تفسير سورة ( الكافرون ) الدرس ( 296 )

تفسير سورة ( الكافرون ) الدرس ( 296 )

مشاهدات: 461

التفسير المختصَر الشامل

تفسيرُ سورة ( الْكَافِرُونَ )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

=====================

تفسيرُ سُورَةِ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) :

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) } الكُفّارُ ، كُفّارُ قُرَيشٍ قالوا لِلنّبيّ  ﷺ  لِتَعْبُدْ آلِهَتَنا سَنَة ونَعبُدْ إلـٰهَكَ سَنَة ، فقال الله عزّ وجلّ : { قُلْ } يا محمّد لِهؤلاء ، وَهُمُ الكُفّار 

 

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) }  لا أَعبُدُ هذه الأَصنامَ والأَوثان

 

{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) }

{ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) } لِأَنّ مِلَّتَكُم لَيْسَت مِلَّةً سليمة

 

{ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) }

{ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) } لماذا كَرَّرَها ؟

 

  • قال بَعضُ المُفَسِّرين مِن بابِ ماذا ؟

 – مِن بابِ التَّأكيد

 

  • وقال بَعضُ المُفَسِّرينَ :

 – الآياتُ الأُوَل : يَعْنِي ( لا أَعبُدُ آلِهَتَكم في الماضي )

 – والثَّانِيَة 🙁 لا أَعبُدُ ذَلِكَ في المُستَقبَل )

 

  • وَقِيل :

 – الأُولَى : ( لا أَعبُدُ آلِهَتَكُم في الحال ) 

 – والثَّانِيَة :  يَعْنِي ( لا أَعبُدُها في المُستَقبَل )

 

  • وقَولٌ رابِعٌ ( قالَهُ شَيخُ الإسلام رحمه الله ) ، قال :

 – إنّ الآياتِ الأُوَل أَتَت بِصِيغَةِ الفِعل .

 فَهِي ماذا ؟ فَهِي ( جُملة فِعلِيّة ) .

 – وَأَمَّا الثّانية فَهِي ( جُملة اسمِيَّة ) ، والجُملة الِاسمِيَّة أَقوَى

 

فيقولُ – رحمه الله – مِن أنّه في الأُولَى نَفَى أَن يَفعَلَ ذلك ، ثُمَّ في الثّانِية نَفَى الوُقُوع والإمكان الشَّرعِيّ ( يَعْنِي يَستَحيل ذَلِكَ ) .

 

{  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) }

{  لَكُمْ دِينُكُمْ } يَعْنِي ( دِين الشِّرك ) فأنا لا أَقبَلُ ذَلِكَ

{ وَلِيَ دِينِ } ولَم يَقُل ( وَلِيَ دِينِي ) لِأَنّ الآياتِ أَتَت بِـ ( النُّون ) فحُذِفَت الياءُ مِن بابِ ماذا ؟ مِن بابِ آخِر الآيات ، كما قال عزّ وجلّ عن إبراهيم في سُورَةِ الشُّعَراءِ { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) }  لَم يَقُل ( فَهُوَ يَشْفِينِي ) وهذا لَهُ نَظائر .

 

{  لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) } 

قال {  لَكُمْ دِينُكُمْ } ، قال {  لَكُمْ دِينُكُمْ }

 

وَمِن ثَمَّ أَخَذَ بَعضُ العُلَماءِ مِن أنّ أَهْلَ الكُفر – وَلَوِ اختَلَفَت مِلَلُهُم –  يَتَوارَثُونَ ( اليَهودِيّ يَرِثُ النّصرانِيّ ) والعَكس ، وما شابَهَ هؤلاء

 

ومَرَّ مَعَنا تَوضِيحٌ لِذلك كما في سُورَةِ البقرة { .. بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) } .