تفسير قوله تعالى ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة …) الآيات (67 ـ 75)

تفسير قوله تعالى ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة …) الآيات (67 ـ 75)

مشاهدات: 549

تفسير قوله تعالى :

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً }

  فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

 

أما بعد :

تَلونا من ضمن ما تلونا هذه الليلة قولَه تعالى { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } الآيات .

لما قتلت بنو إسرائيل قتيلا لهم وجهلوا شخصه ، يعني عين القاتل ، أتوا إلى موسى عليه السلام لكي يدعو الله سبحانه وتعالى ليبين هذا القاتل الذي خفي أمره ، وهنا لفتة تدل على ماذا ؟ تدل على أن اليهود قتلة منذ الزمن الأول – ولا عجب – فكما ذكر سبحانه وتعالى في ضمن هذه السورة وتلونا شيئا منها لا عجب أنهم قتلوا بعض أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }البقرة87

فهم لم يتورعوا عن قتل أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام فكيف يتورع أجيالهم وذريتهم في هذا العصر أن يقتِّلوا إخواننا في فلسطين وفي البلدان الأخرى !

فماذا قال موسى عليه الصلاة والسلام لهم ؟

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } تأخذون أي بقرة وتذبحونها وتأخذون جزءا منها ثم تضربون بهذا العضو هذا القتيل فيحيى فينطق ويتكلم فيخبر عن قاتله ، انظروا إلى رحمة الله عز وجل لم يكفلهم عنتا ولا مشقة { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } أي بقرة خذوها ثم اذبحوها وافعلوا كما أُمرتم

فماذا قالوا ؟

{ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } أنحن لعبة عندك يا موسى حتى تأمرنا أن نذبح بقرة ، فما علاقة ذبح البقرة بهذا القتيل ؟ قد غفلوا عن حكمة الله سبحانه وتعالى ، وقد غفلوا عن أمر عظيم وهو أن العبد يجب عليه متى ما أمر من قبل الشرع عليه أن يأتمر ومتى نُهي من الشرع عليه أن ينتهي ، ليس لك أي خِيار

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }الأحزاب36 .

 

{ قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }

وهذا يدل على أن الاستهزاء بالآخرين جهل وجهالة ، فمن استهزأ بإخوانه الآخرين فإن فيه جهلا ، ما ماهية هذا الجهل ؟ ماهية هذا الجهل أنه لم يعرف قدره وهو وإن كان قد مُيِّز بمال أو بوظيفة أو بمنصِب أو بأي شيء من الأشياء الراقية لدى الناس فقد جهل أنها من عند الله وأن الله سبحانه وتعالى الذي أعطاه هذه الأشياء قادر على أن يسلبها منه في يوم من الأيام

 

{ قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }

ثم كأنهم استرقوا وعرفوا فقالوا { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ } يعني ما سِنُّها ؟ ما عمرها ؟ التنطع مذموم في شرع الله ، فلو أنهم أخذوا أي بقرة لانتهى الأمر ، لكن انظروا إلى التعنت

وهذا يدل على أن أي إنسان تنطع في دين الله فإنه به شبها باليهود وهو إن لم يكن في درجتهم لكنه اتبع سبيلهم ، وانظروا إلى جهالتهم وإلى حقدهم وإلى عظيم غفلتهم { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ }

أليس هو جل وعلا ربهم ؟ بلى

ولكن انظروا إلى ما في قلوبهم من الضغائن ، إلى ما في قلوبهم من الغفلة والإعراض والجهل { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ} يعني ليست طاعنة في السن

{ وَلاَ بِكْرٌ } يعني ليست فتية شابة

{ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ } يعني هي في سن متوسط لا كبيرة ولا صغيرة

{ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ } فلحظ عليه الصلاة والسلام أنهم عنتة ، أنهم متشددون ،

فماذا قال ؟

{ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } كأنه عليه الصلاة والسلام شَعر بأنهم يريدون التحقق من أمر آخر ، وبالفعل قالوا هذا سنها ثم { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } الأصفر الشديد الصفرة يسمى بأصفر فاقع ، كما يسمى الأسود :حالك ،

وكما يسمى الأخضر شديد الخضرة : ناضر ،  وكما يسمى الأبيض شديد البياض : بقق ، وكما يسمى الأحمر شديد الحمرة : قانئ .

نقول :

أحمر : قانئ   .

أخضر: ناضر .

أبيض : بقق   .

أصفر : فاقع   .

أسود حالك .

 

إذاً /هي صفراء ، أي درجة من درجة الاصفرار ؟ شدة الاصفرار

{ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا } وهناك صفة أخرى ، لما شدَّدُوا شدَّد الله عليهم { تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } مَنْ رآها أُعجب بحسنها وجمالها .

لم ينتهوا من هذا { قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا }البقرة70 ، عوقبوا ، لما دخلوا في تفاصيل وأجزاء هذه البقرة ، قالوا : اختلط علينا الأمر – سبحان الله – يمكن أن يكون بيان موسى عليه الصلاة والسلام من قِبل الله عز وجل أن يكون واضحا لهم لكنهم لما كانت قلوبهم معرضة قالوا { إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا }

ولكن الله سبحانه وتعالى وفقهم إلى أن يقولوا كلمة وهذه الكلمة ينبغي للمسلم إذا أراد أن يفعل شيئا في المستقبل أن يقولها { وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ } .

