ دِينِ } ولَم يَقُل ( وَلِيَ دِينِي ) لِأَنّ الآياتِ أَتَت بِـ ( النُّون ) فحُذِفَت الياءُ مِن بابِ ماذا ؟ مِن بابِ آخِر الآيات ، كما قال عزّ وجلّ عن إبراهيم في سُورَةِ الشُّعَراءِ { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) } لَم يَقُل ( فَهُوَ يَشْفِينِي ) وهذا لَهُ نَظائر .
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) }
قال { لَكُمْ دِينُكُمْ } ، قال { لَكُمْ دِينُكُمْ }
وَمِن ثَمَّ أَخَذَ بَعضُ العُلَماءِ مِن أنّ أَهْلَ الكُفر – وَلَوِ اختَلَفَت مِلَلُهُم – يَتَوارَثُونَ ( اليَهودِيّ يَرِثُ النّصرانِيّ ) والعَكس ، وما شابَهَ هؤلاء
ومَرَّ مَعَنا تَوضِيحٌ لِذلك كما في سُورَةِ البقرة { .. بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) } .