فماذا قالوا ؟

{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ }البقرة70 ،

يقول أبو هريرة رضي الله عنه ( لو لم يقولوا : إن شاء الله ، لما اهتدوا إليها )

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ } هم استفسروا { إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } يعني ما ندري بعد هذا اللون وبعد هذا السن هل هي عاملة تحرث الأرض ، تسقي  الحرث ؟ أم أنها سائمة ترعى في الصحراء مما أنبته الله سبحانه وتعالى ؟ أم أنها مهيأة تعمل في المزارع تحث وتسقي ؟

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ } يعني ليست مذللة للزرع ولا للحرث { لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ } يعني سَلِمت من العيوب ومن آثار العمل  { لاَّ شِيَةَ فِيهَا } يعني أن لونها الأصفر لم يخالطه لون آخر

ثم ماذا قالوا ؟

هؤلاء هم اليهود ، إذا أردت أن تعرف حقيقة اليهود فاقرأ كلام الله سبحانه وتعالى وتعرِف حقيقة هؤلاء اليهود مهما عقدوا المفاوضات ومهما عقدوا الاجتماعات فإنه لا يمكن أن يتوصل مع هؤلاء إلى حل عن طريق هذه المفاوضات { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } البقرة100، { وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمُ }المائدة 13

{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{55} الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } .

فماذا قالوا بعد هذا البيان ؟

{ قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } يعني جئت بالبيان الشافي الكامل الواضح ، والله لقد أتى بالبيان الواضح الشامل الكامل الوافي من أول الأمر { قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا }

وهذا يدل على أن البقر تُذبح مثل الغنم { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } بينما الإبل تُنحر بمعنى أنها تطعن في الوهدة التي عند أصل الصدر ، بينما الغنم وكذلك البقر بدلالة هذا الآية تضجع وتذبح كما تذبح الشاة

{ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }

إما من تعنتهم أو { وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } لأنهم كادوا ألا يجدوا هذه البقرة ذات الأوصاف ، أو { وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } لغلاء ثمنها لأنها نادرة ، والنادر يكون ثمينا { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }البقرة71 ، ثم ما الذي بعدها ؟

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ } يعني اختلفتم { فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72 ، في هذه الآية سبب لقول موسى عليه الصلاة والسلام { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } إذاً ما سبب هذه القصة ؟ { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا } أخَّر جل وعلا ذِكر السبب من أجل ماذا ؟

من أجل – والعلم عند الله – أن المسلم إذا قرأ كلام الله سبحانه وتعالى لابد أن يكون قلبه حاضرا فإنه إذا قرأ { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً } هنا ما ينبغي على المسلم القارئ لكلام الله ؟ أن تمر عليه هذه الآيات هكذا ؟  ( لا )

وإنما يقول : لماذا أمرهم الله جل وعلا أن يذبحوا بقرة ؟ فكأن في ذلك اشغالا للذهن مع كلام الله سبحانه وتعالى ، ولذلك أخَّر السبب { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{72} فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا }

– سبحان الله – عضو من حيوان ميت يُضرب به ميت فيحيى { كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } بمعنى أن الله سبحانه وتعالى كما أحيى هذه النفس الميتة قادر على أن يحيي الموتى { مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } لقمان28.

 

{ كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يعني أنتم أيها اليهود استبان لكم الأمر وظهرت لكم قدرة الله وعظمته حينما أحيى هذا القتيل { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لعلكم أن ترجعوا إلى الله سبحانه وتعالى  فما الذي جرى منهم ؟

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } إما أن تكون قسوة قلوبهم كالحجارة أو أشد من قسوة الحجارة ، ولم يقل [ الحديد ] لأن الحديد إذا وضع في النار ذاب وسال ، بينما الحجارة ( لا )

انظروا إلى قسوة قلوب هؤلاء اليهود { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }

ثم بيَّن أن هذه الحجارة القاسية تلين وتخضع وتسبح الله عز وجل { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } الإسراء44

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ }الحج18

بيَّن أن هذه الحجارة القاسية تلين لله سبحانه وتعالى ، أفلا تلين قلوبكم يا أيها اليهود ؟ ثم أفلا تلين قلوبكم أنتم يا معشر أمة محمد صلى الله عليه وسلم حينما تتلون كلام الله ؟ حينما تتلون أعظم كتاب ؟  { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } الحشر21 ، فإن في الجمادات من الخشية والتقرب والعبادة لله سبحانه وتعالى مالا يعرف الخلق كيفيتها إنما يعلمها هو سبحانه وتعالى .

 

{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء } وقد قرأنا  {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا } .

 

{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ } يعني من علو الجبال إلى السفل ، نزول هذه الحجارة من أعالي الجبال إلى السفل ما نزلت عبثا أبدا

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ } ثم توعدهم ، لأنه جل وعلا لا يغفل عنهم فهو حسيب لهم وشاهد عليهم {  وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } البقرة74

ثم عاد الخطاب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } يعني أن يؤمن هؤلاء اليهود لكم ، ألا نتخذ عبرة في هذا العصر مع هؤلاء اليهود ؟ {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } البقرة75 .

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قلوبنا حاضرة عند تلاوة كتابه العزيز ، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .